الفصل 129: كلين ضد أسمديوس
من إحدى السفن، قال شيخ بهدوء:
"أيها السلف، أنت تعرف سبب مجيئنا. آمل ألا تكون قد نشرت إشاعة لجذب انتباهنا، وإلا فستتحمل طائفتك العواقب… ولن تكون عواقب طيبة."
تعرّق "زيرليث"، فهو مجرد رسول لذلك الكبير، لكنه شعر أن الجميع يحدّقون به بريبة.
وقبل أن يرد، رأى شابًا بثوب أبيض يخرج بخطوات أنيقة ويداه خلف ظهره — إنه "إيثان".
خطا خطوة واحدة نحو السفن، فانفجر من جسده ضغط هائل أشبه بنهاية العالم، وأجبر جميع المبعوثين — حوالي 200 شخص من أقوى 50 طائفة — على الركوع ونزف الدم من أفواههم.
حتى "الشيخ كلين" كان راكعًا ودمه ينزف، لكنه كان يبتسم وكأنه وجد شيئًا ضائعًا منذ زمن.
أما "فاريان" — أو "أسمديوس" — فبدت الدهشة في عينيه:
"كيف يمكن لحشرة من هذا المكان الحقير أن تمتلك هذه القوة؟"
كانت قوة "إيثان" تعادل مئة ألف شمس، وحتى لو بذل "أسمديوس" قصارى جهده، فلن يقاربه.
أبقى "إيثان" الضغط على "فاريان" وحده، وحرر البقية.
قالت "آنا" بقلق، رغم أنها لا تحب "فاريان":
"سيدنا، نعتذر إن أسأنا إليك. هذا التلميذ لا يعرف شيئًا، وأرجو الصفح عنه."
لم يلتفت إليها "إيثان"، بل رفع "فاريان" بطاقة طاقته حتى جاء أمامه.
قال بابتسامة:
"أيها الشيطان، ألا تقدم نفسك؟"
توقف "فاريان" عن التمثيل وضحك بجنون:
"هاهاها! كيف اكتشفت أمري، أيتها النملة؟"
رد "إيثان" بابتسامة:
"أتظن أنك قادر على إخفاء هالتك القذرة عني؟ أأنت تجسيد لأحد شياطين الخطايا الكبرى؟"
قال بفخر:
"أنا أسمديوس، شيطان الكسل، وسأمنحك شرف الموت بيدي."
تحول جسده، فخرج جناحان هائلان من ظهره، ونمت قرنان على رأسه، ولون جسده أرجواني وكبر حتى بلغ أربعة أمتار.
ارتجف بعض الأبناء والبنات المقدسين برعب غريزي، كفطرة الفريسة أمام المفترس.
عندها، اشتعلت عينا "كلين" بجنون، وانفجرت منه هالة بقوة سبعين ألف شمس دفعة واحدة.
تفاجأ "إيثان": حتى "ميليسا" اكتشف قوتها، لكن هذا الرجل أخفى طاقته بالكامل!
اختفى "كلين" وظهر أمام "أسمديوس" مسددًا لكمة مدمرة، لكن "إيثان" أدخلهم جميعًا في مجال الفوضى ليعزلهم عن هذا البعد، كي لا تُسحق البقية.
لكن "أسمديوس" لم يتأثر كثيرًا، وسخر:
"من أين أتيتما بكل هذه القوة؟ أأنتما من العالم الخالد؟"
أطلق "كلين" روحه المرافقة، وإذا بها ملاك ذو 12 جناحًا، من المستوى الذهبي — قمة الأرواح في العالم الأدنى. تضاعفت قوته ثلاث مرات حتى بلغت 210 ألف شمس، متجاوزًا "إيثان"!
لم يأخذ "أسمديوس" الأمر باستهانة، وأخرج رمحًا خالدًا رفع قوته إلى 240 ألف شمس.
تمتم "إيثان" بذهول:
"اللعنة… هل أنا الأضعف هنا في مجالي الخاص؟"
ثم فكر أن يتركهما يصفّيان حسابهما، وهو يراقب ليفهم سبب جنون "كلين" أمام الشياطين.
قال "كلين":
"أيها الشيطان، اليوم ستدفع ثمن جريمة ارتكبها جنسك قبل عشرة آلاف عام!"
ازدادت قوة الملاك حتى بلغ "كلين" 250 ألف شمس، وتشابك مع "أسمديوس" في انفجار مروع…