56 - انتكاسات - عائلة كارميلا تتقصى

مرت الأيام ، في كهف صغير كان هناك أنين ، على أرضية حجرية استند ويليام الى جدار الكهف كان جزؤه العلوي عاريا ، أحس بحرارة عالية ، شعور و كأنه يتم طبخه

حالته العقلية لم تكن جيدة أيضا ، لم يستطع حتى تكوين فكرة و كأن عقله فقد الاتصال بوعيه ، ذاك الجسد القوي بعضلاته و منحنياته الجذابة كان يدمر حاليا تحت الالم ، كما كانت تغطيه الدماء أيضا

أوربان كان على جانبه ، لم يسعه فعل شيء ، كان يعلم ان ذاك بسبب ما دعاه ماندي المؤشر ، نجى ويليام في المرة الاولى ، لكن ليس كل مرة تسلم الجرة كما يقال ، ويليام حاليا تحت تعذيب فظيع.

لا يستطيع حتى تكوين جملة مفيدة ، ويبدو ان كل مقاومة يستطيع القيام بها غير مجدية ، منذ ان لاحظ أوربان حالة ويليام الى الان لا يمكن ان يقول الا ان حالته تزداد سوءا

حاول ان يخفف عن ويليام باي شيء او نقل المانا اليه او اي شيء يسهم في ان يحسن حالته لكن بدون جدوى ، الاشياء التي تستطيع غيمة فعلها محدودة ، فقط مهارته على القتال تكاد تكون رهيبة .

حاليا فقط كان يأمل ان يكون ويليام قادرة على مصارعة هذا التعذيب بقوته البحتة و ان يصلي من اجل نجاته، لكن مخاوف اوربان كانت واضحة

حتى ولو نجى ويليام مالذي يستطيع فعله اسيبقى بحالته العقلية التي كان عليها، حتى المعوق سيكون افضل منه بكثير، قد يتضرر عقله ولن يستطيع التفكير بعد الان ، لم يخبر ويليام بالكثير

كانت معرفة ويليام ضحلة حتى مع علم أوربان بالكثير كان يرغب في منح ويليام الفرصة لاكتساب المعرفة لنفسه رغم انه كان فاشلا في هكذا امور لكنه كان ذكيا لو بذل بعض الجهود لأكتشف العديد من الاشياء

عاد وعي أوربان بالزمن قليلا

وتساءل :" كيف يمكن ان يتغير كل شيء الى ما عليه الان، الم ننجوا من غابة الجنيات ، كنا نخوض حديثا مع غبي و نستمتع ، فكيف وصل الحال بنا الى هنا ؟

أرأيت كيف يمكن ان تصبح بين عشية و ضحاها ؟

كان هذا الشيء الوحيد الذي سمعه ويليام

دق ! دق ! دق ! دق

يمكن لأوربان ان يسمعها بشكل واضح ، امتلأ الكهف بها ، لقد كانت دقات قلب ويليام ، كان نبض قلبه في وتيرة متزامنة لكن صوتها ووقعها تضخم في وقت قصير

سمع ويليام صوتا اخر في قرارة قلبه و جوارحه

كان الصوت يشير الى "نواة المانا " ويردد هذه الكلمة

اما عن ويليام فلم فقد كانت مجرد اصوات لم يفهم شيئا ولم يستطع ان يفهم أيضا

لقد كان مجرد صوت لم يفهم المعنى منه ولم يفهم تلك الكلمات و كانها مجرد وقع وتذبذبات للموجات وحسب

دماغه لم يستطع معالجة تلك الموجات لانه كان تحت اجهاد الألم ، هكذا انطفأت الشمعة على ويليام و أوربان في ذاك الكهف

كان ويليام يعاني الأمرين ، بينما أوربان يحس بكونه عديم فائدة و خلو لنفسه ليتحمل التعذيب النفسي

=========================

قبل أيام في داخل الكهف حيث كانت كارميلا و أركونت محتجزان يكاد ينهار عليهما الكهف ، لم يستطيعا كسر الحواجز الذي أقامها ويليام حولهما ، بدأت تتساقط الحجارة حول الحاجز

غطى الغبار المكان ولم تستطع كارميلا رؤية شيء ، حضنت أركونت و انتظرت ان يسقط الكهف باكمله ، تحت وطأة الكهف قد تنكسر الحواجز و يموتان هناك

أغلقت عينيها و صوت الحطام و التكسير مسموع في أذنيها ، فجأة توقف كل شيء لم تعد تستطيع سماع شيء

"هل أنا ميتة ؟" ، لكن ما يزال بامكانها ان تحس بنبضات قلبها ، لربما لم تنكسر الحواجز تحت وطأة الكهف ، لكن فقط التفكير انها عالقة تحت الحطام يجعلها تفضل الموت ، قلبها سينفجر بالتاكيد وكانها مقيدة و الموت يتسلل ببطئ اليها .

لكن سمعت صوت أركونت خلاف ذلك :" أختي !"

فتحت أعينها مع قليل من الرجفة لم تكن تعلم بما تقابل او باي كلمات تواجه أخاها الصغير ، لكن في خط نظرها كان هناك شاب طويل القامة يشبهها تماما و سيف من الطراز الفرنسي على جانبه بدون ان ننسى تلك البذلة الرسمية التي تحاكي تقاليد العصر الفيكتوري مع بعض النقوش و تلك الملاءة البيضاء التي لبسها النبلاء عادة مع وجهه الوسيم

بدأت تنهمر دموع من على أعينها حيث سارعت وعانقته وهي تصرخ من الفرح :" أخي !!"

حسنا لم تتوقع كارميلا ان ينقذها أخوها لكن حدث ذلك لقد نجت مع أركونت.

خلفها سمعت اصوات عدة :" أركونت ، كارميلا، سعداء انكما بخير "

ما يبدو انها عائلتها جرت عندها لتتفقد احوالهما ، انتقلت الصورة بين ما يبدوا انهم نبلاء من طبقة راقية نفس شعر كارميلا ، بدا هناك رجل يبدو انه والدها حوله هالة تقمع كل من حوله

كانت الانثى التي سارعت نحو كارميلا و أركونت كأمهما ، خلابة مع شعر أسود و فستان منقوش و مطرز و تلك الاعين البلوية ، يبدو ان جمال كارميلا مستمد منها ، بالطبع كانت هناك سيدة اخرى تبدو اكبر من كارميلا بحوالي 5 سنين

لكن مع مظهر جامح و عيون تنبض بهالة القتل ، وقف جانبها على ما يبدو انه الاكبر بين اخوته ذو شعر أسود مثل أمه لكن يبدو انه فقد أذنه اليسرى ملابسه نفس ملابس أخيه الاخر لكن باللون الأسود

كانوا في مكان ذي أبعاد بيضاء مع نوافذ تطل على سماء مشمسة ذهبية و كان الجو صافيا ما يجعلك تشعر برغبة في القيام برحلة، سقف مزينة بنقوش عدة و لاننسى تلك الثريات الضخمة

لكن الجو لم يكن كذلك داخل تلك الغرفة ، بينما تساءل الجميع عن حال كارميلا و أركونت ووجدوا انهم بخير ارتاحوا قليلا

تحدثت على ما يبدو انها أمها الى كارميلا :" مذا حدث ؟ وصلت لنا رسالة تطلب التعزيزات لكن وجدنا انه من المستحيل العبور عبر موقد الانتقال ، و تعرفين أبعاد المؤشر لا تصل لذاك المكان ، لحسن الحظ أخوك فينس فعلها في الوقت"

خرج أركونت قليلا مع نظرات الندم على وجهه انهارت دموعه :" اسف ، اس-ف لم - لم استطع حماية أختي ، أنا أنا -"

احتضنه فينس وقال :" لا داعي لذلك ما تزال صغيرا أركونت ما يزال بامكانك ان تحمينا عندما نشيخ نحن -"

أركونت :" لكن ~لكن أختي ضح ضحت بنفسها من أجلي انا مجرد عديم فائدة ~ لقد كنت -"

طمأنه صوت أخيه فينس :" لا داعي ، لم تموتا ولم تصابا لذلك كل شيء بخير -"

شده شيء الى ثوب كارميلا ، حين سمع صوت والده قادما :" ما تلك الدماء عليك كارميلا ؟"

حنت وجهها لم تستطع مقابلة أبيها وجها لوجه كما كانت تفعل دائما ، لقد كانت مدللته و الان خانته رغم انها لم ترغب بذلك

تحدثت بصوت رقيق :" أبي أنا -"

اعطى والدها نظرة للخدم وانصرفوا على حين الا رجل نال منه العمر يبدو محل ثقة بينما اكملت كارميلا تفسيرها

" كان هناك شخص اقتحم الغابة الكبرى و نحر دماء كل الجنيا~" ، لم تستطع ان تكمل بينما تشاهد كل جنية اعتبرتها صديقة تموت تحت وطأة و بطش ويليام .

اعطى والدها أمرا لفينس :" فينس تحقق من الامر "

اومأ فينس لوالده ووضع يده على رأس أخته بينما بدأ باسترجاه الاحداث ، يمكن لاي شخص في القاعة رؤيته عروق يد فينس تكاد تنفجر ، حيث عندما اكمل الفحص سدد لكمة الى الارضية و اهتز المكان بأكمله

بدأت لعابه وصوته يختلط في فمه :" سحقا ! من هذا؟ من الذي يجرؤ على تعدي حرمة جسد اختي بالقوة ! ، سأقتله اقسم-"

"، احتوي نفسك فينس!" سرعان ما سمع صوت والده خلفه

لكنه اشتكى :" لكن ! كيف أبي ؟ تريدن-"

كانت نظرة والده صارمة و أعرب عن اوامره مباشرة:" اعرض كل شيء ، لا أحد هنا غيرنا "

نظر فينس حوله و لم يجد سوى عائلته أما العجوز فكان كأحد عائلتهم و رباهم منذ الصغر

قال :" حسنا ، ان كنتم تودون ان تجرحوا مثلي "

ظهر ما يشبه سائلا أبيض فوق اصبع فينس وكان متلألأ للغاية بدأت ، سرعان ما تشكل كدائرة فوق وبدأت بعض الاشياء تظهر فيها ، كل شيء كان طبيعيا ، حتى بدأت بعض الانذارات تصل حول مقتل جنية تحرس الجزء الشرقي من الغابة الكبرى

وما تلى ذلك كان فظيعا ، أغلبه كان متمحورا حول القتل و سفك الدماء الجنيات و ظهور الجنية الكبرى زينيت ، لكن هزم اخر أمل لهم

اشتكت أخت كارميلا الجامحة تلك :" ما هاته الابتسامة اللامبالية التي يستعرضها ، فقط رؤيتها يستفزني "

لكن ما حدث بعد ذلك ، هه احم كما تعرفون تابعوا كل شيء ببطئ ، بينما كان ويليام يتعرى توقف المشهد

قال فينس :" يمكنكم تخيل ما حدث بعد ذلك ! ، يقع بعض اللوم عليها ايضا في عدم اخذها لختم المؤشر معها، لكن سحقا له أريد ان اشرب دم-"

سلاب !

صفعة مدوية اتت على خد فينس من جانب أمه ، اجبرته على التوقف عن كلامه هذا ،بينما احتضنت كارميلا بعمق و الدموع تنهمر من عينيها ، رؤية الفتاة التي ربتها و كبرتها تنتهك حرمتها غصبا عنها مؤلم ، مؤلم للغاية وقاسي عليها ،كانت ابنتها و مدللتها بعد كل شيء

كل اخوتها اشتعلت فيهم نار الغضب من الكبير الى الصغير ، أركونت كذلك لم يستطع حماية اخته بل هي من اجبرت على حمايته

" اسفة أبي ! لم يكن بيدي كان قاسيا للغاية، كنت افكر حتى في التخلي عن أركونت لا اعلم ما اصابني لكن انا حقا -"

كان صوت والدها حنونا معها ولم يخيبها ابدا :" لا بأس عزيزتي ، انتي المفضلة عندي بين كل هؤلاء الأغبياء "

لكن سرعان ما غلب على القاعة ضغط رهيب ، الارضية تشققت و الجدران كذلك، الثريا تتمايل ذهابا و إيابا .

سرعان ما اختفى الضغط حينما تحدث الخادم العجوز " غريب ، الا يبدو هذا الفتى مألوفا بعض الشيء "

بوم !!

" سحقا لك ! كيف يمكنك ان -"

يبدو ان الأخت الجامحة ينفذ صبرها بسرعة ، فتباعا لحديث العجوز انقضت عليه لكنه حجب هجومها مع ابتسامة ، وسرعان ما تحول للكفر ، فوجهه امتلأ غضبا

" أي شخص يجرؤ ولو على وضع يده على صغيرتي كارميلا في نيفاركون سوف اقتله بدون تردد ، لكن سيسيل عليك ان تكوني منطقية احيانا لا تسمحي لغضبك ان يؤثر عليك هذا هو جانبك السلبي ، الانفعالية بسرعة والسماح للمشاعر باخذك عنوة "

" تماما " ، ادلى والدها نفس الرأي ، كما تساءل :" قلت انه مألوف اتعرفه؟"

اجابه العجوز :" لو كنت اعرفه لما كنت هنا ، وخبر موته ماهو الا لحظات "

اكمل العجوزحديثه وسط جو متوتر :" انا متأكد انني رأيت مثل هذا الوجه -"

صوت عالي قاطعه :" هااا ! ، نعم انا ايضا انه يشبه الدجال فيون !"

2022/04/17 · 27 مشاهدة · 1656 كلمة
THUR
نادي الروايات - 2025