7 - أول يوم في الميتم -يوم عادي!!

(تكتب أوهاي لكن فضلت أهايو).

أمريكا ، ولاية أوهايو ، شارع بريانكا 337 ، ميتم بريانكا.

وصلت لأمريكا و هذا أول يوم لي في الميتم ، كملاحظة عامة أنه أكبر ميتم رأته عيناي لحد الأن.

إنه مليئ بالألوان و الرسومات الطفولية.

بحسب ما أعلمه فإن الميتم و الشارع تم تسميتهما على إسم أحد الفنانات .

ولدت هذه النجمة في هذا الشارع الذي كان إسمه زراشا و تحديدا مكب النفايات في أحد الأزقة العشواءية.

بدون مسكن أو أكل نمت فنانتنا و طورت حنجرة ذهبية بعد أكل بقايا الطعام، إستغلتها هاته الأخيرة في الغناء لكسب قُوتها.

و في أحد الأيام إلتقت بالصدفة بمدير شركة للموسيقى و الأغاني ليتم إعلان إسمها في كل أنحاء الساحات الفنية.

و برغم ثراء و شهرة فنانتنا لم تستطع نسيان ماضيها لذى قررت إنفاق كل مالها في سبيل تطوير الشارع الذي ولدت به.

قامت ببناء ميتم و بناء مطاعم و غيرها إلى أن ماتت فنانتنا و يتم تكريمها عن طريق بناء تمثال لها و تغيير إسم الشارع و الميتم على إسمها.

"واو لو كانت لدي ثروتها و نفس ما مرت به لقمت بهدم الشارع و بنيت شركة للموسيقى. ههههه"

" هذا الميتم بالفعل جيد، لكن عندما تعمقت في أسراره وجدت أن هناك تمييز بين الأطفال "

"أمريكا حاليا و في المستقبل مترئسة الهرم العنصري هههه"

"خصوصا الأن ، العنصرية منتشرة بشكل مكثف"

"لنرى نوع هذا العالم الذي ورطت نفسي فيه، أمل ألا أندم "

خطوت أول خطوة لي في الميتم الذي هو مثل المدرسة سرعان ما إستقبلني الحارس بإبتسامة متعرجة إبتسمت أنا الأخر بطريقة طفولية.

واصلت المشي إلى أن وصلت إلى ساحة الإستراحة ، تجمع هناك مجموعة من الأطفال، بمختلف الأشكال.

هناك من له بشرة سوداء-صمراء-بيضاء و هناك من لديه عيب خلقي و هناك أطفال من جنسيات مختلفة كالصينيين و الياباننين و العرب...

بتوجيهات من الأساتذة شكل الأطفال صفوفا مختلطة متساوية في العدد.

بعد أن إتخد كل واحد صفه بدأ الأساتذة في عزل الأطفال.

الصف 1 خاص بالأمريكيين ذو البشرة البيضاء و صمراء.

الصف 2 خاص بالأمريكيين ذو البشرة السوداء.

الصف 3 خاص بالجنسيات الأخرى مع مختلف ألوان البشرة.

الصف 4 خاصة بالأطفال ذوي الإعاقة.

الصف 5 الذي أضحك عليه في كل مرة أتذكره , سميته القائمة السوداء(البلاك ليست) هنا يتجمع أطفال ذو جنسيات مختلفة لديهم بشر سوداء و لهم عيوب خلقية.

'التنمر الذي سيمر به هؤلاء الأطفال, ستتمناه لعدوك'

كل صف يمثل درجة معين من التنمر الذي ستمر به'

"أنا في الصف 3 سأمر بدرجة متوسطة من التنمر ههه"

( المؤلف : قد تتسألون، لماذا الميتم لا يرفض هؤلاء الأطفال ، بكل بساطة لأن الميتم يريد حفظ وجه متبرعهم (الفنانة) و لأجل الحصول على النفقة من الدولة، كل طفل في الميتم يساوي ملايين الدولارات)

بعد تنظيم الصفوف إتبع كل صف أساتذا معينا ليرشدنا نحو قسم معين من المدرسة .

بعد دخول أحد الفصول التي تبدو مثل حديقة من الزهور مع قوس قزح يحيط بالغرفة و الطيور تزقزق.

تغير الجو بصوت أستاذتنا السمينة التي تبدو خنزيرة تم مسخها.

"انتم ستكونون طلابي من الأن إلى نهاية السنة هل فهتم ؟"

'أقسم أنني لم أرى فمها يتحرك ، هل هو بسبب الذهون أو لأنها تتحدث من مؤخرتها ...ما هذا اللبخ'

سمعت ضحك الأطفال من حولي ،يبدو أنهم يعتقدون أنها تمزح.

"من يضحك هنا" بصوت مترهل و غاضب تقدمت الخنزيرة إلى الأمام بينما الأرض كانت تهتز مع كل خطوة تخطوها.

تقدمت نحوي بسرعة، عندما وصلت إلي قامت بدفعي بقوة.

لحسن الحظ أن جسدي مختلف عن الأطفال العاديين و إلا لكنت قد تأذيت .....بحركة بسيطة من قدمي إستطعت الحفاظ على توازني.

نظرت خلفي بسرعة و قبل أن ألعنها وجدتها ترفع يدها المشحمة عاليا في السماء ، لتسقطها بعدها على وجه الطفل ، من تعابيره الخاءفة أستطيع قول أنه عربي.

صفعة !!

دوى صوت الصفعة في كل أنحاء الفصل ، تم دفع الطفل على الأرض بينما يمسك خده الأحمر.

إعتقدت أنها نهايته، ربما يصاب في أسوء الأحوال بإرتجاج في الرأس أو بألم لا ينسى في أحسن الأحيان.

لكن هذا الطفل حطم كل توقعاتي لينهض من الأرض و هو يضحك.

'شيت...سيموت'

فكرت في هاته الكلمات لأنني نظرت إلى الأستاذة السمينة و هي ترجع يدها للخلف.

لم أفهم في ما تفكر فيه لكن كنت أعلم أنها ستفعل شيئا، سيجعل الطفل يندم على حياته بأكملها.

و بسرعة لم أرها إلا في الكرتون.

صفعة !!

كسر !!

أقسم أنني سمعت صوت كسر ، تلك الصفعة لم تصب. وجهه أو مؤخرته.

لا أعلم كيف أشرح الأمر لكن أستطيع قول شيء واحد و هو أن الطفل سيصبح عقيما.

نظرت إلى الطفل الذي يترنح على الأرض من قوة الألم.

بعد ذلك نظرت إلى المرأة المجنونة، من تعابيرها أستطيع قول أنها ليست مرتها الأولى.

'أخخ، أيها الطفل رغم أنك لم ترتكب خطأ إلا أنك إرتكبت خطأ كبير'

'فل تتأسف في حياتك القادمة '

مع حداد صغير، حل صمت صغير ليسمع صوت غاضب مرة أخرى.

" أيتها الكلاب، إن تجرأتم على فعل شيء مشابه له سيكون لكم نفس مصيره "

" أنا الأستاذة إميلي "

" من الأن فصاعدا يجب عليكم دعوتي بالسيدة إميلي هل هذا مفهوم "

عند رأى الأطفال مصير الطفل و التعابير الجادة لهاته الخنزيرة المجنونة لم يستطيعو إلى حني رؤوسهم و التحدث في نفس الوقت.

"حاضر سيدة إيميلي " ×22

أنا بدوري صرخت و كنت الأكثر تفاعلا بين الأطفال ، لا أريد أن أكون عقيما في هاته الحياة أيضا،

بعد أن سمعت الأستاذة المزعومة صرخات الأطفال توجهت نحو مكتبها و حملت عيدان الحياكة لتبدأ في صنع ملابس معينة.

راقبت تعابيرها و لاحظت أنها مسترخية لأبعد درجة.

'ما هاته الأستاذة ، كيف تم قبولها كمدرسة ، حياتها خطأ في خطأ منذ ولادتها ، من يسمي خنزيرة لعينة إميلي، ذهبت اللطافة و الحنان.'

' هذه شيطانة متجسدة إنها تعلم أن كلما مر الوقت كلما إزدادت صعوبة إصلاح المشكل لدى الطفل '

'لماذا أتعب نفسي ، طالما أنني بعيد عن المشاكل سأكون في مأمن '

_____

بعد مرور نصف ساعة تقريبا لم يحدث أي تقدم ، الطفل لا يزال يترنح لكن يبدو أن الألم قد خف قليلا.

بالنسبة للأطفال الأخرين فلا يزالون واقفين ، لم يجرؤا على إتخاد أي خطوة لا يزالون واقفين بدون حراك.

و بعد دقائق تبدو مثل الأبدية إنتهت الخنزيرة من حياكة ملابسها ، لقد كانت مجرد قبعة ، نظرت ناحيتنا بعد ذلك ناحية الطفل المسكين.

و بنظر مليئة بالإشمئزاز وقفت لتخرج من الفصل و يعم الكثير من الراحة و الهدوء.

لكن الأمر لم يدم طويلا لأن الأطفال بدأو في البكاء و الصراخ "أريد أمي".

أنا لم أهتم بهم لأني توجهت ناحية الطفل و تفحصت نبضه , من خلال خبرتي المتواضع إستطع إستنتاج أن الكثير من الدم خرج عن مساره لذا الأمر يشبه قليلا النزيف الداخلي.

لحمه بدأ بإحمرار و هناك أماكن بدأت في الزرقة، علمت أنه شخص ميؤوس منه لذا تركته و بدأت أراقب الفصل.

و كما قلت هناك ألوان و رسومات مختلفة ، في الجهة الأمامية للفصل هناك سبورة و مكتب في الزاوية ، و بالنسبة للجهة الخلفية للفصل فهناك مكتبة صغيرة بها الكثير من كتب الأطفال.

بعد إنتهاءي من مراقبة الأشياء عدت إلى مكاني و لحسن حظي لم تمر ثانية واحدة حتى تدخل الخنزيرة و معها شخصين.

بعد رأية حالة الطفل المزرية أسرعو ليحملوه و ينقلوه لمكان ما أنا لا أعلمه.

' هههههه هذا الصف رقم 3 ، التنمر و الضرب المحصل يمكنه جعلك ترى شريط حياتك يمر في لحظة'

'لا أريد تخيل ماذا يحصل للأشخاص الموجودون في الصف رقم 5 ، إنها حقا قائمة سوداء '

فكرت في رأسي قليلا ، بعد لحظات أخرجني الصوت المزعج و المترهل.

"ماذا تفعلون أيتها السعاليك فل تذهبو ول تمسكو بعض الكتب ، في نهاية اليوم أريد ملخصا للكتاب الذي قرأتموه مفهوم "

عند سماع صوتها لم يجبها أحد مما جعلها تغضب أكثر .

"أتريدون الموت فل تجيبوني "

رغم صراخها لم يجرأ أحد على الرد إلى أن تقدمت فتاة صغير تبدوا مثل الفتيات اللواتي سيفعلن أي شيء من أجل نقط الإمتحان .

" المعذرة يا سيدة إيميلي لكن لا نستطيع القراءة أو الكتابة باللغة الإنجليزية ، لذا هل تستطيعين تعليمنا "

تحدث المجتهدة بيننا بكل تواضع و لم ترفع صوتها عاليا كما تفعل السمينة.

بعد لحظة من الصدمة و المفاجأة على وجه السمينة ، قامت بإخراج سيجارة من علبة و أشعلتها في فمها.

بعد نفخ الدخان على وجه الفتاة الصغيرة إتخدت تعبيرا مرعبا و قالت.

" ما هذا بحق الجحيم ، هل تقولين لي بأنك تتحدثين الإنجليزية لكن لا تجيدين القراءة و الكتابة بها "

" هل أنتم أيضا "

تحدث بينما تنظر إلى كل الأطفال الموجودين .

كل طفل أومأ بموافقة.

'ما هذا اللبخخ , كيف تتحدثون الإنجليزية دون معرفة أي شيء عنها ، بصراحة أنا لا ألومها على ما ستفعله لكم في المستقبل'

' أظن أنها حبكة القصة ، على كل حال هذا سيظل لغزا لن يكتشفه أحد مهما طال الزمن '

عندما رأت إيميلي رؤوس الأطفال تتحرك للأعلى و الأسفل مثل الدجاج قامت بشفط السيجارة بأكملها في نفس واحد و نفختها في كل أرجاء الفصل .

بما أنني قريب قليلا منها إستطعت شم أكبر كمية من الدخان ، أحسست بالدوار و إختنقت قليلا ليس لأنني حساس للسجائر.

في الحقيقة أنا حساس للسجاءر لكن للسجائر الرديئة فقط.

غالبا أبي يدخن سجائر تقدر بالألاف الدولارات و خلال شهر واحد بدأت أتعود على الراءحة و أحببتها،

لذا و بين ليلة و ضحاها أصبحت أشم بخار سيجار رديئة ثمنها لا يصل حتى إلى 5 دولارات فهاذا حقا يجعلني أتقيء.

قاومت لأطول فترة ممكنة ليس من أجلي بل من أجل رأيت العرض القادم.

تششش!!

قامت الخنزيرة برفع الفتاة من شعرها لتطفء السيجارة على خد الفتاة.

بعد ذلك قامت بإشعال الجزء المنطفء بولاعة لتعاود نفس العملية.

تششش!!

تششش!!

أصبح وجه الفتاة و جسدها مليء بالحروق، وجهها وحده يدل على درجة الألم الذي تحس به.

بعد أن أشبعت إيميلي جوعها قامت برمي الفتاة علينا و صرخت بغضب.

"من يستطيع القراءة فل يعلم الأخر، أنا لن أعلمكم لدى لا تأتوا إلي "

عند إنهاء جملتها عادت إلى مكتبها و رفعت قدميها فوق المكتب و عادت إلى الحياكة.

نظر الأطفال إلى بعضهم البعض و بعد مساعدة الفتاة على الوقوف إستطاعوا رأيت مدى بشاعة شكلها، في خوف منها قرروا الإبتعاد منها و نبذها.

' و هكذا تم تخريب مستقبل هذه الفتاة , للأسف لن تتزوج في حياتها ، حتى لو تزوجت سيكون زواجا بين فتاة محروقة و خنزير قبيح أو فقير ظالم.'

بعد نبد الفتاة توجه الأطفال ناحية المكتبة و حاولو التضامن مع بعضهم البعض ، ليسو كأشخاص من نفس الفصل بل من نفس الجنسية.

من هو صيني يتحد مع أخاه الصيني و من هو ياباني يتحد مع أخاه الياباني.

2023/08/09 · 445 مشاهدة · 1666 كلمة
.
نادي الروايات - 2025