وقفت إيفا عند الموقد الصغير، وهي تطهو شريحة اللحم ببراعة على العين الوحيدة العاملة.

ملأ صوت الأزيز الغرفة، مصحوبًا برائحة شهية جعلت لعابهما يسيل.

راقب دايمون والدته وهي تعمل، ورائحة اللحم المطبوخ والتوابل تملأ الهواء.

الأرز، الذي تم طهيه في وقت سابق، كان في قدر منفصل، قوامه المنفوش شهادة على مهارات إيفا في الطهي.

كان دايمون قد ساعد في المهام البسيطة، مثل غسل الأرز وتقليبه من حين لآخر.

بينما كانا يعملان، بدا سجاد غرفة الموتيل البالي وستائرها الباهتة أقل وضوحًا.

امتلأت الغرفة برائحة اللحم المطبوخ والأرز المطهو على البخار، مما أثار براعم التذوق لديهما وبنى ترقبهما.

أخيرًا، وضعت إيفا شريحة اللحم الجاهزة على طبق، بجانب الأرز المطبوخ.

أخذت إيفا الطبق وسارت نحو دايمون.

نظر دايمون إلى والدته في حيرة، متسائلاً لماذا كانت تحدق به هكذا. أخذ الطبق منها، ويداه تلتفان حول الطبق الدافئ. أمسك بالملعقة.

بينما كان يغرف اللقمة الأولى، وكان على وشك وضعها في فمه، نظر إلى الأعلى. رأى والدته تحدق به، وابتسامة ترتسم على وجهها.

رأت إيفا دايمون يتوقف، وملعقته تحوم في الهواء، وحثته على الاستمرار. قالت بصوت ناعم ومشجع: "هيا، كل".

هز دايمون رأسه، وابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيه. عاد إلى الأكل، وملعقته تتحرك نحو فمه.

أخذ اللقمة الأولى، ولامست شريحة اللحم الطرية لسانه. انفجرت النكهات في فمه، طعم اللحم الشهي والحرق الطفيف من المقلاة.

مضغ ببطء، متذوقًا الطعم. لم يكن شيئًا قد تذوقه من قبل. كانت شريحة اللحم طرية، وقوامها يذوب في فمه.

ابتلع، واتسعت عيناه في مفاجأة. أخذ لقمة أخرى، والنكهات تتراقص على لسانه.

كانت شريحة اللحم مطهوة إلى حد الكمال، من الخارج مقرمشة قليلًا، ومن الداخل طرية وشهية. كان الأرز منفوشًا، وحباته منفصلة وناعمة.

سألت إيفا وابتسامتها الدافئة ترتسم على وجهها: "هل هي جيدة؟" تلألأت عيناها بلمحة من الأذى، وامتلأ صوتها بحماس لطيف.

ضحك دايمون من تصرفات والدته، وتجعدت عيناه عند الزوايا. قال بصوت مازح: "بالطبع، إنها لذيذة يا أمي. هيا كلي طعامك قبل أن يبرد".

بينما كان يتحدث، أشار إلى الطبق الذي أمامها، الأرز المطهو على البخار وشريحة اللحم المطهوة بإتقان تدعوه. تصاعدت رائحة الطعام، شهية ومغرية.

في أعماقه، فهم دايمون حماس والدته. على الرغم من أنه كان صغيرًا عندما غادرا أيرلندا هربًا من إساءة والده، إلا أنه تذكر شغفها بالطبخ.

تذكر كيف كانت تقضي ساعات في المطبخ، ووجهها متورد بالسعادة، وهي تعد وجبات لعائلتهم.

تذكر كيف كانت تشرق بالفخر عندما يأكل الناس طعامها، وعيناها تلمعان بإحساس بالرضا.

كان الأمر كما لو أن الطهي يجلب لها الفرح، ومشاركة هذا الفرح مع الآخرين جعله أكثر خصوصية.

لكنه تذكر أيضًا كيف تلاشت ابتسامتها، وحل محلها نظرة من الخوف والألم، عندما وضع تارو يديه عليها.

لم يكن الرجل يستحق حتى أن يُدعى أبًا. اشتدت قبضة دايمون على ملعقته وهو يتذكر صوت بكائها، مكتومًا لكنه لا يزال مسموعًا، حتى وهي تواصل الطهي.

كانت عيناها تمتلئان بالدموع، لكنها لم تتوقف أبدًا، ولم تتعثر أبدًا، كما لو أن الطهي كان هروبها.

لكن الآن، منذ أن بدأ القتال، والتدريب في الفنون القتالية المختلطة، لم يستطع دايمون إلا أن يتمنى لو كان ذلك الحثالة أمامه.

كان سيحطم وجهه ألف مرة على الخرسانة، ويشاهد دمه يتناثر، ويشعر بإحساس ملتوي بالرضا. جعلت الفكرة فكه يتشنج، وعيناه تضيقان.

سألت إيفا والقلق محفور على وجهها: "دايمون، هل أنت بخير؟" رأت ملعقة دايمون تحوم فوق طبقه، وطعامه لم يمسه أحد. مدت يدها، لتصل إلى ذراعه.

أخفى دايمون توتره بابتسامة مصطنعة، "لا، لا بأس، أنا فقط أفكر في تدريبي". كذب، والكلمات تخرج بسهولة الآن. نظر إلى الأسفل، متجنبًا نظرتها.

أومأت إيفا برأسها، وتعبيرها يلين. مازحت، محاولة تلطيف الجو: "أنت وتدريبك، يجب أن أحبسك هنا". كان صوتها دافئًا ومازحًا، ونجح الأمر.

ضحك دايمون، وكان الصوت حقيقيًا، وخف توتره. أخذ لقمة أخرى من طعامه، والنكهات تتراقص على لسانه، لكن عقله لا يزال عالقًا في الماضي، في الذكريات التي تمنى لو يستطيع محوها.

بينما واصلا عشائهما، مستمتعين بصحبة بعضهما البعض، تجاذبا أطراف الحديث وضحكا، متذوقين دفء اللحظة.

كانت الغرفة مريحة. أنهيا العشاء، راضين ومكتفين.

بعد العشاء، قاما بالتنظيف، وأصبحت الغرفة أكثر سخونة بدون تكييف.

تناوبا على الاستحمام، وكان الدش الوحيد في غرفة الموتيل تذكيرًا بظروفهما البسيطة.

كان الماء دافئًا ومنعشًا ومهدئًا، يغسل تعب اليوم.

بعد الانتهاء من ذلك، دخل كل منهما في سريره الفردي، والأسرة تصدر صريرًا ناعمًا وهما يستقران. قال دايمون بصوت لطيف وهو يغلق عينيه: "ليلة سعيدة يا أمي". شعر بثقل جفنيه، واسترخاء جسده.

أجابت بصوت متعب، لكنه هادئ: "ليلة سعيدة". كانت كلماتها ناعمة، وبالكاد أعلى من الهمس، كما لو أنها لا تريد كسر هدوء اللحظة.

حل الليل، والقمر يضيء ساطعًا في الخارج، ملقيًا وهجًا فضيًا عبر النافذة.

أصبحت الغرفة أكثر قتامة، وتعمقت الظلال، لكن الجو ظل هادئًا وهادئًا.

الكثير من الناس لا يحصلون على ما يريدون، لكن الكثيرين يفعلون. الحياة لا يمكن التنبؤ بها، والمستقبل غير مؤكد. لا أحد يستطيع أن يدعي أنه يعرف ما سيحدث بعد ذلك.

رغبة دايمون في مقابلة والده قوية، لكن هل سيحدث ذلك؟ ربما سيحدث، وربما لن يحدث. ربما سيلتقيان وسيحصل دايمون أخيرًا على الإجابات التي كان يبحث عنها.

لكن السؤال الحقيقي ليس حول متى أو كيف سيلتقيان. ليس الأمر حتى حول سبب رغبة دايمون في مقابلته. السؤال الحقيقي هو عن الشجاعة.

هل سيملك دايمون الشجاعة لفعل ما يريد أن يفعله؟ هل سيكون شجاعًا بما يكفي لمواجهة والده ومواجهة المشاعر التي كان يحملها لفترة طويلة؟

2025/07/29 · 8 مشاهدة · 823 كلمة
MrSlawi
نادي الروايات - 2025