قراءة ممتعة ♥️

.

.

اذا وجد الاخطاء يرجى ذكرها في تعليقات لأعدلها لاحقاً

.

.

.

« غرفة مايكل ـ العاصمة ـ الامبراطورية آرون »

.

حل صباح واشرقت شمس ومعها بدأت عصافير تغرد الحانها بفرح ، استيقظ مايكل وفتح عينيه ببطئ شديد ، نظر للسقف الغريب بشرود ثم تململ في سرير قليلا ليشعر بشيء بارد على جبهته ، رفع يديه يلمس ضمادة باردة كانت على جبهته وابعدها بأستغراب

( اخيراً استيقظت ايها متهور ، هاااه ، لقد نمت فور دخولك للغرفة بسبب اصابتك بالحمى البارحة ، هل انت بخير الان ؟)

ابعد مايكل شعره للخلف توقف بشرود وهو يحاول تذكر احداث الامس ، ثم نهض جالساً على سرير ينظر حوله يحاول اكتشاف اين يكون فهذه لم تكن غرفته

" اه ، تذكرت انا في العاصمة "

التفت الي جانبه ليرى الدوقة تجلس على كرسي رأسها مستند على ذراعها تغط في نوم عميق ، ابتسم مايكل لا ارادياً ، ثم نهض مبعداً غطاء عنه وغطي بها الدوقة ، وقف ينظر لملامح وجهها رقيقة لثواني ثم اتجه ناحية حمام استحم وبدل ملابسه وخرج يجلس على كنبة ويجفق شعره

تحركت دوقة قليلا لتفتح عينيها وتنظر لسرير فارغ ، اصابها قلق لتقف بسرعة تصرخ بأسمه

" مايكل ، مايكل "

نظر مايكل لها أستغراب ليفتح فمه بسرعة وهدوء

" امي ،انا هنا ما الامر؟ "

التفت دوقة بسرعة لتتنهد براحة واضعاً يده على صدرها

" لا شيء فقط ، كنت خائفه عندما لم اجدك في سرير "

اقتربت بخطوات أنيقة من مايكل وجلست بجانبه على كنبة ، رفعت يدها لتلمس جبينه تتحسس حرارته ، ثم ابتسمت له بأطمئنان لتقول براحة

" جيد حرارتك طبيعية ، هااااه ، لقد قلقت كثيراً لما لم تخبر احداً ان حراراتك ارتفعت ؟ "

قالت كلماتها اخيرة بتوبيخ ، ليقول مايكل مجيباً عليها بسرعة وعبوس

" لم اكن اعرف ،فور دخولي لغرفتي نمت فوراً من التعب "

تنهدت الدوقة وامسكت المنشفة بيد مايكل وبدأت تجفف شعره ، شعر مايكل بدغدغة خفيفة في معدته من سعادة ، بينما ابتسمت الدوقة من سماحه له بفعل ذلك فهذه ايام اصبحت اقرب لمايكل ، انتهت من تجفيف شعره وابعدت منشفة واضعاً ايها على كنبة

" هيا بني لنذهب لتناول الافطار "

اومئ مايكل لها لتنهض دوقة وتخرج من الغرفة بأناقة ، التفت مايكل لأيدن الذي جلس بجانبه على كنبة بملل

" علينا ذهاب للسوق العاصمة لأيجاد ذلك شاب"

رفع ايدن حاجبيه بفصول وقال وقد لمعت عيناه

( وكيف ستخرج فالدوق لن يسمح لك بذلك ابداً )

" هاااه ، سأجد حلا ما او اخرج في الليل بدون ان يعرف احد "

نهض مع كلماته وخرج من الغرفة مع ايدن

.

.

.

.

«قاعة طعام قصر دوقية سايرس في العاصمة الامبراطورية »

.

كان قاعة طعام هادئة لا يسمع صوت فيها عدا صوت الخدم وهم يضعون الطعام بهدوء ، دخل مايكل القاعة الطعام بخطوات ثابتة وبهدوء ، جلست دوقة بجانب دوق بينما جلس مايكل بجانب دانيال الذي يجلس قرب دوق وايان والتوائم بجانب الدوقة

مايكل :

" صباح الخير "

الجميع :

" صباح الخير "

جلس مايكل على كرسي بهدوء ليحدق جميع بوجهه شاحب ليقول دانيال بقلق

" أأنت متأكد ان حمى اختفت ، لما وجهك شاحب هكذا؟ ،هل انادي طبيب ؟ "

تنهد مايكل وعبس وجهه ليقول بملل من كلماته متكررة

" كم مرة سألتموني هذا سؤال هذا الاسبوع ،.... هااااه ،اخبرتكم انني بخير كما ترى لما تكبرون موضوع "

هز دوق رأسه من تصرفاته ليبدأو بتناول طعامهم ، حدق مايكل بالطعام امامه بدون شهية ، تنهد بعمق وامسك ملعقة يحرك طعام فقط

عبس ايدن وقال بغضب : ( لا تلعب بالطعام ، تناوله )

حدق كل من دوق ودوقة ودانيال وايان بمايكل لاحظوا جميعاً عدم تناوله للطعام ليقول دوق بصوته بارد جعل مايكل يجفل من سؤاله مفاجئ

" اتشعر بالغثيان ؟ "

رفع مايكل رأسه يحدق بالدوق بألارتباك ليقول بصوت خافت

" نعم ........ ألا استطيع اليوم تناول الادوية بدون طعام ،فقط هذه المرة "

الجميع :

" لاااااا "

( لاااا )

تنهد مايكل بحزن واجبر نفسه على تناول طعام ، تناول ملعقة ثم ملعقة اخرى وعند ملعقة خامسة غطا فمه وابعد الطعام بسرعة

" لقد انتهيب "

حدق جميع بطبقه الذي لا يزال ممتلئاً ليتنهدو بقلة حيلة ، نادى دوق جون بصوته خشن

" جون احضر دوائه "

" حاضر سيدي "

ذهب جون واحضر دواء مايكل ، حدق مايكل بالدواء ليتناوله دفعة واحدة ، ثم التفت الى دوق وقال بتردد

" اامم ......اريد الخروج لرؤية العاصمة "

رفع جميع راسه ينظر لمايكل بأستغراب ، توقف دوق عن تناول طعام لثواني ليرجع لتناول طعام مرة اخرى وقال بصوت حازم وهو لم يرفع رأسه حتى

" لا "

صدم مايكل من رفضه ليقول بأنزعاج

" ماذا ، .....لكنك وعدتني انك ستسمح لي بالتجول في العاصمة "

" كان ذلك قبل ان تصاب بالحمى "

اجابه دوق بثبات ، بينما نظر مايكل بحدة للدوق وتمتم بأنزعاج

" اللعنة عليك ايها عجوز مزعج "

( توقف عن شتم كالاطفال ، انه والدك وهو قلق عليك )

عبس مايكل لينظر لأيدن بنظرة تقول ايها خائن

' هل انت في صفي او صفه ، حسناً......... لا حل اخر اذن يجب ان اقنعه بطريقة اخرى '

انزل مايكل رأسه وجعل ملامحه حزينه ليقول بصوت متردد

" هاااه ،الا استطيع خروج حتى اشعر انني اختنق داخل هذا القصر لا استطيع تحمل اكثر "

لكن دوق لم يتكلم بقى يشاهد بصمت ليقول مايكل بصوت مكتوم وهو ينهض من كرسي بغضب حقيقي

" تشه ، لا استطيع ان اخرج حتى وانا سأموت قريباً "

قال كلماته كالقنبلة وهمه خارجاً من قاعة بحزن ، شهقت دوقة بعد خروجه وبدأت بالبكاء بصمت ، قبض كل من ايان ودانيال يديهما بقوة اما الاطفال فنظرا لكل شيء بهدوء وحزن ، تنهد دوق وهو يدلك بين حاجبيه ليقول لأدغار

" هااااه ، ادغار "

اقترب ادغار رئيس الخدم في قصر العاصمة بسرعة من دوق لينحنى بأحترام

" نعم سيدي "

" جهز العربة سيخرج مايكل مع كل من دانيال وايان لرؤيته العاصمة ،......... واخبر مايكل بذلك ، كما جهز بعض فرسان لمرافقتهم "

قال كلماته بدون ان يلتفت لينحنى ادغار ويغادر بعدها القاعة ، التفت دوق للدوقة التي تكتم بكائها واضعاً يدها على فمها ، ليضع دوق يده على كتفها ويقول بثقة

" لا تقلقي سييرا مايفكر به لن يحصل ابداً ،سأتأكد من ايجاد دواء له ، ولا تنسي ان والدكي يقوم بالبحث عن دواء له كما يفعل ولي العهد والامبراطور ووالدي ايضاً "

اومأت دوقة ولم تستطع ايقاف دموعها ليقول دوق بتعب

" سييرا ، توقفي عن بكاء ارجوكي انظر اطفال سيبدأون بالبكاء ايضاً "

التفت دوقة لتجد دوروثي وديل وعيناهما مليئة بالدموع لتمسح دموعها بسرعة وتنهض مقترباً من الاطفال ، ركعت امامهم وابتسمت لهم بحب لتمسح دموعهم وتقول بحنان

" لما يبكي صغيراي جميلان "

نزل توائم من كراسي واحتضنوا امهم بقوة دفنوا وجوههم في صدرها ليشعرا بدفئها ، رفع ديل رأسه ليقول بصوت متقطع بسبب بكاء

" شهقة ، ام...امي ، اخي شهقة لن يموت صحيح "

احتضنته دوقة بقوة وهي تربت على ظهريهما لتقول بأبتسمة كاتماً بكائها

" لاتقلقا صغيراي لن نسمح بذلك ابداً "

قالت ذلك وهي تعد نفسها انها ستجد علاج مهما تكلف الامر

.

.

.

.

.

" غرفة مايكل - العاصمة "

.

دخل مايكل بخطوات متعبة وجلس على سرير ، رفع رأسه لأيدن الذي يرمقه بغضب وقال بسخرية

" قل ما تريده فقط لاترمقني هكذا "

اقترب ايدن منه بتنهد ليقول بغضب

( لقد تجاوزت حدود ، الا تظن انك سببت قلق لعائلتك )

تنهد مايكل ووضع رأسه بين يديه وقال بصوت خافت

" لم ارد ان يحصل ذلك ، اردت ان اجعل دوق يشعر بالحزن ليسمح لي بالخروج ، ولكني في اللحظة التى لم يسمح لي بها بالخروج لا اعرف ماذا حصل كل ما اعرفه انني اشد غضبي لأقول ذلك وانا لم اكن امثل حينها "

قال كلاماته الذي جعل ايدن يصمت وهو يحدق به بعجز ، حتى لو كان مايكل يدعي عدم مبالات احيانا الا ان ايدن يعرف جيداً ان امر يقلقه جداً ، التفكير في انقاذ كل افراد عائلة مايكل ومحاولة جعل نفسه اقوى وفك اللعنة وتحكم بقوة sool ، والاحلام الذي تراوده ومحاولات اغتيال وغيرها كثير قد وضعت ضغطاً عليه الا انه يدعي انه بخير

طار ايدن ليقف فوق رأسه ويربت على شعره

( لا بأس ، اعلم ان لديك كثير من ضغوطات ، لكن حاول الا تفعل ذلك مرة اخرى ، فقد جعلت جميع يشعر بالحزن الان )

انزل مايكل رأسه بحزن وتهد بعمق وهو يستلقى على سرير

طق طق

طرق باب لينهض مايكل جالساً على سرير ويقول بتعب

" هااااه ، ادخل "

دخل ادغار بأبتسامة ووقف امام مايكل

" سيدي لقد سمح لك دوق بالذهاب لرؤية العاصمة مع سيد الشاب دانيال وسيد ايان ، سيتم تجهيز العربة بعد ساعة ، هل تحتاج لشيء قبل ذهابك "

توقف كل من مايكل وايدن الذي قال بتنهيدة مبتسمة

( حسناً ، على اقل نجحت خطتك )

" هاااه ، حسناً ، يمكنك ذهاب "

خرج ادغار من الغرفة بهدوء واغلق الباب خلفه ، تنهد مايكل واستلقى على سرير مرة اخرى واضعاً ذراع على عينينه بينما يشعر بالندم على قوله ذلك وعلى بكاء دوقة التى رأى دموعها قبل ان يخرج بغضب

( ...... ، اذن ماذا ستفعل الان ، بما ان اخويك قادمين كيف ستجد شخص الذي تبحث عنه )

ابعد مايكل يديه وجلس على سرير مرة اخرى

" هممم ، حسناً دعنى اخبرك بالخطة .... "

وبينما يخبر مايكل ايدن عن خطة كانت العربة قد تجهزت وبقى دانيال وايان ينتظرون مايكل

ايان : " لما لم يأتي بعد ، هل يمكن انه مرض مرة اخرى "

دانيال : " دعه سيأتي الان "

مرت عدة دقائق ليخرج مايكل ويقف امامهم ، حدق به دانيال وهو يتفحص كل شبر من ملابسه وحذائه

دانيال : " هيا اصعدا "

قال كلماته وصعد كل منهم بهدوء الي العربة منطلقين بأتجاه اسواق العاصمة

.

.

.

.

« سوق العاصمة - امبراطورية آرون »

.

توقفت عربة فاخرة مزينة بنقوش ذهبية وعليها شعار دوقية سايرس امام مبنى كبير نزل من العربة كل من دانيال وآيان ثم نزل مايكل بخطوات بطيئة

( اذا شعرت بألالم اخبر اخوتك هل فهمت ، سأعود بعد ان اجد مكان الذي اخبرتني عنه )

اومئ مايكل لأيدن وخرج من العربة وقف مع دانيال وايان ليقول دانيال للفارسان

" لا تهتما لأمري وايان كل ما عليكما فعله هو انتباه لمايكل هل تفهمان "

" نعم سيدي "

التفت دانيال لمايكل الذي يتحدث مع ايان بسعادة ، لاحظ اشراق وجهه قليلا مما جعله يطمأن

" مايكل أيان هيا بنا "

التفت كل منهما واقتربا من دانيال الذي ربت على شعرهما ليقول بحدة لا يتقبل نقاش

" اياكما ابتعاد عني هل فهمتما ، ابقيا قريباً مني دائماً واذ اردتما ذهاب لمكان او شراء شيء اخبراني حسناً "

ايان بأبتسامة :

" حسناً اخي "

تنهد دانيال لينظر لمايكل الصامت قائلا

" مايكل اذا شعرت بأي الالم ، او دوار او حتى غثيان اخبرني "

" حسناً "

تحرك ثلاثة وهم يلبسون غطاء اسود يغطي شعرهم ووجوههم وخلفهم فارسان متخفيان بينما يسير مايكل وهو يتمتم لنفسه براحة

' رائع هذا مكان مذهل ، من جيد انني خرجت من ذلك قصر بارد وكئيب '

ابتسم ابتسامة خفيفية لاحظها كل من دانيال وأيان الذان التفتا لبعضهما وابتسما بسعادة ، توقف مايكل امام عربة وهو يشير بيده ناحية طعام

" سيدي اعطني قطعه من هذه "

رفع صاحب كشك رأسه وابتسم لمايكل وهو يعطيه عطى عليها قطع اللحم ، اقترب دانيال منه وقال بأستغراب

" ألم تكن تشعر بالغثيان من تناول الطعام "

" هممم ، نعم ، لكنني افضل الان "

ابتسم دانيال ليسرو قليلا ثم توقف مايكل امام كشك اخر

" سيدي كم ثمن هذه القلادة ؟ "

" لحظة مايكل لا تشتري مجوهرات من هنا ، نستطيع ذهاب لمتجر مشهور "

اومئ مايكل ولكنه اشترى القلادة على اي حال ، مرت ساعة ومايكل يتحرك من بائع لأخر ثم بعد مرور ساعتين توجها للحديقة ، جلس مايكل على كرسي وابعد الكعكة التى امامه ، حدق ايان به بطرف عينه ليقول بقلق

" اخي ، اتشعر بالالم ، او غثيان ، لما اصفر وجهك هكذا؟ "

اغمض مايكل عينيه وارجع رأسه للخلف يستند على طرف كرسي ، انتاب أيان قلق ليقول بسرعة

" اخيي دانيااال ، تعال بسرعة "

التفت دانياي وما ان رأى مايكل حتى ركض بسرعة ناحيهم بعدما كان يحاول شراء عصير لهما

" ما الامر أيان ؟ ، ماذا حصل ؟ "

ايان بقلق

" لا اعلم فجاءة اصفر وجهه ، واغلق عينيه ، لقد ناديته ولكنه لا يجيب ، ماذا افعل؟ " حدق دانيال بوجه مايكل كان شاحباً جداً وعندما تحسس حرارته كانت مرتفعه ، عقد حاجبيه بغصب وقال لأيان

" لديه حمى ابقى معه سأخبر فارسان واعود "

اومئ ايان ليذهب دانيال بعيداً ، وفجاءة ظهر ايدن امام مايكل الذي كان متعباً من ركض هنا وهناك

( مايكل لقد وجدت المكان )

تحدث ايدن بسرعة لمايكل ، فأومئ مايكل برأسه وقال بصوت خافت

" لتبدأ خطة "

اومئ ايدن وطار بعيداً ، اقترب أيان منه بقلق وامسك يده

" اخي كبير فلنذهب الى ..

فجاءة وقبل ان ينهي ايان كلامه

بوووووووم [ صوت انفجار قوي ]

" آه ، ....ماذا يحصل "

نهض أيان بسرعة وقف امام مايكل بينما اقترب دانيال بسرعة

" هل انتما بخير "

" نعم اخي نحن بخير ، لا تقلق "

( لقد انتهيت هيا بنا نذهب )

التفت مايكل لصوت ايدن وامئ برأسه

دانيال :

" ايان ابقى مع مايكل واحميه جيداً هل فهمت ،انا سأذهب لاتفقد امر وسأتصل بأبي لكي يأتي بسرعة "

اومئ أيان وذهب دانيال بعيداً ، التفت أيان لمايكل واقترب منه بسرعة

" لا تقلق اخي ، كل شيء سيكون ب....... هاااا"

وقبل ان ينهي ايان كلامه باغته دوار حاد ، ترنح للامام فاقداً للوعي وامسك به مايكل قبل ان يسقط ووضعه على ارض برفق

" احسنت ايدن "

ابتسم ايدن لانه كان شخص الذي جعل ايات يفقد الوعى ثم رفع يده وظهرت دائرة سحرية ثم اختفيا تماماً

مرت دقائق ليعود دانيال وما ان رأى ايان ركض له بسرعة وهو يصىخ بأسمه

" ايااااااان "

" ايان ، صغيري هل انت بخير ؟ "

جلس على الارض وتفقد حالته ثم التفت حوله ولم يجد مايكل فأنتابه قلق وخوف شديد ليصرخ منادياً الحراس

" حراس فلتبحثوا عن مايكل الان وارسل رسالة لوالدي اخبره ان مايكل خطف "

اومئ حارس وركض بعيداً بسرعة

.

.

.

.

.

" قصر الامبراطوري ، غرفة الاجتماعات "

.

كانت غرفة الاجتماعات في القصر الإمبراطوري تعج بالهمهمات جلس وزراء الامبراطورية حول الطاولة المستطيلة المصنوعة من خشب البلوط الداكن ، وفي صدر الطاولة، حيث تتركز كل الأنظار، جلس الإمبراطور لوكاس يحملق في الحضور بعينين ثابتتين كالثلج

نهض وزير الداخلية يوجه انظاره للامبراطور بثقة

"جلالة الإمبراطور ، أن تسمح للدوق لسايرس بالدخول إلى العاصمة عبر النقل الآني من خارج الأسوار مباشرةً... هذا يا جلالتك، ليس مجرد خرق للبروتوكول. إنه أمر بالغ الخطورة يهدد أمن الإمبراطورية وعاصمة الامبراطورية !"

بدأ الهمس يتحول إلى موجة عارمة من الاحتجاجات.

"صحيح يا جلالتك!"

هتف المركيز فيكتور، وزير الموارد، بصوت أجش.

"قانون العاصمة واضح! لا يُسمح بأي شكل من أشكال النقل الآني داخل حدود المدينة، خاصةً القادم من مناطق الحدود القوية مثل أراضي الدوق سايرس هذا حظر وضعه أسلافنا لسبب وجيه! هل نسينا أن النقل الآني قد يُستخدم في إدخال قوات أو أسلحة سرية دفعة واحدة؟"

"وليس هذا فحسب!"

أضاف اللورد غاريث، أحد كبار القادة العسكريين، بينما كانت أصوات الوزراء تعلو وتتداخل.

"السماح له بالاستثناء، وهو معروف بقوته ونفوذه الهائل حتى بين نبلاء ، سيُعتبر ضعفًا من سلطة العرش"

رمقهم الإمبراطور بنظرة جعلت بعضهم يتراجعون عن صياحهم، لكن وزير الداخلية لم يتراجع.

"جلالتك، أليس من غير اللائق أن يُمنح شقيقك، الدوق سايرس ، هذه الامتيازات التي حُرم منها الجميع؟ إن قوته العسكرية وسلطته السياسية لا تُقارن بأي دوق آخر. نحن لسنا متأكدين من نياته، ولا يمكننا الوثوق في أن قوة النقل الآني التي استخدمها لم تكن محفوفة بالمخاطر الأمنية او انه لا ينوي بدأ الانقلاب !"

استند الإمبراطور فريدريك إلى الخلف في مقعده العالي، واضعًا يديه المتشابكتين تحت ذقنه، وعيناه لا تغادران وزير داخلية الذي كان يتحدث بحماس شديد، واثقًا من أن كل من في الغرفة يشاركه الرأي. كان صمت الإمبراطور أكثر رعبًا من صوته.

أخيرًا، رفع فريدريك يده، وكتلة الجدل توقفت فورًا كأنها قُطعت بسيف.

"هل انتهيتم جميعًا؟"

سأل الإمبراطور بهدوء مخيف، وصوته الرخيم لم يكن مرتفعًا، لكنه اخترق صمت الغرفة كالإبر.

"هل أنتهيتم من هذا كلام الفارغ ؟"

كانت النظرة التي وجهها فريدريك إليهم قادرة على تجميد نهر في عز الصيف

" اخبرتكم من قبل ، الم افعل ، ان اي احد يتدخل بيني وبين اخي صغير ، فعقابه سيكون عسيراً "

حل صمت مكان وارتجف وزراء بخوف وقلق ، حاول وزير الداخلية ان يتحدث ولكن نظرة واحدة من الامبراطور كان كفيلة بأسكات فمه

" عندما حلت حرب وكادت ان تسقط الامبراطورية كان دوق يتعارك في المعركة على رغم من كونه في العشرين من عمره ، الان "

تقدم للامام ينظر لهم بحدة وتهديد

" اين كنتم عندما كان يحمي الامبراطورية ، اين كنتم عندما كادت ان تسقط الامبراطورية ، صحيح ....كنتم جالسون هنا تأكلون وتنامون براحة بينما يتعارك دوق واضعاً حياته في خطر "

ثم اكمل كلماته الذي جعل خوف يدب في نفوسهم

" خيانة ، .....اتقول خيانة ، شخص مثل الدوق الذي انقذ حياتي مرات عديدة ، تقول بأنه سيخونني وقد يتسبب بأسقاطي عن العرش "

ارتجف وزراء بقوة وابتلعوا ريقهم بصعوبة وانحنوا في وقت واحد

" نعتذر جلالتك لقد تجاوزنا حدود "

رمقهم الامبراطور بأشمئزاز وقال بصوت بارد

" اخرجوا ، انتهى الاجتماع اليوم ، واقسم اذا ذكر هذا موضوع مرة اخرى ، فلن انتظر امر محمكة سأقطع رؤسكم بنفسي "

نهض وزراء بسرعة وانحنوا للامبراطور بالارتجاف ،وهموا خارجين كالقطيع من خرفان

" هااااه "

تنهد الامبراطور بأنزعاج وارجع ظهره للخلف مغلقاً عينيه بتعب ، ثم فتح الباب غرفة الاجتماعات فجاءة ودخل دوق سايرس بخطوات ثابتة وكأن مكان منزله ثم جلس على كرسي بجانبه واخرج سيجارته ببطئ وبدأ بأشعالها واستنشاقها ، حدق الامبراطور بالدوق الذي يشرب سيجارته بهدوء وبرودة

" على الاقل تحدث ودافع عن نفسك "

التفت دوق انظاره الي الامبراطور ليقول بأبتسامة مستفزة

" هممم ، لما افعل ولدي محامي جيد مثلك "

سخر الامبراطور ليهز رأسه من تصرفاته ، ثم توقف قليلا ليقول

" ....كيف حال صغيرك ؟ "

اطفئ دوق سيجارته على طاولة ورماها بعيداً ليقول بعدها

" انه بخير تقريباً ، لم يعد يبتعد عنا منذ ان استيقظ وعادت علاقته طبيعية مع الاطفال ووالدته "

ابتسم الامبراطور له ، ليقول بأستغراب

" همم ، سمعت من جوزيف انه فقد ذاكرته هل تذكر اي شيء "

" هاااه ، لا لايتذكر شيئاً ،ذاكرته مشوشه ، حسناً هو يتذكرني ويتذكر الاطفال ووالدته ،لكنه لم يتذكر دانيال على رغم من انه كان وحيد الذي لم يدفعه بعيداً اثناء مرضه "

استغرب الامبراطور من ذلك ليحل صمت مكان لثواني حتى سمعا صوت الباب

طق طق

" ادخل "

دخل حارس شاب وهو يلهث من ركض بعدما سمح له الامبرطور بالدخول، دخل وانحنى لكل من دوق والامبرطور

" ما الامر "

" جـ ....جلالتك ، لقد وردنا الاتصال ان هناك انفجار وقع في سوق "

نهض دوق بسرعة مما جعل كرسي يرتطم بالجدار اشار الامبراطور للحارس ان يكمل كلامه ،اومئ حارس واكمل بسرعة

" و .. وردنا اتصال للتو من الشيد الشاب دانيال ، قال ان سيد الصغير ايان فاقد للوعى وان سيد الشاب مايكل اختفى فجاءة اثناء الانفجار ولم يجدوه حتى الان "

لم ينتظر دوق اكثر تحرك من دون كلام وخرج من الغرفة ، تنهد الامبراطور ليقول للحارس

" نادي وزير دفاع "

" امرك جلالتك "

خرج حارس ليتنهد الامبراطور مرة اخرى

" لما كل مكان تذهب له ينتهي بحادث ، هذا يصبح مثيراً للشك ، اكثر واكثر ، قطي مشاكس "

انتهى

2778 كلمة

2025/10/12 · 91 مشاهدة · 3154 كلمة
Skala
نادي الروايات - 2025