الفصل الرابع: النمو و الطاقة الذهنية
نام إيثان تلك الليلة بسلام. فهو لم يكن من ذلك النوع من الأبطال الذي يرهق نفسه بالتدريب ليل نهار ليصبح قوياً. كل ما يحتاجه… هو الوقت.
في صباح اليوم التالي، فتح نافذة حالته:
[المالك: إيثان هانت] البنية الجسدية: 0.4 الروح: 0.4
كما توقع من نظامه العجيب، تضاعفت خصائصه مرة أخرى. أصبح يمتلك الآن قوة تعادل 400 كغ في الجسد والروح على حد سواء. تدفق في عروقه شعور بالحيوية، جسده أخف، حواسه أنقى، وروحه أكثر يقظة من أي وقت مضى.
بعد أن أنهى استعداداته الصباحية، خرج ليرى الفطور مُعدًّا على الطاولة، وإلى جانبه ورقة صغيرة بخط والدته:
"حبيبي، اضطررنا للذهاب إلى المكتب مبكراً. تناول فطورك قبل أن تذهب إلى المدرسة، حسناً؟ أحبك."
قرأ الرسالة، وشعر بحرارة تملأ صدره. هذا النوع من العناية البسيطة… حنان الأم… كان شيئاً لم يعرفه في حياته السابقة. وأثر فيه أكثر مما توقع.
ابتسم بهدوء، وجلس ليستمتع بوجبة مشبعة قبل أن يتجه إلى المدرسة.
في الصف العاشر
كان ريان يتذمر من أرقه المعتاد. لقد سهر حتى وقت متأخر، والآن يقضي يومه مثل شبح يمشي على قدميه. وفجأة، نظر إلى إيثان بعيون نصف مغمضة:
"هيه، إيثان، شكلك متغيّر… وش السالفة؟ تزوجت ولا إيه؟ لحظة… لا تقل لي إن الآنسة روز وافقت أخيراً تصير أم أولادك؟" قالها بابتسامة ماكرة.
رفع إيثان عينيه وضربه على رأسه بخفة: "ليت الأمر كذلك."
ضحك ريان وهو يفرك رأسه: "لا، بجد… شكلك أكثر نشاط وصحة. وش الحكاية؟"
فكر إيثان قليلاً ثم قال: "يمكن لأني بدأت أتدرب على الفنون القتالية مؤخراً، يمكن هذا السبب."
اتسعت عينا ريان بدهشة: "تدريب قتالي؟ أنت جاد؟ ألم نتفق نعيش حياتنا كالوجهاء الكسالى؟ ليه فجأة قررت تتدرب؟ تحاول تدخل جامعة أورورا للفنون القتالية عشان تعجب حبيبتك؟"
ضحك إيثان ولم ينفِ: "شيء من هذا القبيل."
صفعه ريان على ظهره مبتسماً: "تمام، أنا من اليوم بلزم فخذك وأصير تابعك يا عبقري القتال المستقبلي!"
وقبل أن يكملا المزاح، دخل المعلم أرنولد إلى الصف:
"انتباه يا طلاب، عندي إعلان مهم. كما أخبرتكم سابقاً، اختبار شهادة المحارب المبتدئ كان مقرراً في 15 يوليو، لكن بسبب ظروف طارئة، تم تقديم الموعد إلى 7 يوليو. استعدوا جيداً."
انتشرت الهمهمات في الصف، بعضهم بدت عليه الحماسة، والبعض الآخر القلق لعدم وجود وقت كافٍ للاستعداد.
تمتم ريان متذمراً: "اللعنة، أمس بس كان أبوي يلحّ علي أروح النادي، حتى كنت ناوي أزور واحد… الحين ما أدري إذا فيه وقت أصلاً."
أما إيثان فبقي هادئاً. لم يكن الأمر مفاجئاً له. ففي سرعته الحالية، سيتجاوز الحد المطلوب غداً، ويبقى معه أربعة أيام فائضة.
بعد الحصة، ذهب مع ريان لتناول الغداء في المقصف. وبينما كانا في الطابور، دفعه أحدهم من الخلف محاولاً قطع الدور.
بدون تفكير، أمسك إيثان بمعصم المتطفل وأدار يده خلف ظهره في حركة سلسة تلقائية.
صرخة حادة شقت الهواء: "آااخ! أتركني! أتركني!"
كان هذا مارك، أحد المتنمرين الصغار في المدرسة. من عائلة ثرية، وجده هو المعلم القتالي الشهير "إريك سيلفا".
لكن إيثان لم يكترث لهذه الألقاب، فقد كان يرد فقط على وقاحة الدفع.
صرخ مارك: "أنت مجنون؟ تعرف من أنا؟ أنا مارك سيلفا… حفيد إريك سيلفا بنفسه!"
ابتسم إيثان باستهزاء: "حسناً… وأنا إيثان، وبس."
انفجر الطلاب القريبون بالضحك. احمر وجه مارك غضباً، فقد اعتاد أن يتقرب الجميع منه، لكن هذا الفتى كسر القاعدة.
زمجر مارك: "ستندم… سأجعلك تندم لأنك لمستني!"
لكن قبل أن تتطور الأمور، جاء صوت هادئ وحازم: "يكفي يا مارك."
كانت روز، رئيسة الصف، أنيقة وهادئة وموضع احترام الجميع. رغم تواضع حال عائلتها، إلا أن حضورها كان أقوى من أي ثروة.
قالت بصرامة: "تحاول قطع الدور والآن تهدد علناً؟ ربما يجب أن أرفع الأمر للمدير."
تراجع مارك فوراً. لم يكن يخشى المدير فحسب، بل كان يكنّ لروز إعجاباً شديداً. رحل غاضباً دون كلمة أخرى.
راقبه إيثان بعينين ضيقتين… تلك النظرة التي رآها في عيني مارك كانت مليئة بالكراهية. ربما سيصبح شوكة في الطريق… وربما من الأفضل اقتلاعها مبكراً.
التفت نحو روز مبتسماً: "شكراً على التدخل."
ابتسمت له: "لقد كنت مدهشاً يا إيثان. لم أكن أعلم أن لديك هذه المهارة… أوقفت يده من دون حتى أن تنظر! يبدو أنك تتدرب بجد."
حك إيثان رأسه بخجل. الحقيقة أنه لم يتعلم أي فن قتالي، كانت مجرد رد فعل نابع من ارتفاع قوة روحه.
وعندما عاد إلى الطاولة، بدأ ريان يمازحه مجدداً: "يا رجل، حتى حبيبتك المستقبلية صارت تمدحك! مبروك عليك!"
ضحك إيثان وجلس، والشعور بالاعتراف من قِبل روز كان… شعوراً جميلاً بالفعل.
في المساء، عندما عاد إلى المنزل، كان والداه لا يزالان في الخارج. تمدد على سريره يتأمل أحداث اليوم. لقد أهان مارك، وهو من ذلك النوع الذي في القصص الروائية يسعى للانتقام حتى لو دمّر عائلات بأكملها. قرر إيثان أن يراقبه… وإن حاول فعل شيء أحمق، فسيقتله بلا تردد.
مرت أربعة أيام بسرعة.
7 يوليو.
وقف إيثان في ساحة المدرسة مع باقي الطلاب، فالوجهة اليوم هي فرع جمعية القتال للحصول على شهادة المحارب المبتدئ.
فتح نافذة نظامه:
[المالك: إيثان هانت] البنية الجسدية: 6.4 الروح: 6.4
في أربعة أيام فقط، وصلت خصائصه إلى 6.4، أي زيادة تعادل 16 ضعفاً. وتجاوز أيضاً القاعدة الصارمة: لا أحد يجب أن يتخطى قوة 1000 كغ قبل فك قفل الجينات. أما هو، فقد بلغ أكثر من ستة أطنان من القوة في الجسد والروح معاً.
وفوق ذلك، وبعد أن تجاوزت قوة روحه النقطة 1 ، استيقظ لديه شيء جديد… الطاقة الذهنية . صار بإمكانه تحريك الأشياء عن بعد بمجرد قوة الإرادة. وعند النقطة 6 ، يمكنه التحكم بما يصل إلى 6 أطنان إجمالاً، لكن بحد أقصى ستة أشياء منفصلة في نفس الوقت. حتى لو كان الوزن الإجمالي مسموحاً، فلن يستطيع التحكم في أكثر من ستة أهداف دفعة واحدة.
لكن إيثان لم يقلق، فالأمور ستتضح مع الوقت.
تجولت عيناه في الساحة حتى وقعت على مارك. كان من المدهش أنه لم يتحرك خلال الأيام الماضية، لكن إيثان لم يهتم كثيراً.
أما مارك، فكان يغلي من الداخل. ذهب لوالده يشكو من إيثان، لكن والده طلب منه الانتظار حتى ينتهي الاختبار. وبعد أن يحصل على الشهادة… سيجعل إيثان يدفع الثمن. كان قد تناول سائل تعزيز الجسد، وبلغت قوته الآن أكثر من 700 كغ ، واثقاً من اجتيازه الاختبار بسهولة.
همس لنفسه وهو يحدق في إيثان: "انتظر فقط… بعد اليوم سأريك ما هو الجحيم."
تقدم المعلم أرنولد بخطاب تحفيزي قصير، ثم صعد الطلاب إلى الحافلة.
شعر إيثان بحماسة غريبة. كان لديه إحساس داخلي… أن اليوم، ربما سيوقظ موهبة جديدة.
فلنرَ… ماذا يخبئ له المستقبل.