[[[ مطعم عائلة كاتي / المساء ]]]
اجتمع جميع أعضاء الفرقة 293 من القسم الخاص في المطعم، وكانوا يتناولون الطعام على طاولة واحدة كبيرة في هذه الأمسية الهادئة والجميلة، في جو عائلي وليس فوضويًا.
لم يسمح الجد هاور بالكحول كشرطٍ أساسي لقبول هذه التجمعات عنده، ولم يسمح بالحديث عن العمل أيضًا.
كان هذا شيئًا جيدًا منه.
و كان زيوس ينظر إلى الباب البعيد للمطعم بين الحين والآخر، واما سام وسوراي فلم يفوتا فرصة السخرية منه كلما فعل ذلك.
(سام متحدثًا إلى سوراي): انظر، هذه المرة الثانية التي يدير فيها رأسه.
نظر سوراي إلى زيوس وتحدث بجدية هذه المرة، دون ضحك:
_ يا صديقي، انسَ ذلك، لن تأتي... نحن نعرفها أكثر منك.
(زيوس): لا أعلم... حدسي يخبرني أنها ستأتي... ولكن يبدو أنكم على حق.
(سام): هل رأيت؟ لا تعتمد على حدسك دائمًا... لقد طلبتَ مني أن أذكّرك متى فشل حدسك، والآن يمكنك رؤيته بنفسك، وهو...!!... أنا لا أصدق عينيّ!
(زيوس مستغربًا): ماذا ؟ ... هي ورائي؟
لاحظ زيوس نظرات سوراي المشابهة لسام، فأدار رأسه مباشرة إلى الخلف، وعندما لم يرَ أحدًا عند المدخل، ازدادت حيرته، ليقطع الضحك الصاخب تفكيره.
(آليا): أيها الوغدان، توقّفا عن العبث به... <صوت ضحك مرتفع>... بجدية!!؟
انقطع ضحك الثلاثي فجأة، وعمّ الصمت بنظرات استغراب منهم.
(زيوس): أنا لست أحمقا حتى أُخدع مرتين... جون، أعطني الصلصة تلك الموجودة أمام شقيقك جورج.
أمسك جون الصحن الصغير، وعندما أراد تسليمه إلى زيوس، تجمدت نظراته أيضًا.
(زيوس): أنت أيضًا!!... ظننت أنك الرجل الوحيد الصادق هنا!!... ألم تقل لي إن الصدق مفتاح التقرب من الحيوانات؟
...<صوت قطة>...
"لحظة، القطة لا تكذب قطعًا" أدرك زيوس أن هناك أحدًا خلفه حقًا، عندما لاحظ أن قطة جون تنظر بانتباه خلفه أيضًا.
استدار ورآها.
كانت بياتريكس تقترب بخطوات ثابتة وهادئة، وربما خجولة إلى حد ما... وما كان مميزًا بها هذه المرة أنها متأنقة بشكل غير مألوف.
فبدلًا من البذلة المعدنية القتالية المعتادة، كانت ترتدي فستانًا أسودا طويلًا، وهو ما كان يبدو جميلًا للغاية مع شعرها الفضي و بؤبؤ عينيها السوداوين.
كان لباسها محتشمًا وفضفاضًا بما يليق بفتاة تنحدر من عائلة نبيلة، وكانت هالة الكرامة والجمال بارزة لتجعل منها جوهرة أمام أعين الناظرين.
(زيوس): لقد جئتِ حقًا!؟
(بياتريكس محرجة وبنبرة هادئة غاضبة قليلًا): هل تفضّل أن أعود أدراجي؟
_ لا تصيبي عقلي بالجنون، يكفي الهراء الذي تلقيته من هؤلاء الأوغاد... تعالي اجلسي ولا تتحدثي عن المغادرة مرة أخرى.
ركل زيوس سام، الذي كان يجلس بجانبه، والذي وقع على الأرض وهو يضحك بشدة عند رؤية ارتباك صديقه زيوس، الذي قام بتجهيز الكرسي والمكان بعجلة كي تجلس بياتريكس بجانبه.
(بياتريكس): لم يكن عليك فعل ذلك! ... هناك مقاعد كثيرة فارغة.
_ أليس هناك أي جزء داخلك يرغب بضرب هذا الأحمق؟ <سأل زيوس مشيرًا إلى سام>...
وردت بياتريكس مستغربة من زيوس بضم شفتيها بابتسامة تعبر عن كلمة (حقًا؟) .
_ سأحضر لكِ حصتكِ من الطعام... رفعتها جانبًا وكنت سأقوم بحفظها وتغليفها لو فقط تأخرتِ لدقيقة إضافية.
"لم أظن أنني سأخذ كل هذا الوقت لتجهيز نفسي... ما الذي أفعله هنا على أية حال؟" فكّرت بياتريكس بصمت، وعندما راقبت زيوس وهو يدخل إلى المطبخ مسرعًا، ظنّت أن الإجابة قد تكون أمامها، بالرغم من أنها غير متأكدة من نفسها حقًا.
---
تحدثت هانابي، ذات القامة الطويلة وشعر ذيل الحصان، بحماس إلى بياتريكس:
_ من أين اشتريتِ هذا الفستان؟... حلق الأذن جميل أيضًا... أليس مصنوعًا من الكوار الأسود؟... سمعت أن هذا اللون نادر لهذه الأحجار الكريمة.
أجابت بياتريكس بحرج:
_ هذه الملابس تعود لوالدتي، أنا لا أعلم حقًا التفاصيل المتعلقة بها.
"انظروا إليها وهي تتهرب ببراعة... ما مشكلة تعابيرها المخادعة هذه!؟" فكّرت آليا منزعجة بصمت.
"أيتها الفتاة المسكينة، شغلوا كل وقتكِ بالمعارك والقتال، ولم تحظي بالوقت الكافي للعيش كفتاة طبيعية." فكّرت هانابي بصدق، قبل أن تقرر كسر حاجز الحرج والبعد الذي كانت بياتريكس تضعه حولها دائمًا... حيث قررت أن تستخدم الجسر الوحيد الذي رأته حتى الآن يتجاوز هذا الحاجز.
_ هل تذكر زيوس أي شيء؟
(بياتريكس): لا... <وبعد وهلة من الصمت سألت بقلق خفي>... ماذا عنكم، هل يذكر أي شيء؟
(هانابي): لا... لا شيء إطلاقًا... من المحزن نسيان الذكريات السعيدة، ولكن يجب ألا ننسى أبدًا أنه يمكننا إنشاء ذكريات جديدة دائمًا... ويمكننا جعلها أفضل من السابقة... <مدّت هانابي يدها إلى بياتريكس وأكملت بابتسامة صادقة>... ما رأيكِ؟
أمسكت بياتريكس اليد الممدودة وأجابت بهدوء:
_ قد تكونين على حق.
(زيوس): أعتذر عن التأخير.
سحبت كلتا الفتاتين يديهما بسرعة عند الظهور المفاجئ لزيوس، حيث توجهت هانابي مباشرة لتلاعب القطة النائمة على كتف جون العريض، وشكرت بياتريكس بحرج زيوس الذي كان يضع الطعام أمامها.
_ استمتعي بطعامكِ، أيتها السيدة الجميلة، وأتمنى أن تنال خدمات مطعمنا إعجابكِ.
(بياتريكس مرتبكة): أنت لا تعمل هنا، أليس كذلك؟
فأجاب زيوس بهدوء هامسًا، بوجه بوكر جدي:
_ أيتها الغبية، هذا مجرد عرض.
(بياتريكس مصعوقة): !!... ماذا؟!
ابتعد زيوس مسرعًا إلى المطبخ، وعلّق سام:
_ أرأيتِ؟ هو من يحتاج إلى الضرب، وليس أنا.
(بياتريكس): رأيت... معك حق.
ثم تنهدت، لتقرر التعايش مع غباء هذا الرجل، الذي لا يعلم كيف يحترم الآخرين.
(سام هامسًا بأذن سوراي): هناك تقدّم ملحوظ.
(سوراي هامسًا بأذن سام): قد لا يكون الأمر كما يبدو... ربما فقط كلٌّ منهما يتصرف بطبيعته، دون أهداف خفية.
أعطى سام نظرة (هل أنت أحمق؟)
وهزّ سوراي كتفه كإشارة تقول (صدق ما شئت... هذا رأيي).
(جورج): علينا أن نذهب مبكرًا اليوم... اعذرونا يا رفاق... جون، هيا بنا.
ودّع التوأم المجموعة وغادرا، ومعهم اعتذرت آليا أيضًا قبل أن تغادر.
حيث بقي زيوس وسام وسوراي وهانابي وكاتي وبياتريكس.
وداخل المطعم، كان الجد والجدة متواجدين.
(بياتريكس): أعتذر، يبدو أنني جئت متأخرة حقًا.
(سام): لا، لا... لستِ متأخرة إلى هذا الحد. الأمر فقط أن هؤلاء الرفاق غادروا مبكرًا... عادةً نبقى مستيقظين لعدة ساعات إضافية عن الوقت الحالي.
(زيوس): أنا لن أغادر في أي وقت قريب.
(سام): هذا مؤكد.
(زيوس): هل تشير إلى شيء ما؟
_ لا... إلى ماذا سأشير؟... أنت تفرط في التفكير، يبدو أن النعاس بدأ يتمكن منك.
_ ليس هناك أي شيء من هذا القبيل، هل تريد قتالًا لأؤكد لك مدى نشاطي؟
_ أعفني من هذا.
(كاتي): أرغب بإعداد بعض الحلويات السريعة، من سيساعدني؟
(هانابي): قادمة!
نظرت بياتريكس إلى "البلهاء الثلاثة" بجانبها، وقررت اللحاق بالفتيات دون تفكير.
(سوراي ممسكًا بقميص زيوس): إلى أين أنت ذاهب؟
_ قالوا أن هنالك حلويات .
_ أنت سمعت ذلك بشكل صحيح، ليس هناك حلويات جاهزة، هم سيقومون بتحضيرها فقط.
_ أوه حقًا... لم أسمعهم جيدًا... حسنًا، سأذهب لأحصل على كوب من الماء... سوراي صديقي، من الوقاحة أن تستمر في إمساكي هكذا... حسنًا، أفلِتني، لن أذهب إلى أي مكان.
أفلته سوراي، ومباشرةً قفز زيوس ليركض، إلا أن سام كان له بالمرصاد، ليقفز لحظة تحركه ممسكًا بقدميه بقوة.
فسقط الاثنان على الأرض، وتوقّف زيوس عن المقاومة مستسلما بعد فترة .