رواية نقوشي الرونية في عصر القوى الجينية

"" اين ذهب زيوس "" فكر مروان عندما كان ينظر حوله

(العجوز رئيس قرية السديم ) : الجميع هنا

وجه الرجل العجوز كلماته الى مروان وفهم مروان انه يجب ان يبدأ الاجتماع بما ان جميع رؤساء القرى الستة اصبحوا متواجدين

(مروان) : هلا اعرتموني انتباهكم رجاءا

انقطعت الاحاديث الفردية وراقب الجميع مروان بصمت

(مروان) : جميعكم تعلمون ان اجتماعنا هنا ليس فقط للاحتفال بالنصر ، في قريتي قررنا مجتمعين اننا سنتعاون للنهوض بالقرية الى مستوى اخر ، انا اتحدث عن التطور الاقتصادي والعسكري واريد ان اطرح الامر عليكم ايضا ، اريد ان انشئ تحالفا متينا بين القرى لنكون شخصا واحدا ، وبهذه الطريقة فقط يمكننا حماية انفسنا من العصابات الخارجية حتى ولو كانت بقوة العصابة السابقة

(رئيس قرية السديم) : قرار حكيم

(رئيس قرية الصهبا ) : انا معك ايضا ولكن لدي تحفظات معينة ، انا لن اقبل بك قائدا للاتحاد حتى تثبت لي اهليتك لتولي هذا المنصب والعمل والمسؤولية المرفقين به

(مروان) : انا مستعد ، كيف تريد فعل ذلك ؟ ، ان كنت تريد اثباتا من خلال القوة فأنا اكثر من قادر على ذلك ، ولكن انا لا اريد منكم ان تقبلوا بي فقط لانني املك بعض القوة ، انا اريدكم ان تكونوا على ثقة انني املك العقل والمؤهلات الكافية للنهوض بقبائلنا وقُرانا مجتمعة

(رئيس قرية الحجر الاصفر) : يمكننا ان نمنحك وقتا ، خلال شهرين ان اظهرت بوادر النجاح والتقدم او احرزت تقدما بالفعل فنحن سنكمل الطريق معك ، من يوافقني الرأي ليرفع يده

ومن بين الرؤساء الستة وافق اربعة على ذلك ورفض واحد والاخير كان رئيس قرية الصهبا الذي بقي صامتا

(رئيس قرية الصهبا ) : لا زلت اريد خوض معركة معك ، اريد ان ارى قدرتك على حماية نفسك على الاقل

وقف مروان واومأ بالموافقة

(مروان) : لنفعل ذلك في الخارج الان ، لننهي الامر مباشرة

رئيس قرية الصهبا رجل طوله يزيد عن مترين ولديه عضلات مفتولة ضخمة واما سلاحه فهو السيف العملاق

بالنسبة لمروان فهو مقاتل جيني من المستوى الثالث وسلاحه ، لا يملك سلاحا محددا وانما يقاتل بقبضته وفنونه القتالية البسيطة ، وهنالك قدرات البذلة المدمجة التي تسمح بتسريعات لحظية للكمات والضربات وبعض القدرات الاخرى

اطلق مروان بذلته وفعل الرجل المقابل نفس الشيء

راقب مروان تحليلات البذلة وادرك ان العدو يملك طاقة تنتمي الى مقاتل جيني من المستوى الثاني

ومع ذلك لم يجروء مروان على الاهمال ، كان عدوه اكبر منه بالعمر كثيرا اي صاحب خبرة اكبر في القتال و بالرغم من الطاقة المنخفضة كانت قوة منافسه الجسدية ميزة اخرى قد تجعله يقارن بمقاتلي الجينات من المستوى الثالث

(مروان) : لنبدأ

اجتمع الحرس والجنود وبعض السكان المحلين وخاصة الاطفال لمشاهدة هذه المبارزة المفاجئة

كان هذا صراعا بين رؤساء القرى وليس اي قتال عشوائي

بدأت الناس تجتمع اكثر واكثر ولم يكن مروان والطرف الاخر مهتمان بالجمهور اطلاقا بقدر ما هما مهتمان بالمواجهة

اندفع مروان لينفذ هجوما استباقيا والقى لكمة باتجاه صدر منافسه ...< صوت اصطدام المعدن بالمعدن > ... صد الرجل الضخم الهجمة بكلتا يديه بعد ضمهما على شكل اكس ولم يتاثر اطلاقا بل لم يتزحزح من مكانه

(رئيس قرية الصهبا) : هل هذا كل ما لديك ؟

وقف الطرفان امام بعضهما مباشرة وتحدث مروان بعدما اصبحت نظراته اكثر حدة وبرودة

_ يبدو انني لا يجب ان اتساهل معك

_ لا تفعل رجاءا والا سيكون قتالك مملا

في لحظة قصيرة جدا ومفاجئة ركل مروان ركلة دائرية باتجاه رقبة الخصم والتي صدها الاخر في اللحظة الاخيرة بصعوبة

"" سرعته اصبحت على مستوى آخر "" فكر الرجل الضخم

و القى لكمة تفاداها مروان في لحظة سريعة ، بدا وكأن سرعته ازدادت بشكل رهيب فجأة لتنقل جسده العلوي من الاستقامة الى الانحناء للخلف

لمعت اعين مروان بعد تعديل موقفه بسرعة متراجعا و ارسل وابلا من الضربات السريعة جدا ليضع رئيس قرية السديم في موقف دفاعي بحت حيث كان يتلقى الهجمات من كل مكان

وبالرغم من عدد الضربات وسرعتها كان ثبات الرجل الضخم ودفاعه على مستوى عال ايضا

انكسر درع الرجل وفي هذه اللحظة تحديدا تراخت هجمات مروان و لوح الرجل الضخم بسيفه العملاق بشرطة مائلة دائرية حوله

ابتعد مروان بقفزة خلفية وصدم لوهلة عندما لم يرى العدو امامه عندما هبط على الارض وفي هذه اللحظة القصيرة الحاسمة ادرك مروان متاخرة الهجوم الذي جاء من الاعلى

"" متى ! "" صدم مروان ولم يستطع التفكير حتى قبل ان يرمي نفسه جانبا وعندما استعاد رؤيته لم يرى عدوه حيث سحابة الغبار فنظر فوقه مباشرة ومن ثم يساره

عندما نظر الى اليسار كان الرجل الضخم على يمينه وعندما نظر مروان الى اليمين كان الرجل الضخم قد اصبح خلفه وارسل هجومه بالسيف موجها طعنة امامية وكأن السيف الثقيل وزنه خفيف كالهواء

تفاعل مروان في وقت متأخر ايضا عندما شعر بالضربة خلفه ورأى نفسه يطير للامام فقام بتفعيل تسريعات بذلته لاطلاق نفسه للامام لتخفيف الضرر

وربما لم يكن تخفيف الضرر فعالا حقا حيث ان طاقة مروان انخفضت حتى 30 بالمئة وبذلته تلقائيا الغت درع الطاقة لتبقي له هذه النسبة في مخزونه لتفعيل قدرات التسريع باستخدامها

كان هذا نظاما مبرمجا مسبقا من قبل مروان

تم اختراق معدن بذلته بشكل طفيف وعلم مروان انه لا يجب ان يزيح نظره اطلاقا عن عدوه

لم يكن منافسه شبحا ولم يكن اكثر سرعة منه ولكن في ارض المعركة كان مروان المبتدئ كالكتاب المفتوح في اعين الرجل الاخر ، وكأن كل حركاته متوقعة ومقروءة وخشي مروان ان يخسر بالرغم من انه اقوى من الطرف الاخر نظريا من حيث الاحصائيات العامة على الاقل

(رجل قرية الصهبا ) : حتى الان انت اثبت انك لست خبيرا بما فيه الكفاية وقوتك لا بأس بها ولكن هذا لا يكفي ، عليك ان تثبت لي انك قادر على التطور على الاقل ، ما رأيك برهان اخير

(مروان) : ما الذي تفكر فيه

_ الامر سهل ، انت ستغمض عينيك لثانية واحدة وانا لن اهاجمك خلال الثانيتين التاليتين منذ لحظة اغماضك لعينيك ، بعدها ان تلقيت انت ضربة فستكون الخاسر ، وان ضربتني ستفوز

هدأت انفاس مروان المضربة والسريعة واجاب بهدوء

_ قبلت

(رئيس قرية الصهبا) : يمكنك ان تبدأ في اي لحظة

اغمض مروان اعينه وعندما فتحهما قام مباشرة بتنفيذ دوران سريع باستخدام تسريعات البذلة وفعلا رصد منافسه الذي كان خلفه مباشرة ويستعد للقفز لتنفيذ هجوم من الاعلى

عندما لاحظ الرجل ان مروان رآه تراجع عن القفز وبقي متجمدا ومركزا

وضع الرجل الضخم سيفه جانبا على الارض وخفض جسده ليضع يده اليسرى على الارضية في وضعية استعداد كاملة للاندفاع والانطلاق باتجاه مروان

ادرك مروان التحدي واندفع الطرفان في نفس اللحظة

لم يركض الرجل الضخم وانما قام بحركة راقصة جزئيا حيث فتل جسده في الارض وانتهت الحركة بضرب مؤخرة قدمه في الارضية امام مروان مباشرة

قفز مروان وادت ضربة الرجل الضخم الى تكسير الارض تشققها ونشر الصخور والتراب في كل مكان وكأن انفجارا صغيرا حصل او شيئا بوزن 200 كيلو قد سقط من الطابق الثلاثين

عندما هبط مروان خلف الرجل الضخم استخدم اخر ما تبقى لديه من الطاقة وانطلق بسرعة لم يصل اليها سوى الان طوال فترة القتال

وجه ركلة باتجاه وجه الرجل الضخم الذي لم يقف على قدميه حتى الان وبصعوبة استطاع الاخير ان يضع يديه امام رأسه لصد الضربة

وهذه المرة تراجع الرجل الضخم متزحلقا لثلاثة امتار بالرغم من انه لم يتضرر بشكل كبير

في هذا الوقت كان مروان يلهث بشدة وكانت طاقته وقدرة تحمله قد نفدت

واما الرجل الضخم فكان لا يزال يبدو وكانه ليس متعبا على الاطلاق وطاقة بذلته نفدت منذ بعض الوقت بالفعل

(رئيس قرية الصهبا) : يبدو انك انتصرت

(مروان بكآبة) : لا ارى نفسي منتصرا ، ان اكملنا قتالنا الان ساهزم بالتاكيد

(رئيس قرية الصهبا) : لا بل ما زلت فائزا ، ليس الهدف من سيهزم الاخر ، الفكرة ان كنت افضل مني ومنا لتكون قائد المستقبل وانت نجحت بالفعل عندما اثبت انت قادر على التأقلم في ظروف القتال ولديك الموهبة المطلوبة ، كل هذا في هذا العمر الصغير ... انا موافق على شرط الشهرين ، اتمنى الا تخيب آمالي بك

انحنى مروان احتراما للرجل امامه وقبل الاخير هذه اللفتة المؤدبة بابتسامة سعيدة وانحناءة مقابلة

وفي مكان اخر بين الحشد كان زيوس ينظر الى هذا الثنائي بابتسامة شريرة جنونية

"" شكرا لكما ... واخيرا انا اعلم كيف استنزف دماء هاؤلاء الناس "" فكر زيوس وكان خالد بعيدا ينظر بانزعاج الى ملامح زيوس الجشعة

...

(خالد) : لا يعجبني هذا الرجل ، اشعر وكأنه مجرد وغد شرير محب للمال والنساء كأي رجل عصابة قذر

(زهراء شقيقة خالد) : يبدو هكذا الى حد ما ، لا يمكنك ان تشعر بالراحة عند النظر اليه ، ولكن لا يمكننا ان ننسى انه قدم الكثير لقرية الخلد والى الاسرى سواء اولاءك الذين من قريتنا او من القرى الاخرى .... ربما لا يجب ان نحكم عليه مبكرا ونعطيه فرصة