55 - أخذ على حين غرة - ألم

امسك ويليام بلؤلؤتين ومدهما لماندي ، كان ماندي يعلم ما يقصده ويليام بفعله هذا ، أخذ الاولى ووضعها تحت قدمه والثانية في جيب معطفه ، كان مستعدا لتحطيم اللؤلؤة تحت قديمه في اي ثانية يخبره ويليام بذلك

اما بالنسبة لويليام فبدأ بطرح الاسئلة :" حدد لي كيفية عمل المؤشر ، اقصد كيف تحس به؟وكيف تعلم انك في نطاق المؤشر ؟"

أجابه ماندي :" ببساطة اذا امكنني استعمال المانا ، مثلا حاليا انا احس وكأن هناك حاجزا حول نواتي لذا أعلم انني لست في نطاق المؤشر "

لمس ويليام ذقنه وفكر :" هكذا اذن ، قد يكون ممكنا اذا حاولت اقامة اتصال مباشر مع نواته ، لكن اهناك فرق بين المانا في أرض المختارين تلك و بين المانا هنا ، على أي حال فقط التجربة ستكشف كل شيء !"

أحكم ويليام قبضته على كتف ماندي و بدأ بادخال المانا و الاختراق نحو نواته

ماندي بشكل مفزع :" مهلا ! احس بشيء يضرب نواتي ما هذا؟ لا تقل لي..."

كان ويليام مركزا مع العملية ، قاطع أوربان صوت ماندي المزعج :" فقط اصمت ودعه يرى ما بامكانه فعله "

خفض ماندي حدة صوته وقال :" اقصد ، كيف يمكنه حتى فعل هذا ؟!"

ما قصده ماندي واضح كوضوح الشمس ، اختراق اجساد الاخرين بالمانا كيف هذا ؟ وبدون المرور بأوردتهم او بالمسامات

" ها ها هه ،مؤشر يا للسخف ، انه كما ظننت اختلافات في المانا ، وكانت المانا تحتاج للتجديد ، لكن لا يمكنك تجديدها بمانا منتهية الصلاحية ، مجرد انتكاسة صغيرة"

كما أدلى ويليام ، بالطبع كان هذا مفهومه حول الواقعة لم يتعمق في التفسير كثيرا او انه سوف يخلط الحابل بالنابل ، فاكتفى بشرح مبسط .

كما انهى حديثه ، أحس ماندي بشعاع رقيق من المانا يحوم داخله ، عقب ذاك قال ويليام :" الان !!افعلها "

داس ماندي على اللؤلؤة وكسرها ، حام حوله الضباب واختفى .

" ما مستوى قوة ماندي يا ترى ، مذا لو اخذ ختم ،مؤشر و عاد لينتقم لما فعلته سابقا ؟"

" اتعتقدني غبيا ؟ فكرت في هذا مسبقا ، لكنه أحمق لن يفعلها "

بعض لحظات ظهر شخص من العدم اما ويليام و أوربان ، لقد كان ماندي ، مثلما ذهب رجع ، بسرعة

" قلت لك انه أحمق و غبي "

رد أوربان :" يبدو انك كنت محقا "

لم يعجب ماندي ما رآه ثم قال :" يمكنني سماعكم ، على الاقل عندما تتحدثون وراء ظهري تأكدوا من عدم وجودي "

سأله ويليام :" لما لم يخطر في بالك ان تاخذ ختم مؤشر و تعود ، من يعلم قد يمكنك ان تهزمنا و تعيد الي الصاع صاعين"

لعن ماندي نفسه :" سحقا !كيف لم افكر في هذا!؟ "

سرعان ما عاد ماندي إلى وعيه و فجأة اصبح شاحبا ، لم يدري كيف حدث ذلك بالتفكير في الامر الشاب أمامه و كأنه اخترق الحاجز داخله ، أيعني انه وجد ثغرة في المؤشر ؟ ، كيف هذا ؟ من يكون هذا الشاب ؟ كيف يتواجد مثله على أرض مقفرة مثل هاته ؟ كيف لم يصنع اسما لنفسه بعد؟

لكن مهما فكر في ذلك يجده مستحيلا ، اهذا الشاب أدى نفس وظيفة ختم المؤشر ، ايمتلك نوعا ما من الموهبة ؟ ماندي لم يستطع تفسير ماحدث ولن يستطيع مهما فكر ، حتى ولو علم بامكانية ويليام في استخدام المانا الجوية بحرية فهذا ليس سببا ليقوم بنفس مهمة المؤشر .

فكر ماندي في عقله :" مهلا ، لو جلبته معي الى الديار ، هل سيسامحونني ؟ ، ما هذا ماندي لم تعهد ان تكون قصير النظر هكذا ، سوف يشكرونني فوق هذا ، انا العظيم ماندي !"

تشكلت ابتسامة مثيرة للريبة على وجه ماندي ، و هذا ما وجده ويليام و أوربان شيئا يدعوا للقلق

في المقابل تحدث ويليام :" اذن ، سنفترق هنا ماندي ، لدي ما افعله قد نلتقي مرة اخرى ربما في ارض المختارين كما تدعونها ، حاليا لدي ما اتعامل معه"

في الحقيقة ويليام لم يكن لديه شيء ليتعامل معه ، وجهته لم تكن محددة ، غادر المنزل في نزوة غضب ، ما حدث مع الجنيات ما هو تفريغ لغضبه و التخفيف منه

ويليام كان يدرك جيدا ما يفتقده ، كان يفتقد الطموح ، الطموح ، لو كان لديك طموح سامي فسوف تكون فوق كل شيء ، لا تهم افعالك في سبيله ، الكل لديه طموح و اهداف و خلال رحلة الوصول او ابتغاء ذاك الطموح الكل يفعل ما في وسعه حتى ولو عنى ذلك تلطيخ أيديهم بدماء الاخرين

لكن في جهة ، ويليام يحس انه يفتقد شيئا ، لم يعرف ماهو حتى الان ، يمكنه ان يجد هدفا او ان ينمي طموحا ما دام تخلص من ذاك الشعور ، شعور الفراغ الداخلي ، اكتئاب ، غمة ، كل تلك الاحاسيس التي يمكن انها تنقض على نفسية الانسان

لكن هناك سبيل للتخلص من هاته الاحاسيس ، هي ان تتعمق في الملذات و الشهوات رغم انه امر يخفف ويحد و يكبح تلك الاحاسيس الا انه ايضا يساهم في تفاقمها .

نظر أوربان نحو ويليام بنظرة تعجب ، وفي عقله كانت خواطره تقول :" ايحاول جعل نفسه اضحوكة امامي ؟ ، التعامل مع شيء ما ؟ ، هه ايدرك حتى ما يقوله؟ لكن مهلا مذا لو كان يخطط لشيء ما؟ احيانا ذكاؤه المحدود يفاجئني لا استطيع التخمين "

اما بالنسبة لماندي فاعتقد ان ويليام لديه اهداف سامية يطمح لتحقيقها و تفهم ذلك ، و هنا خطى ماندي بلفتة كي يجذب نية ويليام الحسنة

حيث منح له ما يشبه القماش ، بدأ اوربان يحدق بغرابة ما جذب انتباه ماندي :" غيمة غبية ! لن اعطيك مثلها لا اود رؤية وجهك ثانية ، و الى مذا تحدق ابعد عينيك هاته قطعة من فستان العاهلة سيانسا ، و خمن انها قطعة القماش الخلفية من الفستان ، كانت ملتصقة مع أردافها و مؤخرتها هه هاها اهه"

بدا و كأن ماندي في منتصف شهوة و حلم جميل لكن ايقظه صوت أوربان و أعاده للواقع

سخر منه اوربان :" هه هاهاهاها احقا فوفو !! من قد يود قطعة قماش بحق السماء هاها ، تف عليك اتعتقد انني رعد السماء أوربان أود قطعة قماش اتسخت بمؤخرة فتاة كريهة "

ماندي :" سحقا ! اتحداك ان تعيد حديثك على العاهلة سيانسا وسوف اعصرك حتى اخر قطرة فيك"

أوربان :" هااع !! مذا قل-"

قاطعهما ويليام قائلا :"توقفا الاثنين ! ، ماندي لا أظن انك تعطيني هكذا شيء بدون استعمال صحيح؟"

ابتسم ماندي وقال :" صحيح ! السيد ويليام له أفاق واسعة بعد كل شيء ، لكن يا للاسف تواجد رفيق غبي معك في رحلتك سيجلب لك مصائب وحسب "

أما من جانب أوربان فاختار ان يتجاهل الاحمق ماندي وترهاته في هاته الاونة وحسب

اكمل ماندي حديثه :" بالنسبة لاستعمالها الاصلي ، بما انه ساعدتني مرة على العودة و ستساعدني على العودة مجددا بسبب قدرتك الغريبة، فهاته القطعة من القماش اذا ركزت عليها المانا و حطمت لؤلؤة الضباب ستنتقل الى أرض المختارين بسلام !"

اخذ ويليام قطعة القماش ، لم يكن حاليا يرغب في الذهاب لاي مكان ولم يكن لديه بالطبع اي أهداف لكن لا ضرر من ابقاء هكذا شيء معه ، قد يستخدمه مستقبلا

ابتسامة تشكلت على محيى ماندي ، كانت شهوانية اكثر من كونها مريبة حيث قال:" وبالطبع الاستخدام الثاني لها هو استخدام جنسي بحت ، انها تحمل رائحة العاهلة سيانسا ، تخيل فقط عرق مؤخ..-"

" فقط توقف اعرف اعرف العاهلة سيانسا نعم ! " اوقفه ويليام قبل ان يكمل

وضع ويليام يده على كتف ماندي وقال : حان الوقت لتختفي !"

ماندي بنظرة تعجب :" مهلا مذا -!"

قال ويليام بصوت بارد :" اذا عدت ساقتلك !"

بسرعة قام ويليام بضخ المانا في جسد ماندي وصولا الى نواة المانا كما رأى الحاجز المنشط من قبل المؤشر ، استخدم لؤلؤة ضباب و أسقطها على حذاء ماندي

بخخ !! ، نجحت عملية نقل ماندي ، ربما لن يعود ، هذا ان كان يود الحفاظ على حياته .

اما أوربان فقد ارتاح لذلك :" و أخيرا هذا الغبي غادر ، لو عاد اقسم -انني --"

فجأة تيبس أوربان في مكانه ، حالما ألقى نظرته على ويليام وجد ان الدم يخرج من فمه و أنفه و حتى اعينه و أذناه

سارع أوربان نحوه :" هوي !!مذا يحدث لك !؟"

في هاته الحالة ، أحس ويليام بألم لا يضاهى سقط أرضا بينما ياخذ انفاسه و يعاين أضراره

لم يرد على تساؤلات أوربان ، فقط وعيه ردد ذاك المشهد ، بينما ينقل المانا نحو نواة ماندي ، كان قد نجح في المرة الاخيرة و نجح هاته المرة و لكن عقب ذلك حدث شيء .

أحس ويليام انه انتقل لمكان ما ، كان ممتلئا بخطوط من نوع ما ، خطوط بيضاء و سوداء تشكل شبكة عملاقة ، و خطوط رفيعة المستوى لا تكاد ترى .

أحس ويليام انه اصبح عجوزا ، وكانه مرت عقود و أنه في ذاك المكان

عقب ذلك جاء صوت من العدم :" أيها الوضيع ! ، خدعتني في المرة الأولى لكن لا تتوقع انك ستأخذني على غفلة مني في المرة الثانية ، لقد تجرأت على ان تتلاعب بخطوطي ، هه ما يزال في هذا العالم حمقى مثلك "

مكان و زمن الصوت غير محدد ، فقط ويليام أحس بالصوت قرب أذنيه ، وبعدها جاء ألم حارق من نواة المانا خاصته متتبعا خطوط الطول و الميريديان عنده ، تمت مداهمته بألم تقشعر له النفوس ، وكأن روحه و جسده يمزقان

أدرك ان الصوت و ذاك المكان ينتميان لما وصفه ماندي بالمؤشر

2022/04/17 · 28 مشاهدة · 1490 كلمة
THUR
نادي الروايات - 2025