تفاجئ الكل بعد ظهور فيون، لكن لم يصلوا لنصف تفاجؤ إيلور ، بينما يرى والد ويليام أمامه
ارتفع الضغط في جزء من الثانية ، سحبت سيليا سيفها متجهة لعنق فيون، غريزتها اخبرتها لا شعوريا ان الشخص الذي امامها هو عدوهم اللدود .
حذى الكورز حذو سيليا واغلب من في القاعة ارتفعت نية قتلهم بشكل فظيع .
رفع فيون سبابته اليمنى وتوقف الكل عن الحركة , بعد كل ما بدر منهم اختاروا التوقف وتحية ضيفهم ، مؤخرتي !!، من الواضح انه على عكس ذلك ، لم يستطيعوا التحرك ، بل حالوا لكن مهما حاولوا لا يمكنهم .
بالعودة لما جرى قبل قليل ، كانت نوايا الكل واضحة ، العدو كان في تلك القاعة معهم ، اي شخص سيدرك ما سيحدث بعد ذلك ، قتال حتى الموت .
كان يمكن سماع صوت صرير الاسنان واحتكاكها ببعضها بقوة وكانها على وشك التحطم ، الصوت كان ناتجا عن سيليا كانت تحاول التحرك لكن بدون جدوى وكانها خلقت على تلك الشاكلة.
"كيف ؟! ،لا احس باي تبلور للمانا كيف؟ .."
بينما حالوا جاهدين الحركة ، تحرك فيون في القاعة ذهابا و إيابا، سقطت نظرته على إيلور ، عبس فيون تدريجيا ما أثار شكوك وتساؤلات في إيلور
" بينما تعلمون انكم تواجهون اشخاصا يفوقون ادراككم ، لما لا تزالون تحاولون من الاصل "
" راحت عليكم يا معشر عائلة سيفينيا ، تدهورت حالكم على مدار ال200 سنة الماضية "
وجه ليون و ابنيه هيلور و بوند اكفرت و اسودت عند سماع ما قاله فيون ، فقد اصاب بيت القصيد ، خارت قوة عائلتهم وراحت تتدنى ، وهاهي في عهدهم ربما قد تنقرض عائلتهم من الاصل ، جهود اسلافهم الذين يتفاخرون بهم راحت سدى عندما سقطت في ايديهم ، لكن مذا بامكانهم ان يفعلوا العدو قوي جدا ، ام انهم كانوا ضعفاء للغاية .
أفكار بوند بدأت تتبلور في دماغه ويتألم و يلقي اللوم على اجداده لعدم توريثهم شيئا بامكانه حماية احفادهم ومواجهة اخطار الانقراض .
" النظر إليك يذكرني بذاك النغل ، سحقا لك !" ، تهجم فيون على إيلور الذي لم يفهم شيئا .
فقد إيلور توازنه وسقط أرضا بدون ان يعرف السبب حتى رأى ان قدمه اليسرى قد تحطمت بالكامل الى عجينة لحم وعظام من دماء ، أدرك فيون ان الذي امامه ليس فيون الذي كان يعرفه .
بينما كان إيلور يتأوه وينظره في حال قدمه . بدأ العداد ينزل تدريجيا للحظة الصفر معلنا عن سقوط اخر نظام ملكي على هذه القارة .
بالرجوع الى القاعة ، كان لدى الجميع اسئلة تعكر صفوهم ، أخذ العجوز ليون المبادرة وتحدث .
" اذن لما ؟ وكيف ؟ ومذا ستجني من كل هذا ؟ هذا العجوز سيموت نادما ، لكن لا اريد الموت جاهلا عن كل الامور التي حدثت وستحدث ، اكرمني يا فيون في اخر ايامي "
اخذ فيون يتجول في القاعة وينظر لجميع نظرة تنم على تعاطفه معهم ، كانوا مثيرين للشفقة ، وصل لأمام ملكة الجان السابقة فايوليت ، رفع وجهها من ذقنها ، واخذ نظرة واضحة وعامة على الآنسة امامه .
راح يهمس في اذنها ،" اتساءل كم سيعطيني مقابلك ؟" .
تغيرت ملامح فايوليت الى الكفر و الغضب في ذات الوقت ، بينما تساءل الاخرون عن سبب غضبها ، بطريقة غير مباشرة وكانهم يريدون معرفة ما همس به فيون في أذنها.
أدار فيون رأسه مواجها العجوز ليون ، لم يتبقى للمسكين سوى سويعات في هذه الحياة .
" بالعودة للماضي اظننا كنا على وفاق يا ليون ، امضينا وقتا معا لكن للاسف لم نعد كما كنا ، تغيرنا كلانا.."
قاطعه العجوز ليون قائلا:" لا داعي لتذكرني بتلك الايام، أجلي قريب سوف أراها في شريط حياتي عندما احتضر ، واضف على ذلك أنت من تغير يا فيون "
خدش فيون ذقنه واجاب :" اتعلم ؟ اظنك محقا ، لكن وجدت انني كنت على خطأ ، انا لم اتغيؤ أبدا ، كنت على هذه الشاكلة منذ مدة طويلة فقط لم اظهرها للعيان "
" وانا من اعتقدت انني اعرفك كراحة يدي ، فيون اجبني بصدق مالذي تسعى اليه ؟ ومذا يحدث بحق الجحيم في هذه القارة "
تصبغت ملامح العجوز ليون بالجدية .
حتى فيون لم يتأخر فهو أخذ الامر على محمل الجد ايضا اضاف قائلا :" القارة تمر بنوع من التغييرات العديد من التنانين النائمة استيقظت من سباتها ، كل واحد منهم يريد لنفسه قطعة اما السبب فلا احد يعلم السبب"
( ملحوظة :التنانين هنا يقصد بها تشبيه للاناس الاقوياء على مستوى القارة، فكما قلت سابقا هناك شتى الاعراق و الاقوياء ، لكنهم كانوا مخفيين ولا احد ظاهر للعيان وكانهم انقرضوا )
تحدث ليون وكان الامر مسلم به من البداية:" اذن هكذا ، بدأ الكل بالظهور من العدم وبتقسيم القارة لانفسهم من دون سبب "
ابتسم فيون ونظر لليون وقال :" غريمك القديم ايضا ظهر ، لا اظنك ستتذكره ، تجاوزك قوة لكنه مجنون كما كان، هناك من يخطط لاغتياله ايضا ، يقال انه يحمل شيئا فريدا من نوعه، لا انفي نفسي لو كان لديه ما اظن انه هو لاذهبن له بنفسي"
بعد سماع فيون يحدثه عن شخص بدى وكانهما كانا معارف في الماضي ، استعاد ليون بعض الاشراق على وجهه لمعرفة ان غريما قديم حيا ، وكانه سعيد وتخلص من حمل ثقيل
"هكذا اذن همم ،اذن لنعد للموضوع الرئيسي ، فيون اتيت بنية التخلص من عائلتي اليس هذا صحيحا ؟!"، تلى كلماته ضغط مانا قوي ليون قام من على مكانه وتعجب الجميع ، بينما لا يمكنهم التحرك ، بدا كان ليون لم يكن متأثرا على الاطلاق .
نظر ليون الى الكورز بنظرة تنم عن الاسف لما آلت اليه الامور ، المساكين كانوا يعتقدون انهم وصلوا اقصى درجات القوة ، بينما هم لم يتحركوا ولو نصف قدم داخل ذاك الطريق ، بعضهم احس وكان شرفه و كبرياءه تم الدعس عليهما ، لناخذ سيليا كمثال ، حاولت قدر الامكان عدم اظهار ملامح الخيبة من نفسها على وجهها ، في داخلها كانت تعاني من صراع نفسي ضخم ، اكل تدريباتها راحت سدى ، جهدها و تفانيها في القيام بالتدريبات، كانت سيدة السيف، سمعتها كسيدة سيف لا يشق عليه غبار ، لكن الان لم تفهم مستوى قوة الشخص امامها ، احست بالنقص لدرجة شديدة ، كادت تتقيء الدماء
وصل ليون اما فيون امام انظار الجميع ، احس البعض بالاختناق من شدة الضغط الناتج عن تقابل هذان الاثنان وجها لوجه .
سقط ليون على الارض غير قادر على الحراك ، فتحت عيناه غير مصدقة لما يراه ، وكانه ضرب من الخيال ، لكن سرعان ما تدارك اموره ، ونظر ناحية ابنه الملك الحالي هيلور و بوند بنظرات تنم عن ضعفه وعجزه لحماية ابنائه .
الاثنان اعترتهما مشاعر لا يمكن وصفها ، مهما كبرا في العمر يبقيان ولدين صغيرين في نظر والدها، والان يريان والدهما عاجزا عن حمايتهما ، تدفق نهر من الدموع على وجنتيهما واكتسحته موجة غضب
" فيووون !! وما اسمك، لن اسامحك ولو حتى في الجحيم ، سأبقى العنك في ..."
بينما بدأ بوند في الصراخ و الغضب و الشتم ، انفجرت تلك الكرة التي يغطيها الشعر الابيض الى قطع متناثرة و سائل احمر ، تلطخ شعره الابيض بالدم الاحمر المائل للاسود .
مات بوند!