39 - مداهمة و كشف هوية - إنه أنت !!

ألقى ويليام نظرة ناحية والده ، كان وجهه مغطى بالدماء وبالتقريب يمكن تمييزه ، لكن في لحظة شفي ورجع كالسابق .

عض ويليام على شفاهه بحرقة ، أغلق عينيه لثواني كنوع من انواع الحداد ، داهمه صمت من كل النواحي ، في ذهنه كانت هناك صورة امرأة ، كانت امه وكان يفكر بها بعمق

[ يهووو، انا الاقوى في كل مكان و زمااان ، سيدكم زلزال السماء أورباان ]

اعاده صوت غناء أوربان الذي يضخم من شأنه الى الواقع ، بينما دخلت الغيمة الغبية الى المطبخ، رأى الحطام و الدم و ويليام في وسط اكثر من 7 اشخاص في ضوء التنوير ، بدا الغيمة في انتاج قطرات ماء ، كانه نوع من انواع العرق و التوتر .

[ ربما يجب ان اعود لاحقا ، اهتم بنفسك ويليام..!]

[ احزم اغراضك ، سنغادر! ]

تحدث ويليام بعد ان سيطر على عواطفه وعاد الى نفسيته القديمة ، اما بعد فقد قام باخراج زجاجة نبيذ من خاتمه المكاني وراح يبتلع السائل المر والحلو عبر فمه

[ ايييه ، ليس لدي أغراض لكن سأرى ما يمكن ان احزمه...]

كسر فيون كلام أوربان متسائلا :" الى اين تخطط للذهاب "

[أيهمك الى أين ؟ "

سكت والده مر الوقت وكان ويليام مستعدا للرحيل ، غير ملابسه وأخذ معه حاجياته الاساسية ، ونزل الدرج لم يجد اي شخص في الطابق الاسفل ، لربما كانوا قد ذهبوا سلفا .

بعد الخروج من الفيلا [ منزله على فيلا حديثة ] ، رأى الحديقة المدمرة و الارصفة المشوهة ، اخذ نظرة اخيرة على منزله و راح مغادرا وخلفه غيمة بدت محتارة

=============================

[العاصمة أوراكون]

بدأ الهلع يظهر على وجوه الجميع من الحاضرين في غرفة الاجتماعات ، بعد تقرير سيليا و اوليفر ، اصبحت لديهم صورة عامة عما يحدث .

العدو نفسه كان في العاصمة مختبئ نظرا لكل ما حدث حتى الان ، العدو كان قويا من ناحية التخطيط ، فقبل ان يدركوا ما يحدث كانوا قد وقعوا في الحفرة .

الشيء الاخر الذي افترضوه وكان مرعبا بالنسبة لهم لحد كبير ، هو انه كان هناك اكثر من مجرد عدو واحد ، بحكم ان نصف مملكة الجان " ألتير " سقطت بين عشية وضحاها و سقوط مملكة الاقزام" دورودريا"

ومصادر أتت اليوم الى قصر هيلاس بأخبار عن وجود صراعات بين قوى مختلفة في كل من مملكة الجان و الاقزام وكم من عرق قد اعتقدوه انقرض ، ضد ظهر للعيان مجددا .

علامات الكفر ظهرت على كل من تواجد في تلك القاعة ، حتى ملكة الجان السابقة فايوليت تلاشت ابتسامتها التي كانت تزين محياها دائما .

" أنحاول التفاوض معهم ؟"

" مالذي تقوله يا والدي ؟ ، اتريدنا ان نستسلم ، ابدا!.."

[ طفل غبي !، الا ترى انهم اخترقوا كل حصوننا ، لم يعد الامر مجرد مسألة شرف و كبرياء ، فقط من حادثة الأمس ترى انهم يهددوننا بحيوات المواطنين ، اكثر من مليوني بشري مهدد في هذه العاصمة و..."

[ والدي لا تقسوا على هيلور ، فقط انه ..!"

[ اصمت يا بوند ، لو كان هناك مخرج من هذا لسلكناه منذ مدة ولم نصل لهذه الحالة ، حتى ان وقوفنا حتى هذه اللحظة يعتبر معجزة"

بينما اختلف الملك السابق ليون مع ابنيه هيلور و بوند ، بدى وان ليون قد فقد إيمانه بكل شيء واستسلم للحقيقة .

" ايها الملك السابق ليون ، هل تعرف شيئا لا ندركه نحن؟"

سؤال فايوليت عبر عن ما بداخل كل من في تلك القاعة ، من خلال تصرفات الملك السابق العجوز ، ظهر للعيان انه يعلم شيئا .

جلس ليون على كرسي وبدا كانه في ايامه الاخيرة ، اختلطت انفاسه بلحيته البيضاء ، جفونه تخلصت من قساوتها ، اغلقت عيونه شيئا فشيء .

عندها بدأ ليون بالتحدث .

[" منذ العصور القديمة تواجدت عشر أضواء ، يبدأ الجسد بتحدي قوانين الجاذبية في ضوء العوالم ، ويصبح الجسد واحدا مع المانا في ضوء التنوير والاخير "

" لكن هنالك حالات خاصة احيانا "، قال هذا بينما ينظر لفايوليت، كان يقصد اقوى شخص في الجان والاقوى في القارة سابقا ، فيلمورث سيرد ( شرحت لما هو الاقوى لكن مع ظهور اعداء لا يعلمون عنهم شيئا لم يعودوا يسمونه الاقوى في القارة)

[" أفترض انكم تعرفون كل هذه الاشياء سلفا ، لكن ما ساقوله بعد هذا هو شيء يمكنكم ان تعتبروه من الخرافات لو اردتم ، لكنه حقيقي محض"

ابتلع الاغلب لعابهم وانصتوا بتمعن لما سيقوله ليون بعد ذلك.

"لنفترض انك في ضوء التنوير وعدوك كذلك ، اثناء قتالكما بدأ العدو بتشغيل مهارات معقدة ولا علم لك بها واحيانا لا تتعلق تلك المهارات بالسحر والمانا من الاساس "

" أغلبكم سيعتقد انها أداة أثرية او تعاويذ قديمة ، لكن عليكم ان تدحضوا كل فرضياتكم هذه ، فما يستخدمه ذاك العدو اسمه - هدية الشياطين -"

اعتقد الكل ان الملك ليون يهذي لانه في اخر ايامه ومع الضغط المستمر عليه ، خسر اخر ذرة من الصحة العقلية و المنطق لديه

لكن ما قالته فايوليت بعد ذلك جعلتهم يدركون ان الرجل لم يكن يهذي

" انت تقصد المختارين ؟!"

" تعلمين بشأنهم سلفا، اتوقع ان العمة الكبرى اخبرتك عنهم سلفا"

بعد ان ذكر ليون العمة الكبيرة ملأ شعور بالوقار قاعة الاجتماعات، فقد كانت شخصا فاقت حكمتها ما يمكن للبشر لمسه ، وكانها جاءت من عالم للالهة .

" الامر كما قلت، العمة الكبرى هي من اخبرتني عنهم ، يقال انه في كل عصر يتواجد ألف منهم بمواهب متعددة "

اكمل ليون حديثه

" نعم ، لقد لاحظت واحدا منهم كان في هذه البلاد ، لقد كان ويليام ألاين ، مختار لا غبار عنه ، لكن للاسف وقع ضحية الاكتئاب والعدمية وفقد نفسه في الفراغ"

اغلب من يعرفون ويليام في تلك القاعة ، اتفقوا على ما قاله العجوز ليون ، لان موهبة ويليام كانت من مستوى اخر لا يمكنهم حتى تخيله

[ هل تفهمون الان لما لا يمكننا الفوز عليهم؟، افترض ان اغلب اعدائنا هم مختارون بمواهب تفوق ادراكنا ، لهذا التسلل الى هنا أسهل من أكل الكعك "

جاء صوت عقب ذلك

" لك احترامي يا ايها الملك السابق معرفتك فاقت توقعاتي ، لكن صدقني عندما أقول لك ، ان ما تعرفه ليس سوى قطرة في محيط "

ابتسم الملك السابق ليون وكانه اخرج الضغوط المعلقة على قلبه في زفير .

" انه انت اذن ، فيون "

==============================

الفصل كانت فيه بعض المعلومات ، لكن لا تأخذوا بها ، فكما قال فيون فان معرفة ليون ناقصة ، ما يعني ان المعلومات لربما تكون خاطئة

2022/01/30 · 37 مشاهدة · 1019 كلمة
THUR
نادي الروايات - 2025