قراءة ممتعة ♥️
.
.
.
« قاعة الطعام - دوقية سايرس »
فتح الباب قاعة ودخل منها مايكل بخطوات بطيئة منزعجة ، اقترب من طاولة و القى تحية على كل من دوقة وايان والتوائم
" صباح الخير "
" صباح الخير بني كيف حالك "
" صباح الخير اخي " ×3
حدق مايكل بالدوقة لثواني وارتسم على وجهه ابتسامة صغيرة
" انا بخير ، لا تلقلقي "
ابتسمت دوقة ونظرت الى الدوق التي ظهر خلف مايكل وعلى وجهه ابتسامة منتصرة ، دخل دوق وسار بهدوء وجلس على كرسي في مقدمة وعلى جانبه مايكل
تقدم خدم يضعون طعام على مائدة ، حرك مايكل يده وامسك بالشوكة والسكين وهو يفكر
' علي ان انتهي بسرعة ، ليس لدي وقت سينتهي وقت سوار بعد نصف ساعة '
قطع مايكل قطع اللحم بهدوء ، وما ان لمس اللحم لسانه حتى نسي كل شيء ، وبدأ يمدح بالطعام بينما تعلو وجهه ابتسامة طفولية
' اوه ،كم هذا اللحم لذيذ كان يحب ان ارى الطاهي بنفسي للأشكره على هذا الطعام ،طبعاً اذا لم يركض هارباً فور رؤيته مايكل هاهاها '
' اوه ، يا له هذا خبز طري يمكن استعماله كوسادة من نعومته '
' واو ، هذه كعكة شوكولاته ، يبدو وكأنه تحفه فنية يمكن وضعه بمتحف ، اه اهذا ما يعنيه ان تولد بملعقة ذهبية في فمك "
طار ايدن حوله وهو يشاهد مايكل يتناول طعام بسعادة ابتسم بسخرية لذلك
( من يراك الان ، لن يقول انك ستتألم لحد موت بعد ان ينتهي مفعول سوار بعد قليل ، لكن لا استطيع ايقافك فهذا طعام يبدو وكأنه من عالم اخر )
ابتسم مايكل لكلامه ، ولم يرد عليه بل تجاهله فقط
' حسناً ،لأنه حقاً من عالم اخر '
توقف عن تناول طعام عندما سمع صوت ديل يحادث أيان بسعادة ، رفع رأسه لعائلته جديدة في هذا العالم ، بدأ الدوق والدوقة بالحديت بينما يبتسم توائم لأيان ويتحدثون معه بسعادة ، نظر مايكل الي ديل قليلا وظهر على وجهه ملامح حزينة ومرتبكه قليلا الذي اخفاها بسرعة بالطبع لم يتمكن من اخفائه من نظرة دوق ودوقة حادة ، نظرة دوقة الي دوق بقلق بينما ، تدارك ايدن وضع وتحدث بسرعة لمايكل في رأسه
( لاتقلق ، انا هنا في حالة حصول اي شيء ، سأنتبه لديل ايضاً ، لذا توقف عن قلق واهتم بحالك فقط )
حاول ايدن مواسات مايكل ومحاولا طمأنينته ، بينما انحنت الدوقة على طاولة وتحدثت بقلق
" مايكل أأنت بخير يا بني ؟ "
رفع مايكل رأسه وقال بأبتسامة باهتة محاولا طمأنيتها
" انا بخير امي "
اجابه مايكل بصوت هادى بينما يراقب ظهور ابتسامة الارتياح ترتسم على وجهها ، ليس فقط كونه بخير ، بل لأنه بخير وناداه بأمي ، تلك الكلمة التي لم تسمعها منذ ان مرض بهذا المرض مجهول
كانت علاقة دوقة والاطفال بمايكل قد تحسنت منذ مجيئ الدوقة كان الاطفال يزورونه في بعض احيان بالتأكيد مازال هناك تردد من التوائم ويبدو ان ايان مازال يحاول فهم سبب الذي جعل مايكل يعود لطبيعته ، والدوقة تحاول تحسين علاقته اكثر بمايكل ، بينما مايكل يعرف كل شيء ولكنه ادعئ جهل
حدق مايكل بأبتسامتها واحمر وجهه واذنين وانزل رأسه بسرعة ينظر لطبقه ، لاحظت دوقة ذلك فأبتسمت اكثر ولكنها اخفت امر بسرعة لكي لا يزعجه
حدق مايكل بها مرة اخرى وانزل بصره للطبق ، وهو يسترجع ذكريات حياته سابقة
' هذا شعور غريب .......... ان يكون لديك ام يعتني بكك واب قاسي يصرخ في وجهك عندما تفعل شيء خاطئ ، هذا الاحساس..... اهذا ما يجب ان يشعر به اي ابن لديه والدين؟؟ ،.........، '
رفع رأسه ينظر لعائلته بدأ من الدوق والدوقة وايان والتوائم ابتسم قليلا لكنه اخفى امر بسرعة وانزل رأسه ينظر بطبقه بقليل من حزن وهو يتذكر ذكريات حياته السابقة
" مايكل ! "
ناداه دوق على عجل وهو يضع يده على جبين مايكل الذي جعله يجفل ويفتح عيونه بصدمة لثواني وهو ينظر لفعلة الدوق
" همم ، جيد ليس لديك حمى لكنك لاتبدو بخير ، هل تشعر بالالم في اي مكان ؟ "
تنهد دوق براحة عندما وجده بخير ، سحب يده وحدق بمايكل بهدوء ينتظر اجابته ، تنهد مايكل وابتسم بسخرية على حاله
' اشعر اني اسرق هذا مشاعر واحاسيس من مايكل الحقيقي ، لا يجب ان يكون هذا لي بل لمايكل ، الذي رجع بالزمن عدة مرات لأنقاذ عائلته مضحياً بحياته'
رفع رأسه ونظر للدوق والدوقة الذان ينظراً له بقلق على سكوته ، والاطفال ساكتون ينظرون لأخيهم ووالديهم بتوتر ، اكمل مايكل افكاره وهو ينظر لهما
' انا ،انا لا اعرف كيف اتعامل معهما ، لا اعرف كيف اتعامل مع ام ، او اب '
( مايكل مابك ، هل انتهى وقت سوار ، لما انت ساكت لا تجعلني اقلق )
اعاد صوت ايدن قلق مايكل الي صوابه ونظر الي سوار بسرعة ولاحظ انه لم يبقى له كثير من وقت
" مايكل ،بني ، انظر لي "
نظر مايكل للدوقة عندها ادرك انه اظهر مشاعره عن غير قصد امامهم وبعد تفكير اجاب دوقة محاولا ان يبدو طبيعياً
' اللعنة ، علي. ما بي هذه الفترة لا استطيع تحكم بمشاعري '
" نعم امي ، ما الامر "
".......... ،لقد سأل والدك ان كنت بخير ام لا ؟ "
ابتسم مايكل بسرعة ، واجاب بثقة على الدوقة التي تبدو وكأنها ستستدعي الاطباء الامبراطورية كلها اذا قال انه ليس بخير
" انا بخير حقاً ،فقط شردة قليلا ، واشعر بالنعاس "
ثم اكمل بسرعة ناهضاً من مكانه
" لقد انتهيت ، شكراً على الطعام "
نظرت دوقة لطبق مايكل الذي مايزال اكثر من نصفه ممتلأ
" بني ، لكنك لم تأكل شيئاً "
" نعم اخي ، عليك ان تتناول طعام ،فهذا مضر لصحتك "
التفت مايكل وقال بأبتسامة حنونة
" لا بأس لست جائعاً جداً ،لهذا لم ارد تناول طعام الان "
قالها وهو يرمق دوق بأنزعاج ظاهر ، تنهد دوق بقلة حيلة من تصرفاته وقال بصوت حازم
" اجلس ، هناك شيء يجب ان نناقشه "
كاد مايكل ان يصرخ بوجهه ولكنه تمالك نفسه وجلس بهدوء ينتظر كلامه
" لقد جاء دعوة من قصر الامبراطوري بخصوص حفلة يوم تأسيس الامبراطوري بعد ثلاثة اسابيع "
ثم اكمل كلامه وهو ينظر لمايكل
" افكر بأظهارك في حفلة "
كان خبر استيقاظ مايكل مخفياً حتى الان ،لذا لا احد يعرف بأستيقاضه من الغيبوبة غير دوقية سايرس وقد حذر دوق الخدم والفرسان من ضرورة اخفاء الامر ، يريد ان يعلم الناس في حفل تأسيس بما ان رسالة كانت من الملك ، وهذا يعني انه مجبر على ذهاب
رفع مايكل حاجبه وقال معترضاً وهو يعقد يديه الي صدره
" لا شكراً ،انا لن اذهب "
رمقه دوق قليلا ، ثم تراجع للخلف مسندا نفسه على ظهر كرسي
" الامر ليس بيدك مايكل ، رسالة من الملك يعني انك مجبر على ذهاب "
تمتم مايكل بصوت خافت غير مسموع الا لنفسه
" اللعنة ، اتمنى ان ادخل بغيبوبة اخرى قبل ان نذهب "
( هاهاها ، حظاً موفقاً في ذلك )
عبس من سخرية ايدن ثم اكمل كلامه بتنهيدة متعبة
" اذن بما انك انتهيت سأذهب "
اومئ دوق له ، نهض مايكل وسار للخروج ولكنه توقف والتفت الي الدوقة وقال بأبتسامة خجلة
" امم ، امي ، هلا اخبرتي الخدم لأحضار كعكة شوكولاته الي غرفتي "
نظرت دوقة له ولمعت عيناها بسعادة
" بالطبع بني ، اعتمد على "
حك مايكل مؤخرة رأسه وقال بخجل
" شكراً لكي امي "
ثم خرج من قاعة الطعام بسرعة وكأنه يهرب من مطارده
التفت دوقة الي دوق وقالت بسعادة
" يبدو ان صغيري عاد لحب الحلويات مرة اخرى ، هيهي "
ظهر على وجه دوق ابتسامة صغيرة ولكنها تحولت للعبوس
" اتمنى ان يعود لمناداتي ابي ، ماذا فعلتي له ليقول بأمي مرة اخرى بعد ثلاث سنوات "
ابتسمت دوقة بأنتصار وقالت محاولا ازعاج دوق
" لا ،لا ،لا هذا سر بيني وبين ابني "
" الام ،والابن اعند من ثاني "
.
.
.
.
.
« اروقة دوقية سايرس»
عند مايكل الذي خرج من قاعة الطعام ، كان يسير مايكل في اروقة القصر بسرعة وهدوء ظاهري وهو يلعن نفسه داخلياً
' اللعنة ، علي ان اصل لغرفتي بسرعة ، سيظهر الاثار الجانبية للسوار الان '
نظر الي سواره الذي بدأ يتحول شيئاً فشياً الي اللون الازرق
( توقف عن تفكير وسر بسرعة ، قبل ان تسقط في الرواق )
سار مايكل بسرعة مبتعداً عن قاعة الطعام ، سار قليلا ثم توقف وامسك برأسه و ترنح فجاءة مسنداً نفسه على الجدار بيده ، كان مكان خالياً لا تسمع فيه شيئاً سوى صوت انفاس وتأوهات مايكل
" آه "
امسك برأسه وبدأ شعوره الغثيان وصداع حاد بالارتفاع
( مايكل ، اللعنة انتهى وقت تفعيل سوار )
صرخ ايدن منادياً بأسمه لكن لا رد ، انقبض وجه مايكل من ألم ، شعر بأنفاسه تتسارع ومعها تسارع نبضات قلبه بدرجة جنونية لدرجة اشعره وكأنه طبول في رأسه
" أه... اغغغ"
تأوه مرة اخرى ، واسند جسده للجدار ، بينما يمسك برأسه بقوة وكأنه يريد تمزيقه من ألم
( مايكل ، مايكل ، ابقى معي لا تفقد الوعي الان )
حاول ايدن مناداته لكن مايكل في عالم اخر تماماً ، ألم حاد بدأ يتغلغل في جسده وايديه اصبحت باردة فجاءة فتح عينيه بعدما كان قد اغلقها من ألم ، نظر حوله وكان جدران تتراقص بنظره ، شعر وكأنه سيتقيئ كل ما اكله قبل قليلا
" اخي ؟؟ "
" اخي!؟ "
سمع مايكل صراخ الاطفال خلفه فأستدار بصعوبة ونظر الي التوائم
نظر مايكل الى طفلان وهما يركضان بسرعة وعلى وجههما رعب والخوف من منظره الذي لم يبدو وكأنه بخير ، نظر مايكل الي سوار مرة اخرى
' اللعنة لم يبقى لدي وقت ،... '
" اغغغ "
( مايكل ؟!! )
" سعال ، سعال "
شعر مايكل بطعم حديدي في فمه ، غطى فمه بسرعة وهو يسعل بقوة شعر بأن رئتيه سيخرجان مع سعاله ، مسح دم من فمه بسرعة حتى لا يراه الاطفال
' لما يجب ان يكون اطفال هنا في هذا الوقت ، لا اريد ان اراهما خائفاً '
( مايكل ، اللعنة اخبرتك ان سوار عديم الفائدة انظر الان الى اثاره الجانبيه )
صرخ ايدن عليه وهو يشتم نفسه داخلياً لسماحه بأستعمال سوار
" اخي ، اخي كبير ، ماذا بك ؟ "
" هاه ،هاه ،هاه "
شعر مايكل بموجه اخرى من ألم ، فأمسك صدره بقوة وازداد نبضات قلبه شهق بألم وهو يمسك صدره ، وانين خافت خرج من فمه ينذر بالسوء ، بقى ديل ودوروثي متسمرين في مكانيهما عيونهما مليئة بالدموع وهما ينظران الي مايكل وكأن حياة ستختفى الان ، عاد ديل بسرعة الي صوابه وقال بتأتة
" أ..أخي.... أخي ، هل انت بـ..بخير "
" هاه ،هاه ،هاه ،ديـ..ل ، دورو..ثي ، هاه ،هاه ،لا تقلقا..... انا بخير "
ثم فجاءة !
خرج انين اخر من فم مايكل
" أهغ "
وترنح ساقطاً على ركبتيه مما زاد من خوف الاطفال وايدن عليه
" اخي! ، اخي! ، لا "
" اخييي ؟ ،اهي ،اهي "
( مايكل ارجوك كفى لا فائدة من اخفاء الامر عليك ان تخبرهم ليجلبو طبيب بسرعة ، ستموت اذا بقيت هكذا )
صرخ ايدن مترجياً ان يفعل مايكل شيئاً ،اومئ مايكل بقلة حيلة وفتح فمه اخيراً موجهاً كلامه للاطفال
" هاه ،انا بخير "
ابعد مايكل يده عن صدره بصعوبة ووضع يده على رأس الاطفال وقام بمداعبة شعرهم وهو يبتسم ابتسامة باهتة محاولاً ان يجعلها طبيعية قدر الامكان ، تحدثت دوروثي بتأته وديل ينظر بخوف لملامح مايكل التي رغم ابتسامته الا ان ألم واضح على وجهه
دوروثي :
" أ ،أخي ، هل انت بخير ...حقاً "
ابعد مايكل يده وقال بثقة وهو يحاول اخذ نفس بين كل كلمة
" لا تقلقا ، هاه ، انا بخير حقاً ، فقط ، هاه ،هاه ، متعب قليلا "
ثم التفت الي ديل الذي يتفحص وجه مايكل بقلق وتحدث موجهاً كلامه لديل
" هاه ،هاه ،هاه ، ديل ... اذهب ، هاه ، ... وا....اخبر جون ، أ..أن...يأتي ، هاه ،هاه "
" حسناً ، اخي "
مسح ديل دموعه بسرعة وركض مبتعداً ، بينما تتشبث دوروثي بكتف مايكل وهي تنظر اليه بقلق
نظر ايدن للسوار وقال بقلق
( يكاد اخر حجر يتحول للون ازرق )
لم يعر مايكل اهتماماً بكلام ايدن ، فقط امسك بيد دوروثي الذي تبكي ويبدو انها لم تعد تستطيع وقوف من الخوف وسحبها الي حضنه يربت على ظهرها بحنان
" هاه ،دو ..دوروثي ، انا بخير ....توقفي عن...... البكاء "
امسكت دوروثي بملابس مايكل بقوة وغرس وجهه في عنق مايكل وهي تبكي بحرقة خوفاً من فقدانه
" أ ...أخي ، هيك ،هيك ،لا تمت ارجوك "
" انا ، ..لن...اموت "
رفعت دوروثي رأسه لتلتقي عينيها زرقاء صافية بعيني مايكل حمراء كالدم ، ابتسم مايكل محاولا ان يبدو بخير وهو يربت على شعرها بحنان ، تحدثت دوروثي بين شهقاتها
" حقاً "
عبس ايدن عندما رأى حالة مايكل تسوء اكثر وقال بأنزعاج
( هاااه ، اتقلق على فتاة وانت بين حياة والموت حاليا ،اقلق بشأن نفسك اولا ، انت تعلم ان هذه مجرد بداية ، وان الاحجار لم تتحول للون ازرق بعد )
ابتسم مايكل وقال بثقة ، متجاهلا كلام ايدن تماماً
" نعم اعدك ، لذا توقفي عن بكاء "
" حسناً ،.....لن..ابكي "
مسحت دوروثي دموعها بسرعة تحاول منع نفسها من البكاء ، ابتسم مايكل من فعلتها وخديها الذي تصبغت بالاحمر ولكنه لم يتمكن من ابتسام اكثر ، فاذا بألم حاد باغته فجاءة ، احس مايكل بالدوار وشعر بطعم حديدي في فمه مرة اخرى ، صر على اسنانه كاتما انينيه لكي لا يخيف دوروثي التي توقفت لتوها عن بكاء
" اخي ، اخي "
التفت مايكل بصعوبة الى صوت ديل الذي يناديه بقلق ، رأى رؤية ضبابية لديل مع شخصاً ما اعتقده جون ، ركض ديل وجلس بجانب مايكل ، رفع مايكل يده بصعوبة يمسح على شعر ديل بأبتسامة حنونه
" احسنت عملا صغيري ، شكراً لك "
شعر مايكل بأرتخاء جسده شيئاً فشيئاً وسقط يده من على رأس ديل ، اصبحت اصوات بعيدة لم يستطع سماعه او فهمه جيداً وكأنه يغرق في محيط ، اغمض عينيه بسبب ألم واصبح كل شيء حوله اسوداً ، و تمايل جسده للجانب
ركض دوق وركع بجانب مايكل ، امسك بكتفه يهزه قليلا وهو يصرخ منادياً بأسمه بقلق
" مايكل !! "
" هاورد نادي طبيب بسرعة "
صرخ بصوتاً يملأ ارجاء الدوقية وهو يأمر رئيس الخدم هاورد بأحضار الطبيب ، توقف دوق عندما لم يجد اي رد من مايكل وقام بأحتضانه بقوة وكأنه يحبس روح مايكل في جسده ، نظر حوله ، الاطفال يبكون ومايكل بين حياة والموت ، لم يستطع نطق بشيء لمدة وهو متسمر مكانه
" مايكل !!؟ "
ناداه دوق بصوت مخنوق ، نظر الي مايكل فاقد للوعي الذي يلهث محاولا تنفس ، وجسده يرتجف بقوة بينما اصبح وجهه شاحباً وكأن اللون سحب منه ، توسعت عيناه اكثر عند رؤيته بقع دم على فم مايكل ، امسك ديل بسروال والده يسأل بخوف ودموع ينهمر من عينيه كالشلال
" أب...ي ، هل هل أخي بخير؟ "
اعاد صوت ديل دوق الذي كان متصنماً في مكانه من صدمة ، حمل دوق مايكل بسرعة الذي يلهث محاولا التقاط انفاسه وركض به نحو غرفته وورأه الاطفال ، وضع مايكل برفق على سرير وكأنه قطعت زجاج يخاف ان يكسره ، بينما كان انفاس مايكل محتضرة تملأ ارجاء الغرفة
" هاه....هاه....هاه...هاه ، اغغ ،اه ،اااااه "
تسارع انفاسه اكثر
فجاءة !
بدأ جسد مايكل بأرتجاف بشكل اقوى من ذي قبل ، وتحول وجهه للأحمر بسبب انقاطع نفسه ، اقترب منه دوق بسرعة محتضناً جسده يثبته على سرير بقلق ، بينما ازداد بكاء الاطفال اكثر لكن دوق لم يكن لديه وقت حتى للاتفاف لهم كل تركيزه كان على مايكل
" مايكل !! "
صرخ دوق بأسمه بخوف على حالته هذه ، كان ملامح دوق جامدة ولكن عينيه قلقتين بشدة
' اللعنة لما الان ،لقد تحسن هذه الايام , لما الان بالضبط يحصل له هذا '
" ابيي!! "
دخل ايان والطبيب وهما يلهثان ، وتسمراً مكانهما من منظر مايكل الذي يرتجف بقوة وهو يمسك بالدوق بينما دوق يحتضنه مقللاٍ بلك ارتجاف جسده ،
" هيا. ،ماذا تنتظر ، افعل شيئاً "
ارتجف طبيب وركض بسرعة لمايكل الذي يزداد ارتجاف جسده اكثر فأكثر ، حدق أيان بمايكل بعيون مندهشة وقلقة من حالته سمع صوت بكاء التوائم فالتفت بسرعة حوله ليراى اخوته صغار ويركض لهم بسرعة
" ديل دوروثي ، هيا لنغادر بسرعة لكي يفحصه طبيب "
تحدث أيان ممسكاً بيدهما ، و هو يسحبهما خارج الغرفة ، امسك ديل ودورثي بملابسه بأيدي مرتجفه وهما يبكياً ،قال ديل
" أخي .. اهي اههي ، أخي الاكبر بخير صحيح ؟ "
نظر ايان الى باب الغرفة والي الاطفال ،ابتسم ليطمأنهما رغم ان قلبه يعتصر من خوف على اخيه كبير
" نعم ، سيكون بخير لا تقلقا ، هو مريض فقط سيشفى بعد ان يفحصه طبيب "
تنهد ايان بعمق ، وبعثر شعر اخوته صغار
" اسمعا ،الان ليس الوقت مناسب ، اذهبا الي دروسكما الان حسناً "
حاول التوائم اعتراض لكن أيان سبقهما بسرعة ليقول
" اذا دخلتم الان ستزعجون طبيب ولن يستطيع العمل ، هل هذا ما تريدانه ؟ "
هزّ التوائم رأسهما بحزن
" لا ،لا نريد ذلك "
أوما أيان وارسلهما مع الخادم الي دروسهما صباحية ، عاد ايان بسرعة للداخل ليرى دوق جالس على سرير يحتضن مايكل الذي توقف ارتجفاف جسده ولكنه مازال يأن من ألم ودوقه واقفه امام سرير تضع يدها على فمها بقرب سرير وهي بالكاد تقف على قدميها تنظر لمايكل الذي يفحصه طبيب بعيون دامعة وخائفة على حالته
" أمي ، ما ماذا حصل لأخي "
نظرت دوقه الي ايان واحتضنته بسرعة وهي تبكي بحرقة على ابنها ، ثم تحدثت الى ايان الذي بدأ وكأنه سيهاجم على طبيب ان لم يعالجه الان ،فهو لا يستطيع رؤيته اخيه يتألم
" لا ، لا اعل....م ، لقد ، لقد حقنه بـ بحقنه مهدئ وتوقف ارتجاف جسده "
تحدثت الدوقة بصوت مرتجف وهي تشد على حضنه لايان وكأنه امله في تحمل هذا مشهد مؤلم
فجاءة!!
انطلق انين مؤلم من فم مايكل وبدأ يسعل بقوة
" اغغ ، اه هاه ، كهك ،سعال سعال "
التفت مايكل بجسده للجانب ووضع يده على فمه ثم انساب الدم من بين اصابعه صبغت قميص دوق وغطاء السرير ابيض بلونه قرمزي ، شهقت دوقة وووقعت على ارض فلم تعد اقدامها تستطيع حمله اكثر بينما تبكي بلا صوت وكأن انفاسه سحبت منها ، نظر كل من دوق وايان بصدمة لهذا مشهد ، اقترب ايان من سرير بسرعة ، وقال بغضب
" ...... اخي ، اخي ، اللعنة عليك ،ماذا تفعل ، اخي يموت ،عالجه بسرعة "
ارتجف طبيب ، توقف عن فحص وتراجع بضع خطوات للوراء
" ماذا تفعل لما توقفت "
صرخ ايان بغضب وهو يمسك بملابس طبيب
" انا ، انا اسف يا سيدي صغير ، هذا لا يبدو مثل اي شيء رأيته في حياتي ، انا لا اعرف كيف اعالجه "
تحدث طبيب بصوت متلعثم من خوف ، التفت الي الدوق الذي سأل صوت بارد يقشعر له الابدان
" ماذا تقصد بكلامك ؟ "
سقط طبيب على الارض من الخوف وانحنى للدوق
" سيدي ، ارجوك ابقي على حياتي ، لا اعرف مرض سيد الشاب ، لا يمكنني علاج مرض لم اره من قبل "
عقد دوق حاجبيه بغضب ، التفت الي الباب الغرفة وصرخ منادياً رئيس الخدم
" هاورد ، جهز حصاني ، سأذهب للقصر الامبراطوري "
انحنى رئيس الخدم هاورد ، وخرج من الغرفة ، وضع دوق مايكل على سرير بعد ان هدى ارتجافه وخرج من الغرفة بعد ان اخبر ايان بالبقاء بجانبه ، همس ايان محدثاً اخاه الذي فقد وعيه
" اخي ، ارجوك تماسك ، ابي سيجد حلا ما "
.
.
.
.
«داخل الفراغ »
فتح مايكل عينيه ليجد نفسه يغرق في فراغ اسود وكأنه في محيط ، دوامة من العدم تبتلعه وتلف حوله ببطء قاتل ، لا شيء سوى ظلام مطلق، وحالة من الفراغ الخانق الذي يضغط على صدره ، ثم فجأة يظهر ضوء ساطع لدرجة أنه يؤلم عينيه ويسلبه القدرة على الرؤية مسبباً اغلاق عينيه بقوة
" اللعنة ،ليس مرة اخرى "
اختفى ضوء تدريجياً ليفتح عينيه ببطئ ويجد نفسه في مكان آخر تماماً ، لقد كان في حديقة، ساحرة الجمال تفوق الوصف تتراقص الفراشات الملونة بين الأزهار الزاهية، وتصدح الطيور بألحان عذبة تملأ المكان بهجة وفي قلب الحديقة، تبرز دفيئة أنيقة، وبداخلها طاولة خشبية مستديرة تحيط بها كراسي
" همم ، واخيراً نلتقي مرة اخرى "
2800 كلمة
واعتذر على تأخير