الفصل 108: انهض

كان إيثان متحمسًا للغاية. ولماذا لا يكون كذلك؟ صحيح أن لديه عددًا لا نهائيًا من النسخ، لكن كل نسخة لا تتجاوز قوتها 5% من قوة جسده الرئيسي. فإذا واجه خصمًا يمتلك دفاعًا وتجددًا يتجاوزان قدرة تلك الـ 5%، فلن تُجدي كثرة النسخ شيئًا.

أما هذه القدرة الجديدة، فقصتها مختلفة تمامًا. يستطيع بها أن يحوّل العدو إلى جندي ظل، والجندي يحتفظ بـ 90% من قوته الأصلية. أي أنه إذا قتل شخصًا يماثل جسده الرئيسي قوةً، فسوف يحصل على خادم يقارب قوته. وبما أنه لا يعاني من مشكلة سعة المانا، فبوسعه استعباد أي كائن ليس أقوى منه كثيرًا، وبنسبة نجاح مضمونة. بل والأفضل أن هؤلاء الجنود سينمون ويتطورون معه؛ فعندما يرتفع مستواه، يرتفع مستواهم أيضًا. مذهل بحق.

لم يستطع إيثان الانتظار لتجربة هذه الموهبة، فوقع بصره على التنين الذي استدعاه للتو.

قال مبتسمًا: "اعذرني على قلة الذوق يا صديقي. لكن كتعويض، سأمنحك رتبة قائد في الجيش."

استدعى سيفًا وأطلق نية السيف. في لحظة، قَطَعَ رأس التنين بضربة واحدة تحمل قوة 480 "شمس".

وقف أمام الجثة وقال بهدوء: "انهض."

فجأة، تجمعت طاقة سوداء هائلة، وظهر أمامه تنين ضخم مصنوع من الظل.

كانت قوته 315 "شمس"، ولا يزال ذلك رائعًا. قال له: "ستُدعى من الآن فصاعدًا فلامرينغ، بما أنك تنين ناري."

زأر التنين نحو السماء بسعادة، وهو يفيض احترامًا لقاتله الجديد.

أمره إيثان أن يعود إلى ظله.

...

كان لدى كل طالب أداة تواصل يستطيع بها الاطلاع على ترتيب الطلاب بحسب النقاط. ألقى إيثان نظرة كسولة على الترتيب، فوجد نفسه في المركز الثامن.

"هاه! لقد تجاوزوني بالفعل؟" تمتم. لم يكن يرغب في لفت الأنظار، لكنه أيضًا لا يريد أن يُسحق. قرر أن يحافظ على بقائه ضمن العشرة الأوائل، وأن يصطاد الوحوش متى شعر أن أحدهم يوشك على تجاوزه.

...

في عالم الأسلاف—

كان إيثان يتجه شمالًا، نحو مدينة بشرية كبيرة، على أمل أن يحصل منها على معلومات عن المزارعين (Cultivators).

خلال الطريق، قتل بعض الوحوش، وشوى لحومها، وأكل بشهية. كان يستمتع بحياته إلى أقصى حد. وفي الليل، كان يبني منزلًا داخل الغابة مستخدمًا "قانون الخلق".

لو علم أولئك الأقوياء أن هناك مجنونًا يستخدم "قانون الخلق" لبناء بيوت وأحواض استحمام، لتقيؤوا دمًا من الغيظ.

"متى سأعثر على هؤلاء المزارعين؟ ربما أجد طوائف منعزلة، أو حروب طوائف، أو عباقرة لأحطمهم... سحق العباقرة هو أمتع عمل على الإطلاق."

في الصباح التالي، استيقظ من نوم عميق، تناول بعض اللحم، وواصل السير.

بعد ثلاث ساعات، لمح نهاية سلسلة الجبال. وعندما خرج منها، بدأ في التنقل الفوري، حتى وصل إلى أسوار مدينة "الرمال الحمراء"، التي كانت أكبر من "مدينة الجبل الأسود" بعشر مرات على الأقل.

عند البوابة، أوقفه الحراس وطلبوا هويته. كان إيثان قد تقمّص بالفعل هيئة أحد أفراد العصابات، وأخذ هويته. عرضها على الحارس، الذي أومأ بالموافقة وطلب منه دفع عملة فضية كرسوم دخول.

كانت الرسوم مرتفعة نسبيًا، لكنه دفعها ودخل.

...

كانت المدينة تعج بالناس. غطّى إيثان أرجاءها بمجاله العقلي، فأحس بهالة قوية جدًا، لا تقل عن مستوى "الأرض" (Earth-level). لم تكن تلك الهالة تشبه هالات فنون القتال المعتادة.

سار نحو مصدرها، وبعد خمس دقائق، وجد الرجل... لكن دهشته كانت كبيرة، فقد كان متسولًا.

"لماذا يتظاهر شخص بهذه القوة بأنه متسول؟ ألا يجد ما يشغله؟" تساءل في نفسه.

اقترب منه، فرفع المتسول عينيه وقال: "أرجوك أعطني بعض الطعام. لم آكل منذ ثلاثة أيام. الله سيباركك."

جاريه إيثان اللعبة، فاشترى له وجبة مشبعة من أحد الباعة، وتركه يأكل. كانت عينا الرجل تلمعان بالرضا وكأنه وجد ما كان يبحث عنه منذ زمن.

ناولَه إيثان زجاجة ماء وقال: "كُل على مهلك. كل هذا لك، ولن يأخذه أحد منك. وإن أنهيت الطعام، سأشتري لك المزيد."

ازداد رضى المتسول، وكاد ينهض ليُعرّف بنفسه، لكنه أكمل طعامه أولًا.

ثم قال: "ما اسمك، يا فتى؟"

أجاب إيثان: "اسمي رايان."

أومأ الرجل، ثم سأل فجأة: "هل تعلم أن هناك في هذا العالم أشخاصًا في مستوى الآلهة والشياطين؟"

ابتسم إيثان داخليًا:

ها قد بدأ الأمر...

كل ما فعله كان بهدف أن يتحدث الرجل من تلقاء نفسه. ربما كان المزارع يبحث فعلًا عن تلميذ أو شخص مقدّر.

هزّ إيثان رأسه قائلًا: "لا أعلم عمّ تتحدث يا شيخ. سأذهب، لدي عمل."

وقف الرجل فجأة وقال: "انتظر، تعال معي... قد يتغير قدرك."

سأله إيثان: "ماذا تعني يا شيخ؟"

رد المتسول: "لا تكثر من الأسئلة واتبعني."

وبعد أن وصلا إلى مكان خالٍ من الناس، بدأ الرجل يمشي في الهواء.

ابتسم إيثان لكنه صاح متصنّعًا الذعر: "شبح! شبح!"

وانطلق يجري.

انقبض وجه الرجل، وقفز أمامه ليوقفه قائلًا: "لست شبحًا، أنا مزارع. هل سمعت عنهم؟"

توقف إيثان وقال بفضول: "مزارع؟ أليسوا مجرد أساطير؟"

2025/08/15 · 171 مشاهدة · 713 كلمة
Abdesselam
نادي الروايات - 2025