نوبة من الهلع انتشرت ، رائحة القيء ارتفعت في الهواء شيئا فشيئا ،حاولت الكبيرة ان تهدأهم بكونهم امنين وان الحواجز تحميهم كما ان المساعدة في الطريق، مع انها احست ان الامر استغرق كثيرا
قالت جنية :" صحيح الحواجز، نحن بامان هنا، لن يضع ايديه علينا "، بدا اليعض في تشغيل عقولهم وتذكروا الحواجز ، وتخفف قلقهم ،حاليا لم يهتموا لسيلا او ما فعله ويليام او اي شيء
كل يريد نجاته، احقا مخلوقات نقية ؟، الجميع نفس الشيء ، كل يرغب بالنجاة ، الكل يرغب لنفسه وحسب ، فقط أوقات كهاته تظهر الحقيقة المرة
اذن ما الاختلاف الان بين البشر والجنيات ؟ مخلوقات مختارة ، لا تضحكني
سألت الكبيرة في ترقب وخوف :" صغريتي ، صغيرتي كارميلا، الم تقولي ان المساعدات اتية ، لقد استغرقوا وقتا طويلا ، ليس وكاني لا أثق بالحواجز لكن فقط سيخفف علي الضغط ان كان هنا شخص قوي يعتمد عليه"
اجابتها كارميلا وهي تحضن كلا من اخيها و هيستيا :" انا ايضا لا اعلم لما تاخروا ، ربما قد حدث خطأ ، فقد ارسلت الرسالة ولم ياتي اي شخص حتى الان، كنت ذهبت انا هناك لكن البوابة تحتاج لوقت للتفعيل لذا .."
قاطعتها الكبيرة:" لا داعي عزيزتي ، فقط علينا ان ننتظر ، الحواجز ستحمينا"
سار ويليام نحوهم ، فقط الحواجز من تفصله عنهم ، اخء نظرة في الجميع ، بينما كانت نظرة أركونت مثبتة عليه
قال ويليام :" ما بك تنظر الي؟ اهناك خلل بي ؟"
اخذته موجة برد ، كان الان متعرقا للغاية ، ربما اخافه ويليام ، اين شجاعته؟ سأل نفسه هل يستطيع ان يعيد ما قاله سابقا، ايستطيع حماية اخته من هذا الشخص امامه ؟
قال أوربان :" أتود قتلهم جميعا؟ ستقوم باخلال الموازين هكذا "
كانت اجابة ويليام واضحة :"موازين ؟ لتذهب للجحم انت وهذه الموازين ، سامتصهم كلهم وازيد قوتي"
اكمل ويليام كلامه :" ايتها الكبيرة ، افتحي هاته الحواجز و سامنحكم موتا سريعا بدون اي ألم اطلاقا ، ربما ادفنكم واصلي عليكم "
كيف يمكنها فتح الحواجز ، سوف يتم قتلهم، يجب ان يكون ملما بهذا ويطلب منها فتح الحواجز
سرعان ما سمعت الكبيرة صرخة من الوراء دارت رأسها لترى رمحا قد اخترق اربعة جنيات دفعة واحدة ، ظهرت عدة رماح داخل الحواجز ، وبدأت في اصطياد حيوات الجنيات ، بدات الصرخات تعلو وتعلو الكل يطير ويقفز هنا وهناك
توقف ويليام و قال:" حواجز هاها ، اضحكتني حقا ، مجرد حواجز و تاملين في ايقافي"
اكفهر وجه الكبيرة بدت وكانها كبرت لقرون سألته:" كيف؟ كيف هذا ؟ لما لما يحدث هذا لنا ، مذا تريد منا ، هل فعلنا شيئا خاطئا لك ،لقد اكتسحت حرمة أرضنا وقتلت فردا منا وما تزال تقتل مع اننا سمحنا لك بالرحيل ، لما؟"
ابتسم ويليام:" لما؟ فقط يمكنك القول انني بمزاج سيء للغاية "
اكان المزاج السيء سببا لاحداث مجزرة، ويالها من مجزرة ، أوربان نفسه لم يعرف لما يفعل ويليام هذا، ما خطبه وكيف تغير بسرعة ، الكل يمر بمرحلة المراهقة ويحبون ان يكونوا المسيطرين و أسياد العالم ، ولا يحبون ان يكونوا مقيدين ، و يفتقرون الى منطق سليم ، لكن ويليام فقط يبدو وكان الامر معقد وتجاوز ذلك بكثير
" لن أكرر كلامي مرة اخرى ، افتحي هاته الحواجز حالا او أقتل كل من في الداخل ، لا تفكروا في استخدام موقد التنقل او شراء وقت كي يصل احد لمساعدتكم، فقد اغلقت الموقد بالفعل "
كانت كلمات ويليام كالصاعقة داخل قلوب الجنيات، اخر منفذ لهم مغلق بالفعل ، كل ما بامكانهم فعله هو الانتظار ليحين موتهم تحت يدي هذا الشب قبالتهم.
الكبيرة قد ضغطت على يديها، وملامح قبيحة تشكلت على محياها لكنها رفضت الانصياع لأوامر ويليام ، لم تحب كيفية كونه مستبدا وثائرا هكذا، لم تحب اي شيء به، ارادت قتله بكل ارادتها وان تفتك دمه بيديها الصغيرتين، ستتخلى عن كونها جنية نقية ان كان ذاك ممكنا ، لكن الشخص امامها كان فقط قويا للغاية ، ويمتلك قوة فظيعة، هي نفسها التي عاشت قرونا لم تسمع عن شخص لديه قوة مماثلة .
فقط كيف يمكنه فعل هكذا اشياء ، بمثل قوته، لما لم تسمع عنه شيئا، رغم انها كانت معزولة تحت هذه الارض ولا تتواصل مع العالم الخارجي ، لكنها تتوصل بكل المستجدات حول الوقائع في القارة .
اشتد نظر ويليام نحو صدر كارميلا ، تحديدا الى الجنية التي في حضنها، يالها من قوة وحيوية لو بامكانه امتصاص كريستالتها من يعرف الى اي مدى ستزداد قوته
لم يكن ويليام في عجلة من أمره ، لقد اغلق عليهم مخارجهم ومهربهم الوحيد ، كانو تحت رحمته حاليا يستطيع قتل اي شخص يرغب في ذلك .
تحدث ببرود :" تعلمين، انسي الامر ، قرأت مرة في كتاب ما ان الجنيات حتى مع موتها تبقى كريستالاتهم ولو حتى كانوا مجرد رفات "
اجابته الكبيرة ويمكن ان تسمع نبرة الحقد و الكراهية في صوتها :" بالطبع، كريستالاتنا ما تجعل منا مخلوقات نبيلة ونقية، لكنك دنستها بذلك السحر الفظيع"
ابتسم ويليام ، وتابع كلامه :" وقرأت أيضا، ان الجنيات تصمم نعشهم الخاص من لحاف ذات الشجرة التي تغذيهم ، و يتم دفنهم حولها
ارتجفت الكبيرة في خوف ، فهمت مغزى كلام ويليام، حيث شاهدته يسير نحو جذور الشجرة، بالاحرى كان يسير نحو الجدران التي عليها الجذور .
صرخت الكبيرة:"اووعه ايها الزنديق توقف، اتريد حتى ان تدنس الاموات، الاله لن يغفر لامثالك ، الجحيم فقط من سيتحمل افعالك ايها ..."
وصل ويليام الى اقرب حائط عليه كوخ ، بالطبع لم يكن الكوخ ما يهمه ، الاكواخ مصممة من التواء جذور الشجرة الضخمة ، رفع ويليام نظرته للكوخ وطاف في الهواء حتى وصل اليه .
بينما ينظر للكوخ وكان عينيه تخترقان الجدار الصخري للكهف ، مد يده واخترق الصخور وسحب منها صندوقا يبدو كنعش ، فتح ويليام النعش ، الان في قبضة يده جثة مهمشة تظهر العظام منها، وهناك بعض اللحم اللاصق على العظام، لقد كانت جنية ماتت منذ زمن ربما .
ارتجف الجميع بينما يشاهدون ويليام يمتص كريستالة الجثة ، وبعد الانتهاء رمى الجثة على الارض ، حفر كل بقعة يراها غير مستوية ، مهما كان رفات ، جثة جديدة ، عظام، كان يمتص الطاقة منهم وتظهر الكريستالة من الفراغ بفعل سحر الظلام ويمتص طاقتها وتزداد قوته
كانت الجنيات تصرخن وتصرخن عند رؤية افعاله الشنيعة ولا تنط للمنطق السليم باي صلة ، عندما وصل ويليام امام كوخ بدى انه مطلي بالذهب ، حاول ويليام فعل نفس الشيء لكن يبدو ان يديه ضربت الحديد.
اعاد الكرة ، لكن هاته المرة كانت يده تنزف دماءا وكانه ضرب في اقسى شيئ ، بالطبع هاته المرة انشأ رمحا حديديا في يده وضرب بقوة نحو الحائط الصخري
ززززز! ، الارتداد كان قويا، وذاك الصوت لالتقاء حديد مع اخر ما جعله الامر صعبا
لعن ويليام في داخله وتراجع ، اعتقدته الكبيرة انه استسلم واعتقد ان هناك منجم حديد او شيئا اخر ، لكن احقا كانت تستهين بقوى ويليام العقلية، من الواضح انه يعرف ان هناك شيئا ما تم دفنه في ذاك الحائط
ظهرت عدة رماح في الهواء فجاة وانطلقت نحو البقعة قرب الكوخ الذهبي ، كانت الارماح تتشكل من العدم وتهجم نحو تلك البقعة لتحدث شرخا فيها
عدة رماح تضرب في البقعة بقوة كبيرة وتسقط أرضا و في نفس الوقت تتشكل رماح اخرى ، زادت السرعة والقوة، حاليا كان هناك موجة غبار مما يجعل الرؤية معدومة، بعد بعض الوقت ، خرجا ويليام حاملا نعشا ذهبيا بين يديه
الكبيرة لم تعد تطيق ، كان جناحاها يطوفان في الهواء وموجة مانا تتشكل حولها :" ايها اللعين!!سأقتلك! أعد نعش أمي الى مكانه !"
من شدة غضبها خرجت من الحواجز من تلقاء نفسها متجهة نحو ويليام في موجة غضب عارمة ، كان هناك رمح حديدي في يد ويليام ، بينما اقتربت منه الجنية ضربها بالرمح الحديدي ككرة غولف وارتطمت مع الحائط بشدة
ضحك ويليام :" ههه ، ضعفاء للغاية !" ، مد يده نحو النعش الذهبي وسحب منه ما بداخله، بدى وكانها جنية ماتت حديثا ، اكثر بدا وكانها حية!
شعر فضي اللون وجلباب ازرق تتخلله خطوط ذهبية وتلك الاذان المقعرة، ربما كانت كبيرة الجنيات سابقا ، اشتدت عيني كارميلا نحو تلك الشخصية في قبضة ويليام و قالت داخلها :" هل تلك هي من حدثتني عنها جدتي ؟ لو كانت هي فيجب..لكن كيف هل استخدم بركتي واواجهه لكن .." كانت الشابة الجميلة في حالة من التذبذب ، كانت خائفة من ويليام لحد كبير ، وقلقة على اخيها الصغير ، لو كانت وحدها ما كانت لتبقى محتملة لهذا الحد
فتحت الكبيرة عينيها والدم على وجهها ، دموع تنهمر على عينيها وتتحدث بضعف :" لما ؟ لما فقط يا الهي، مالذي قمنا به لتتم اهانتنا ، هل لاننا ضعفاء واننا جنيات، اذا كان الامر كذلك فلا أود ان اكون جنية لعينة بحق الجحيم ، ليذهب النقاء للجحيم !!"
قال ويليام:" يبدو انها في اخر لحظاتها وتهذي ، حتما علي قتل نفسي عندما اصل للثلاثين لا اريد الموت عجوزا بطريقة مثيرة للشفقة "
بينما أعاد نظره للجثة بين يديها ، لاحظ ان عينيها مفتوحتين، وكانتا مليئة السواد ، كانت تنظر لويليام نظرة شخص سرق منها اغلى ما تمتلكه ويجب عليها قتله لا محالة .
لعن ويليام داخليا :" سحقا!!"
صرخ:" سحر الدم-الانتقال " ، كان قد ترك بضعة قطرات دم على الارض ، انتقل اليا الى مسافة امنة
عندما رفع بصره ،رأى ان الجنية كانت تطفو حول الكبيرة
بينما قالت بصوت حنون:" عزيزتي هارليت ، ابدا ابدا لا تقولي مثل هكذا كلام ، كل وصعابه علينا فقط ان نصبر عنها ، وبعدها نتعلم منها ونخرج بشخصيات قوية ، مهما كانت ، الان ارتاحي واتركي كل شيء علي"
هارليت الكبيرة فتحت عينيها تنظر في الشخصية امامها :" أ -أمي انا ااسفة !! لم استطع ان....!" دفنت رأسها في حضن امها وبكت كانت تعرف ان أمها ميتة ، فقط لابد انها استعملت حيلة ما او اي شيء ، لكن على ما يبدو ان الشخصية امامها كانت بوعيها وبكل شيء
" يا لها من دراما ، كدتم تجعلون من قلبي المرهف يتحرك، لكن لا ، لقد فشلتم في ذلك ، مذا يعني استيقاظ جنية اخرى لمماتها وحسب "
في الجانب الاخر نظرت كارميلا الى الجنية بترقب ، قبل سماع صوت اخيها :"أختي انا ..."
حضنت اخاها وقالت بصوت عذب ومطمئن:" لا تقلق عزيزي ، ساحميك من كل شر ، لقد استيقظت جنية الليل زينيت، ما يعني ان أمره سينتهي قريبا ، نحن بمأمن الان، جدتي روت لي عنها من قبل ، انها قوية للغاية !"
تسلل شعور بالامان الى كل الجنيات عندما سمعوا حديث كارميلا ونظروا الى سلفهم زينيت ، حكي انها جنية اسطورية قاتلت بمساواة مع اعتى البشر منذ القدم وكانت قوية للغاية ، لكن نهر الزمن لا يرحم
===================
في ميدان معركة ، في غابة مجاورة كانت اجساد ملقاة على الارض متراصة ، لقد كانت اجساد للجنيات ، عيون سحقت ،ورؤوس قطعت
في شجرة قريبة كانت هناك جنيتان ، واحدة بشعر أسود وترتدي خمارا حول وجهها والاخرى كانت جنية صغيرة بشعر فضي واعين قريبة للسواد
كانت تبدو مثل شخص قد مات منذ زمن
نطقت الجنية بسؤال :" لما يتوجب على الذين يموتون ان يكونوا نحن ؟!"