"هيا فل تتبعني "
بكلمات جادة ، أخرجني أبي من تفكيري، علمت منذ هذه اللحظة أن الضحك و التسلية ليسوا على قاءمة المحادثة الأتية، إنه كلام رجل لرجل.
إتبعت خطاه إلى أن وصلنا إلى طاولة قصيرة بدون كراسي. إنه الأثاث الأصيل لليابانيين القداما.
بعد الجلوس على الأرض تقابلت لأرى والدي يجلس مع فخر لم أرى مثله من قبل.
تسمى هذه الجلسة أوتا هيزا غالبا ما يجلس ذوي النفود هكذا أمام العديد من الناس لإظهار سيطرتهم و إرسال تحذيرات غير مرئية للإلتزام بالصمت أو لعدم إستفزازهم.
أنا جلست بكل تواضع، لم أرد إختبار صبر أبي القصير أو إغضابه، و بطريقة بسيطة إسمها زٓيْزَا نظرت إلى عينه مع ثقة تقارع فخره.
بعد ثواني من الصمت دوى صوت مرعب مع هالة خانقة غير مرئية ،للحظة ظننت أنني رأيت ظل شيطان .
"عندما تحدث إليك عبر الهاتف، هل كنت تعلم ما تقوله أم لا، إياك و أن تعتقد أني سأتغاضا عن مثل هذه المزحة "
"عشيرتنا التي كانت تقارع العشائر الأربعة الكبرى معا... تدمرت الأن بسبب الحرب، كل فروع العشيرة في كل أنحاء اليابان إختفت ، لعدة أسباب، هذا خلف الكثير من المشاكل "
"أصبحت ثروتنا تتناقص، لم يعد لنا دخل صافي، أصبت أسير كل شيء من ثروتي الخاصة "
" إن لم ترضيني بجاوب يعادل الوقت الذي أضيعه معك الأن ، لن تعلم ما قد يصيبك "
عند إنهاء كلماته تدفقت نية قتل كبيرة، كنت أعلم أنه قتل الألاف من الأشخاص، و كنت أشك في أنه سيقتلني لكنني كنت متأكدا من أنه سيتسبب بإعاقة دائمة لي إن لم أرضه.
بعد إستجماع شجاعتي و إبتلاع لعابي باشرت في شرح خططي بأكملها ، لكنني لم أذكر الجزء المتعلق بالتكنولوجيا. بعد طرح الكثير من الأسإلة و الإجابة عنها ، إقتنع والدي قليلا.
___
"إن خططك جيدة لكنها تحسن إقتصاد العائلة للمستقبل فقط ، أنا أريد حلا للحاضر...."
"أنا أعلم، بالنسبة للحاضر فمن الأفضل تحسين صمعة و وجه عاءلتنا "
"سنساعد الدولة و الشعب قليلا خلال هذه الفترة، من خلالها ستتناسى الدولة كل أخطاء عشيرتنا تدريجيا"
"و ذلك عن طريقة تزويد الشعب بالأكل و الشرب و اللباس مقابل ثروتهم "
"و الدولة عن طريقة تزويدها ببعض من العمال لإعادة تعمير المناطق المدمرة مقابل الأراضي "
"أنا أعلم أنك تفكر في كيفية تحقيق كل هذا بما أننا نملك مالا يكفينا نحن فقط , أليس كذلك؟ "
عند طرحي لهذا سؤال أومأ برأسه لأتابع كلامي.
"حسنا ليس بالضرورة إمتلاك ثروة لفعل هذا "
"نحن في اليابان و هي عبارة عن جزيرة ضخمة ، ما يحيط بها هو الماء "
"بإختصار سنقوم بصيد المخلوقات البحرية و نبيعها بأغلى الأثمنة و بالنسبة للماء فتوجد أنهار حلوة يمكن تعبأة الماء منها و بيعها و أخيرا الملابس ، أحد تختصصات عشيرتنا هو التطريز و الخياطة , قبل دمار فروعها كانت هناك حمولة كبيرة من الملابس نستطيع أخد ما نريد و بيع ما تبقى"
"أنا أعلم أن عائلة كاراسوما لديها فخر لكن يجب التضحية به لدوام مجدنا "
أنهيت خطابي لأسمع صوت مدوي في الغرفة.
تصفيق!!
تصفيق!!
تصفيق!!
تصفيق!!
"انت تستحق أن تكون إبني , لكن لا تغتر كثيرا ، سأعتمد على خططء لبضع سنوات إلم ترقى لتوقعاتي سألغيها ببساطة "
____
بعد إنتهاء المحادثة و جمع مديح أبي أخبرته عن الأراضي التي يجب شارءها مثل :
1_ مساحة شاسعة في كاليفورنيا التي لم يتبقي سوى 3 سنوات على شراءها (1955)، تلك الأرض سيتم بناء حديقة ديزني عليها.
2_حديقة يويوغو من أكبر الحداءق في طوكيو ،اليابان، سيتم بناءها سنة 1967.
3_مساحة في الصين حيث سيتم تأسيس شركة سيارات جيلي1986 ، التي ستسيطر على صناعة السيارات في فترة معينة.
و غيرها من الأماكن المشهورة في العالم.
___
و تذكرت شيءا مهما بعدها و هو الهويات ، في المستقبل سيكون العديد من الجواسيس و الخونة إذا تم كشف هويتنا ستكون هناك الكثير من المتاعب لذا إقترحت على أبي صنع هويات جديدة ، لي و لأكاديا و لنفسه و كل من يثق به.
وافق هو الأخر و قال أنه سيعمل عليها.
~بعد شهر و عشرة أيام~
بدأت الأمور تتحسن شيئا فشيئا من ناحية المال ، لا أستطيع قول أن الأوضاع جيدة جدا لكنها في تقدم سريع و ثابت.
علاقتي مع أكاديا إنها سريعة جدا ، سرعان ما تقبل كلانا فكرة الزواج.
خصوصا بعد أن أصبح زواجنا رسميا....، أصبحت أكاديا قليلة الإحراج ،طبعا لم نفعل شيئا خارج الخط لأننا ما زلنا أطفالا.
بدأت أفهم شخصيتها الباردة في بعض الأحيان و طريقة تفكيرها، بدورها بدأت تفهمني.
بالنسبة لحبها لي إكتشفت عن طريق النظام أنها تحبني لدرجة لا يمكن تخيلها، أنا لا أعلم ماذا فعلت.... لأجعلها هكذا لكن أظن أن اللعب و التحدث و إحترامها و تلبية ما تريده و مغازلتها هو ما جعلها تقع في حبي.
برأية حالتها وجدت أنها حققت 101 نقطة في الحب( تجاهي)
و تكن إحتراما كبيرا لي، عندما سألت النظام عن إحتمالية وجود عطب به أجابني أن عندما يحطم شخصا الرقم القياسي في نوع محدد من المشاعر الإيجابية فلن يفكر حتى في خيانة أو أدية السيد ......سيظل شعوره هكذا إلى الأبد......
و هناك شيء أخر، أنا لا أعلم لماذا طورت أكاديا شعورا بالخوف تجاهي لكن إفترضت أن ذلك بسبب موهبتها في التعلم ،
بسبب هذه الموهبة تَعَلَمَتْ أنها يجب أن تخاف من زوجها أو شيء من هذا القبيل.
لذا بإختصار خوفها مرتبط بإحترامها و حبها لي، لهذا غالبا لا تريد تعكير مزاجي أو عصيان ما أقول لها.
و هذا أفضل من فرض العبودية عليها و سلبها مشاعرها، فرض العبودية أريد تطبيقها على البيادق و الخدم، لأجعلهم قتلة إنتحاريين. . . .
عند إنتهاء شهر 8 و حلول شهر 9 بدأت أجواء الدراسة، و هذا أول عام لي في المدرسة و الأمر ينطبق أيضا على أكاديا بما أنها كانت تحت حماية أبي، فهو لم يغامر بحياتها إلا بعد تزوير هويتها ، و الأمر ينطبق علي أيضا.
أصبح إسمي ~تاماكي رين~ طفل ياباني يتيم فقد والديه أثناء الحرب، بعد الحرب وجده الجيش الأمريكي مع بعض الأطفال الأخرين و قرروا إعطاءهم جنسيات أمريكية و حياة جديدة في دار للأيتام..
(لمن لا يعلم فإن أمريكا ساعدت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية...)
أما بالنسبة لأكاديا فقد أصبح إسمها ~غراس ميا~ طفلة يتيمة هي الأخرى , نجت بعد هروبها من اليابان عن طريق قارب ، و وجدت نفسها في الصين، ليتم إستقبالها و تبنيها من أحد العاءلات المقيمة في ساحل الصين.
طبعا كل ما قيل في الهويتنا مزيف إلا بعض الأشياء المهمة ،أردت الدراسة في أمريكا لأن تقدمهم العلمي يفوق معضم الدول في ظل هذه الفترة، إستطعت التوغل في الأراضي الأمريكية و الحصول على جنسيتها بعد أن هاجرت إليها و رشوة العديد من الأشخاص و أخيرا دخول الميتم بعد التوسل إليهم قليل.
أما بالنسبة لأكاديا فقد وجدت دليلا عن قاتل عائلتها الذي يشاع أنه هرب إلى الصين ، كيف تم تبنيها من عاءلة صينية فهذا عن طريقة إعطاءهم مالا مقابل تبنيها.
( المؤلف : هناك جنود (أشخاص)عندما يقتلون يحسون بالندم و تأنيب الضمير لذا غالبا ما يهربون أو يتم تأطيرهم تحت برنامج حماية الشهود لضمان سلامتهم من الدول المعادية أو الصحفيين .... )
طبعا لم نذهب بمفردنا، تم تعيين عدة أشخاص موثوقين لحمايتنا و تلبية كل ما نريده في الخفاء. رغم أن والدي يثق بهم نصف ثقة إلا أنني لا أثق بهم بتاتا، قد ينقلبون علي في أية لحظة مظهرين أوجههم الحقيقية ، ربما كإنتقام من والدي أو من أجل فدية أو أي شيء غريب.
أنا أعيش في عالم (قصة) المحقق كونان ، كل شيء ممكن لذا كضمان لسلامة عاءلتي قررت فرض عقد العبودية عليهم.
و كما توقعت سواء حراسي الشخصيين أو حراس أبي أو حراس أكاديا … لا أحد منهم يكن مشاعر حقيقية. معضمهم ليسوا أوفياء و لا يحترمون أحدا.... لديهم فقط الخوف ، الخوف من الموت، و الخوف من المجهول.
إستغللت هذا لأستعبدهم و إعطاءهم أوامر أكثر صرامة. و هذه كانت خطوتي قبل الإفتراق عن عاءلتي لفترة من الوقت.