في قرية فوق الجبال تبعد عن قرية مروان قرابة 15 km
وهي احدى القرى التي كانت تعاني من العصابة المحلية ، وفي الحانة المركزية للقرية حيث يجتمع مقاتليها كان هنالك حديث واحد على ألسنة الجميع
تحدث رجل ذو جسد عضلي ضخم الى رجل اخر ذو بنية عضلية ضخمة بين مجموعة من الرجال مفتولي العضلات وهذه المجموعة كانت مميزة بمظهرها عن بقية المقاتلين الموجودين
(الرجل الاول) : يبدو ان الشائعات صحيحة
(الرجل الثاني) : وما ادراك ؟
( الرجل الاول) : لقد التقيت بالاخوة جانكز من قرية السديم ، رأيت بعيني كيف ينقلون حمولة كبيرة من المعادن التي تعود الى بقايا روبوتات مدمرة والكثير من الخردوات كشرطان الكهرباء و لمبات الاضاءة المستعملة ، سالت صديقا لي عن كل هذه الاشياء واخبرني ان قاعدة العصابة فارغة ، لقد هربوا بعد قتالهم مع كتيبة الاتحاد
تذمر الرجل الثاني وانكر قائلا
_ هذا لا يمكن ان يكون صحيحا انا متاكد انهم انتصروا على جيش الاتحاد لماذا سيغادرون ؟
(الرجل الاول) : الامر واضح لا تكن سخيفا ! ، الاتحاد سيرسل قوات اكبر قريبا و لا يعقل ان يتقبل خسارة مهينة كهذه ضد عصابة محلية ، كل ما في الامر انهم غادروا قبل ان يدفنهم الاتحاد في قاعدتهم
وتحدث رجل ثالث كان صامتا طوال الوقت
_ عندما سمعت عن رجال قرية الخلد كيف قاتلوا مع الاتحاد واخرجوا الاسرى احترق دمي من الحماس والحسرة الشديدة لو انني كنت ممن شارك معهم
(الرجل الاول) : معك حق ، سمعت انهم قتلوا نائب قائد العصابة ، انه مقاتل جيني من المستوى الرابع كيف فعلوا ذلك بحق الجحيم !؟
(الرجل الثالث) : لست متأكدا من التفاصيل ولكن سمعت ان رجلا يدعى زيوس هو من قتله ، وايضا هذا الرجل لا ينتمي الى المنطقة اساسا انه مجرد غريب
.
.
.
.
.
كانت الشائعات والقصص منتشرة في باقي القرى ايضا وتدريجيا وبشكل لا ارادي تم اعتبار قرية الخلد اقوى قرية في المنطقة حاليا بعد هرب العصابة
وفي قلب قرية الخلد تم اعتبار مروان الرجل الاول الذي كان رجال القرية يعودون اليه لحل مشاكلهم وتقديم شكواهم
...
اجتمع مروان مع رجال القرية في هذه الظهيرة لمناقشة مستقبل القرية بعد التغييرات الحاصلة في المنطقة
في المساحة الخارجية حيث يتواجد الشق المؤدي الى خارج القرية والى بحر الرمال وقف مروان على منصة مؤقتة وحوله في كل مكان اجتمع رجال وسكان القرية جميعا اطفالا ونساءا حتى
(زيوس هامسا) : لا ترتبك هيا انهم ينتظرونك
وضع زيوس يده على كتف مروان ودفعه للامام بخفة
اخذ مروان نفسا عميقا وتوجه الى الجهاز المضخم للصوت
(مروان) : الجو حار اليس كذلك
"" صديقي ركز ودعك من الجو "" فكر زيوس محرجا عند رؤية ارتباك صديقه
(مروان) : لذا لن اطيل الخطاب ، اولا اريد ان اطلب من الجميع تذكر هذه الايام ، في كل عام سنزور شهدائنا وايضا سنحتفل ، هكذا تكون الانتصارات ، نشتريها بدمائنا .... ارغب في جعل هذه القرية اقوى مما هي عليه بكثير ، سنبدأ بتدريب اطفالنا وشبابنا وسنعمل على قلب شخص واحد للنهوض بجودة الحياة ايضا لنبني مستقبلا افضل لنا .... في الختام اريد ان اقول انني ساقبل رغبتكم في تعييني رئيسا للقرية ، واعدكم انني ساكون عند حسن ظنكم بي
تم اطلاق الصفير والصيحات المتحمسة في جو احتفالي وفكر زيوس عند رؤية هذا المشهد "" انهم يحبونه حقا ، حسنا يستحق ذلك في النهاية ليس رجلا سيئا على الاطلاق ""
.
.
.
بعد مضي عدة ساعات ومع اقتراب غروب الشمس
انتشرت شرائط الزينة في الطرقات وكانت الشوارع حيوية وكأنها فترة الاعياد السنوية
اينما نظر زيوس كان يرى الباعة الجوالين والاطفال الذين يلعبون في كل مكان
وفي منتصف القرية حيث عُلقت اكبر خيمة وتجمع للمقاتلين كان هنالك سيارات كثيرة تاتي من خارج القرية طوال الوقت
ارسل مروان بالفعل دعوة الى رؤساء القرى المجاورة للاحتفال معا وللاجتماع من اجل بعض الاعمال
في الخيمة الكبيرة جلس مروان في منتصفها وحوله القادة والمستشارين وحاليا كان هنالك اثنان من رؤساء القرى مع حاشيتهم
بالنسبة لزيوس فكان واقفا في الخارج ولم يرغب بالجلوس حقا داخل الخيمة في هذه الاجواء الحيوية الجميلة
رئيس قرية ( صهبا ) كان مقاتلا ضخما مفتول العضلات بشكل بارز وفي سن الخامسة والاربعين على الاكثر وهو رئيس القرية التي تقع جميع منازلها فوق قمم الجبال الصحراوية وتبعد قرابة 15 km عن قرية الخلد الخاصة بمروان
و رئيس قرية السديم هو رجل عجوز كبير جدا بالسن ومعه اثنين من احفاده الذين يرافقونه باستمرار
شاب ذو بشرة سمراء وشعر طويل مسرح للخلف كشعر الاسد وكان هنالك امرأة ترتدي ملابس غريبة لا تظهر اي شيء من وجهها ولا حتى يديها او اقدامها ولا اية منحنيات لجسدها
كانت هذه الشابة قصيرة او ربما صغيرة في العمر لم يعلم زيوس حقا وكان يراقبها بسبب تصرفاتها ومن الملل
توجهت الفتاة الى بائع متجول وبدأت تشتري الحلويات لجميع الاطفال الذين تراهم حولها
راقب زيوس هذا المشهد وتدريجيا لاحظ كيف بدا الاطفال يجتمعون بسرعة كبيرة كالنمل ليصفع وجهه "" من يراكم سيظن اننا لا نطعمكم اطلاقا !! ، الاطفال ، حقا مشكلة ، انسى ذلك لا دخل لي بالامر ""
(الشاب ذو البشرة السمراء) : يبدو انك لست بحاجة لاعينك هذه ؟
( زيوس مستغربا ) : هل تتحدث معي !؟
_ اجل ، اخبرني هل يمكنني اقتلاع عينيك ؟ ... لدي رغبة شديدة لأكلها دون ذرة ملح حتى
"" ما خطب هذا المعتوه !! ""
وفجاة ظهر رجل من القرية وتحدث بعجلة
_ سيد خالد رجاءا لا تؤاخذه انه غريب عن المنطقة لا يعرف اي شيء عن العادات والتقاليد هنا
(خالد) : وهل يفترض ان تكون هذه مشكلتي ؟ ، غريب عن المنطقة ؟ ، هذا يذكرني هل يصادف انك المدعو زيوس ؟
"" واخيرا سيظهر بعض الاحترام عندما يعرف من انا حقا "" فكر زيوس قبل ان يجيب ببرود
_ اجل هذا انا
ابتسم خالد بشكل شرير وتحدث سعيدا
_ اذا يمكنك تحمل بضعة ضربات قبل ان تموت ؟ ، هذا افضل بكثير
"" ايها الوغد !! "" فكر زيوس وتدخل الرجل من القرية ليبعد زيوس مباشرة وفي ذات الوقت كانت الفتاة قد جائت عندما رأت خالد يفتعل مشاكل مع الغرباء
(الفتاة) : ما الذي يحصل ؟ ، كيف يمكنك ان تفتعل شجارا في منزل ضيفك !؟
كانت الفتاة تتحدث بصوت منخفض بالكاد سمعه زيوس بفضل حواسه المتقدمة كمقاتل جيني من المستوى الثالث
وبما ان الفتاة كانت تتحدث ببعض المنطق خلافا للآخر قرر زيوس ان يتحمل هذا الرجل المجنون ويغادر مبتعدا
(رجل قرية الخلد) : سيد زيوس عليك ان تفهم بضعة امور مهمة سواء في قريتنا هذه او في قرى اخرى مجاورة ، اولا النساء خط احمر
_ ما الذي يعنيه هذا ؟
_ ساشرح لك ، هل تعلم انك ان ذهبت الان ولمست يد تلك الفتاة فقط لمسة سريعة وغادرت هل تعلم ما الذي سيحصل ؟
اجاب زيوس بعد تفكير قصير
_ سياتي ذلك الوغد للتشاجر معي ؟
_ لا ليس هذا ما سيحصل ، سياتي ذلك الرجل وجميع رجال قريته بحثا عنك لقتلك
_ لحظة ! ، ماذا ؟ ... ليس وكأنني سرقت اثمن جواهرهم لماذا سيكونون بهذا الجنون !؟
_ انت قلتها بنفسك ، تعامل النساء هنا على انهن شيء ثمين للغاية ، مجرد تحديقك المستمر باحداهن يسبب غضبا عارما للرجال القريبين منها خاصة القرابة من الدرجة الاولى والثانية كالاخوة وابناء العمومة وما شابه ذلك ، بل يكفي بالنسبة لي مثلا ان تتعرض امرأة من قريتي لاي نظرة خاطئة من رجل غريب كي اشوه له وجهه
( زيوس ساخرا ) : قم بقتله لماذا ستضربه فقط ؟
هز الرجل رأسه ونظر الى زيوس نظرة جعلت زيوس يشعر وكانه جاهل واحمق خسر الكثير من حياته لعيشه بطريقة تختلف عن طريقة عيش هذه القبائل
( رجل القرية ) : بما انك ستبقى معنا لفترة ستفهم ما اعنيه عاجلا ام آجلا ، الشيء الاخر نحن نعامل آبائنا واجدادنا باقصى احترام ممكن ويمكن ان يهاجمك احدهم ان تحدثت عن والده بشكل خاطئ
(زيوس منزعجا) : لحظة ما الذي تظنونه حولنا ! ، ان ذكرت والدي على لسانك بالسوء لن أُبقي لك عظما سليما
اظهر الرجل ردة فعل حماسية وتحدث بسعادة
_ واخيرا يا رجل انت تفهم قليلا ، كنت اظنكم لا تهتمون بآبائكم ايضا عندما رأيت طريقة تعاملكم مع نسائكم
(زيوس) : انا لا افهم كيف نسيء لنسائنا ؟
_ اخي ركز قليلا ، هل تظن انه عندما تمشى شقيقتك او امك في الشارع ومنحنياتها بارزة لن ينظر الرجال اليها بشهوة باستمرار ؟
(زيوس) : لا احد من عائلتي يرتدي ملابس فاضحة ، لدينا تقاليد صارمة لارتداء ملابس النبلاء ، وجميعها لا تبرز اي مفاتن
(رجل القرية) : هل رأيت اذا نحن متفقين عندما تريد ان تكّرم امرأتك وتعاملها كشيء قيم ثمين لن تقبل اطلاقا بتركها تعرض مفاتنها للرجال الغرباء في كل مكان ، انت ستحب رؤيتها محمية وبعيدة عن انظار الرجال اليس كذلك ؟
صمت زيوس ودخل في تفكير عميق عند رؤية الكلام المنطقي للرجل ، وفي ذات الوقت تذكر بياتريكس وشعر ببعض راحة في قلبه عندما تذكر انها دائما ما ترتدي ملابس محتشمة لا تبرز شيئا
وفي ذات الوقت اختفى انزعاجه من خالد وتدريجيا بدأ يتولد شيء في قلب زيوس من الاحترام للاخير