قراءة ممتعة ♥️
.
.
.
.
«داخل الفراغ »
.
فتح مايكل عينيه ليجد نفسه يغرق في فراغ اسود وكأنه في محيط ، دوامة من العدم تبتلعه وتلف حوله ببطء قاتل ، لا شيء سوى ظلام مطلق، وحالة من الفراغ الخانق الذي يضغط على صدره ،التفت حوله يميناً ويساراً ولم يجد سوى ظلام دامس
" هل فقدت الوعي مرة اخرى ؟ "
تمتم لنفسه وهو يشاهد ظلام ثم فجأة يظهر ضوء ساطع لدرجة أنه يؤلم عينيه ويسلبه القدرة على الرؤية مسبباً اغلاق عينيه بقوة
" اللعنة ، ليس مرة اخرى "
اختفى ضوء تدريجياً ليفتح عينيه ببطئ ويجد نفسه في مكان آخر تماماً ، لقد كان في حديقة ساحرة الجمال تفوق الوصف تتراقص الفراشات الملونة بين الأزهار الزاهية، وتغرد الطيور بألحان عذبة تملأ المكان بصوتها مريح للنفس ، تبرز دفيئة أنيقة، وبداخلها طاولة خشبية مستديرة تحيط بها كراسي
" همم ، واخيراً نلتقي مرة اخرى "
تتمتم مايكل لنفسه ثم اتجه ناحية دفيئة بثبات ، اقترب منها بخطوات ثابتة ليجد مايكل الحقيقي جالساً هناك، يمسك بكتاب أسود اللون ، يقلب صفحاتها ببطئ وعينيه مركزة على كلمات التي فيها ، وقف مايكل امام طاولة نظر لمايكل الحقيقي بهدوء حاول فتح فمه للتحدث ولكن عندما رأى اسم كتاب ( فشل يعني الموت) تسمر في مكانه من صدمة وتوسعت عينيه بدهشة
" أنت! "
نطق مايكل بأرتباك و حيرِة ، رفع مايكل الحقيقي عينيه عن كتاب ورفع رأسه ببطئ ليلتحم اعينهم قرمزية ، حدق مايكل الحقيقي به بهدوء ثم وضع كتاب على طاولة وهو يرفع يده يشير للكرسي مقابلة
" اجلس ، لدينا حديث طويل "
جلس مايكل بهدوء وهو ينظر للكتاب بيد مايكل الحقيقي بدهشة ، وما ان جلس حتى عم الهدوء لا صوت الاشجار تتحرك لا صوت عصافير تغرد لا شيء سوى سكوت تام ماعدا انفاس الشخصين في هذا المكان ، فتح مايكل فمه بعد برهة من صمت
" هذا الكتاب ........... كيف حصلت عليه ؟ "
ابتسم مايكل الحقيقي بسخرية وقال وهو ينظر للكتاب الاسود
" انا وانت مرتبطان الان ، يعني انني استطيع رؤية ذكرياتك ، كما تستطيع انت رؤية ذكرياتي "
عقد مايكل حاجبية ، وقال بصوت هادئ يخلو من تردد
" همم ،.... اي ذكريات ؟ ، ......اتقصد الاحلام التي اراها ؟ "
رفع مايكل الحقيقي نظر عن كتاب مرة اخرى وحدق بمايكل بأبتسامة
" صحيح ، تلك احلام التي تراها ، هي ذكريات حياواتي السابقة "
ثم اكمل بنبرة فيها بعض ندم وتعب ، كان واضحاً على معالم وجهه كمية تعب والمسؤوليات التي كانت عليه
" لقد كنت احلم بهذه الاحلام قبل ان تدخل لجسدي ، ويبدو انها استمرت حتى بعد ان تغير روح الجسد "
" اذن ، حلم الذي رأيته فيه موت ديل وحلم تعذيبك..... حقيقي "
" نعم "
عبس مايكل وارجع ظهره للخلف ينظر للسقف بشرود ثم اعاد نظره لمايكل الحقيقي
" من هولاء ؟ "
واكمل وهو يسأل عدة اسئلة
" وماذا يريدون منك ؟ "
" واذا كانت تلك ذكرياتك ، هذا يعني انها ستحصل عما قريب ، اريد ان اعرف متى واين يحصل ، بالاضافة الى كيف حصل ذلك "
نظر كل منهما الي بعض لثواني الي ان اردف مايكل الحقيقي بتعب
" هاااه ، .... خلال عودتي بالزمن اكتشفت ان هذه المنظمة هي منظمة تدعى بالختم الاحمر "
حدق مايكل به بتركيز وهو يفكر ويحلل كل معلومة تدخل لدماغه
' كما فال ايدن بالضبط انها تلك منظمة '
اكمل مايكل الحقيقي كلامه
" ليست منظمة بالضبط بل انه فقد جزء صغير من منظمة كبيرة اكتشفت خلال جوعي بالزمن ل 49 مرة ان تلك منظمة تسعى للسيطرة على الامبراطورية آرون ، وان اول هدف لها هو اسقاط دوقية سايرس التي تعتبر احدى اهم ركائز دفاعية والهجومية في الامبراطورية ، وبذلك......... "
سكت قليلا يسترجع ذكرياته ، ثم اخمض عينيه بندم وارف مكملا
" بدأو يقتلون كل عائلتي واحداً واحداً ، لم يرحمو اذا كان شخص كبيراً او صغيراً كل شخص في دوقية مات بسببهم "
" هممم "
نقر مايكل بأصبعه على طاوله وهو يحدق بمايكل الحقيقي بهدوء
" ماذا عن قوتك هل كنت تعرف بأمتلاكك لثلاث قوة "
" نعم "
ثم اكمل
" وانا متأكد من ان لقوتي علاقة بتلك منظمة "
مايكل : " هل خطفوك بسبب قوتك "
" لا اتذكر جيداً ، لكنهم كانو يقومون بتجارب على جسدي ، لا اعرف بالضبط ما كانو يفعلونه...........ان ذاكرتي مشوشة ، ولكن بعد عدة مرات من رجوع بالزمن ، تمكنت من تحكم بالقوة sool ، واكتشفت ان لقوتي علاقة بأختطافي ، لأن قوتي هي اول قوة سحرية ظهرت على وجه الارض ويبدو انهم يحتاجونه لشيء ، حاولوا في بداية جعلي انضم لهم بجعلي اكره عائلتي وبنشر شائعات سيئة عني ، ولكني لم اوفق ، لذا قامو بأختطافي واجراء تجارب على جسدي كما قلت لا اتذكر اي شيء بعد ان خطفوني سوى عودتي للمنزل وانا مغطى بالدم بالكامل "
تنهد مايكل وهو يدلك بين حاجبيه
" هاااه ،اذن ماذا عن قوة sool ، كيف اتحكم بتلك قوة "
" انها قوة سحرية تتحكم بالعناصر طبيعية وعناصر اخرى ايضا ، الماء والنار والهواء وغيرها كثير ، وللتحكم بهم عليك ان تتدرب بالطبع على تحكم بالعناصر كل واحدة من عناصر لها طريقتها في تحكم وبما انه لا يوجد معلم يعلمك ،يجب ان اعلمك بنفسي او يعلمك ايدن "
رفع مايكل حاجبية بسخرية وقال : " ايدن ، اتعني عجوز العنيد الذي مازلت احاول معه تعلم سحر ولا يقبل "
ابتسم مايكل الحقيقي بأستفزاز
" هاهاها ، نعم ، هو بالضبط ، حظاً موفقاً في محاولة اقناعه ، اعلم انه عنيد لكنه يفعل ذلك بسبب قلقه عليك ، ومن ما ارى انه على حق ،فأنت لا تجيد اعتنتاء بنفسك "
عبس مايكل وقلب عينيه من ضحكت مايكل الحقيقي
" انا اعتنى بنفسي جيداً ، وبالنسبة لأتعاب نفسي هل لدي خيار وشخصاً ما احضر جسدي الي هذا العالم بالقوة ، هل من مضحك ان تضع كل تعب على وانت جالس هنا مرتاح "
سكت مايكل الحقيقي فوراً ،وتنحنح وهو يحاول ان يغير موضوع
" احم ،احم ،على ايتي حال لم اتحكم الا بعنصر النار اثناء رجوعي بالزمن , لذا استطيع ان انقل لذكرياتك كيفية تحكم بذلك عنصر كما انتقل كونك ساحر من مستوى الثالث "
اومئ مايكل وسأل بفضول
" لما لا تنقل جميع ذكرياتك لي ؟ ، بما انك تستطيع فعل ذلك "
" ذلك غير ممكن ، تذكر ذكريات 49 حياة سيسبب ضغطاً كبيراً عليك على اغلب ستصبح مجنوناً "
هز مايكل رأسه بقلة حيلة موافقاً على كلام مايكل الحقيقي
" هاااه حسناً "
ثم اكمل
" اذن ، من خائن الذي قتل ديل "
توقف مايكل الحقيقي وهو يحدق بمايكل بأمتنان ، ثم اخرج من جيب سترته السوداء ورقة وقدمها لمايكل الذي استغرب منه
" خذه "
حدق مايكل بالورقة احساسه يخبره ان الامر لن يكون سهلا كما يعتقد، امسك بالورقة المطوية وفتحها ينظر لما مكتوب بها
" ............ ، هل هذا يكون اسماء الخونة في دوقية "
اومئ مايكل الحقيقي بخفة
" صحيح ، هولاء اسماء جميع الخونة في الدوقية منهم خادم ومنهم طباخ ومنهم فارس وغيرها كثير "
عقد مايكل الحقيقي حاجبيه وظهرت على وجهه عروق وهو يقبغ على يديه من الغضب ثم اردف مكملاً
" هؤلاء الاوغاد زرعوا الجواسيس والخونة في الدوقية منذ وقت طويل "
حدق مايكل بالورقة تنهد بتعب وقال
" أليس هذا عدداً كبيراً ، كيف لم يلاحظهم الدوق "
تراجع مايكل الحقيقي للخلف وقال بتعب
" لا اعرف ، ولكن هؤلاء جواسيس لا تستطيع اكتشافهم بسهولة ، حتى في حياتي السابقة. لم يستطع احد اكتشافهم الي ان تدمر الدوقية عندها مات جميع فيما عدا هؤلاء والذين ظهرو بعد ذلك امامي كجنود للختم الاحمر "
" همم ، اذن على ان اتعامل مع هؤلاء الخونة اولا "
اومئ مايكل الحقيقي وهو ينظر للحديقة بشرود ثم التفت الي مايكل وقال
" عليك ان تنتبه ولا تكشف عن قوتك او خططتك لهم ، عندما عرفو انني استطيع تحكم بالقوتي لم يقتلو عائلتي بل هددوني بهم وهكذا تمكنوا من سجني وتعذيبي لسنوات "
اومئ مايكل وقال بثقة
" لا تقلق ، سأتعامل مع كل شيء بنفسي "
" .................جين سو "
" همم ؟ "
" شكراً لك ، و.........أسف لأنك مضطر للعراك بدلا مني "
حرك مايكل يده وكأنه يبعد ذباب وهو يقول
" لا تفكر في اشياء عديمة فائدة ، بما انني في جسدك فعائلتك اصبحت عائلتي ومعركتك معركتي ، كما انني اريد ان اعيش بسلام في هذا العالم ، ولا يمكن ذلك الا بتدمير هذه المنظمة "
ابتسم مايكل الحقيقي بحزن وهو يتنهد وينظر لمايكل بعيون مليئة بالامتنان ثم تحدث
" على ايتي حال انت ستذهب الي قصر الامبراطوري اليس كذلك "
" هممم ، اه ، اجل لما ؟ "
" ........في الحفلة سيحصل هجوم سحري على قصر وخلالها ... "
وقبل ان يكمل تحدث مايكل مكملاً كلامه
" سيموت ولي عهد ايثان ، ويصبح الكسندر ولياً للعهد "
اندهش مايكل الحقيقي وامئ برأسه وهو يقول
"هل عرفت ذلك ايضاً من رواية "
" نعم ،........هل لديك اي علاقة مع ولي عهد ايثان "
اومئ مايكل الحقيقي
" نعم ، انه مثل اخي الكبير ، لذا خبر موته............كان "
توقف وهو يغمض عينيه بحسرة ، تنهد مايكل بأسف على حالته وقال
" لقد اخبرتك الا تقلق ، سأحل كل شيء بنفسي ، واتأكد من بقائه حيا "
ابتسم مايكل الحقيقي على كلامه االذي رغم برودة صوته الا انه مليئ بالمشاعر الذي يجعله يثق بكلامه ، ثم تحدث
" بالمناسبة الرواية ، لقد قراءتها كلها ، وهناك معلومات خاطئة او غير مذكورة فيها ، لذا لا تعتمد عليها بالكامل "
" اعلم "
" عندما تستيقظ ستتمكن من تحكم بقوة النار بالنسبة ٪100 "
" حسناً "
" وداعاً "
مع كلام مايكل الحقيقي تلاشى كل شيء واحس مايكل بألم حاد في جميع انحاء جسده ، شعره وكأنه سيتمزق جسده بالكامل ، انفلت انين خافت من شفتيه وهو يمسك بقلبه الذي ينبظ وكأنه في طبول
" هاه ،هاه ،هاه ، ما هذا ؟
احس مايكل بالدوار وصداع حاد
" هذا مجرد حلم ،اغغ......... اذن لما اشعر بألم "
توقف مايكل عن انين واحس بجسده يرتجي وفقد وعي
.
.
.
.
.
« غرفة مايكل ـ دوقية سايرس »
.
كانت غرفة هادئ لا صوت فيها سوى صوت شهقات الدوقة وهي تمسح الدم من وجه مايكل بمنشفة مبللة ، وايان واقف امام سرير يقبض يديه بقوة حتى اصبحت بيضاء وهو ينظر الى الدم الذي يخرج من فم مايكل ، دوق جالس على كرسي بجانب سرير عاقد ذراعيه وهو ينظر لمايكل بهدوء ولكن عينيه لم تستطع ان تخفي لمحة قلق فيها
طق طق
فتح الباب ليدخل منها طبيب جوزيف وبيده حقيبة جلدية بنية اللون ، توقف امام الباب وهو ينظر لمشهد الغرفة مكتئبة
" هاااااه "
تنهد بتعب واقترب من النافذة فتحها ليدخل هواء نقي للغرفة التي امتلأت برائحة الدم والمعقمات الطبية ، ثم توجه للسرير وبدأ بفحص مايكل بدقة
" متى كانت اخر مرة تقيأ فيها الدم "
" منذ ربع ساعة "
اجابه دوق بصوت بارد ، التفت جوزيف لمايكل الذي ينام وكأنه لن يستيقض مرة اخرى واخرج حقنة طبية من حقيبته وحقن بها يد مايكل ، ثم وقف مبتعداً وهو يعيد الحقنة للحقيبة خلع قفازية طبيبة وبدأ يدون في دفتره بعض ملاحظات
الدوقة : " كيف ....حـ...حاله سيد جوزيف "
هز جوزيف رأسه بنفي وهو يتحدث
" حالته غير مستقرة لكنه افضل من قبل ، لا يمكنني قول شيء الي ان يستيقظ "
اومأت الدوقة له ليجلس بجانب سرير مرة اخرى بينما جلس جوزيف على كرسي بجانب سرير
مرت ست ساعات طويلة كأنها اشهر ، اهتز جفن مايكل وتأوه بألم
" اه "
" مايكل ،! " " بني !؟ " ( مايكل ! )
صرخ كل من الدوق والدوقة وايدن مخفي ، عندها تململ مايكل وحاول تحريك جسده الا ان ألم بأغته بشكل اقوى
' اغغ يا االهي ، اشعر ان احداً طعنني بسكين في كل مكان في جسدي '
امسكت دوقة بيده وبدأت دموعها بالنزول وهي تتكلم معه ، الا ان مايكل لم يكن يسمع شيئاً سوى همهمات خافته بعيدة لم يفهما ، اقترب طبيب جوزيف بسرعة ، وفحص جسد مايكل الذي عقد حاجبيه بألم وهو يحاول فتح عينيه الا ان جسده خذله
جوزيف : " انه مستيقظ ، لكنه لايستطيع حراك بسبب ألم "
" هاه ،هاه ،هاه "
الدوق : " بني أأنت بخير "
تمكن مايكل بصعوبة من فتح احدى عينيه قليلا ليرى دوق والدوقة بجانب سرير ولأول مرة لاحظ مايكل علامات القلق على الدوق الذي بدا دائماً صارماً وحازماً ولا يكترث له
" هاه هاه ، أمي "
اقتربت الدوقة وبدأت تبكي وهي تبتسم له بحزن ، اجابته دوقة بينما سأل ايدن بقلق
" نعم شهقة ، نعم بني "
( أأنت بخير الان؟ )
اومأ مايكل لأيدن ، وتحدثت مع دوقة بأبتسامة باهتة
' من الغريب ان تجد شخصاً يقلق عليك عندما تمرض ، كنت استمع دائماً لكلام اصدقائي في حياتي السابقة عن كيف ان امهاتهم اعتنت بهم عندما يمرضون وكيف خافت عليهم .......لكن انا لم اشعر بأي من هذه المشاعر ،.......كيف يجب ان اتصرف معها الان '
بعد دقائق من سكوت وتحمل الالم فتح مايكل فمه وتحدث بتأسف
" انا .....أ....أسف "
قبضت دوقة يديها وبدأت بالبكاء اكثر
" لما ،شهقة ، لما تعتذر بني ، شقة ، انت انت اغلى ما املك ، لن اسمح لك ، شهقة بالموت ابداً "
ابتسم مايكل لها ليغمض عينيه بعد ان حقنه طبيب جوزيف بحقنة مهدئ لينام براحة ، التفت طبيب بعد ان تنهد براحة وحدق بالدوق والدوقة الذان ينتظران كلامه
" هااااه ، انه بخير لاتقلقا ، حالته مستقرة لكن جسده في حالة سيئة ، لا تدعوه يتعب نفسه بأي طريقة كانت "
ثم اكمل بعد ان حدق بمايكل قليلاً وهو يمسد شعر مايكل الذهبي
" خلال هذا الاسبوع لن يتمكن من سير جيداً بسبب ألم جسده ، وسيشعر بالغثيان من طعام ، فضلا ان شعوره مستمر بالنعاس والتعب ، عليكم ان تدعوه يرتاح واجعلوه يتناول طعامه كله حتى لو رفض ، ولكن اذا شعر انه سيتقئ اتركوه ، سأكتب له ادوية عليه تناولها بعد طعام مباشرة ، وهناك جرعة طبية في حال مرض بالحمى او ألم حاد في جسده ، ووضعت خافضات للحرارة "
اومئ دوق ليخرج طبيب بعد ان استأذن منهم ، التفت دوق وحدق بمايكل الذي شحب وجهه اكثر ولا يبدو عليه علامات تحسن ، ولكنه تنفس براحة بعد توقفه عن بصق دم واستيقاظه
" هيا سييرا اذهبي وارتاحي انا سأبقى هنا "
نفت دوقة برأسها معترضاً كلام دوق الذي وضع يده على كتفها وقال بنبرة متعبة
" سييرا ، لا تفعلي هذا ، اذهبي وارتاحي ، هل تريدين ان يشعر مايكل بالحزن عندما يراك بهذه الحالة ، انت لم تأكلي اي شيء او تنامي لأيام ، بهذه الطريقة ستنهارين "
تنهدت دوقة بحزن واومأت برأسها ، ثم وقفت من على كرسيها وخرجت من الغرفة بعد ان اغلق باب ، جلس دوق بجانب سرير يمسد على شعر مايكل بينما ابتسم ابتسامة صغيره
" مرحباً بعودتك ، صغيري العنيد "
.
.
.
« بعد يومين ، غرفة مايكل دوقية سايرس »
.
.
.
مرت يومان على استيقاظ مايكل الذي يستمر بالنوم فقط ، يستيقظ لدقائق ليغلبه نعاس مرة اخرى وينام بتعب فضلا عن اصابته بالحمى التى لم تنخفض لمدة يومين ، مما زاد من قلق دوق والدوقة عليه
" ممم "
" بني ! "
صرخت الدوقة عند رؤيتها تحرك اصبع مايكل لتمسك يده بسرعة
" جون طبيب بسرعة "
فتح مايكل عينيه ليجد الدوقة تجلس بجانبه وقد بدات عليها علامات تعب وضعف ، اسند مايكل يده على سرير وجلس بعد ان ساعدته الدوقة
" بني ، هل ، هل انت بخير ؟ "
اومئ مايكل لها بضعف ليدخل طبيب جوزيف بسرعة ، وبدأ بفحص مايكل
" انه بخير الان ،لقد انخفضت الحمى ويبدو ان جسده تحسن قليلاً مع هذا عليكم انتباه من اصابته بالحمى مرة اخرى "
حدق طبيب بمايكل و داعب شعره بأبتسامة حنونة
" اقلقتنا ايه صغير مشاكس "
عقد مايكل حاجبيه بأنزعاج ، وقال بطفولية
" لست صغيراً ،ولا مشاكساً "
" هاهاهاها ، حسنا. حسناً يا كبير ، انتبه لنفسك وتناول طعامك سيقتلني والدك اذا ما مرضت مرة اخرى "
ثم التفت الى الدوقة التي تبتسم بسعادة لهذا الموقف
" سيدتي سأننصرف الان "
وقفت الدوقة من كرسيها واقتربت من جوزيف ، واحتضنته بقوة وهي تقول
" احمق اخبرتك ان تناديني بأختي .........شكراً لك اخي "
" هاااه "
تنهد جوزيف وارتسمت على وجهه ابتسامة صغيرة وهو يربت على ظهر دوقة بحنان ، فتح مايكل عيونه بصدمة وقال وهو يبدو عليه اندهاش
" مهلا امي ، ماذا تعنين بأخي "
" ماذا؟ "
اندهشت دوقة وجوزيف من سؤال ، والتفتا الي مايكل
" بني ، ماذا تقول؟! ، الا تعرف خالك؟! "
' مهلا ،مهلا لحظة ، خالي؟؟!!!! '
" هممم ؟ ، مايكل الم تتعرف علي "
' اللعنة لم يذكر شيء عن ان طبيب جوزيف هو من عائلة الدوقة ، .....هااااه ،انا متعب دعنى نتخطى هذا بسرعة '
" اه ، لا انا اتذكر ،....انا متعب سأنام الان "
حدق كل من دوقة وجوزيف بشك ولكنهما لم يقولا شيئاً لكي لا يزعجاه
.
.
.
.
« بعد ستة ساعات ، غرفة مايكل »
.
" مممم ، اغغ "
فتح مايكل عينيه بألم وصداع حاد ، الذي بدأ بمرافقته منذ فقدانه للوعي
" سيدي الشاب أأنت بخير ؟ "
سأله جون الذي يقف بجانب سرير بسرعة وقلق ، جلس مايكل بتعب والتفت الي جون الذي يبدو وكأنه كبر عشر سنوات منذ ان رأه اخر مرة ابتسم بسخرية وقال بنبرة مستفزة
" انا بخير ، ربما يجب ان تسأل هذا سؤال لنفسك ، لما تبدو وكأنك خرجت للتو من معركة "
ابتسم جون بسعادة وقال وهو يمازح مايكل
" بما انك بدأت بالسخرية ، هذا يعني انك بخير ، اتريد ان احضر لك طعام الان سيدي او ستستحم ثم تتناول طعام "
" لا ،لا اريد اشعر بالغثيان "
وضع مايكل يده على فمه من تذكر شكل طعام ، حدق به جون للحظة
" سيدي الشاب ، لقد امرني دوق بأن اعطيك طعام حتى لو رفضت "
رفع مايكل حاجبيه بسخرية وقال بنبرة متحدية :
" اووو ، حقاً ، وماذا سيفعل اذا لم اتناول طعام "
" اعتذر سيدي ولكنها اوامر دوق وعليك تناول طعام "
" لا اهتم لست جائعاً جون ،اخرج اريد ان ارتاح "
" حسناً سيدي "
انحنى جون وخرج من الغرفة ليلتفت مايكل حوله وقال
" ايدن ، اين انت "
همس لنفسه بذهول
" هل حدث له شيء ، هممم ، من غريبٌ حقًا أن يبقى غائبًا بعد أن أفقت من غيبوبة استمرت لأحد عشر يومًا "
عندما استيقظ مايكل اخبره جون انه كان فاقداً للوعى لمدة احدى عشر يوماً ، وانه طوال هذه المدة كان يبصق دم ويرتجف جسده وهو يأن من ألم ، فصلا عن الحمى الذي لم يكن ينخفض لأيام وما ان ينخفض قليلا حتى تعود مرة اخرى
ابتسم بسخرية وتمتم بصوت لا يسمعه الا هو
" انا متأكد انني سأتعرض لتوبيخ عندما يعود ، حسنا اعتقد انني استحق ذلك ، ان فقدان الوعي لأحدى عشر يوماً سبب له قلق ، فضلا عن تقيئ للدم ..............ربما يجب ان افكر بعذر قبل ان يعود "
فكر مايكل بجدية وهو يسخر من افكاره
"همم ، هل اهرب قبل ان يعود ، لا هذه فكرة غبية ، فهو يعتبر حيوان سحري الان ، وهذا يعني انني حتى لو ذهبت الي عمق محيط فسيستطيع ايجادي ............ ، او ربما ادعي انني لا ازال في غيبوبة ، لا ذلك لن ينفع "
وفجاءة وهو مازال يفكر ، ظهر ضوء ساطع وظهر ايدن الذي طار فور رؤيته لمايكل مستيقظ وبدأ بالحديث بسرعة
" هل استيقظت ؟ ،هل انت بخير ؟ ،اتشعر بالم في اي مكان؟ "
تراجع مايكل ليسند ظهر لسرير وقال بسرعة موقفاً ايدن الذي يتحدث ألف كلمة في ثانية
" اهدئ اهدئ ، على مهلك انا بخير ، اشعر بألم ولكني بخير حقاً "
توقف ايدن واخذ نفساً عميقاً وحدق بوجه مايكل مصفر وايديه مرتجفه ، فضلا عن اعينه الحمراء قليلا ، تنهد بضيق وقال وهو يوبخه بأنزعاج
" احمق غبي ، اخبرتك ان الاداة خطيرة انظر ماذا حدث هل تعرف كم قلقنا عليك لولا ذلك طبيب لكنت ميّتاً الان "
حك مايكل مؤخرة رأسه وقال بندم
" أسف ، ايدن ، اعدك انني سأنتبه في مرة القادمة "
ازداد غضب ايدن وقال بأنفعال
" اللعنة ، ماذا تعني بالمرة قادمة ، لن اسمح لك بأستخدامها مر ة اخرى "
" ماذا؟ "
عبس ايدن وقال بغضب وصرامة لا يتحمل جدال
" نعم ،تلك الاداة خطيرة وانت كدت تموت بسببي لو لا انني اخبرتك بالاداة لما حصل لك ذلك "
" مهلا ،مهلا ايدن ، هذا ليس خطأك ، اعدك انني سأنتبه حقاً في المرة القادمة ولن استعملها كثيراً فقط في وقت حاجة "
" لا "
اعترض ايدن بحزم على كلام مايكل
" ايدن ارجوك اعدك انني سأنتبه كما انها كانت مرة اولى لي في استعمالها ، وادركت انها خطيرة حقاً ،وانا لا اريد ان اشعر بهذا الم مرة اخرى او ان اقلقكم ، لذا سأنتبه اعدك "
" هاااه "
زفر ايدن بغضب وقال وهو يهدد مايكل
" حسناً ،لكنك لن تستعمله لأكثر من ساعتين وسأنظر اذا ما كانت ساعتين تؤثر سلبا عليك ام لا ، ولكنك لن تستعمله الى ان تتحسن ، حالتك خطيرة هل تفهم "
ابتسم مايكل بسعادة وقال وهو يومئ برأسه بسرعة
" رائع ، شكراً ايدن "
ابتسم ايدن اخيراً وقال بتعب
" اذن هل تشعر بألم في اي مكان ؟ "
عقد مايكل حاجبيه عند تذكر الالم ، وقال بأنزعاج
" ألم ،اي ألم اشعر أأني اموت ، وكأن قطيع من فيلة داست علي "
ابتسم ايدن وقال
" تستحق ذلك ، حتى لا تستعمل سوار بلا مبالاة مرة اخرى "
" ولكنه كان خطأ ، لم افعل ذلك عن عمد "
رفع ايدن حاجبه وقال
" حقاً ، اذن انت لم تتدرب بكثرة او تتعب نفسك عندما لم اكن موجوداً "
اغلق مايكل فمه بعد ان اراد اعتراض ، فعند غياب ايدن عنه للبحث بخصوص منظمة وقوته سحرية كان مايكل يتدرب بقسوة في ساحة تدريب غير مكترث لكلام ايدن الذي اخبره ان ينتبه لنفسه ولا يجهد نفسه كثيرا ، لأنه سيشعر بألمه بعد ثلاثة ايام ولكنه تجاهل الامر واستمر بالتدريب الجسدي وعندما ينتهي ، يذهب للمكتبة ويقرا الكتب ويتدرب على سحر بدون علم ايدن طبعاً
" اااه ، صحيح تذكرت ، عندما فقدت الوعي التقيت بمايكل الحقيقي "
قال مايكل بسرعة محاولا تغير موضوع حتى لا يكتشفه ايدن ، تنهد ايدن من محاولاته ظاهرة وقال بتعب من تصرفاته طفولية
" اذن ماذا قال "
بدأ مايكل بشرح كل شيء من كيفية الالتقاء بمايكل و الاسماء الخونة الذي اعطاه مايكل الحقيقي لمايكل وعن الحلم وكل شيء اخر ، استمع ايدن بتركيز وقال
" هممم ،اذن ماذا ستفعل الان "
" اولا علينا ان ننظف دوقية من الاوساخ "
اومئ ايدن له
" معك حق يجب ان تتخلص من جميع الخونة في دوقية ، ومع ذلك مايكل مما عرفته ان هذه منظمة اكبر واخطر مما نعتقد لذا لا يجب ان تكشف عن قوتك ، يجب ان تعتقد منظمة انك لا تزال ذلك شاب ضعيف الذي يصارع اللعنة لكي يعيش ، وبالنسبة لقوتك النارية ، اعتقد ان عليك اخفاءه ايضا "
نظر مايكل ليديه وهو يستشعر قوة النار في جسده وقال
" معك حق لدي نفس تفكيرك "
" اذن كيف ستكتشف عن الخونة بالطبع لا يجب ان تكشفهم بنفسك "
ابتسم مايكل وقال : " اعلم ،لا تقلق لدي خطة "
" هممم؟ "
استلقى مايكل على سرير وقال بتعب بعد ان شعر بدوار مرة اخرى
" هاااه ، سانام الان ، اشعر بالدوار والم "
" حسناً ،انا سأراقبك ، ولا تقلق كما اخبرتك لقد حميت ديل من تسمم ، وسأستمر بمراقبته "
ابتسم مايكل ابتسامة باهتة وقال بصوت مبحوح وهو يغمض عينيه
" شكرا ً....لك ايدن "
ابتسم ايدن له وقام بتغطيته جيداً وبعدها جلس على سرير يراقب بقلق ، انفاس مايكل متسارعه ووجه الذي بدأ ينكمش من ألم