[[[ بعد ثلاثة ايام / قريب غروب الشمس ]]]

[[[ قلب الصحراء / قرب مجموعة الجبال الصخرية بعد منطقة الكثبان الرملية ]]]

انطلقت سيارة وحيدة فوق الرمال الفارغة وعلى بعد 5 km عند مدخل قرية جبال الصحراء راقب قناص فوق سفح الجبل الشاهق على ارتفاع 3 km السيارة البعيدة عبر منظار قناصته فقام بالاتصال بمركز المراقبة

_ رصدت سيارة مدنية تقترب منا من الجنوب الشرقي

(مركز المراقبة) : ابقي عينك عليها سننبه حراس المدخل ... ان حصل اي شيء خاطئ لديك تصريح باطلاق النار

بعد فترة قصيرة وصلت السيارة الى مدخل الجبال حيث تم اطلاق رشقة من الرصاص امام زيوس الذي ضرب على الفرامل وتوقف مباشرة

كان هنالك عشرات الرجال باسلحتهم يحتمون خلف حواجز صخرية موضوعة يدويا وبعض ستائر الرصاص وكان هنالك رجل واحد يظهر نفسه وهو الذي اطلق الرصاص امام زيوس حيث كان يرفع يده ويصرخ بوضوح كي تتوقف السيارة

(سوراي) : يا رجل اخبرتك الا تسرع !! ... دعنا نوضح لهم الامر .... زيوس لماذا لم تفعل بذلتك حتى الان !؟

(زيوس متعبا) : لماذا انتما بهذا الحذر ... عليكم اخذ الامور ببساطة ليس وكاننا اعداء لهاؤلاء الرجال انها قرية رسمية في الاتحاد

"" هذا الاحمق ! "" فكرت بياتريكس عند رؤية اهمال زيوس الذي نزل مباشرة من السيارة قبل سوراي وبياتريكس

(زيوس بصوت مرتفع) : اخفض سلاحك يا اخي هل هكذا تعاملون ضيوفكم ايها الاوغاد !؟

لم يخفض الجنود اسلحتهم وتحدث الرجل المسؤول عن المكان

_ من انت ومن اين جئت وما غرضك هنا ؟

(سوراي) : نحنا عابري سبيل نريد ان نتزود ببعض المؤن وكنا نخطط للمبيت هنا الليلة ... ولكن يبدو انه غير مرحب بالغرباء

اعطى الرجل اشارة للجنود لخفض اسلحتهم واقترب من زيوس وسوراي وعندما وصل اليهما القى عليهما نظرة فاحصة ثم تحدث

_ لا يبدو انكما من هذا المكان ... هل جئتم من الشمال ؟ ... تبدوان شماليين

(سوراي) : اجل جئنا من مكان بعيد

_ اعطياني هويتكما ... وايضا هوية الفتاة

(سوراي) : اخشى انني لا اريد فعل ذلك

عبس الرجل بشكل واضح وتحدث بنبرة باردة

_ اخشى انني مضطر لقتلكما اذا

تردد سوراي قليلا ثم قرر اخراج هويته عند رؤية الوضع المتوتر في هذه القرية

وعندما رأى الرجل هوية ضابط برتبة ملازم اول كان مصدوما للوهلة الاولى قبل ان يستعيد رشده

_ سيادة الملازم اعتذر حقا عما بدر منا ... لقد حصلت قريتنا على اذن من الاتحاد لاستخدام الاسلحة واقامة دفاعات اولية ... انا فقط اخبرك قبل ان تظن اننا نخالف القانون

(سوراي مبتسما) : لا عليك لست مهتما باي شيء تفعلونه كل ما اريده هو قضاء ليلة لعينة هنا والمغادرة في الصباح ... بعدها افعلوا ما شئتم لست مسؤولا عنكم

ارتبك الرجل وتحدث مبتسما بتلعثم بسيط

_ اجل .. اعتذر يمكنم الدخول ... سارسل معكم جنديا ليدلكم على النزل ان اردت

_ ساكون شاكرا ان فعلت ذلك

(زيوس) : ما الذي حصل هنا ؟

"" لا نريد ان نعرف ايها الوغد دعهم وشأنهم "" فكر سوراي بعد صفع وجهه منزعجا

(الرجل المسؤول عن المدخل) : اعتذر قد تكون ضابطا ولكن هذا لا يعني انني يجب ان اثق بك ... يرجى تفهم موقفي هذا وعدم اخذه على انه قلة احترام

لم ينزعج زيوس من رفض الرجل اخباره حيث هز كتفيه بعبارة < كما تشاء > وعاد الى السيارة مع سوراي ليقودها داخل الممر الطويل بين الجبلين

وعندما اقترب من الحاجز ذهب امامهم جندي على دراجته النارية ليدلهم على الطريق الى النزل

.....

(بعد ساعة)

( داخل صالة الطعام في النزل)

كان النزل باكمله محفورا داخل الجبل كبقية المنازل والمنشئات حيث كان هنالك طريق عام عبارة عن نفق كبير يتوجه عميقا ويتفرع عنه انفاق عديدة تشكل الشوارع لهذه القرية

اذ ان اكثر من 80 بالمئة من القرية هي انفاق ومنشئات داخل الجبل

كان مشهدا فريدا حقا يصعب رؤيته في اي مكان اخر

وحيث كانت قاعة الطعام كانت هذه اشهر حانة في القرية وفي المنطقة بشكل عام بين القرى المجاورة

وكان المكان مزدحما حقا فبالكاد وجد زيوس طاولة ليجلس عليها

كانت الطاولة تشمل اربعة مقاعد حيث جلس زيوس وسوراي وبياتريكس عليها

وما ان استقروا لاحظ زيوس ان هنالك رجلا بالقرب منهم يتناول طعامه وهو واقف حيث لم يجد طاولة يجلس عليها

(زيوس) : اخي تعال اجلس هنا ...< مشيرا الى المقعد الرابع على طاولتهم >...

اقترب شاب ذو شعر ابيض وتحدث بأدب وهدوء

_ اعتذر على الازعاج

(سوراي) : لا عليك

جلس الشاب ولم يفتح زيوس او سوراي حديثا معه حيث ان التعرف عليه لم تكن نيتهم وكانا اكثر اهتماما بتناول طعامهما

تلقى الشاب ذو الشعر الابيض اتصال فيديو من متصل مجهول الهوية وعندما فتح الاتصال دون تفكير ظهرت شاشة شفافة وصغيرة نسبيا تطفو في الهواء امامه

صوت صرخة الم لولد في الخامسة عشر من عمره خرجت من الطرف الاخر في المكالمة وكان الفيديو الحي يظهر هذا الشاب الصغير وهو ممتلئ بالدماء و وجهه مليئ بالكدمات

انكسر الكأس الزجاجي في يد الشاب ذو الشعر الابيض من شدة الغضب الصامت وعلى الطرف الاخر استدارت الكاميرا لتعرض وجه رجل بشع مليئ بالندوب حيث تحدث ضاحكا

_ لقد تاخرت ... اخبرتك الا تعبث معي ... وقتك قد نفد ... وقتكم جميعا نفد في الواقع

ثم اغلق الخط

كان زيوس ينظر الى الشاب بجانبه بحاجبيه المرفوعين من الاستغراب وكان سوراي قد تجمدت يده وهي تحمل ملعقة فيها بعض الارز وفوق الارز قطع من الزجاج المتناثر

واما بياتريكس فكانت تمسح معطفها الطويل ذو القلنسوة من الزجاج ايضا حيث اخذت صحنها وتوجهت الى الطاهي لاحضار واحد جديد

استمرت ايدي الشاب ذو الشعر الابيض بالرجفان لبعض الوقت قبل ان ياخذ نفسا عميقا ويحبس غضبه مهدئا نفسه

(الشاب ذو الشعر الابيض) : اعتذر عما بدر مني ساحضر لكما بديلا عن هذا الطعام

اخذ الشاب صحن زيوس وسوراي الذي كان لا يزال متجمدا وتوجه الى الطاهي

(زيوس) : ما رأيك ؟

لم يجيب فقام زيوس بالتلويح بيديه امام وجهه ثم يتحدث ضاحكا

_ ما بالك يا اخي لقد ذهب الرجل لاحضار طعام بديل وعلى حسابه لا داعي للغضب

استيقظ سوراي فجأة حيث افلت الملعقة لتسقط وحدها وتحدث بشكل طبيعي وبهدوء

_ اكتمل التحليل هذا الشاب لديه مشكلة خطيرة ... حالة اختطاف غالبا

(زيوس مستغربا) : هل انت روبوت ؟

_ زيوس ما رأيك ان نبقى في هذه القرية لبعض الوقت

_ وهل ظننت انني ساترك المشاكل تمر من امامي دون اللعب بها ... طبعا انا موافق يا شريكي

(بياتريكس) : يمكنك ان تحصل على شريك واحد فقط بالمناسبة

_ لا داعي للغيرة ستكونين دائما شريكتي الاولى

(بياتريكس بوجه البوكر وبهدوء) : اذهب الى الجحيم

"" النساء !! ... يا رجل كيف يفكرون !؟ "" فكر زيوس بابتسامة غاضبة مزيفة قبل ان يتحدث بجدية

_ لا يجب ان نضيع الكثير من الوقت هنا ... لننهي هذه المسألة باسرع وقت ممكن

(بياتريكس) : اي مسألة ؟

نظر زيوس الى الشاب ذو الشعر الابيض الذي كان يقترب منهم من بعيد كاجابة وعلقت بياتريكس

_ تريدون التدخل في هذه القصة ... هذا الرجل مؤدب حقا ومحترم انا معكم

(زيوس مبتسما بانزعاج) : مؤدب ؟ ... محترم ؟ ... هل هنالك شيء اخر ايضا

ارتبكت بياتريكس بوضوح عند رؤية رد فعل زيوس فقامت بفعل غبي نتيجة ارتباكها هذا حيث قامت بطعن يد زيوس بالشوكة كرد فعل على موقفه الذي جعلها منزعجة ومرتبكة لسبب مجهول لم تفهمه

_ اوتش ! ... تبا ! الكلاب وحدها من تعضك فجأة هل انتي كلب !؟ ... انتظري ! .. لحظة بيتي اعيدي سيفك الى مكانه انا الكلب وليس انتي ... !! اللعنة تبا !؟

قفز زيوس فوق الطاولات هربا خارج الحانة وطاردته بياتريكس

واما سوراي فكان يخفي وجهه من الحرج

"" لم اكن اعلم انني ارعى اطفالا هنا !! ""

وضع الشاب ذو الشعر الابيض الطعام وغادر وهو شارد الذهن قبل ان يناديه سوراي مباشرة

_ انتظر لحظة

_ ما الذي تريده ؟

_ اجلس هنا قليلا

تجاهل الشاب دعوة سوراي وخطى خطوة للامام مستعدا لاكمال رحيله حيث وقف سوراي وامسكه من يده

_ انظر هنا ...< رفع سوراي هوية الضابط >...

(الشاب ذو الشعر الابيض ساخرا) : هل قررتم التدخل اخيرا ؟ ... لقد قتل الكثير منا ونحن ننتظر مساعدتكم .... تبا لكم جميعا

_ لست هنا في مهمة انا عابر سبيل .... اريد مساعدتك ولكن ليس كضابط في الجيش وانما كرجل يكره الاوغاد وخاصة من يستخدم القوة للاعتداء على الضعفاء

جلس الشاب ذو الشعر الابيض وبقي صامتا ليستمع الى ما يريده سوراي

_ ما هو اسمك ؟

_ مروان

_ انا سوراي ... اخبرني بكل شيء

2025/04/18 · 9 مشاهدة · 1327 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2025