50 - مذبحة - ويليام يدنس نفسه بدم الجنيات

النجم في الظلمة الحالكة توقف عن اطلاق بريقه وتمركز في مكان واحد ، هب صوت منه قائلا :" اهذه تقنية من نوع ما؟ تبدو مساعدة للغاية ، يبدو--"

صرخت زينيت:" أصمت ، لن ادعك تشوش علي ، ولن اقول لك اي شيء ، اعلم ما يجول في خاطرك ولن ادعك تفعله "

ابتسم ويليام :" هكذا اذن همم " ، توقف عن الهجوم ، وشكل حوله ما مجموعه سبعة رماح ، واحد من الجليد و الاخر مائي ، ومن النار و الخشب و الحديد ، ورمح جليدي مغلف بسحر الضوء واخر واحد كان رمحا حديديا مغلفا بسحر الظلام .

قام ويليام بتعبئة رمح الجليد نحو زينيت وتصددت له ، لكن بعد توقف ويليام عن الهجوم المكثف ، كان قد منح لها وقتا اكثر من كافي للتفكير وإنشاء هجوم مضاد، تهرب من موجات ريحية عنيفة قادمة منها ، كما انه ضرب نحوها برمح كل مرة ، لكنها تتصدى له

لكن حالما ارسل الرمح المغطى بالظلام ، بدى وكان ردة فعلها عانت انتكاسة ، لم تظهر هذا، لكن عينا ويليام قد صورت كل ذاك في عقله

لعنت زينيت داخليا:" سحقا هل اكتشف الامر ، ان هاجمني بسحر الظلام سافقد ميزتي ، المهم الان ان استخدم هذه المهلة من الوقت لاستخدام تلك التقنية "

اما من جانب ويليام ، فقد ابتسم مطولا وبقي في مكان واحد وبدأت الرماح تتشكل واحد واحدا تهاجم زينيت، ارتاحت عند معرفة انه يهجم برماح عادية، لكن هذا لا يعني انها سعيدة بذلك، الهجوم يبقى هجوما ، وما دام مكثفا

فهذا يعني انه لن يمنحها وقت للتفكير في اي شيء ثانية ، فقط ان كان يود ان يحاول اكتشاف شيء ما .

عندما فكرت زينيت في ذلك نشأ اضطراب داخلي ولعنت :" سحقا ! لا تخبرني انه توقف عن التجربة لانه قد وجد اجابة سلفا ، هل هو ملم بتقنيتي؟ لكن كيف محال ؟ مجرد رماح كيف؟، ربما قد اكتشف انه لدي بعض الانتكاسات ضد عنصر الظلام لكن هذا لا يعني انه اكتشف تقنيتي بالكامل "

في يدي ويليام الان ظهر خنجران، واحد أبيض لامع ، والثاني أسود حادق، لقد كانا خنجري اليين و اليانغ ، اشتد نظر زينيت نحو نقطة الضوء الكبيرة حول النجم، ادركت انه كان سلاحا من نوع الضوء

سخرت داخليا :" هه ايمزح معي ، مع تقنيتي اسحلة ضوء او اسلحة مباركة او هجمات من نوع قريب لعنصر الضوء لا تخفى علي لانها ظاهرة للغاية"

صبت انتباهها على كتلة الضوء خنجر اليين ،ونسيت اليانغ اطلاقا حيث لم يكن يعطي ادنى نقطة ضوء ، فقط مع التركيز العالي يمكن لها ان تلاحظه

اما ويليام فقد ابتسم بتعالي ، اشار بسبابته اليمنى نحو زينيت ، وهرع خنجر اليين نحوها وخلفه كان خنجر اليانغ مباشرة

تجنبت زينيت خنجر اليين بمهارة ، وابتسمت ، لكن تلك الابتسامة اختفت بعد ذلك، احست بشيء اخترق بطنها وخرج من الجهة المعاكسة

بصقت فما من الدم تلاشت نظرتها الظلامية وتقنيتها ، استدارت للخلف لتجد خنجرا اسود ما يزال في الهواء

حينها عادت بها الذاكرة للخلف في تلك الحظة التي رماها ويليام بالخنجرين في داخل الكهف ، لقد كان هناك اثنان ، لكنها نسيت ذاك كليا بسبب ثقتها الزائدة بعد رؤية عنصر من الضوء

أحست بالندم، وألقت اللوم على نفسها ، نظرت مجددا نحو موقع ويليام ، لكنه لم يكن هناك !!

احست بقبضة تمسك بها من خصرها حتى صدرها ، لكنها لم تفزع البتة ، بل تشكلت ابتسامة حولها ، وصرحت :" أحمق!!لو كنت انهيت حياتي لكان افضل ، لكن راحت عليك!!

تفاجأ ويليام بأن عطبا كان يلوح في عقله ،وكان جسده لا يستمع لاوامر عقله ، بينما كانت زينيت تضحك بجنون في قبضته ، وكانها انتصرت، كان يود ان يطلق سحر الظلام ،لكنه لا يستطيع لا يعلم السبب

مرة اخرى صرحت زينيت بينما رفعت عيناها للسماء :" الان ساقضي عليك - تعاويذ عشتار -الفل----اعقه !"

ارتعدت ولم تستطع اكمال ما تقوله ! ، بحق الجحيم! ياللهول ما ذاك الشيء في السماء !!

عيونها الصغيرة السوداء اصبحت واسعة وكانها قادرة على ابتلاع العالم ، ارادت انزال رأسها والا تواجه ذاك المنظر في السماء، لكن سرعان ما اختفى بين الغيوم ولم تستطع رؤيته بعد ذلك، وكانه كان يريد ان يهب لمساعدة ويليام

نطقطت باعجوبة:" مس-مستحييل!! ، لقد لقد انقرضوا منذ ز زمن.. نعم زمن طويل كيف !!؟ كيف ؟"

ضحكة كئيبة ومثيرة للشفقة تشكلت على محياها بينما تتحدث:" هكذا اذن ! ، خسرت سلفا ، بالطبع كيف يمكنني الفوز امام اشخاص مثله، يالل..."

في غفلة من امرها ، استسلمت للموت ، كما اغمضت عينيها ، كانت هناك فجوتين ، ويليام اقتلع عيناها السوداوين!! ، دم ينزل على عيناها الجميليتين .

تحدث ويليام :" لقد كنتي ميتة ؟ ، فكيف عدتي ؟ لما تنزفين ؟ وكيف ؟"

فقط صوت الرياح اجابه ...فيو!! ،اختفت الغيوم من السماء ، اما ثعابين البرق تلك اختفت من على جسد ويليام وسعل دما ، صفو الجو وتحسن ، كان ويليام سعيدا ، فاز بادنى مجهود مع ان الفضل يعود لأوربان.

بينما كان ويليام يجرس على فرع شجرة ضخمة ، كان أوربان يطوف حول ويليام الان ويتباهى :" هاااا من الاقوى الان!!؟ هاها مجرد جيل جديد يود تحدي ملك الرعد أوربان "

ابتسم ويليام اليه وهنأه:" حسنا حسنا ، نعلم انك كذلك، هلا صمت الان، لا تتباهى فانا ايضا لم أظهر ولو قليلا مما املكه، لربما لان خصومنا ضعفاء "

اكمل ويليام :" لما نتقاتل مرة اخرى ؟ نسيت السبب ، ربما ليس هناك سبب من الاصل "

نظر اوربان بفراغ في ويليام ، بينما يشاهده يمتص كريستالة الجنية، كان الامر مستعصيا في البداية لكن مع بذل قليل من المجهود نجح، كما ان قوته زادت واكتسحت ، احس وكأنه وصل لضوء جديد، لكن تفقد نواته ولم يجد شيئا تغير بشأنها

تساءل ويليام في نفسه :" هممم اهناك اضواء او مستويات للقوة او مذا؟ احسست انني اخترقت شيئا ما ؟ همممم غريب"

لكن سرعان ما تناسى الامر ، لعدم وجود معلومات كافية، كما غير نظرته نحو مدخل الكهف الذي يؤدي للداخل

" فقط التجربة ستزيل الغموض ، ان جربت هذا الشعور مرة اخرى ، فهذا يثبت ان هناك شيئا من هذا القبيل "

سار ويليام نحو المدخل ، لاحظ ان جثة الجنية زينيت لا تزال بين يديه، شخص لا يعرف حتى اسمه قد قتله بدون سبب فقط لتحسين مزاجه ، فكر ان كان على هاته الشاكلة منذ مدة ، لم انه تغير مؤخرا وحسب ، ما السبب ؟

عندما وصل لمكان البوابة الكبيرة ، فرمى بالجثة نحو المدخل ، عندما لاحظ الكل الجنية زينيت في الهواء فرحوا واعتقدوا انها فازت ، بعضهم قد خرج من الحواجز بسبب الفرحة .

لكنهم اكتشفوا خطأ ما ، سقطت جثة زينيت على الارض ، بدون اي اشارات على الحياة ، كما دخل شاب وسيم ورافقته غيمة بجانبه، عندها عقولهم الصغيرة ملأها السواد واحساس بالخطر ،حاولوا الرجوع لداخل الحاجز لكن كيف ؟

تضرعوا للاخرين ان يفتحوا الحواجز ليدخلوا لكن ، قبل ذلك، تم تقطيعم برماح دخلت اجسادهم ، اما الكبيرة فقد اطلقت صرخة مثيرة للشفقة:" أمييي !!اعه "

سارعت نحو وخرجت من الحاجز رغم ان كارميلا حاولت ايقافها ، ذهن كارميلا قد توقف عن العمل منذ ان لاحظت ان الشاب امامهم قطع الطريق من داخل البوابة المحطمة ، حاولت ايقاف الكبيرة لكن قبل ان تدرك كانت الكبيرة قد قطعت الطريق نحو مماتها

بينما تمسك جثة أمها بين يديها وتبكي تحسرا عليها ، رفعت نظرها لتواجه ويليام، الدموع المنهمرة على وجهها شكلت تيارا .

رفعت يديها وهي تبتسم وتغلق عينيها ، وكانها تنتظر سلاما ابديا ليحل عليها، في اللحظة التالية قطع رأسها ونثرت دماؤها على الارض ، وتلك الابتسامة لم تفارق محياها حتى بعد موتها

امتص ويليام كريستالتها ، ولاحد قلادة على الارض ، عيون كارميلا البراقة بدأت في الاتساع شيئا فشيئا ، ابتسم ويليام وحمل القلادة ، لم يعرف كيف تستعمل ، ولهذا كان اول شيء استعمله هو ارسال المانا الى داخل القلادة

فتشكل حاجز اخر ، فهم كيف تعمل الحواجز، قام بتفريغ الطاقة من القلادة فاختفى الحاجز ، ابتسم ويليام ورمى القلادة أرضا وحطمها بقدمه بقوة ، مما ادى الى اختفاء كل الحواجز دفعة واحدة .

الهلع سيطر على الجنيات بعض ان اختفت الحواجز الشفافة، تكدس العديد من الجنيات داخل موقد الانتقال رغبة في الهروب ، لكنه لا يعمل ، اغلق ويليام عليهن في الموقد بسحر الحواجز ، وبعدها استعمل سحر النار .

تعالت صرخات مؤلمة وفظيعة من الداخل ، جنية اخرجت لسانها ، وجهها بدأ يتحول للون التربة السوداء ،و عينيها متسعتين والدموع تسيل منهما ، واحترق شعرها البني

الجنيات الاخرى لم يحتملن ، البعض فقد الوعي والاخر تقيأ ، اخترقت الرماح اجسادهم واحدا واحدا ، هناك من تم نزع رأسه، وهناك فاحت رائحة احشائه الصغيرة و انزلقت على الارض ، حتى ان هناك شخصا من الخوف تقطعت عروقه وتقيأ قلبه

بدأ ويليام في امتصاص الكريستالات واحدة بعد واحدة ، قوته تستمر في الزيادة ويحس بنقاوة غير عادية ، مرة بجانب كارميلا وراح اتجاه الموقد وقام بامتصاص الكريستالات من رفاتهم و رمادهم .

لم يعد هناك اي جنية الان ، باستثناء تلك التي في حضن هيستيا ، فقدت وعيها مسبقا من شدة الخوف، لعلها عندما تستيقظ تجد ان الكابوس انتهى ، لكن هيهات ، سار ويليام نحو كارميلا .

" أعطيني إياها "

ارادت ان تجيبه لكن حلقها وكانه ممتلئ ولا تستطيع التحدث ، من شدة الخوف تشكل ما شكله حجر في حلقها ، مهما حاولت لا تستطيع ان تتحدث

مد ويليام يده نحو صدرها ، كتلتان ناعمتان لامست أيدي ويليام ، لكنه بسرعة خطف الجنية في حضنها ، هذه الجنية كانت مبتغى ويليام ، كانت كمية حيويتها مرتفعة للغاية وواضح انها كانت وريثة كبيرة الجنيات في هذه الغابة حالما تموت الكبيرة

لكن الان ، مات الكل ودورها هو القادم ، فتحت هيستيا عينيها قليلا ووجدت ان كارميلا تحدق بها ،ارادت الابتسام لها ،لكن عندما حدقت في تعابير كارميلا وملامح الخوف على وجهها ،وأنها كانت في يد شخص اخر .

نطقت :" ك-ككارميلا ان..انقذيني صديقتي ارجووك..اعه.." بدأت في البكاء والتضرع لحياتها ، حاولت كارميلا ان تقول شيئا لكن ويليام غير نظرته نحو ذو الاربعة عشر ربيعا ، نحو أخيها أركونت .

" حاولي القيام باي شيء وودعي رأس هذا الصغير " ،حال سماعها بهذا، اخفضت رأسها ، اما أركونت فوسع عيناه, الخوف رسم على عيناه و محياه ، لقد بال سرواله مسبقا من الخوف ، واعاد الكرة ثانية الان .

هيستيا بدأت في التضرع بصوت عالي لويليام كي لا يقتلها ، كلما دارت برأسها تجد جثث اصدقائها ، وعيونهم مفتوحى يحدقون بها ، لم تود ان تصبح مثلهم، بكت بصوت عالي وتطلق عبارات مثل :" لا اريد ان اموت ! ارجوك ارحمني سيدي سافعل اي شيء تطلبه مني ....!"

وضع ويليام يده الاخرى على رأسها وحاول اقتلاع رأسها ، احست بالالم الشديد لعضامها ولحمها يتمزق ، وبدأت في الصراخ، كارميلا حضنت اخاها واغلقت على اذنيه، في اللحظة التالية خرجت اعين هيستيا من فجوتهما ورش دماء رأسها مع اقتلاعه له ، وامتص الكريستالية رمى رأسها بجانب كارميلا.

بينما نظرت نحو الرأس امامها ، ذكريات غمرت رأسها ، اوقاتها السعيدة ، ضحكاتها ، هذا المكان و من يسكنون فيه كانوا يشعرونها بدفئ خاص

لكن هذا الشاب امامها سلبها هاته الاشياء ، لكن في قلبها لم تعلم لما ؟ لم تحقد عليه ؟ لم ترغب في الانتقام؟ كانت خائفة للغاية؟ لو عاشت سوف تسعى لاخذ الثأر ، ليس لانها تريد اخذ الثأر فقط كي لا يقولوا عنها مجردة من المشاعر ،ولا تكن لاحد اي شيء رغم انهم كانوا اصدقاءها .

لكن الان من داخل احشائها ، نبعت وقارة وخوف اتجاه هذا الشاب ، حياتها وشقيقها كانت بين أيديه

2022/01/31 · 77 مشاهدة · 1820 كلمة
THUR
نادي الروايات - 2025