دار حديث الجنيات تحت ، بينما بكى البعض على رحيل هيزلي ، حاليا وقفت كبيرة الجنيات تلك ونظرت في اتجاه صاحبة الشعر الارجواني وقالت بنظرة أسف :" سامحيني عزيزتي كارميلا ، اتيت في زيارة لتري اشياء مثل هاته "
عيناها البنفسجيان البراقان بالامل و النور و النقاء كانا الان يدمعان ، تحدثت بصعوبة كان نفسها فظيعا بسبب الحزن :" ليس-ت مشكلة، انا فقط حزينة على هيزلي فقد كانت صديقتي ايضا ، هنا كنا مثل العائلة ، لكن لا اعلم لما احس بهذا ؟ اانتم ا-يضا.."
كان صوتها رقيقا وجذابا للغاية ، نبرتها الحزينة ستبكي كل من حولها وتزيد الطينة بلة وحسب ، لو سمع احد نبرتها الحزينة سيود قتل الشخص الذي رماها الى هذه الحالة
كما كان الجميع حزينا ، دخل الاربعة مرة اخرى الى الكوخ الذهبي ، تحدثت الكبيرة :" عزيزتي هيستيا كم ستبكين يموت البعض بين الحينة و الاخر انها سنة الحياة..."
لقد كانت تتحدث للجنية التي ما بدى انها ستتوقف عن البكاء في اي وقت قريب ، بينما دفنت راسها في حضن كارميلا قالت:" يموت نعم اعه-لكن عندما يصل اجلهم وليس ان يقتلهم احد ..."
بينما حل الصمت ، كسره صاحب الاربعة عشر ربيعا :" اختي كارميلا فقط دعيني سوف اذهب لالقنه درسا لن ينساه"
وبخته كارميلا ، لكن هذا لا ينقص من جمالية صوتها :" مذا تقول أركونت ؟! اياك و بالتفكير في هذا ، سيحل بك ماحل بهيزلي ، لا نستطيع خسارتك انت ايضا--"
وجه الولد قاس الارض وتأسف :" اسف لم اقصد..."
اخذت كارميلا نفسا و حاولت ايقاف دموعها ، بينما بدأت تخفف على هيستيا ، لقد كانت لحظات عصيبة وحزينة في نفس الوقت، فقدان شخص قضيت معه وقتا واعتبرته جزءا من عائلتك .
سألت الكبيرة :" كارميلا متى تعودين الى نيرفاكورن ؟ ، انتي هنا منذ أسبوعان ، زواج أختك قريب ، عليك ان تكوني بجانبها في هكذا وقت "
اجابتها كارميلا :" لن اعود حتى ينتهي الحداد ثلاث ايام، يمكنها ان تنتظر ، هي من كانت السبب لكوني هنا ، اغضبتني واتيت .."
ابتسمت الكبيرة رغما عنها وتمتمت:" يالها من أخوة هه ..."
بينما سألت الكبيرة مرة اخرى :" اذن مذا يحدث في نيفاركون هاته الايام؟"
اجابت كارميلا بوجه بدون ملامح ، لكن لا ينفي جمالها بتة :"الصراع للسلطة وحسب ، الاسر الثمانية تقول ان ثلاث أسر من هذه القارات سوف تحجز مكانا في نيرفاكورن ايضا"
تغيرت تعبيرات الكبيرة وسألت في دهشة :" لطالما كانت الاسر الحاكمة ، شديدة على من ينضم الى نيرفاكورن فكيف يمكنهم ان يكونوا بهذا التهاون ؟"
اجابتها :" لا شيء خاص ، انهم يستوفون الشروط ، كما ان الجميع في حالة حرب دائم فمن قد يريد ان يزيد حجم اعدائه، كما ان الاماكن لا تزال متاحة هنا ، يقال انه عندما يتم حجز كل الاماكن في نيفاكورن ستحدث ظاهرة "
تم اخذ الاثنان في تفكير عميق ، الجنية الصغيرة هيستيا لا تزال في حضن كارميلا وكانها لا تريد ان تفارقه ، حزنها وصل الشدة .
خلال ذاك الوقت جاء صوت من خارج الكوخ :" كبيرتي ، الغريب قد وصل بسرعة ، ربما قد يغادر حالا "
خرج الاربعة من الكوخ ليلاحظوا ان كل الجنيات تنظر في اتجاه واحد الى شاشة روحية وكما يتضح هناك شخص قريب من شجرة كبيرة ، ترافقه غيمة سوداء .
شاب بدى في السابعة عشر من عمره ، قد يخطى البعض ويظنه مخنثا من شدة وسامته، بنية جسمه واضحة ، كتفين عريضين ، عيون قرمزية مائلة للحمرة ، شعر أسود تتخلله الفضة من الجوانب ،
قلادة فضية على شكل قرنين حول عنقه و بشرته البيضاء ، بينما كان لباسه أسودا كاملا من ذاك القميص الى سرواله و زوج احذية سوداء.
كان مظهره رجوليا للغاية، فقط وسامته المبالغة فيها تمنح الشخص بعض الشك في كونه مخنثا ، ام الغيمة بجانبه فليس هناك شيء جديد ، من الواضح انها قطعة اثرية، ويالها من قطعة اثرية ، غيمة هه
بينما تطلع الجميع بأمل ان يلمس الشجرة الضخمة ويغادر بدون عودة ، هز يديه نحو جذع الشجر الضخم ، يمكن للشخص ان يحس بالطاقة الناتجة منها حتى ولو لم يقم بلمسها ، كما كانت طاقة نقية للغاية
لحظات بدت وكانها عقود زمن ، فقط يريدون من هذا الغريب ان يرحل ، حتى ان البعض من الجنيات قرروا ان يحتفلوا بصخب ما دام يختفي من تلك البقعة التي فيه .
اقترب من الجذع وكاد يلمسه، البعض فرح بشدة لكن حينها.
تشكل رمح أبيض من الجليد في يده، واضح ان تركيز المانا فيه كان على أشده ، على حين غرة من المشاهدين و الملاحظين ، تم شد عضلات الغريب وضرب الرمح في جذع الشجرة بقوة ، ارتداد هزة انتشر من الجذع الى جذوره ووصلت حتى الى المكان تحت الارض
نظرة كفر انتشرت على وجوه الجميع ، كرر الغريب فعلته مرة اخرى ، رمح صلب وضرب في الشجرة الضخمة ، يمكن ملاحظة تلك الحفرة في الشجرة .
فتحت الكبيرة اعينها واسعا :" على هذه الحال ....!"
تداركت الموقف وصرخت :" سيلا ، اماندرا ، روديس ، الى مدرعاتكم بسرعة ،اوقفوه بسرعة سوف يقوم باقتلاع الشجرة على هذا المنوال"
بينما كان الغريب يضرب الشجرة مرارا وتكرارا ، تهافت الثلاثة الى مدرعاتهم وخرجوا من البوابة
صرخت الكبيرة في كفر :" هيزلي لقد رحلتي ولكن أي مشكلة خلفتها لنا !"
كارميلا سألت بسرعة:" مالذي يحدث ؟!كبيرتنا لما يحاول الإضرار بالشجرة ...!"
اجابتها الكبيرة :" الا ترين صغيرتي كارميلا، الشجرة شيء مهم لنا ، انه يحاول استدراجنا للخارج ،هدفه هو نحن الجنيات"
بينما سمع الجميع ذلك انتشرت نوبة من الهلع بين الجنيات ، الغريب كان قادما لهم لا محالة، اذا لم يهزمه ثلاثيهم ، فسوف يخطو الى الداخل ويقتلهم واحدا واحدا .
خلاصهم الوحيد أصبح مهلكهم، الشجرة التي كانت ستنقلهزللطرف الاخر ، اصبحت الان شيئا قد يسبب هلاكهم، بالطبع احتمالات كالهلاك لا تزال بعيدة ، ما يزال لديهم خط دفاع اخير
تحدثت الكييرة :" شغلوا الحواجز ولنحتمي ، صغيرتي كارميلا اسف لقول هذا اتستطيعين طلب المساعدة لنا في حال حدث اي شيء ؟"
تحدثت كارميلا بسرعة ولكن بنبرة تأسف:" بالطبع بالطبع لكن سيستغرق هذا وقتا طويلا ربما حينها قد...:
اجابتها الكبيرة بثقة :" لا تقلقي حتى ولو وصل لدينا الحواجز ، لن يستطيع اختراقها حتى ولو بقي يومان هنا ، فقط اريد مساعدتكم في حال خسر ثلاثينا خارجا ، فقط كي لا يقتلع الشجر ، اما المساس بنا فلا يستطيع فعلها بسبب الحواجز"
سألتها كارميلا :" هل الحواجز بهاته القوة ؟"
اجابتها الكبيرة :" ستعرفين قوتها حالما ترين الطاقة التي تجري فيها ، حتى ولو كان بقوة اله واخترق الجدران فلدينا مهرب مع انني لا اود اسلكه لكن اذا اقتضى الامر فسأفعل "
:" اتقصدين موقد النقل ؟ ، لكنك قلتي ان مكانكم هنا ، ولا تستطيعون الذهاب لمكان اخر ؟ "
لم تحصل كارميلا على اجابة كانت في اعماقها تعلم انه اذا اقتضى الامر ، فيجب اتخاذ مخاطر وتضحيات من اجل النجاة .
فيووو!!
الشاشة التي تعرض الغريب بدأت تضمحل وتعود لحجر المانا تحت
صورة الغريب بدأ تتلاشى شيئا فشيئا ، الجنيات في الوقت الحالي لم يكن لديهم سوى خيار ان يؤمنوا قي ثلاثتهم لقتل هذا الغريب الدجال
====================
حاليا في الخارج ، توقف ويليام عن اللعب ، واتخذ وضعا جديا ، لقد كان محاطا بثلاث اجساد فولاذية ، عقله كان كآلة حسابية، يفكر في كيفية التصدي للثلاثة واي اسلوب يتخذه ،وكيف يهزمهم هنا .
تشكل رمح من الحديد في يد ويليام ، كما كان ينتظر ان يقوم الثلاثة بأي حركة ، ليبدأ النزال
جاء صوت من احدهم على يساره :" ايها الغريب لما تحاول تدمير الشجرة او بالاحرى محاولة ايذائنا ، هذا المكان ليس لك هيا غادر !"
عقب ذلك ، صوت من الوراء :" نعم ، نحن لم نفعل شيئا لك، ان كانت صديقتنا قد آذتك فقد تخلصت منها ونلت انتقامك ، هيا نحن نمنحك فرصة لتغادر سالما ، عليك ان تكون شاكرا على كرمنا "
اجاب ويليام ببرود :" اععه ، اصمتوا ايتها الحشرات ، مخلوقات معيبة مثلكم تسألني عن السبب ، السبب واضح انا أريد قتلكم وحسب ، فقط تعالوا الي"
صدم الثلاثة بما قاله ويليام ، الشخص الذي وسطهم، كان يود قتلهم وحسب ، بدون سبب كيف يمكن لشخص ان يكون بهذا البرود عندما يتعلق الامر بحياة شخص اخر
بمذا دعاهم ؟ مخلوقات معيبة !! الجنيات من الطف المخلوقات دعاهم بمخلوقات معيبة ، لو رأى شخص جنية سوف يغمى عليه من الفرح وسيعتقد ان الاله اصطفاه عن الاخرين
وبالطبع ويليام لم يكن اي شخص ، كان يود قتلهم وحسب .