[[[ الحانة ]]]
(مروان) : هذه ليست اول مرة ... كانوا ياتون الينا طوال السنوات الماضية وفي كل عام تزداد مطالبهم واعتداءاتهم اكثر فأكثر كلما رفضنا او تاخرنا ... يريدون رسوم حماية وليس هنالك اي احد نحن بحاجة للحماية منه سواهم ... الامر مقيت حقا
(سوراي) : ماذا عن الشاب الصغير في تلك المكالمة
_ هذا اخي ... وهذه قريتي ... عندما بدأ الامر يزداد سوءا قررت الانضمام اليهم لاحصل على رتبة عالية هناك وبالتالي اساعد قريتي ... كنت املك مهارات قتالية تمكنني من فعل ذلك وهم استفادوا مني كثيرا ... و كنت مضطرا لارتكاب الجرائم من اجلهم فاصبحت مطلوبا للاتحاد
(سوراي بابتسامة ضاحكة) : الا تخشى ان اقبض عليك ؟
_ افعل ما شئت ... هل اكمل ؟
_ اكمل كنت امزح معك لست مهتما بالقيام باعمال اضافية للجيش
_ هذه العصابة اعطتني ما اريده في المقابل ... رفعت العقوبات عن القرية وحصلنا على بعض الامتيازات ايضا بعدما اصبحت قائدا هناك ... ثم بدأت طلباتهم تزداد قسوة واجراما ... وعندما بدأوا مشروعا لخطف المدنيين لاخذ فدية من اهاليهم شعرت بتأنيب ضمير قاسي للغاية بالرغم من انني لم اشارك بهذه الاعمال
_ دعني اخمن طلبوا منك المشاركة بها فعارضتهم ؟
_ اجل ... كانوا يملكون ميكا قتالية حديثة كنت استخدمها في المعارك لاجلهم ... عندما قررت الهرب اخذتها معي ... والان هم يطاردونني من اجلها ولانني قتلت افرادا كثيرين منهم ... لم يجدوني ولكن اخذو كل صديق لي واخذو شقيقي ... الاول انت رايته توا والاخر فتى اصغر منه بعامين
_ اذا انت تعرف اين نجدهم ؟
_ لا فائدة ... دون جيش لا يمكنك اقتحام المكان ... حاولت التسلل وفشلت انهم ليسوا عصابة صغيرة مبتدئة ... قائدهم ضابط سابق بالجيش ولديهم مقاتلين جينيين حتى المستوى الرابع ... القوة الفردية لن تنجح ضد اسلحتهم والميكا التي لديهم ... السبب الوحيد لنجاتي هو انني املك ميكا تمتاز بالسرعة الفائقة بين اقرانها
اسند سوراي ظهره للخلف ودخل في تفكير عميق
"" قد نستهلك ذخائرنا مبكرا ""
(سوراي) : سندرس الوضع بالتفصيل ... هذه الليلة هل لديك الوقت ؟
(مروان) : انت تعلم انني لا املك وقتا كثيرا
_ اذا هل تريد الذهاب لمقاتلتهم حيث ينتظرونك بالفعل وسبق لك ان فشلت
بقي مروان صامتا واكمل سوراي
_ سندرس جميع التفاصيل اتبعني
.....
(بعد ساعتين)
( ورشة التصليح اعلى الجبل )
كان الميكانيكي قد انهى اصلاح الميكا بالفعل ولم تكن موجودة في المكان
اجتمع زيوس وسوراي ومروان وبياتريكس في المكان حيث كانوا يبحثون عن خطة بعدما عرض لهم مروان جميع تفاصيل الموقع والقوة العسكرية للعدو
ببساطة كان دخولهم وخروجهم مستحيلا
لدى العدو اجهزة استشعار متقدمة في قاعدتهم ولديهم افراد اقوياء وقوات عسكرية كثيرة
حيث يكفي وجود عشرات الجنود دون ان يكونوا مقاتليين جينين ليسقطوا مقاتلا جينيا ذو بذلة في معركة مفتوحة
وبالنسبة للمكان الذي اقيمت فيها قاعدة العدو فهو عبارة عن انفاق كثيرة ومتشابكة بشكل معقد داخل سلاسل الجبال اللا متناهية في المنطقة
كان ذلك صعبا وخاصة بالنسبة للغرباء عن المنطقة
سوراي متاكدا انه سيضيع في المكان كل دقيقة ان دخله وربما لولا وجود خريطة معه لما فكر بالدخول اساسا
و كانت اعداد المقاتلين تصل الى 150 جنديا بينهم بعض مقاتلي الجينات من المستوى الاول والثاني
واضافة الى هذا الرقم هنالك القائد وافراد النخبة الذين كان مروان واحدا منهم وهم مقاتلي جينات من المستوى الثالث مثل سوراي وزيوس وبياتريكس مع القائد ونائب القائد الذين كانوا مقاتليين جينيين من المستوى الرابع
لم يكن سوراي يخشى المواجهة اذ ان مقاتلا جينيا ذو مستوى اعلى كان يعني فقط قدرة على تحمل تشغيل بذلات اقوى ذات دفاع اكبر ... لذا ان كان صاحب القوة الاكبر ذو مهارة منخفضة سيتغلب عليه صاحب القوة الاصغر ذو المهارة الاكبر بمرور الوقت مع تراكم الضربات
وايضا لا ننسى تاثير الاسلحة والمعدات التي تقلب المعركة راسها على عقب مع عنصر الحظ والظروف
لم تكن الانتصارات تحسب بالارقام والمستويات بل بالمهارة والذكاء بالمقام الاول
حسنا ربما اذا كانت الارقام مبالغ بها مثل 150 ضد 4 في بيئة لصالح العدو بالكامل ... ربما تقاس هذه المعركة بالارقام في نهاية المطاف
لم يستطع سوراي ايجاد اي خطة ناجحة حيث كان تركيزه في المقام الاول على تحرير الرهائن الذين لا يعلم مكانهم تحديدا في القاعدة ناهيك عن قتال المجموعة بالكامل
وبل حتى الخريطة كانت ناقصة كثيرا اذ ان مروان لا يملك مخططا كاملا للقاعدة بل فقط بعض الاجزاء الرئيسية التي زارها بنفسه
كان الامر معقدا
مضت الساعات وذهب زيوس للنوم في نهاية المطاف وبياتريكس ايضا لم تبقى مستيقظة حيث بقي فقط سوراي ومروان
...
(الساعة 3 ليلا)
سمع سوراي صوت اطلاق نار بعيد وعميق لقناصة وسأل مستغربا
_ هل سمعت ذلك ؟
(مروان) : هنالك حظر شديد على السكان يمنع استخدام الاسلحة ... لا اظن ان هذه رصاصة عشوائية
وفجأة بدأوا يسمعون صوت اطلاق رصاص كثيف بعيد
فنادى سوراي بصوت مرتفع
_ زيوس بياتريكس استيقظا حالا
خرجت بياتريكس مباشرة من الغرفة وخرج زيوس من الغرفة الثانية متاخرا دقيقة عن بياتريكس بوجه نائم
(زيوس غاضبا) : ايها الوغد الم يكن بامكانك الانتظار حتى الصباح !؟ ... ما هذه الاصوات ؟ ... هل هنالك معركة قريبة
نظر زيوس حوله بعد استعادة رؤيته ليجد ان بياتريكس تقوم بتجهيز قناصة فضية جميلة وكان سوراي يضع بعض القنابل في المساحة المضغوطة لبذلته والمخصصة لهذه القنابل
وفجاة سمع الصوت الصاخب لمحرك ميكا خارج المنزل
(سوراي) : جهز نفسك بسرعة احضرت لك عتادك من السيارة
وجد زيوس بندقية هجومية رشاشة ذات سعة 100 رصاصة طاقة ومدى 1 km مجهزة بمنظار مخصص
كانت بندقية رش ذات مدى متوسط الى بعيد ولا شيء يعيق استخدامها عن قرب
(زيوس) : اخي انا مقاتل قريب المدى لا داعي لهذا السلاح
(سوراي) : نحن لن نقاتل عن قرب ... هذه ليست معركتنا سنشارك بالقتال كجنود عاديين من الخطوط الخلفية ان اضطر الامر ... لا يجب ان تكشف انك مقاتل جيني ايضا ... علينا معرفة ما يحصل قبل اي شيء ... ستتبعان اوامري بدقة هل تفهمان ؟ ... هذه ارض المعركة وانا لست صديقكما بل قائدكما
(زيوس) : لحظة متى قمنا بتنصيبك قائدا !؟
(بياتريكس) : لقد لعبنا حجرة ورقة مقص
(زيوس) : انتظرا ... ماذا عني !؟
لم ينطلق كلاهما بكلمة واحدة ولكن نظراتهما شرحت كل شيء فعلم زيوس ردهما مباشرة والذي كان ( هل تمزح معنا ! ... انت لا تصلح للقيادة ستجعلنا ننتحر فقط )
(سوراي) : ادخلا الى الوضع الجدي وكفا لعبا ... لنذهب
خرج سوراي بعد قول هذه الكلمات وتبعته بياتريكس مباشرة واما زيوس فتبعهم بصمت مستسلما بعد حمل بندقيته بكسل
(زيوس) : هذه الميكا رائعة يا رجل ... لا عجب انها سريعة كما وصفها ... الوحش الذي صنعت منه من اسرع الطيور الصحراوية
امتازت الميكا من الصنف الهجين بين الآلة والاعضاء الحيوية لأحدى الوحوش كميزة اضافية بان هذه الميكا تبدو حية وليست آلة
اذ ان الطيار بعدما يتصل بدماغ الوحش الخاص بالآلة والمحفوظ قرب قلب الطاقة يقوم دون شعور بالتصرف كالوحش جزئيا
فرأى زيوس كيف قامت الميكا بفرد ريشها بحركة تلقائية بمنقار النسر لتمشيطه
وتحدث مروان بفم طائر الافارو
_ اصعدوا ساضعكم على قمة الجبل قرب المدخل ... ايضا تشبثوا جيدا لست مسؤولا ان سقط احدكم
صعد الثلاثي وحلقت الميكا العملاقة التي وصل طولها الى 3 امتار وطول جناحيها المفرودين بالعرض الى 9 متر