صرخت أصابع ديمون احتجاجًا وهو يتشبث بالسياج، فقد كانت قفازاته الخاصة بفنون القتال المختلطة أضخم من أن تتسع عبر الفتحات الضيقة.
كانت قبضته واهية في أحسن الأحوال، وأصابعه تجهد للحفاظ على قبضتها. كاد الذعر أن يسيطر عليه، لكنه أجبر نفسه على الهدوء، والتفكير بوضوح.
حدق مباشرة في مات، الذي كان يحاول تفادي قدمه المتأرجحة بينما لا يزال ممسكًا بالساق الأخرى.
ثبت ديمون عينيه على عيني مات، وازداد تركيزه. أدرك أن ركلاته العشوائية لم توصلْه إلى أي مكان، لذا غير تكتيكه.
بفورة قوة مفاجئة، سحب ديمون الساق التي كان مات يمسكها. لم يتوقع مات هذه الحركة، فترددت قبضته لجزء من الثانية.
اغتنم ديمون الفرصة، وسحب ساقه الحرة إلى الوراء وأطلق ركلة قوية. انطلقت كعبه إلى الأمام، لتصطدم بجسر أنف مات بصوت سحق مقزز.
أرسل الارتطام موجة صدمة عبر الهواء، تردد صدى صوت الركلة على الأسوار المحيطة. ارتد رأس مات إلى الوراء، واتسعت عيناه في مفاجأة وألم.
ارتدت ساق ديمون من الركلة، وخدرت قدمه من قوة الاصطدام. بقي معلقًا هناك، معلقًا بأصابعه، وصدره يعلو ويهبط من الإجهاد.
تعالت هتافات وصيحات الحشد، وأصبحت أصواتهم هديرًا يصم الآذان في أذني ديمون.
أفلت مات ساق ديمون، متعثرًا إلى الوراء بينما اتسعت عيناه في صدمة. ترك ديمون السياج، وتركت أصابعه وراءها فجوات عميقة في المعدن.
كانت العلامات دليلاً على يأس قبضته، وقد حُفرت حواف السياج في جلده مثل وشم مؤقت.
دوى صوت مات في الهواء، بصيحة "اللعنة!" عالية ومؤلمة أرسلت تموجًا عبر الحشد. سقط على ركبتيه، ويداه تتلمسان أنفه كما لو كان يحاول وقف تدفق الدم.
شاهد ديمون، وعيناه مثبتتان على وجه مات، وهو يلمس أنفه ثم ينظر إلى يده في رعب.
كان الدم أحمر قانياً وغنياً، يلمع في الضوء. سال على ذقن مات، على صدره، وعلى الأرض، مشكلاً بركة صغيرة بدت وكأنها تنتشر ببطء مخيف.
تراجع الحشد خطوة جماعية، وخفتت أصواتهم وهم يستوعبون المشهد أمامهم.
رأى ديمون فرصته، وعقله يسابق الزمن مع الاحتمالات. يمكنه استغلال تفوقه، ومحاولة إنهاء القتال ببراعة. أو يمكنه اللعب بأمان، ومحاولة إرهاق مات بضربات حذرة ودقيقة. كان الخيار له، وله وحده.
شتم ديمون تحت أنفاسه، "تبًا لهذا"، وهو يندفع إلى الأمام، ويقلص المسافة بينه وبين مات. ولكن في تلك اللحظة من التردد، تمكن مات من استعادة توازنه، وعيناه تشتعلان بالإصرار وهو يقف.
اتسعت عينا ديمون في ذعر عندما رأى مات ينهض، وعقله يسابق الزمن مع التغيير المفاجئ في الظروف. حدق في ساقي مات، وتصلب وجهه وهو يركز على هدفه.
بصرخة معركة شرسة، اندفع ديمون نحو مات، وضخت ساقاه بقوة وهو يبني الزخم. اصطدمت قدمه بفخذ مات الداخلي، وأرسل الارتطام موجة صدمة عبر الهواء.
كان صوت الركلة مثل فرقعة عالية، وتسببت قوتها في فقدان مات لتوازنه مرة أخرى. أطلق صرخة هادئة قصيرة، وصوته متوتر وهو يكافح للحفاظ على توازنه.
انزلقت ساق مات من تحته، وامتد جسده في اندفاعة لا إرادية. رأى ديمون فرصة أخرى، وثبت عينيه على رأس مات المكشوف.
سرعان ما تراجع خطوة إلى الوراء، وانتقل وزنه إلى ساقه الخلفية وهو يستعد للركلة.
حبس الحشد أنفاسه جماعياً، وأصواتهم تتهامس في ترقب. همس أحدهم: "انتظر، هل سيركل رأسه؟"، وعلقت الكلمات في الهواء مثل تحدٍ.
كان وجه ديمون قناعًا من التركيز، وعيناه تشتعلان بكثافة. سدد الركلة بكل أونصة من القوة لديه، واصطدمت قدمه بصدغ مات بصوت سحق مقزز.
كان صوت الركلة مثل فرقعة عالية، وأرسل الارتطام موجة صدمة عبر الهواء. ارتد رأس مات إلى الجانب، وتقلبت عيناه في رأسه وهو ينهار على الأرض. انفجر الحشد في فوضى، وأصواتهم تصرخ في مزيج من الرعب والإثارة.
وقف ديمون فوق مات، وصدره يعلو ويهبط من الإجهاد، وعيناه مثبتتان على جسد خصمه الممدد.
شعر ديمون بالرغبة البدائية في امتطاء مات وإطلاق وابل من اللكمات، لمواصلة العقاب حتى يصبح خصمه مجرد قشرة محطمة ومضروبة. ولكن بينما كان على وشك التصرف بناءً على غرائزه، شعر بيد تمسك بكتفه، وتسحبه إلى الوراء.
صاح صوت في أذنه: "مهلاً، لقد سقط، يا رجل، توقف!".
التفت ديمون ليرى رجلاً عشوائيًا، وجهه ضبابي، وكلماته صدى بعيد. أومأ برأسه، وبدأ تنفسه يتباطأ، وهو يضرب كتفيه مع الرجل في إيماءة تقدير.
بينما خرج من القفص، مسحت عينا ديمون الحشد، وعقله لا يزال يترنح من القتال المليء بالأدرينالين. اقترب منه جوي، وابتسامة عريضة تنتشر على وجهه.
صاح جوي وهو يربت على ظهر ديمون: "يا إلهي، يا رجل، لم أكن أعرف أنك تستطيع القتال هكذا!". "الأسبوع الماضي، تعرضت لهزيمة نكراء. والآن أنت تسحق أحدهم!"
كانت كلمات جوي همهمة بعيدة، ضوضاء خلفية بالكاد سجلها عقل ديمون. كانت أفكاره لا تزال مستغرقة في القتال، وجسده يتوق إلى المزيد. أراد أن يؤذي المزيد منهم، ليشعر باندفاع القوة والسيطرة الذي يأتي مع النصر.
ضاقت عينا ديمون، ونظرته تمسح الحشد بحثًا عن خصمه التالي. كان قلبه لا يزال يتسارع، وقبضتاه لا تزالان مشدودتين، وهو يبتعد عن القفص، مستعدًا لمواجهة المتحدي التالي.
بينما سار ديمون نحو المقعد، وثبت عينيه على صف المقاعد، تحرك الأشخاص الجالسون هناك فجأة بشكل غير مريح، وتوترت أجسادهم وهم يرفعون أعينهم إليه.
تبادلوا نظرات متوترة، ووجوههم شاحبة، قبل أن يتدافعوا بسرعة للابتعاد عن طريقه.
صرير المقعد وهم يخلون مقاعدهم على عجل، وتردد صدى خطواتهم في الهواء وهم يبتعدون عن ديمون.
ملأ صوت محادثاتهم المهموسة وخطواتهم المتخبطة المكان، سيمفونية من التجنب.
اجتاحت نظرة ديمون المقعد الفارغ الآن، وتوقفت عيناه على المقاعد الشاغرة قبل أن يجلس أخيرًا.الفصل 19 - ديفيد وجالوت II
صرخت أصابع ديمون احتجاجًا وهو يتشبث بالسياج، فقد كانت قفازاته الخاصة بفنون القتال المختلطة أضخم من أن تتسع عبر الفتحات الضيقة.
كانت قبضته واهية في أحسن الأحوال، وأصابعه تجهد للحفاظ على قبضتها. كاد الذعر أن يسيطر عليه، لكنه أجبر نفسه على الهدوء، والتفكير بوضوح.
حدق مباشرة في مات، الذي كان يحاول تفادي قدمه المتأرجحة بينما لا يزال ممسكًا بالساق الأخرى.
ثبت ديمون عينيه على عيني مات، وازداد تركيزه. أدرك أن ركلاته العشوائية لم توصلْه إلى أي مكان، لذا غير تكتيكه.
بفورة قوة مفاجئة، سحب ديمون الساق التي كان مات يمسكها. لم يتوقع مات هذه الحركة، فترددت قبضته لجزء من الثانية.
اغتنم ديمون الفرصة، وسحب ساقه الحرة إلى الوراء وأطلق ركلة قوية. انطلقت كعبه إلى الأمام، لتصطدم بجسر أنف مات بصوت سحق مقزز.
أرسل الارتطام موجة صدمة عبر الهواء، تردد صدى صوت الركلة على الأسوار المحيطة. ارتد رأس مات إلى الوراء، واتسعت عيناه في مفاجأة وألم.
ارتدت ساق ديمون من الركلة، وخدرت قدمه من قوة الاصطدام. بقي معلقًا هناك، معلقًا بأصابعه، وصدره يعلو ويهبط من الإجهاد.
تعالت هتافات وصيحات الحشد، وأصبحت أصواتهم هديرًا يصم الآذان في أذني ديمون.
أفلت مات ساق ديمون، متعثرًا إلى الوراء بينما اتسعت عيناه في صدمة. ترك ديمون السياج، وتركت أصابعه وراءها فجوات عميقة في المعدن.
كانت العلامات دليلاً على يأس قبضته، وقد حُفرت حواف السياج في جلده مثل وشم مؤقت.
دوى صوت مات في الهواء، بصيحة "اللعنة!" عالية ومؤلمة أرسلت تموجًا عبر الحشد. سقط على ركبتيه، ويداه تتلمسان أنفه كما لو كان يحاول وقف تدفق الدم.
شاهد ديمون، وعيناه مثبتتان على وجه مات، وهو يلمس أنفه ثم ينظر إلى يده في رعب.
كان الدم أحمر قانياً وغنياً، يلمع في الضوء. سال على ذقن مات، على صدره، وعلى الأرض، مشكلاً بركة صغيرة بدت وكأنها تنتشر ببطء مخيف.
تراجع الحشد خطوة جماعية، وخفتت أصواتهم وهم يستوعبون المشهد أمامهم.
رأى ديمون فرصته، وعقله يسابق الزمن مع الاحتمالات. يمكنه استغلال تفوقه، ومحاولة إنهاء القتال ببراعة. أو يمكنه اللعب بأمان، ومحاولة إرهاق مات بضربات حذرة ودقيقة. كان الخيار له، وله وحده.
شتم ديمون تحت أنفاسه، "تبًا لهذا"، وهو يندفع إلى الأمام، ويقلص المسافة بينه وبين مات. ولكن في تلك اللحظة من التردد، تمكن مات من استعادة توازنه، وعيناه تشتعلان بالإصرار وهو يقف.
اتسعت عينا ديمون في ذعر عندما رأى مات ينهض، وعقله يسابق الزمن مع التغيير المفاجئ في الظروف. حدق في ساقي مات، وتصلب وجهه وهو يركز على هدفه.
بصرخة معركة شرسة، اندفع ديمون نحو مات، وضخت ساقاه بقوة وهو يبني الزخم. اصطدمت قدمه بفخذ مات الداخلي، وأرسل الارتطام موجة صدمة عبر الهواء.
كان صوت الركلة مثل فرقعة عالية، وتسببت قوتها في فقدان مات لتوازنه مرة أخرى. أطلق صرخة هادئة قصيرة، وصوته متوتر وهو يكافح للحفاظ على توازنه.
انزلقت ساق مات من تحته، وامتد جسده في اندفاعة لا إرادية. رأى ديمون فرصة أخرى، وثبت عينيه على رأس مات المكشوف.
سرعان ما تراجع خطوة إلى الوراء، وانتقل وزنه إلى ساقه الخلفية وهو يستعد للركلة.
حبس الحشد أنفاسه جماعياً، وأصواتهم تتهامس في ترقب. همس أحدهم: "انتظر، هل سيركل رأسه؟"، وعلقت الكلمات في الهواء مثل تحدٍ.
كان وجه ديمون قناعًا من التركيز، وعيناه تشتعلان بكثافة. سدد الركلة بكل أونصة من القوة لديه، واصطدمت قدمه بصدغ مات بصوت سحق مقزز.
كان صوت الركلة مثل فرقعة عالية، وأرسل الارتطام موجة صدمة عبر الهواء. ارتد رأس مات إلى الجانب، وتقلبت عيناه في رأسه وهو ينهار على الأرض. انفجر الحشد في فوضى، وأصواتهم تصرخ في مزيج من الرعب والإثارة.
وقف ديمون فوق مات، وصدره يعلو ويهبط من الإجهاد، وعيناه مثبتتان على جسد خصمه الممدد.
شعر ديمون بالرغبة البدائية في امتطاء مات وإطلاق وابل من اللكمات، لمواصلة العقاب حتى يصبح خصمه مجرد قشرة محطمة ومضروبة. ولكن بينما كان على وشك التصرف بناءً على غرائزه، شعر بيد تمسك بكتفه، وتسحبه إلى الوراء.
صاح صوت في أذنه: "مهلاً، لقد سقط، يا رجل، توقف!".
التفت ديمون ليرى رجلاً عشوائيًا، وجهه ضبابي، وكلماته صدى بعيد. أومأ برأسه، وبدأ تنفسه يتباطأ، وهو يضرب كتفيه مع الرجل في إيماءة تقدير.
بينما خرج من القفص، مسحت عينا ديمون الحشد، وعقله لا يزال يترنح من القتال المليء بالأدرينالين. اقترب منه جوي، وابتسامة عريضة تنتشر على وجهه.
صاح جوي وهو يربت على ظهر ديمون: "يا إلهي، يا رجل، لم أكن أعرف أنك تستطيع القتال هكذا!". "الأسبوع الماضي، تعرضت لهزيمة نكراء. والآن أنت تسحق أحدهم!"
كانت كلمات جوي همهمة بعيدة، ضوضاء خلفية بالكاد سجلها عقل ديمون. كانت أفكاره لا تزال مستغرقة في القتال، وجسده يتوق إلى المزيد. أراد أن يؤذي المزيد منهم، ليشعر باندفاع القوة والسيطرة الذي يأتي مع النصر.
ضاقت عينا ديمون، ونظرته تمسح الحشد بحثًا عن خصمه التالي. كان قلبه لا يزال يتسارع، وقبضتاه لا تزالان مشدودتين، وهو يبتعد عن القفص، مستعدًا لمواجهة المتحدي التالي.
بينما سار ديمون نحو المقعد، وثبت عينيه على صف المقاعد، تحرك الأشخاص الجالسون هناك فجأة بشكل غير مريح، وتوترت أجسادهم وهم يرفعون أعينهم إليه.
تبادلوا نظرات متوترة، ووجوههم شاحبة، قبل أن يتدافعوا بسرعة للابتعاد عن طريقه.
صرير المقعد وهم يخلون مقاعدهم على عجل، وتردد صدى خطواتهم في الهواء وهم يبتعدون عن ديمون.
ملأ صوت محادثاتهم المهموسة وخطواتهم المتخبطة المكان، سيمفونية من التجنب.
اجتاحت نظرة ديمون المقعد الفارغ الآن، وتوقفت عيناه على المقاعد الشاغرة قبل أن يجلس أخيرًا.