[[[ داخل احدى انفاق الجبل الواسعة ]]]

"" اللعنة عيناي تحرقني بشدة !! ... بالكاد يمكنني رؤية اي شيء ! ... علي التركيز ... الفخ كان فعالا ... علي محاكاة ما فعلته بالضبط وفي ذات الوقت للوصول الى نفس اللحظة .... اتمنى الا يتغير اي شيء ""

وقف زيوس في مكانه منتظرا و كان يفتح عينا واحدة ويغلق الاخرى التي لم تكن ترى اي شيء لسبب ما

وكان تركيزه مرتفعا الى اقصى الحدود و للحظات عندما رأى ميكا مروان تتجاوزه ورأى العدو ... بدا دماغ زيوس يتجاهل رسائل الالم وينشر الطاقة الذهنية الى مساحات الحركة وردود الفعل والتركيز

كانت لحظة مصيرية

انفجرت الافخاخ وفعلا خرج الرجل موجها ضربة سريعة جدا باتجاه قلب زيوس

اعاد زيوس نفس رد الفعل في رؤياه فقام بوضع القرص الدوار امامه لامتصاص الضرر جزئيا واطلق خناجره جميعها كما فعل تماما في الرؤية

وكان هنالك شيء واحد مختلف وهو نقوش الحركة العشرة على يده اليمنى والتي احترقت بضوء ساطع و انطلقت يد زيوس بسرعة كبيرة لدفع الرمح وبالفعل استطاع تحييده ليخترق جزءا من لحم جانب صدره اسفل يده اليسرى

قتلت الخناجر الرجل وسقط زيوس على الارض يتنفس بشدة وعندما لاحظ ان جسده بدأ يرتخي وادرك انه سيفقد وعيه قام بعض لسانه ليقوم الالم المفاجئ بايقاظه

حمل زيوس نفسه بصعوبة وقام بجر الرمح الذي اخذه خلفه و طارت الخناجر لتعود الى حواملها على القرص الدوار المثقوب والمعلق بالرمح

عاد زيوس الى حيث ترك سوراي وبياتريكس والقرويين ولم يجد اي احد منهم

باستثناء بياتريكس التي كانت تنتظر واقفة ويدها مشدودة بيضاء من قوة احكامها على مقبض السيف

وما ان رآها زيوس حتى استطاع عقله وجسده تركه يسقط مغشيا عليه في ارضه

.

.

.

.

.

.

"" كم مضى من الوقت ... لم اعد اشعر باي الم ... تبا يا رجل هل كانت الشمس دائما بهذا السطوع !!؟ لا يمكنني فتح عيني "'

وقف زيوس امام منزل خشبي وسط سهول خضراء تختلف كليا عن البيئة الصحراوية والجبلية القاحلة التي كان فيها

كان يبدو وكانه بالريف في مكان ما

لم يكن هنالك اي احد في هذا المنزل باستثناء مدفأة مشتعلة مما يشير الى وجود احد ما هنا منذ وقت ليس ببعيد

وكان هذا المنزل في مكان منعزل حيث لم يستطع زيوس رؤية اي منازل مجاورة تماما باستثناء اطراف منازل قرية بعيدة اسفل منحدر

كان هنالك اشجار كثيفة على بعد 100 متر على يمينه وكانت السماء زرقاء بغيوم بيضاء قليلة

والجو كان باردا قليلا

"" لماذا الجو بارد كان لا يزال هنالك شهر حتى ينتهي فصل الصيف !!؟ ""

عاد زيوس الى المنزل وذهب الى نار المدفأة ليجد وعاء طبخ قريب بجانبها كان يحتوي على بعض الخضار فيه ويبدو ان من اشعل النار كان ينتظر لهيبها حتى يضعف قليلا قبل تعليق الوعاء

وفي منتصف الغرفة بجانب المدفأة مباشرة كان السرير الذي وجد زيوس نفسه عليه عندما استيقظ

(سوراي واقفا عند المدخل) : لقد استيقظت !؟ ... يا رجل لماذا اخذت كل هذا الوقت ؟

نظر زيوس الى سوراي وادرك ان الاخير كانت اصاباته قد اختفت اذ ان سوراي كان عاري الصدر ويحمل على كتفه مجموعة كبيرة من الاخشاب المقطعة بدقة

(زيوس) : انا لا ارى الثقب في معدتك

(سوراي مبتسما) : منذ متى وانت نائم برأيك ؟

_ يوم ؟ ... هذا ما اشعر به ولكن واضح انني كنت نائما لوقت اطول

اظهر سوراي مشاعر الحزن ومن ثم جلس على اريكة قريبا بعد رمي الحطب جانبا

_ كيف هي حالتك العقلية ؟ ... هل يمكنك تحمل الالم النفسي ؟

_ سوراي انا اعرف مقالبك جيدا لا يمكنك خداعي لذا قل الحقيقة كم مضى ؟ ... اسبوع ؟ ... شهر ؟

كانت اعين سوراي غائرة بالدموع وبيد مرتجفة امسك مرآة و وضعها امام زيوس

نظر زيوس الى المرآة و وجد شيئا خاطئا ... كان الشعور الغريب الذي يرافقه منذ ان استيقظ بسبب التغير الهائل الحاصل في جسده

لقد اصبح اطول بشكل واضح ... ولديه لحية كثيفة مع شعر مقصوص بشكل غير احترافي ...وايضا كان هزيلا بشكل صادم ... اين ذهبت عضلاته !!!؟ ... الم ياكل شيئا منذ سنوات !!؟

ارتجف زيوس وتحدث بصوت متقطع مرتعب

_ سوراي كم .... اخبرني منذ متى وانا نائم !؟

(سوراي متحدثا بصعوبة) : ثلاثة

_ سوراي ارجوك قل لي انها ثلاث اشهر

_ لا يا صديقي ..<نزفت دمعة من عين سوراي> بل سنوات ... المشكلة ليست هنا ... هل يمكنك تحمل صدمة اكبر

صعق زيوس وسأل بصوت مرتجف يهدد بالانقطاع

_ قل ... قل ماذا هناك ؟

_ زيوس ... صديقي العزيز ... صديقتنا بياتريكس تزوجت

سقط زيوس على ركبتيه وسأل

_ ماذا ... ماذا ايضا ؟

اختفى حزن سوراي فجأة وسأل مصدوما

_ الا يكفي هذا لافقادك وعيك !!؟ ... ماذا تريد ايضا هل اقول لك ان شقيقتك الصغرى توفيت في احدى المعارك بفم وحش كبير

اغلق زيوس قبضته وفجأة اختفت مشاعر الخوف والصدمة والارتباك ... وعم هدوء لا يوصف في ذهنه ... حتى هو لم يكن يعلم ما سبب هذا التغيير

فجأة نهض واعينه شاردة امامه كان واعيا تماما ولم يكن واعيا بنفس الوقت ... اراد فقط ان يخرج ويقاتل ويقتل حتى لا يبقى في جسده ذرة من الطاقة او التحمل ... اراد قتالا حتى الموت .. قتالا لا يخرج حيا منه

"" هل بالغت ما به "" فكر سوراي وهو يمسح دموعه التي سقطت بسبب البصل الذي كان يقطعه في الحديقة الخلفية قبل ان يحمل الحطب لتجديد المخزون المؤقت بجانب المدفأة

وفجأة دخلت بياتريكس وصدمت عندما رأت زيوس مستيقظا ولسبب ما شعرت وكأن اعينه الميتة لا تراها بالرغم من انها واقفة امامه مباشرة

(بياتريكس منزعجة ومرتبكة) : لقد كان نائما لثلاثة اسابيع ... هل هنالك خطب ما في عقله ...< سألت بياتريكس اثناء النظر الى سوراي الذي كان يتجنب نظراتها >...

(سوراي) : اظن ان هذا بسببي ... لحظة ساصلح الامر

امسك سوراي زيوس الذي كان يمشى ببطئ باتجاه الباب وقام بسحبه مباشرة ليدير له جسده

استعادت اعين زيوس بعض وضوحها وتحدث سوراي بعجلة

_ اخي كنت امزح فقط لقد مضى ثلاث اسابيع وليس ثلاث سنوات ... ايضا بياتريكس هنا بجانبك هي لم تتزوج .. وشقيقتك لم يلتهما وحش ما .... بياتريكس لماذا تحملين سيفك ؟

(بياتريكس غاضبة) : انا حقا ارغب بقطع لسانك بجدية الان ... ايها الوغد عديم المشاعر !!!!

. . . . .

(بعد ثلاث ساعات)

( على طاولة الطعام )

جلس الثلاثي على طاولة الطعام التي كانت تحتوي على وجبات بسيطة من شوربة خضار ولحم ارنب بري

كان سوراي يمسك كيس ثلج يضعه على عينه التي يبدو انها تلقت اصابة عنيفة قبل وقت ليس ببعيد

وكان زيوس منزعجا للغاية من جسده الهزيل وكان قلقا كيف سيستعيد قوامه في اسرع وقت

وايضا كان مستغربا من التغييرات الحاصلة له ... ليس فقط قامة اطول كان يشعر بتغييرات عديدة اخرى لم يدركها بعد وبعضها ادركها الى حد ما

استطاعت اعينه ان ترصد حركات ذبابة كانت تطوف حوله بدقة كبيرة ... كان الامر غريبا وغير معتاد ... لم تزداد قوته الجينية وانما هنالك شيء مختلف

وكأن مقولة ان في الصعاب وفي معارك الحياة والموت يتطور المقاتل كانت حقيقية

وكان هنالك اشياء اخرى صدمته ايضا

اخبرته بياتريكس انه طوال الاسابيع الماضية لم يفقد الوزن بسرعة كبيرة فقط وانما جسده كان باردا كالثلج دون مبالغة ... ولهذا السبب وضعوه قرب نار مشتعلة باستمرار

وكان شعره ينمو بكثافة يوميا بشكل غريب ايضا فكانت بياتريكس تقصه باستمرار

اراد زيوس ان يبدأ بنقل اواني الطعام بما انهم انهوا وجباتهم وعندما امسك اول صحنين اوقفته بياتريكس

_ زيوس رجاءا لا تحمل اي شيء .... سوراي ابدا بنقل الطعام

(سوراي منزعجا بوضوح ) : هيا الى متى ستبقين غاضبة هذا ليس عدلا !!! ... لقد قلت لك انني ... حسنا لا داعي لهذه النظرة الغاضبة سانقل امرك

"" يا رجل يمكن للنساء ان تصبح مخيفة اكثر من الوحوش نفسها "" فكر سوراي و زيوس

(زيوس) : لمن هذا المنزل واين نحن ؟

لم تجبه بياتريكس واكتفت بالاشارة باصبعها الى الاعلى

لم يفهم زيوس ما تعنيه حتى نظر فوقه ومرت قشعريرة رعب في جسده عندما رأى ذلك

كان هنالك رجل عجوز يجلس بطريقة غريبة فوق لوح خشبي خاص بالسقف

فتحدث الرجل العجوز بنبرة مخيفة جدا

_ انهم يرونك ... عليك الهرب ... عليك الاختباء ... سيجدونك ... انهم يبحثون عنك

(زيوس مرعوبا ) : !!! ... هل ربما انا لا زلت احلم بكابوس لعين .. ربما انا لم استيقظ بعد ... اوتش كان هذا مؤلما !! .. لماذا ضربتي قدمي !؟ ... هل تخبرينني ان هذا هو الواقع

(بياتريكس) : هذا هو الرجل الذي كنت تبحث عنه انت ... انه السبب وراء رحلتنا كلها ... لقد اخبرتنا انه مجنون ... ولكن اظن ان هذا الرجل مجنون بين المجانين

2025/04/19 · 7 مشاهدة · 1359 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2025