الفصل 157: وحش الفوضى – نيكسوس

ملاحظة من المترجم : الفصل ناااار 🔥🔥🔥

تأمل سيكارين وجوه الثلاثة والثلاثين من السوبرّيم أمامه، ثم ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه.

ساد وجوم ثقيل على المكان، فهذه هي المرة الأولى منذ ولادة هذا الكون التي يواجه فيها تهديداً وجودياً بهذا الحجم.

تقدّم أودين بصوته العميق: "من أنت؟ كيف تمكنت من دخول كوننا؟ وما الذي تريده؟"

لم يُجِب سيكارين مباشرة، بل ظل ينظر إلى الجميع بعينين تلمعان بالاستهزاء، قبل أن يقول بنبرة ازدراء: "لا بأس… سأخبركم الآن، بما أنكم ستموتون جميعاً عاجلاً أو آجلاً.

أنا سيكارين فوس إثرايل ، خادم سيدي المخلص. قبل خمسمئة مليون عام، هاجمني بعض الأوغاد وأصابوني بجراح بليغة. هربت منهم حتى وجدت هذا الكون المتدني المستوى. ولحسن حظكم، كانت قوتي قد انخفضت كثيراً حينها، وهذا ما سمح لي بدخول هذا العالم.

ظللت مختفياً طوال هذه الحقبة، جسدي كان بحاجة إلى

أبناء القدر

لالتهام مصائرهم. ولولا أنني لم أكن قد شُفيت تماماً في البطولة السابقة، قبل مئة مليون عام، لكنتم قد فنيتم آنذاك.

أما الآن… فأنا مكتمل الشفاء. وستصبحون جميعاً قرابين لسيدي.

بهذا العدد الكبير من أبناء القدر، سأفتح بوابة مملكة الفوضى. ابتهجوا أيها الحشرات… أنتم على وشك أن تصبحوا جزءاً من شيء أسمى منكم بما لا يُقاس… جزءاً من الفوضى ذاتها!"

لم يتمكّن السوبرّيم من استيعاب كل ما قاله، لكن رهبة كلماته وحدها زعزعت القلوب.

تقدّم زعيم السوبرّيم في هذا الكون، غابرييل ثورنڤيل ، سليل العرق السماوي، متحوّلاً إلى ملاك ذي ستة عشر جناحاً. ارتفعت هالته بشكل هائل. تبعه الآخرون فأطلقوا أشكالهم الأصلية:

فيكتور، كائن ضخم بسبعة أقدام، ظهرت له أجنحة تنين قرمزية وأنياب حادة وعيون دامية.

سليل عرق الجبابرة تحوّل إلى عملاق بارتفاع عشرين متراً.

سليل عرق التنانين أطلق هيئة تنين ذهبي ذي سبعة مخالب بلغ طوله ثمانية عشر متراً.

سليل العنقاء تحوّل إلى عنقاء حمراء بحجم خمسة عشر متراً.

سليل يورمنغاند أصبح أفعى بطول خمسة كيلومترات.

وسليل المستذئبين تجسّد كذئب ضخم بعشرة أقدام.

أما البشر البدائيون (البرماجنال هيومنز) فلم يكن لهم هيئة خاصة، وبدا ذلك مخجلاً أمام عظمة الآخرين.

انطلقت هالات الجميع دون قيود، باستثناء تاسيا ، أصغر السوبرّيم، التي بقيت لحماية المتسابقين من الآثار الجانبية للمعركة المقبلة.

وقف سيكارين وسطهم كملك يتفرّج على عرض في سيرك، ثم صفق ببطء قائلاً: "مبهر… سيكون قتلكم وأنتم في أقوى حالاتكم أكثر متعة. آه… كم سأستمتع برؤية اليأس في عيونكم!"

انقضّ أودين بمطرقته، وأشهر غابرييل صولجانه، واندفع اثنان وثلاثون سوبرّيم بأسلحتهم الأصلية معاً.

وفجأة، أخرج سيكارين أداة غريبة: قدر أسود .

قدر واحد في مواجهة اثنين وثلاثين أداة أصلية… ومع ذلك صمد بلا عناء، كحصن منيع لا يُخترق.

انتشرت أصداء هذه المعركة عبر كل أنحاء الكون، لكن بدلاً من الإثارة، عمّ شعور خانق باليأس. فالجميع شعر مباشرة بالهالة المرعبة لسيكارين. وعندما شاهدوا أن حتى 32 سوبرّيم عاجزون عن كسر دفاعاته، بدأ الأمل بالانطفاء.

إن سقط السوبرّيم… سيسقط الكون كله معهم اليوم.

وبينما كانوا يهاجمونه من كل الجهات، باغتهم سيكارين بهجوم مضاد. أصيب فالدورا ، سليل عرق التنانين، إصابة قاتلة أفقدته القدرة على القتال فوراً. زاد المشهد قسوةً ويأساً.

وفي تلك اللحظة الحرجة، شعر إيثان أن عليه أن يتحرّك، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان.

تنهد فيكتور ألوكارد قائلاً بفتور: "لماذا تجبرونني؟"

انفجرت هالته فجأة كفيضان، متجاوزةً حتى هالة سيكارين.

ذهل الجميع من هذا التحول المفاجئ. كيف أصبح فيكتور بهذه القوة، والكون ذاته يمنع أي كائن من تجاوز الطبقة السابعة؟

استخدم إيثان مهارة التقييم:

[الاسم: فيكتور ألوكارد العرق: مصاص دماء بدائي (نسخة مستنسخة) القوة: الطبقة الثامنة (مكبوتة) الموهبة: الافتراس]

تجمد إيثان: "اللعنة… مجرد نسخة! والجسد الحقيقي غير موجود هنا؟!"

ارتعب سيكارين، وأدرك أنه لا يملك فرصة أمامه. فصرخ بيأس: "سيدي! أنقذ عبدك الوفي! أُقدّم لك حياة هذا الكون بأكمله!"

فعّل ختم العبودية الداخلي بداخله، وأطلق قدراً هائلاً من طاقة القدر. كان يكفي وجود هذا العدد من أبناء القدر لفتح المسار نحو سيده، ومع جسده الممهور بالقدر، تضاعفت الطاقة.

لكن فيكتور ظهر أمامه في لحظة، وقطع رأسه بضربة واحدة. حاول منع الطقس، لكن الوقت كان قد فات.

تمزق الفضاء فجأة، وخرج منه مخلب أسود عملاق.

ارتجفت قلوب الجميع حين رأوا عيناً حمراء هائلة تطل من خلف الشق. عين أكبر من عدة مجرات.

توقف كل شيء: الزمان، المكان، جداول المصير… حتى تدفق الأنهار الزمنية تجمّد.

حرر فيكتور كل قوته المكبوتة، بالكاد بلغ الطبقة التاسعة. استطاع بالكاد التحدث، أما الآخرون فلم يقدروا إلا على المشاهدة.

بصوت ثقيل قال فيكتور: "أيها الكائن… أنا من عشيرة مصاصي الدماء البدائيين في مدينة الفوضى . هذا الكون تحت وصايتنا. فهل تمنحنا بعض الاعتبار وتغادر؟"

كان يظن أن ذكر اسم عشيرته، التي يتزعمها وجود من الطبقة الرابعة عشرة، كفيل بردع الكيان.

لكن صوتاً ملكياً ساخراً دوّى في عقول كل كائن حي بالكون: "مدينة الفوضى؟ عشيرة بدائية صغيرة؟ هه… لا تستحقون حتى أن تُذكروا أمامي. المدينة كلها لا تساوي شيئاً.

أنا الحاكم الأوحد لبحر الفوضى… أنا وحش الفوضى البدائي – نيكسوس ."

تلاشت الألوان من وجه فيكتور، وغرق في يأس يفوق أي شعور ذاقه من قبل.

حتى إيثان، رغم تجمد جسده مع الزمن، كان يسمع الحوار عبر صوت "بو" في داخله، الذي همس برعب: "سيدي… لقد انتهى كل شيء. هذا الكون هلك. نحن بحق… في عداد الموتى. وحش الفوضى؟! هذا شيء لا يجرؤ حتى بحر الفوضى نفسه على ذكره…!"

2025/08/21 · 173 مشاهدة · 818 كلمة
Abdesselam
نادي الروايات - 2025