"وقعي على العقد و كل الديون ستختفي ، و لا تخافي على حياتك ، سأعاملك جيدا ، صدقيني" قلت ببتسامة مشرقة و دافأة مما خفف التوتر لديها.

أحنت رأسها و كان الخجل و الغضب ظاهرين على وجهها ، دون أن أهتم بمشاعرها أخرجت قلما حبريا أزرقا من جيبي و قمت بإمساك يدها اليمنى ، و بعد فتحها وضعت القلم بين أصابعها الرقيقة لأغلق يدها مرة أخرى.

"لديك دقيقة...لا ! لديك 10 ثواني لتقرري ، إن لم توقعي سأعتبر ذلك رفض قاطع منك ، من الأفضل أن تفكري جيدا و ضعي بين عينيك أن قرار الرفض لن يؤدي بك إلا إلى عذاب شديد و مستقبل تعيس من عاءلتك"

قلت الحقيقة التي في رأسي ، أنا حاليا لست بمهرج منحرف يتبع الفتيات .

إنه تغيير مفاجأ في مشاعري و عقليتي ، لا أعلم لماذا لكن هذه المرة فكرت بمنطق سليم و ليس بحب غريب, هذه مجرد قاعدة نحتها في عقلي خلال هذه المقامرة التي أجريتها مع إيريس.

"عدم إتباع النساء خصوصا النساء اللواتي يملكن إسم ليلي ، حسنا ، ليس الجميع " فكرت بهاته القاعدة الجديدة و الخرقاء قليلا ، قبل أن أركز إهتمامي على إيريس التي كانت تمسك القلم بعصبية و إرتجاف قليل.

(المؤلف : أول مرة أكتب فيها وجهة نظر لطرف أخر غير البطل ، السؤال هل أكمل على هذا الأسلوب أم أتوقف، القرار لكم يا رفاق#لا تتنمرو#أول مرة#)

~ بوف إيريس~

إسمي جابامي إيريس و اليوم كانت أول مقامرة أخوضها مع شخص غريب. كنت أقامر مع أختي الكبرى سابقا و كنت غالبا ما أفوز عليها.

على الرغم من أن علاقتنا متوترة كثيرا إلا أنها لم ترفض و لو لمرة واحدة المقامرة(اللعب) معي ، أنا حقا أحبها سواء من جانب شخصيتها المتفجرة قليلا إلى شكلها البارد...

حياتنا اليومية مليءة بالمشاجرات التي لا تنتهي و في غالب الأحيان تكون تافهة لدرجة تبعث على السخرية..... خلال هاته المشاجرات كنت دوما ما أخسر أمامها ربما بسبب شخصيتي التي تميل إلى الضعف أو بسبب اللطف و التسامح المتجدر في قلبي ، و بسبب هذا كنت أتلقا الضرب و الشتم من والدي ووالدتي ، و في بعض الأحيان أتلقى ضربا من أختي أيضا.

أنا لا أعلم لماذا لكن منذ أن بلغت الخامسة كنت أحس أن هناك تمييز بيني و بين أختى و مع مرور السنين تأكدت شكوكي لكن لم أدلي بأي تصريح خوفا من العقاب....

و أيضا لأنني أعلم أن هذا شيء طبيعي ، لأن أختى تحترف مختلف الألعاب و هذا شيء جيد جدا كونها من عشيرة مختصة بالقمار مثل عشيرة جابامي .

بالمقارنة معي فأنا لا أجيد إلا لعبة واحدة ، ليس لأنني غبية أو أي شيء أخر ، أنا فقط أجد أن نفسي و شخصيتي لا تتناسبان مع عالم القمار ، في هذا الموضوع بالذات أجد أنني أرتاح أكثر في تعلم العلوم و الكيمياء أعني أنني أحب أن أصنع الإكسيرات و الأدوية و التعلم و إستكشاف النباتات ، و هذا بحد ذاته خلق مشكلا كبيرا بيني و بين والدي المهووسان بالقمار.

و بصراحة لأكون صادقة لا أجد أنني مناسبة لهاته العاءلة المنظمة من الخارج و الفوضوية من الداخل.

مرت السنين منذ أن تم الكشف عن هدفي في الحياة و كانت الأوضاع تسوء أكثر فأكثر ، لم أستطع أن أهنا بيوم راحة دون أن تحدث مشكلة.

في البداية تم منعي من تحقيق هدفي بإبقائي داخل أراضي العشيرة دون فرصة للخروج منها و أيضا تم سلب كتبي التي كتبتهم في طفولتي و تاليا تم منعي من الزواج إلى أن يحين الوقت ليتم إرغامي على الزواج لكي أكون أكثر وضوحا إنه زواج مصلحة.

رغم رفضي القاطع لمثل هاته الأشياء إلا أنني لا أستطيع قول الكثير من الأشياء ، من الواضح أن عاءلتي تريد التخلي عني في أقرب فرصة و هذا يدفعني إلى اليأس و الغضب و الشفقة على نفسي لكوني ضعيفة.

مرت السنين مرة أخرى و كنت أتراجع يوما بعد يوم ، كان جسدي يزداد سوءا نظرا لكثر الضرب الذي أتعرض له من طرف عاءلتي.

من جهة أخرى بلغت أخيرا 14 سنة و الذي يوافق إحتفال القمة الخاص بالقمار و بصفتي فرضا أساسيا في عشيرة جابامي تم إختياري أنا أختي للمشاركة.

كنت أحس بشعور غريب ، خاصة و أن خادمتي الشخصية ليلي أخبرتني أن والداي و شيوخ العشيرة يريدون إسقاطي في مشكلة من نوع ما.

طبعا نفيت هذه الفكرة و رفضت إقتراحها في الإنسحاب ، ربما لأنني أردت أن أظهر للجميع أنني لست مجرد فتاة عادية و إنما فتاة من عشيرة جابامي العريقة.

سرعان ما بدأت المراسم و تم الإعلان عن بدأ الإحتفال ، إجتمعت جميع العشاءر و كنت بالفعل على دراية بمعلومات كل مرشح من كل عشيرة ، إلا عشيرة واحدة و هي عشيرة بامي و هذا سبب لي صدمة و ذعر طفيف.

مرشحي عشيرة بامي هما شخصان الأول فتاة و تسمى ليونا و هي محترفة جدا ، عندما ظهرت عشيرة موموبامي من العدم ظهرت هاته الموهبة معها التي دمرت الورثة الشباب مما عزز مكانة عشيرة موموبامي في وقت قصير.

بالنسبة للشخص الثاني فأنا لم أتوقع وجوده أصلا ، لم يكن على قاءمة المدعووين من الأساس.

إنه فتى رغم أنه يبدو بالغا و أشبه برجل بمقتبلةالعمر(18~20سنة) إلا أنني أستطيع تأكيد أنه في نفس عمري(14) ، لديه شعر أسود قصير تتدلى بعض الخصلات لتغطي القليل من وجهه ، لديه عيون سوداء مع بريق أحمر قرمزي , يبلغ طوله حوالي 1,75 مترا مع كتفين عريضين.

يرتدي قميصا أبيضا و سروال رياضي باللون الأسود رغم أن ملابسه فضفاضة قليلا إلا أنها لا تخفي البنية الجسدية و الجسم المثالي لديه.

بعد جلوسه جنب رءيسة عشيرة موموبامي التي أعلنت عن أنه إبنها بالتبني تفاجأت قليلا لكن سرعان ما تجاهلت هذا الشعور.

جلس الفتى و بعد أخد وضعية جلوس كنت أراها تليق به بدأ يراقب بعينيه كما لو أنه يبحث عن فريسة ما ، ظلت عينيه تحوم في القاعة إلى أن تلاقت عنينا مع بعضهما.

أحسست بالحرارة في وجهي و قلبي و بدأ صدري يديق ، خفضت رأسي خجلا منه و كانت أنفاسي تتصاعد مع مرور كل ثانية.

مع نظري للأسفل تشابكت يداي مع بعضهما ، حاولت تهدأة نفسي و بعد عدة أنفاس إستطعت ضبط نفسي ، و نظرت إليه مرة أخرى.

و لكن للأسف كان الأوان قد فات لأنه كان ينظر إلى أختي، أحسست ببعض الحزن و فقدان الأمل.

فكرت في الأمر و لم أستطع ضحد حقيقة أن أختي أفضل مني في كل شيء.

لكن رغم ذلك لم أستسلم ، لأنني أعلم أنها مخطوبة من أحد الشباب ، رغم أن خطيبها ليس بجمال الفتى أمامي إلا أنه موهوب قليلا و لديه نفوذ كثيرة .

كنت أنظر إلى أختي رغم أن تعابيرها الخارجية باردة و تظهر عدم الإعتمام و التي ستخدع أي شخص إلا أنها لا تستطيع خداع لأنني لست أي شخص ، أنا أختها التوأم أعرفها كما أعرف ظهر يدي.

أستطيع أن أقول أنها الأن مهتمة بالفتى و وقعت عليه كالعمياء في الظلام.

و هذا في حد ذاته جعلني أفكر بشكل أعمق في الأمر و أطرح بعض الأسءلة التي جعلتني أتوتر أكثر فأكثر. كفرصة معينة في فسخها لخطوبتها ؟! لكن لا إنها لا تحكم من خلال الشكل ، مهلا هل يمكن أن تتزوج رجلين؟؟؟ لالا هذا منافي للقانون...

خلال مراقبتي له و تفكيري في هذا الموضوع إنتهت المقامرات بين الشباب تقريبا و تم إختياري للعب المقامرة الأخيرة ضد ليونا نظرا لأنها الأن في لحظة ضعف.

لكن ما لم أتوقعه أو يتوقعه أحد هو أن الفتى المعني تقدم و أخد مكان ليونا كبديل لها و كان هذه أول مبارات في هذا اليوم.

بعد جلوسه أمامي عرف عن نفسه بإسم رين و ببتسامته الحلوة جعلني أقفز إلى مخيلتي لكن و رغم ذلك إستجمعت شتات نفسي و قامرت معه.

بعد ساعة تقريبا خسرت كنت خاءفة من والدي و غاضبة من أختي لأنها غشتني و كنت أشعر بالشفقة على نفسي لأنني لم أستمع لكلام ليلي و أكثر ما جعلني ضعيفة و جعلني أفقد ثقتي في نفسي هو الفتى أمامي.

جعلتني هذه المقامرة أرى إرتفاع السماء و أعلم أن للعالم ألوان أخرى كالأسود و الأبيض.

أمام هذا الفتى خسرت كل شيء رغم أنني لم أملك شيءا غير حياتي ، إنه منافق و كاذب و....

لم أستطع التعبير عن مشاعري كلها لأن الفتى كان سريعا جدا بحيث لم يترك لي الكثير من الخيارات ، إما أن أرفض العقد و تصبح حياتي أسوء مما هي عليه أو أوقع و أحصل على فرص 50 في المئة لتصبح أفضل أو ما تبقى لتصبح أسوء بكوني دمية أكثر من كوني زوجة..

فكرت في الأمر و لم أجد الأمر سيءا لهذه الدرجة كوني `زوجة` لهذا الفتى الوسيم ليست فكرة سيءة ، حتى لو شتمني أو ضربني فهو ليس أسوء من عاءلتي.

فكرت و أنا أحرك يدي ممسكتا بالقلم و بعد تردد طفيف كتبت إسمي على العقد و ختمته بتوقيع كنت أتدرب عليه في طفولتي.

~نهاية البوف~

(المؤلف : أنا لا أعلم مدى سوء الأمرة لذا أخبروني #لا تتنمرو)

✨أسف إن كان هناك خطأ🤡✨

2023/09/23 · 216 مشاهدة · 1392 كلمة
.
نادي الروايات - 2025