ما إن ابتعد زيوس قليلاً عن المطعم بدراجته، توقف على جانب الطريق ليعيد الدراجة إلى شكل سوار، ويقوم بتفعيل قدرة الاختفاء في البذلة، مع التحرك السريع والخفي في الغابة، متجهاً إلى المكان الذي رأى نفسه يموت فيه.

حيث انطلق بسرعة في البداية، وأصبح بطيئاً جداً وحذراً كلما اقترب من المكان.

وعندما أصبح على بعد 1 km فقط، توقف عن الركض وأصبح يمشي منخفضاً بين الأعشاب، مختفياً.

■ [[[بذلة سوراي]]] (بذلة جينية من المستوى الثالث)

● [الطاقة]: تقبل حداً أقصى مقداره 1000 وحدة طاقة جينية زرقاء

● [القدرات]: (الاختفاء) (المستشعر) (الرؤية المتقدمة) (زيادة القوة والحركة العضلية) (الذكاء الاصطناعي) (درع الطاقة الأساسي)(تشويش الاتصالات ضمن نطاق 50 متر)...

...

"لا أثر لوجود أي أحد حتى الآن... ربما يمكنني صنع فخ مسبق."

راقب زيوس المكان الذي انفجر في حلمه، وكان خوفه يزداد كلما أدرك أن هذا نفس المكان الذي رآه.

فحص المنطقة المحيطة بمستشعر البذلة والرؤية المتقدمة، وعندما حصل على تأكيد أولي لعدم وجود أثر للطاقة في المكان، قرر أن يتشجع قليلاً.

فقام بإرسال خنجر إلى منتصف الطريق، وعندما لم يحصل أي شيء، بدأ بإرسال خناجره الأخرى ليعمل باستخدامها، ومن بعيد، على صنع فخ استخدم فيه جميع قنابله المحمولة.

ومن ثم انتظر بصمت.

حتى مضت نصف ساعة قبل أن تلتقط مستشعراته شيئاً.

كان هنالك حركة سريعة لعدة نقاط على الرادار، وفجأة اختفت النقاط.

"هل دخلوا في وضع الاختفاء!؟... أيعقل أنهم اكتشفوا الفخ!؟ ولكن كيف!؟... اهدأ، قد لا يكون هذا هو الحال."

ابتلع زيوس بتوتر شديد، وأصبح أكثر تركيزاً وانتباهًا لمحيطه.

وفجأة لاحظ زيوس أن التربة يتم تحريكها تلقائياً.

"هنالك شخص مختفٍ يحفر!"

حيث إن موقع الحفر كان في المكان الذي توقعه زيوس بشكل مطابق، إذ إن زيوس وزع قنابله حول هذا المكان بالضبط على شكل حلقة حوله، حيث يبعد كل قرص متفجر حوالي مترين فقط عن الاخر و تحت الأرض بعمق إصبع على الأكثر.

كان هنالك قرص متفجر واحد أُضيف له نقش طاقة حركية بدلاً من نقش تخزين الطاقة، وكان الغرض من ذلك هو التحكم بالنقش لتفجير الفخ عن بعد.

وفعلاً، قام زيوس بفعل ذلك، وانفجر المكان بقوة، حيث رصدت بذلة زيوس أشلاءً ودماءً متطايرة مع التراب.

لم يكن الانفجار الهائل ناتجاً عن الأقراص المتفجرة الخاصة بزيوس فقط، وإنما بسبب المتفجرات التي كان يحملها العدو ويجهز نفسه لزرعها.

وبسبب قوة الانفجار، كان الصوت مسموعاً إلى حد ما بالنسبة لسوراي والبقية، بالرغم من أنهم يبعدون عن الموقع قرابة 30 km.

...

(بياتريكس): ما كان هذا الصوت؟

(سام): ربما أحمق ما يجرب الميكا الجديدة خاصته.

(هانابي): لا تكن أحمق، كان هذا الصوت عميقاً وبعيداً... هذا شيء لا تستطيع الميكا الشائعة إنتاجه.

ازدادت مشاعر القلق التي كانت ترافق بياتريكس منذ أن استيقظت، فسألت سوراي:

_ أين ذهب زيوس؟

_ لا أعلم... هل يُعقل!؟

استخدم سوراي سوار الاتصال الخاص به، وعندما أراد أن يتصل بزيوس، لاحظ الإشعار الذي يظهر حالة بذلة القتال المربوطة عن بعد بالسوار.

كان الإشعار يُظهر أن البذلة في وضع المعركة ضمن وضع تشغيل الطاقة الأقصى، وكان هنالك نسب متفاوتة من الأضرار الخفيفة.

اتصل سوراي بنظام البذلة لفتح الكاميرات الخاصة بها، ورأى مشهد الضباب وآثار الدمار.

_ اللعنة!!!... أيها الوغد!!

ركض سوراي بسرعة إلى سيارته، ولم تتأخر بياتريكس ثانية عن اللحاق به، حيث صعدت معه مباشرة، وانطلق الاثنان بسرعة.

(سام): ما الذي يحصل؟

(هانابي): أظن أن زيوس في مشكلة، علينا اللحاق بهم بسرعة.

(سام): انسي ذلك، ذهبت آلياً مع سيارتها، وذهب الآخر أيضاً، من سيقلّنا؟

_ إذاً سنذهب ركضاً، لا تكن سخيفاً.

وفعلاً، انطلقت هانابي مباشرة.

_ تبا، أتمنى ألا يكون كل هذا من أجل لا شيء.

غادر سام أيضاً، وبعد لحظات خرجت كاتي لتجد المكان فارغاً، حيث استغربت من عدم وجود أي أحد من الرفاق.

.........

(أرض المعركة)

لم يعلم زيوس كم شخصاً قتل الانفجار، ولم يجرؤ على إطفاء ميزة الاختفاء في البذلة... ولحسن حظه، فإن معدل استرداد الطاقة السريع في نقوش تخزين الطاقة كان يستطيع مواكبة الصرف المستمر لتقنية الاختفاء.

حيث إن معدل الاسترداد هذا يتفوق على المعدل المعتاد لمقاتلي الجينات من المستوى الثالث بعدة أضعاف.

كان الغبار وغيره من الجزيئات لا تلتصق بالبذلة، وإنما تتزحلق من عليها مباشرة، وهذه إحدى الميزات المكملة لميزة الاختفاء.

ولكن، ما لم يكن بالحسبان، أنه بسبب تجمع الكثير من التراب والغبار المتزحلق حول زيوس، كان هنالك شكل بارز له، مما كشف موقعه دون أن يعلم.

وفجأة، شعر بخطر شديد، وقبل أن يتفاعل، تلقى إصابة مباشرة في رأسه، أدت إلى انخفاض طاقته الجينية بمقدار 80 بالمئة دفعة واحدة، ورميه باتجاه شجرة اصطدم بها وكسرها.

لم ينتظر جسد زيوس أن يستعيد توازنه ورؤيته قبل أن يقوم بتفعيل نقوش الحركة في قدمه لقذف نفسه بعيداً وبسرعة، حيث استهلك 2 بالمئة زيادة، ليتبقى لديه 18 بالمئة من مخزون نقوش الطاقة التي تغذي بقية النقوش والبذلة.

بعد الركض في الغابة بسرعة، استخدم زيوس دماءه ليرسم نقوش تخزين طاقة جديدة بدلاً من نقوش الحركة جميعها، ونقش الطاقة المتفجرة في يده.

وكانت النقوش الجديدة فارغة بطبيعة الحال، ومع ذلك، الآن بعدما أصبح عدد النقوش 10 بدلاً من 4، أصبح معدل استرداد الطاقة أسرع مرتين ونصف عن السابق.

وهذا ما أراده زيوس.

مع الركض السريع باستعمال الميزات الإضافية التي تقدمها البذلة للقوة والسرعة مقابل استهلاك مستمر وبسيط للطاقة يتم تغطيته حالياً من معدل الاسترداد للنقوش... كان زيوس يكسب الوقت بالهرب لاستعادة طاقته.

فلم يُلغِ قدرة الاختفاء أيضاً، وبسبب هذا الاستهلاك، كان استرداد الطاقة لنقوش التخزين يعمل بنصف سرعته.

كان زيوس بحاجة إلى 15 دقيقة حتى يمتلئ مخزون 10 نقوش، أي 1000 وحدة طاقة جينية زرقاء، وهو ما يعادل طاقة نخبة مقاتلي الجينات من المستوى الثالث.

ومع ذلك، لم تكن الرياح تجري كما تشتهي السفن.

شاهد زيوس أثر رصاصة سريعة فجّرت شجرة بجانبه، فانعطف يميناً بسرعة، وأخذ عدة منعطفات، ومع قفزات عشوائية، حيث استقر فوق الشجرة وتوقف كلياً عن الحركة.

في وقت سابق، كان زيوس قد أخذ منعطفاً بالصدفة مباشرة قبل أن تضرب الرصاصة موقعه السابق وتصيب الشجرة.

وبسبب هذا التأخير، شك زيوس بأن عدوه لا يراه، ولكن أجهزة العدو ترصد صوت حركات زيوس، ومشاهد حركات العشب، أو انكسار العيدان، أو حتى حركة الأوراق حيث كان يتحرك.

وفعلاً، رأى زيوس هذا بعينه عندما شعر بمرور عدة أشخاص من أسفله دون أن يراهم.

حيث ظهرت تعليمات على شاشة خوذته تُخبره بالتغيرات غير الطبيعية التي تم رصدها للعشب والصوت التي التقطتها المستشعرات.

وفي هذا الوقت، توقف الأعداء عن الحركة أيضاً عند فقدان أثر زيوس، إذ إنهم لم يبتعدوا عنه إطلاقاً، وكانوا على بعد لا يزيد عن 30 متراً.

لم يجرؤ زيوس على الحركة إطلاقاً، وفي هذا الجو المتوتر، أخرج أحد الأعداء الإثنان المتبقيان جهازاً فريداً كان مضغوطاً فضائياً.

حيث التقت أعينهما ببعضهما، فأومأ القائد الذي يحمل مسدساً طويلاً وفريداً للرجل الآخر الذي يحمل الجهاز الغريب.

وفجأة، أطلق الجهاز موجة قوية ألغت جميع قدرات الاختفاء، سواء كانت للحلفاء أو الأعداء، وغطت الموجة أكثر من 200 متر كنصف قطر مجال دائري.

2025/04/18 · 6 مشاهدة · 1061 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2025