ظلت ذراعا دامون ملتفتين حول جسد خصمه، ويده لا تزال مقبوضة عند قاعدة رقبة الرجل.
شعر باسترخاء عضلات الخصم، وجسده يترهل قليلاً بعد ضربة الركبة.
ازدادت صيحات ونداءات الحشد، وتردد صداها على جدران القفص. صرخ أحدهم: "هيا أيها الأغبياء! قاتلوا كرجال حقيقيين! حتى أنا أستطيع فعل ذلك!" مما أثار جوقة من الضحك والسخرية.
تجاهل دامون سخرية الحشد، وتركيزه فقط على لغة جسد خصمه. شعر بانتقال وزن الرجل، ورجليه ترتجفان قليلاً وهو يكافح للحفاظ على توازنه.
تجولت عينا الخصم ذهاباً وإياباً، وتقلصت بؤبؤاه وهو يحاول التفكير في طريقة للهروب من الالتحام. كان فمه مفتوحاً، وشفتيه ملتويتين في زئير، وهو يكافح لالتقاط أنفاسه.
ظلت قبضة دامون ثابتة، وذراعاه كملزمة حول جسد خصمه. شعر بقلب الرجل يتسارع، ونبضه يدق على ساعد دامون.
تلاشت ضحكات وسخرية الحشد في الخلفية، وحل محلها صوت همهمات وأقدام تتدافع. انزلقت قدما دامون قليلاً على العشب، وانتقل وزنه وهو يعدل قبضته.
ارتفعت ركبة دامون مرة أخرى، واصطدمت بصوت "باه" عالٍ دوى في الهواء. كان التأثير أعلى وأكثر قوة من ذي قبل، مما جعل جسد خصمه يرتجف ويرتعش.
بدأت قبضة الخصم على ذراعي دامون في الانزلاق، وأصابعه ترتخي وهو يكافح للحفاظ على قبضته. ولكن في موجة مفاجئة من الأدرينالين، حاول التجمع، ووجهه ملتوي في زئير.
"سأريك كيف تشعر بالركل،" زأر، وصوته مجهد ومؤلم. حاول التحدث، لكن الكلمات خرجت في شهقة متقطعة، وتنفسه مجهد.
بانفجار مفاجئ من الطاقة، وجه ضربة ركبته الخاصة، مستهدفاً جانب دامون. ولكن لسوء الحظ، كان هذا هو نفس الجانب الذي كانت فيه ذراع دامون ملتفة تحت ذراع خصمه، وأمسك دامون بالساق بسهولة.
أغلقت يد دامون حول ربلة الخصم، وأصابعه تغوص بعمق في العضلة. أمسك بالساق في مكانها، وذراعه لا تزال مقبوضة حول رقبة الخصم بيده الأخرى.
اتسعت عينا الخصم في صدمة وألم، واحمر وجهه وهو يكافح لتحرير نفسه. لكن دامون تمسك بثبات، وقبضته لا تلين.
ظل وجه دامون بلا تعبير، وعيناه مثبتتان باهتمام على خصمه. لم يقل كلمة واحدة، وصمته تناقض صارخ مع شهقات وهمهمات الخصم المتقطعة.
شعر جسد دامون بالدفء من المجهود، وعضلاته متوترة ومجهدة. شعر بالعرق يتقاطر على وجهه، وجلده زلقاً من الرطوبة.
غاصت أصابع دامون أعمق في رقبة الخصم، وقبضته تشتد وهو يشعر بتضاؤل قوة خصمه.
مسحت عينا دامون الموقف الذي كانا فيه، وعقله يتسابق مع الاحتمالات. رأى ساق الخصم في يده، ورقبة الرجل محاصرة في يده الأخرى، وعلم أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوته.
بحركة سريعة ودقيقة، رفع دامون ساق الخصم، مما جعله يفقد توازنه. اتسعت عينا الرجل في مفاجأة عندما شعر بنفسه يُرفع عن الأرض.
تحرك دامون، وقدماه تتدافعان على العشب، مما جعل الخصم يبدأ في القفز على ساق واحدة. تلاطمت ذراعا الرجل بعنف، محاولاً استعادة التوازن، لكن دامون تمسك بإحكام، وقبضته لا تلين.
التوى وجه الخصم بمزيج من الألم والخوف عندما أدرك أنه سيسقط. بقيت يدا دامون مقفلتين في مكانهما، وأصابعه تغوص بعمق في رقبة الرجل وساقه.
بينما كان الخصم يقفز، دفع دامون، مستخدماً وزن جسده لدفعهما كليهما إلى الأرض.
كان التأثير عالياً وقوياً، وصوت جسديهما وهو يضرب العشب يتردد في الهواء.
ضرب ظهر الخصم الأرض بفرقعة، وجسده يرتد قليلاً من التأثير. صرخ من الألم، وصوته أجش ومتقطع.
تبع جسد دامون، وصدره يضغط على صدر الخصم، ووزنه يثبته على الأرض. أُخرج الهواء من رئتي الخصم، وجسده يكافح لالتقاط أنفاسه.
بدأ دامون في امتطاء خصمه، ووضع نفسه بعناية لتجنب الوقوع في قفل ساق.
جلس على بطن الرجل، ووزنه يثبته على الأرض.
قبض دامون قبضتيه، وبدأ يوجه لكمة تلو الأخرى، وكل واحدة تهبط بفرقعة عالية.
تلاطمت ذراعا الخصم بعنف، ويداه تصفعان ذراعي دامون وهو يحاول الدفاع عن نفسه. التوى وجهه من الألم، وصرخ "أستسلم! توقف!!" بأعلى صوته.
توقف دامون، وقبضتاه تحومان فوق وجه الخصم. نظر إلى الحشد، وعيناه تمسحان بحر الوجوه ليرى ما إذا كانوا قد سمعوا استسلام الخصم. أكدت همهمات وصيحات الحشد أنهم قد سمعوا.
"ما خطب هذا الرجل بحق الجحيم؟ لماذا يستسلم؟ لا يزال لديه فرصة للفوز،" صرخ أحدهم في الحشد.
"ماذا تقصد بفرصة؟ لقد كان يتعرض للضرب على الأرض!" رد متفرج آخر.
انفجر الحشد في جدال حاد، وأصواتهم تتردد على جدران القفص.
نزل دامون، ووقف، وصدره يرتفع ويهبط من الإرهاق. احترقت رئتاه، وآلمته عضلاته، وجسده يصرخ طالباً الراحة. كان متعباً، ولم يكن يريد شيئاً سوى النوم، ولكن لا يزال هناك مباراة أخرى - النهائية.
بينما وقف هناك، مسحت عيناه الحشد، ونظرته تتوقف على وجوه المتفرجين.
شعر بإحساس بالراحة يغمره، وهو يعلم أنه فاز بالمباراة، لكن جسده روى قصة مختلفة.
ارتجفت ساقاه، وشعر بذراعيه كأنهما من الرصاص، ودار رأسه من التعب.
أخذ نفساً عميقاً، وصدره يتوسع، وأخرجه ببطء، محاولاً تهدئة قلبه المتسارع.
سقطت نظرة دامون على الرجل على الأرض، وعيناه تمسحان جسد الخصم. لاحظ أن الجانب الأيمن من جذع الرجل كان أحمر داكناً، وهو مؤشر واضح على تأثير ضربات الركبة.
كان الجلد أحمر، واستطاع دامون رؤية المخطط الخافت لركبته مطبوعاً على جانب الرجل.
بدا أن احمرار الجلد يؤكد فعالية استراتيجية دامون.
شعر بالرضا وهو يعلم أن ضربات ركبته قد هبطت بدقة وبقوة كبيرة.
من المحتمل أن يتحول الاحمرار إلى كدمة سيئة، دليل على شدة معركتهما.