حاليا كان ويليام يستعير قوة أوربان ، اما أوربان فيبدو وكانه اندمج مع السماء ، و زينيت كانت في حالة اندثار ، في كل حياتها المديدة التي عاشتها ، لم تسمع عن قطعة أثرية تستطيع فعل اشياء كهاته
وجهت اعينها السوداء نحو ويليام وجلبابها يطوف ، ثم قالت :" لدي سؤالان لك ، أولا ما اسمك ؟
أجاب :"ويليام"
اكملت زينيت السؤال الثالث :" لما تفعل هذا ؟"
================================
مرت جنيتان ، واحدة ترتدي خمار و الاخرى ذي شعر فضي وعينان سوداوان ، كن يطرن في غابة كثيفة الاشجار ، داخل دماغ الجنية ذي الشعر الفضي التي كانت زينيت في صغرها ، كانت تدور عدة تساؤلات ، علمت حينها ان الاجابة لأسئلتها تكمن في أرض المعركة
لما جنس خليقتهم ضعفاء ؟ و لما الاجابة صعب الحصول عليها ؟ والاكثر لأي سبب يموتون؟
في حياتها كان الحصول على اجابات لهاته الاسئلة هو اكثر شيء مقدس يجب على جنس مثل الجنيات ان يحاولن الاجابة عليه ، حتى لو عنى ترك كل النقاوة التي بوركن بها .
بينما كانت الجنيتان تتجولان حول أرض المعركة التي تدور في أرضهم، وموت عدة من رفيقاتها بين عيناها ، بدأن يغتلن اي شخص في ساحة المعركة ولو عنى ان حياتهن معرضة للخطر
في احد المرات وجدت احد الفرسان يحتضر وعلى وشك الموت، دقائق قليلة تفصله عن جحيم أبدي ، قررت زينيت استجوابه حول ما يدور في خاطرها .
فكانت اجابته :" نحن مجرد علف مدفع ، نقاتل ضد جيش اخر على من يستطيع الحصول عليكن ، في الحقيقة انا أيضا اريد ان اعلم سبب وفاتي ، ولما انا بالذات ، وكيف قادتني الطريق لهذا الطريق "
اكمل الفارس والدم يغطي صدره بالكامل :" اكان السبب الطمع؟ هل عرضوا علي مالا كثيرا لا استطيع رفضه ؟ ، ربما ، وربما لا ، الاسباب لا يعلمها الا من هم في الاعلى ، أحقا اشخاص مثلنا يعلمون بما يدور في عقول هؤلاء عديمي الرحمة ؟"
" ما نحن سوى شخصان متشابهين ايتها الجنية ، انا مجرد شخص يبحث عن اجابة مقنعة كي أموت مرتاح الضمير ، اما انتي فموتك قريب لكن انتي قررتي البحث عن اجابة قبل موتك ، ليس لانك تريدين سببا مقنعا لموتك، بل فقط لأنك تعتقدين ان حصولك على اجابة قد يغير قدرك "
مات الفارس ، واجابته دغدغت دماغ الجنية الصغيرة، كل كلمة قالها وهو يحتضر كانت مثل اجابة على اسئلتها ، لكنها لم تكن كافية للغاية
لكن الفارس اعطاها طريقة للحصول عليها ، فقط من يحكمون هذا العالم ومن يسيطرون قادرون على اعطائها إجابة
جاءها صوت من الخلف :" زينيت!! علينا ان نعود ، الامر اسوء مما اعتقدنا ، قد نأخذ عزلة ونختفي لبعض الوقت حتى ينتهي كل هذا ، لقد خسرنا كثيرا من الرفاق ، اعلم ان خسارة رفاقك اثرت عليك وتريدين الانتقام ..."!
قاطعتها زينيت :" لا تقلقي بشأن هذا، جنسنا له الاولوية "
ابتسمت ذات الخمار اليها وقالت :" انا سعيدة لانك تفهمين هذا !، يبدو أنه بفعل الظروف قد نضج عقلك "
استدارت جنية الخمار كي يغادر ، لكنها أحست ببرد يسري من صدرها ، وكان حياتها تفرغ للخارج ، ما أتت لتنظر الى صدرها، لترى يدا قد اخترقتها
تحدثت بتلعثم وصعوبة:" ل لما اعقه!! زينيت!!"
نبرة باردة أتت من خلفها :" اسفة ، لكن لا تحزني موتك سبيل لنجاة جنسنا و معرفة سبب كل هذا ايضا "
بعد بعض الوقت، سقط خمار الجنية ، واستدارت بوجه بشوش نحو زينيت كما قالت وهي تتلعثم
" أ احقا؟ موتي مفيد لجنسناا ، ان!! ان كان كذلك، فأنا سعيد-اعه!!"
سحبت زينيت يدها من صدرها ،وطمأنتها :" نعم موتك هنا عظيم وسيساعد جنسنا ، سوف اخبرهم ان نثف الفضل يعود اليك لذا ارتاحي بسلام "
اغمضت أعينها ونامت بسلام ، اما زينيت فكانت تفكر بما اقترفته الان وهل ستندم عليه فيما بعد، لكن عينيها لا تلمح فيهما اي تذبذب ، لقد كانت مصرة على هذا الطريق ، ولو خانت بني جنسها بالكامل
بعد قرون توصلت لإجابة، لم يكن سهلا ان تحصل عليها ، بعض من قومها اتبعها ، وبعض لم يفعل ، من تابعها حملوا خطيئتها ، لكن كل ذاك كان يستحق ، فقد وجدت اجابة ، لما يقتلون ؟ لما الحروب موجودة ؟ ، لما هناك طرف ضعيف يتم التضحية به دائما؟
لقد حصلت على اجابات لإشكالياتها .
=============
لكن إجابة ويليام بعد ذلك قد حطمت كل شيء حصلت عليه
بنبرة لا تحمل ادنى نية من الكذب و الافتراء اجابها
"لما أفعل هذا ؟ فقط مزاجي ليس جيدا ، التنمر على الضعفاء يحسن قليلا مزاجي "
صعقت زينيت بهذا ، لم تعتقد ان هناك اجابات و اسبابا اخرى لكنها تابعت :" أهذه اجابتك؟؟!!"
ابتسم ويليام ثم تحدث :" لا توجد إجابات ، فقط أسباب ، أسباب تفتقر للطموح عادة "
الحروف التي شكلت كلمات ، وبعدها جملا ،قد ملأت ذهن زينيت ، لم تعد تفهمها، هذا الفرخ امامها، الذي لم يرى ولو نطفة مما شاهدته في حياتها كلها، وكل أشكال المكر و الدهاء و الالم و العصيان و الفتور ، نطق بكلمات قد لا تستطيع هي نفسها ان تشكلها ولو عاشت ألف قرن
أغضبها الأمر ، صدرها الصغير ساخن للغاية، تمنت لو لم يأتي ويليام الى هذا المكان سلفا ، لقد كانت سعيدة بعد موتها لان وجدت اجابة اسئلتها ، لكنها الان ميتة و ما صرح ويليام به قد احدث شرخا بمعتقداتها
كانت حاقدة على كل من في داخل الكهف ، حتى ابنتها ، لولا ضعفهم لما كانت قد خرجت و استمعت لمثل هاته الاجابة .
حاليا فقط القضاء على هذا الشاب الوسيم قبالتها يمكن ان يثبت ان معتقداتها صحيحة، كان عليها ان تتخلص منه اذا ارادت ان تموت في سلام لمرة ثانية ، لكنها كانت تعلم انها لم تعادل ويليام في الكفة
أما بالنسبة لويليام فلم يكن لديه صبر بحجم الجبال ، اختفى بسرعة من المكان الذي كان عليه فقط ثعابين البرق كانت ترقص في الهواء محطمة الرياح الهوجاء .
المكان الذي انطلق منه وكان ضغط فظيعا صب عليه ، تشققت الارض والحصى طافت في الهواء
في الوقت الحالي كان ويليام أمام زينيت حاولت تجنبه لكن سرعته كانت أسرع من ردات فعله، استخدمت سحر الحواجز امامها بسرعة
اصطدم ويليام بالحواجز وكسرها واحدا تلو الاخر برأسه ، نطح الجنية على رأسها باقصى ما يستطيع ، رميت في الهوء ، كدات تصطدم بشجرة ، قللت من السرعة برفد جناحاها ، تحت ضغط جبار من السرعة التي أرسلها فيها ويليام طائرة نحو الشجرة .
ما عادت لترى الوضع كيف يسري كان ويليام قد اختفى من اخر موقع رأته فيه
من الاسفل ؟ ام الاعلى ؟ الخلف ؟ من اين ؟ بالطبع الخلف !!
حواسها انذرتها بشيء من خلفها ، استدارت بزاوية 360 درجة ، لترى عدة رماح تتجه نحوها ، لكن شخصية ويليام بالتاكيد لم تكن واحدة منها
صرخت بصوتها كما انه اصبح أجش
سرداب اليراعات - أعين السواد
الان ما كانت تراه زينيت مختلف تماما ، عما كان من قبل ، وكان الزمن توقف حولها ، كل شيء مظلم حولها ، سوى نقاط ضوء
كانت نقاط الضوء تدل على هجمات ويليام ، لقد كانت الرماح، ومن ثم في تلك الظلمة ، كان هناك نجم يتحرك هنا وهناك بسرعة ، لقد كان ويليام.
هاته التقنية تنفي كل شيء لا تريد رؤيته ويربكك، مثل الاشياء الخارجية ، الاشجار ، الطقس ، وكل شيء لا يفيد في القتال وله تأثير سلبي
وكانها في مساحة ترى فقط ويليام و هجماته ، ولا شيء يشتت دماغها ، حيث ان الدماغ يحتاج لمعالجة ما تراه العينين ، و كانت تتخذ هذه المعالجة تاخذ وقتا
مهما كان الوقت السريع الذي ياخذه الدماغ للمعالجة ، فقد كان وقتا وكان مهما مهما كانت قيمته صغيرة ، كان نسبيا و أقل جزء من الثانية يقرر نتيجة القتال بالكامل
بالطبع، هاته التقنية لا تضيف اي تقنيات دفاعية او تزيد قوة مستخدمها، ما يعني انه يجب عليها ان تتصرف مع ويليام بقوتها الخاصة.
حاليا في تلك الظلمة الحالكة كانت تتصدى لاضواء مختلف الجهات ، ومركزة على كل ضوء يكاد يصل اليها ، بالطبع كانت تتبع مسار ذاك النجم الذي كان ويليام ، وكانت تحيك خططا كي تطيح به، كم كان الامر صعبا، مرت لحظات وبدت وكانها دقائق بالنسبة لها
الاضواء لا تنقص بل تزداد حدة و عددا ، وكان المانا لا تفرغ من هذا الشقي ، لكنها ما تزال تستطيع مجاراته ، مثلما كان لويليام بطاقاته الخفية ، كان لها بطاقاتها ايضا ، لكنها استعملت واحدة منها الان
بالطبع في معركة ، يجب على الاطراف المتنازعة ان تعلم ان القتال يستطيع ان ينتهي حتى ولو لم يظهر الجانبان بطاقاتهما ، الافطن و الذي لديه تجربة والاقوى يستطيع انهاء القتال بسرعة بدون الحاجة لاستعراض بطاقاته
فجأة أدرك ويليام ان هناك خطأ ما ، كانت ردات فعلها تتحسن مع الوقت ، فكر مع نفسه ، ما نطقته في السابق كان تقنية من نوع ما ، لربما تساعدها في تحسين ردات فعلها
فكر ويليام في شيء ، و أراد التأكد من صحته