الفصل الثاني: النظام

رنّ في عقل إيثان صوت تنبيه مألوف، فتجمّد في مكانه.

اجتاحه تيار جارف من الحماس لا يوصف، واتسعت عيناه، وخفق قلبه كطبول الحرب. لم يكن ذلك الصوت مجرّد صفير… بل كان نداءً للمصير.

إيثان، الذي كان على الأرض مواطناً رقمياً متمرّساً قضى ليالي لا تُحصى يلتهم الروايات الإلكترونية، أدرك تماماً ما يعنيه الأمر. لقد قرأ مثل هذه اللحظة مئات المرات: قصص أبطال عاديين يتلقّون فجأة أنظمة غامضة، قدرات أشبه بالغش تغيّر حياتهم رأساً على عقب. كانت تلك بداية المجد.

والآن… كان يحدث له شخصياً.

لقد حصل على نظام .

حبس أنفاسه وأغمض عينيه، مركّزاً كل انتباهه إلى داخله، مقلداً أبطال الروايات الذين يعرفهم. ماذا سيكون نوعه؟ نظام متجر؟ مسرّع للتدريب؟ ناسخ للمهارات؟

وفجأة، في الظلام خلف جفنيه، ظهر أمامه لوح شفاف يتلألأ.

[المستخدم: إيثان هانت القوة البدنية: 0.1 القوة الروحية: 0.1]

هذا كل شيء؟

رمش إيثان بعدم تصديق. لا مؤثرات ضوئية، لا موسيقى بطولية، لا قوائم أسطورية… مجرّد رقمين بائسين.

بدأ الحماس يتسرّب من قلبه… لكن قبل أن تكتمل خيبة أمله، اخترق رأسه ألم حاد كالبرق. ضغط على صدغيه، إذ انسكب في عقله سيل من البيانات.

ارتدّ صدى صوت آلي بارد في داخله:

"النظام مفعل. الوظيفة الأساسية: مضاعفة خصائص المستخدم تلقائياً كل 24 ساعة."

تجمّد إيثان. توقفت أفكاره.

مضاعفة… كل 24 ساعة؟

تقلّصت حدقتاه.

لم يكن عبقري رياضيات، لكنه فهم جيداً قوة النمو الأُسّي. في البداية، التغيرات تبدو طفيفة… لكن مع الأيام والأسابيع، تتحوّل كرة الثلج إلى انهيار جليدي. أضعف نملة يمكن أن تصبح تنيناً.

ارتجفت أصابعه ثم قبض عليها بإحكام، وارتسمت على شفتيه دهشة مذهولة.

هذا… جنون مطلق.

فجأة، لم يعد ذلك اللوح البسيط يبدو تافهاً على الإطلاق.

القوة البدنية: 0.1 القوة الروحية: 0.1

المعلومات التي حصل عليها من النظام أوضحت أن قيمة 1.0 في أي منهما تعادل طناً واحداً من القوة. أي أن إيثان يملك الآن ما يعادل 100 كغ من القوة الجسدية والروحية. أرقام مرتبة أكثر من اللازم.

ربما حدّد النظام نقطة البداية عن قصد… لكن لم يكن لديه وقت للتفكير في ذلك، فقد كان عليه أن يفهم العالم الذي وجد نفسه فيه.

من خلال نبش ذكريات الجسد الذي احتله، تكشّفت أمامه حقيقة جديدة.

هذا الكوكب يدعى "النجم الأزرق" — عالم مستقبلي شبيه بالأرض، تحكمه القوة القتالية المطلقة. التكنولوجيا متطورة، لكن عماد الحضارة هو "الطاقة الكونية" التي يمكن للمقاتلين امتصاصها عبر أساليب تنفّس خاصة، بعد أن يوقظوا ميولهم العنصرية للعناصر.

المراتب القتالية خمس:

محارب

سيّد قتالي

سيّد عظيم

ملك قتالي

إمبراطور قتالي

ولبدء الطريق، يجب أولاً استيقاظ الميول العنصرية لأحد العناصر التسعة: النار، الماء، الأرض، المعدن، الرياح، النور، الظلام، الرعد، الجليد.

كل مقاتل يفتح "أقفال الجينات" المرتبطة بالقوة. خمس أقفال كبرى، كل منها يحتوي على تسعة أقفال فرعية، ومع كل فتح، تتضاعف القوة بشكل مذهل.

قبل فتح أول قفل جيني، الحد الأقصى لقوة الإنسان هو 1000 كغ. لكن بعد الفتح:

القفل الفرعي 1: 2000 كغ القفل الفرعي 2: 3000 كغ … القفل الفرعي 9: 10,000 كغ

ثم يقفز المستوى مجدداً مع الترقية إلى سيّد قتالي… وهكذا.

إيثان لم يستطع إلا أن يبتسم بدهشة:

وأنا أملك نظاماً يضاعف قوتي كل يوم.

اليوم: 100 كغ. غداً: 200 كغ. بعده: 400 كغ. ثم 800… 1600 كغ — متجاوزاً الحد المسموح قبل الاستيقاظ.

هل يمكنني كسر قوانين هذا العالم؟

خفق قلبه بقوة.

تذكّر ما سمعه في الفصل: لدخول أفضل الجامعات القتالية، يجب أن تصبح "شبه محارب" أولاً.

المتطلبات:

قوة ضربة: 500 كغ

سرعة عدو: 25 م/ث

عندها فقط يمكنه إجراء اختبار العنصر والحصول على تقنية تنفّس من قاعة التحالف، ليبدأ رحلة التدريب الحقيقية.

إن فشل… فمصيره الضعف واللاشيء.

هذا هو العالم الذي أعيش فيه الآن.

وقف من سريره في المستوصف، وخرج عند غروب الشمس، وألوان الذهب تغمر المدينة. تذكّر رفاقه الذين ساعدوه، فابتسم ودعاهم لعشاء فاخر.

في المساء، استقل سيارة أجرة عائدة إلى منزله. الشوارع متلألئة بالنيون، والعربة تنساب بهدوء. نظر إيثان من النافذة، متأملاً حياته السابقة الباهتة —孤孤 وحيد، بلا عائلة، بلا أحلام.

أما هنا… فلديه والدان، منزل، ومستقبل. والده رجل أعمال ناجح، وأمه حنونة، وإن كانت مشغولة دائماً.

لكن القلق تسلل إلى قلبه:

هل سيلاحظون أنني تغيرت؟

لحسن الحظ، إيثان الأصلي كان منطوياً وقليل الكلام، ما سيسهّل تمثيل دوره.

وصل إلى فيلا أنيقة في حي راقٍ. دخل، فوجدها فارغة. تنفّس الصعداء، وذهب مباشرة إلى غرفته. كل شيء كما في ذكرياته.

استحم بماء دافئ، ثم جلس على سريره، عاقداً ذراعيه، ينظر إلى السقف.

هذه هي البداية. حياتي الجديدة بدأت للتو.

خوف، رهبة، حماس… كل المشاعر تتصارع داخله.

لم يعد مجرد ناجٍ… بل أصبح صاحب طريق واضح نحو القمة. كل ما يحتاجه هو الوقت.

كل 24 ساعة… قوتي ستتضاعف. إذا تحركت بصمت، وخططت بذكاء…

قبض يديه، والشعلة في قلبه ازدادت اشتعالاً.

غداً سيكون اليوم الثاني . ولن يكون أي شيء كما كان.

2025/08/14 · 948 مشاهدة · 744 كلمة
Abdesselam
نادي الروايات - 2025