ألقى ويليام نظرة ناحية والده ، كان وجهه مغطى بالدماء وبالتقريب يمكن تمييزه ، لكن في لحظة شفي ورجع كالسابق .
عض ويليام على شفاهه بحرقة ، أغلق عينيه لثواني كنوع من انواع الحداد ، داهمه صمت من كل النواحي ، في ذهنه كانت هناك صورة امرأة ، كانت امه وكان يفكر بها بعمق
[ يهووو، انا الاقوى في كل مكان و زمااان ، سيدكم زلزال السماء أورباان ]
اعاده صوت غناء أوربان الذي يضخم من شأنه الى الواقع ، بينما دخلت الغيمة الغبية الى المطبخ، رأى الحطام و الدم و ويليام في وسط اكثر من 7 اشخاص في ضوء التنوير ، بدا الغيمة في انتاج قطرات ماء ، كانه نوع من انواع العرق و التوتر .
[ ربما يجب ان اعود لاحقا ، اهتم بنفسك ويليام..!]
[ احزم اغراضك ، سنغادر! ]
تحدث ويليام بعد ان سيطر على عواطفه وعاد الى نفسيته القديمة ، اما بعد فقد قام باخراج زجاجة نبيذ من خاتمه المكاني وراح يبتلع السائل المر والحلو عبر فمه
[ ايييه ، ليس لدي أغراض لكن سأرى ما يمكن ان احزمه...]
كسر فيون كلام أوربان متسائلا :" الى اين تخطط للذهاب "
[أيهمك الى أين ؟ "
سكت والده مر الوقت وكان ويليام مستعدا للرحيل ، غير ملابسه وأخذ معه حاجياته الاساسية ، ونزل الدرج لم يجد اي شخص في الطابق الاسفل ، لربما كانوا قد ذهبوا سلفا .
بعد الخروج من الفيلا [ منزله على فيلا حديثة ] ، رأى الحديقة المدمرة و الارصفة المشوهة ، اخذ نظرة اخيرة على منزله و راح مغادرا وخلفه غيمة بدت محتارة
=============================
[العاصمة أوراكون]
بدأ الهلع يظهر على وجوه الجميع من الحاضرين في غرفة الاجتماعات ، بعد تقرير سيليا و اوليفر ، اصبحت لديهم صورة عامة عما يحدث .
العدو نفسه كان في العاصمة مختبئ نظرا لكل ما حدث حتى الان ، العدو كان قويا من ناحية التخطيط ، فقبل ان يدركوا ما يحدث كانوا قد وقعوا في الحفرة .
الشيء الاخر الذي افترضوه وكان مرعبا بالنسبة لهم لحد كبير ، هو انه كان هناك اكثر من مجرد عدو واحد ، بحكم ان نصف مملكة الجان " ألتير " سقطت بين عشية وضحاها و سقوط مملكة الاقزام" دورودريا"
ومصادر أتت اليوم الى قصر هيلاس بأخبار عن وجود صراعات بين قوى مختلفة في كل من مملكة الجان و الاقزام وكم من عرق قد اعتقدوه انقرض ، ضد ظهر للعيان مجددا .
علامات الكفر ظهرت على كل من تواجد في تلك القاعة ، حتى ملكة الجان السابقة فايوليت تلاشت ابتسامتها التي كانت تزين محياها دائما .
" أنحاول التفاوض معهم ؟"
" مالذي تقوله يا والدي ؟ ، اتريدنا ان نستسلم ، ابدا!.."
[ طفل غبي !، الا ترى انهم اخترقوا كل حصوننا ، لم يعد الامر مجرد مسألة شرف و كبرياء ، فقط من حادثة الأمس ترى انهم يهددوننا بحيوات المواطنين ، اكثر من مليوني بشري مهدد في هذه العاصمة و..."
[ والدي لا تقسوا على هيلور ، فقط انه ..!"
[ اصمت يا بوند ، لو كان هناك مخرج من هذا لسلكناه منذ مدة ولم نصل لهذه الحالة ، حتى ان وقوفنا حتى هذه اللحظة يعتبر معجزة"
بينما اختلف الملك السابق ليون مع ابنيه هيلور و بوند ، بدى وان ليون قد فقد إيمانه بكل شيء واستسلم للحقيقة .
" ايها الملك السابق ليون ، هل تعرف شيئا لا ندركه نحن؟"
سؤال فايوليت عبر عن ما بداخل كل من في تلك القاعة ، من خلال تصرفات الملك السابق العجوز ، ظهر للعيان انه يعلم شيئا .
جلس ليون على كرسي وبدا كانه في ايامه الاخيرة ، اختلطت انفاسه بلحيته البيضاء ، جفونه تخلصت من قساوتها ، اغلقت عيونه شيئا فشيء .
عندها بدأ ليون بالتحدث .
[" منذ العصور القديمة تواجدت عشر أضواء ، يبدأ الجسد بتحدي قوانين الجاذبية في ضوء العوالم ، ويصبح الجسد واحدا مع المانا في ضوء التنوير والاخير "
" لكن هنالك حالات خاصة احيانا "، قال هذا بينما ينظر لفايوليت، كان يقصد اقوى شخص في الجان والاقوى في القارة سابقا ، فيلمورث سيرد ( شرحت لما هو الاقوى لكن مع ظهور اعداء لا يعلمون عنهم شيئا لم يعودوا يسمونه الاقوى في القارة)
[" أفترض انكم تعرفون كل هذه الاشياء سلفا ، لكن ما ساقوله بعد هذا هو شيء يمكنكم ان تعتبروه من الخرافات لو اردتم ، لكنه حقيقي محض"
ابتلع الاغلب لعابهم وانصتوا بتمعن لما سيقوله ليون بعد ذلك.
"لنفترض انك في ضوء التنوير وعدوك كذلك ، اثناء قتالكما بدأ العدو بتشغيل مهارات معقدة ولا علم لك بها واحيانا لا تتعلق تلك المهارات بالسحر والمانا من الاساس "
" أغلبكم سيعتقد انها أداة أثرية او تعاويذ قديمة ، لكن عليكم ان تدحضوا كل فرضياتكم هذه ، فما يستخدمه ذاك العدو اسمه - هدية الشياطين -"
اعتقد الكل ان الملك ليون يهذي لانه في اخر ايامه ومع الضغط المستمر عليه ، خسر اخر ذرة من الصحة العقلية و المنطق لديه
لكن ما قالته فايوليت بعد ذلك جعلتهم يدركون ان الرجل لم يكن يهذي
" انت تقصد المختارين ؟!"
" تعلمين بشأنهم سلفا، اتوقع ان العمة الكبرى اخبرتك عنهم سلفا"
بعد ان ذكر ليون العمة الكبيرة ملأ شعور بالوقار قاعة الاجتماعات، فقد كانت شخصا فاقت حكمتها ما يمكن للبشر لمسه ، وكانها جاءت من عالم للالهة .
" الامر كما قلت، العمة الكبرى هي من اخبرتني عنهم ، يقال انه في كل عصر يتواجد ألف منهم بمواهب متعددة "
اكمل ليون حديثه
" نعم ، لقد لاحظت واحدا منهم كان في هذه البلاد ، لقد كان ويليام ألاين ، مختار لا غبار عنه ، لكن للاسف وقع ضحية الاكتئاب والعدمية وفقد نفسه في الفراغ"
اغلب من يعرفون ويليام في تلك القاعة ، اتفقوا على ما قاله العجوز ليون ، لان موهبة ويليام كانت من مستوى اخر لا يمكنهم حتى تخيله
[ هل تفهمون الان لما لا يمكننا الفوز عليهم؟، افترض ان اغلب اعدائنا هم مختارون بمواهب تفوق ادراكنا ، لهذا التسلل الى هنا أسهل من أكل الكعك "
جاء صوت عقب ذلك
" لك احترامي يا ايها الملك السابق معرفتك فاقت توقعاتي ، لكن صدقني عندما أقول لك ، ان ما تعرفه ليس سوى قطرة في محيط "
ابتسم الملك السابق ليون وكانه اخرج الضغوط المعلقة على قلبه في زفير .
" انه انت اذن ، فيون "
==============================
الفصل كانت فيه بعض المعلومات ، لكن لا تأخذوا بها ، فكما قال فيون فان معرفة ليون ناقصة ، ما يعني ان المعلومات لربما تكون خاطئة