...< صوت سعال شديد >...
"" لقد تضررت البذلة ربما ساعيد الخوذة فقط "" فكر زيوس وهو يغطي انفه وفمه بقميصه قبل ان يخرج خوذة البذلة المتضررة وعندما ادرك ان معدنها ملتوي قليلا اعادها الى مكانها
"" يجب ان اشتري واحدة جديدة على اية حال ، يا رجل لحسن حظي انني نجوت ، ربما يجب ان اعيد بعض نقوش الحركة الى اقدامي ، كان بامكاني تخفيف قوة السقوط اكثر ""
كان جسد زيوس يحتوي فقط على نقوش تخزين طاقة حاليا لدعم درع البذلة الى اقصى حد اذ ان اسلحته اعطته ما يكفي من القوة وخناجره وسلاسله ان لفها حول جسده يمكنه استغلال نقوشها الحركية للحصول على سرعة حركية اكبر بشكل يعوض نقوش الحركة الجسدية
( احد بائعي الخضار في مكان قريب ) : هنالك ظل يخرج !
هرب الرجل وهربت الناس ايضا باستثناء الجنود الذين كان يتجمعون بسرعة في المكان
انقشعت سحابة الغبار تدريجيا وعندما رأى الجنود زيوس اخفضوا اسلحتهم ولاحظ زيوس ان كل واحد منهم على وجهه تعابير الصدمة والاستغراب
( قائد حرس المدخل) : سيدي ما الذي يحصل !؟
(زيوس متعبا) : لا شيء مهم كنت فقط اختبر بعض الاسلحة عودوا الى مراكزكم
"" اي نوع من الاسلحة الجنونية هذه !! "" فكر الجنود و أعينهم مفتوحة على مصراعيها من الصدمة
(زيوس) : بالمناسبة الم يصل اي وافدين معهم اطفال من القرى المجاورة ؟
(قائد حرس المدخل) : اجل جائت وفود مجتمعة من عدة قرى قبل ساعة ومعهم العديد من الاطفال والشباب الصغار
ابتسم زيوس سعيدا وغادر راكضا بسرعة
.
.
.
( قاعة الاستقبال الخاصة بالقرية في عمق الجبل )
(مروان) : اين زيوس ؟ ...< صوت رنين مكالمة > ... ، قل ما كان هذا الضجيج ؟
(الجندي على الطرف الآخر من المكالمة) : كان هذا زيوس يجري تجاربا على اسلحة جديدة
"" ما هذا الهراء !!؟ "" فكر مروان مستغربا وتحدث قائلا
_ اخبروه ان يأتي الى قصر الضيافة باسرع وقت ممكن
( الجندي ) : سيدي لقد توجه اليك بالفعل قبل دقيقتين
...< صوت فتح الباب العملاق بقوة >...
دخل زيوس بخطوات هادئة غير متطابقة مع شكله الفوضوي للغاية وانفاسه المتقطعة ليجد مروان ينظر اليه بصدمة
(مروان متحدثا الى الجندي) : هل انت متاكد انه غادر من عندك منذ دقيقتين فقط ؟
_ اجل سيدي دقيقتين واربعين ثانية
( خالد ) : هل قام احدهم بابراحك ضربا ؟
(زيوس ببساطة) : لا فقط سقطت من قمة الجبل
"" هذا الوغد ! يتعامل معنا وكأننا حمقى ! "" فكر كل من خالد وزهراء ورجل آخر
واما مروان فسبق ان اخذ الاخبار من الجنود حول سقوط شيء من السماء
فرك مروان جبينه باصابعه بين حاجبيه ثم اشار الى مجموعة الاطفال الذين كانوا يجلسون بانتظام وهدوء
19طفلا تحديدا اعمارهم متفاوتة الى حد ما اصغر واحد عمره 7 سنوات واكبر واحد عمره 15 عاما
(زيوس) : كيف حالكم يا ابطال المستقبل
اجاب البعض الاكبر سنا
_ بخير سيدي كيف حالك انت
_ كما ترى انا في افضل احوالي
"" اجل هذا واضح "" فكر بعض الاطفال
(زيوس) : قد تكونون متعبين من السفر لذا اليوم ساريكم معالم القرية وغدا يمكننا الذهاب الى المعسكر
(مروان) : هاؤلاء الاطفال في رعايتك من اليوم ، ايضا خالد وزهراء و أمجد سيقومون بتدريب الاطفال معك ، ارهم المعسكر واتفقوا لاحقا كيف ستنظمون التدريبات ، الان اعذروني سآخذ اجازتي ، لدي بعض الاعمال و لن استطيع مرافقتكم اليوم
"" تبا ! انا لم اطلب مدربين !! ، هذا خارج المخطط ! "" فكر زيوس
(زيوس متحدثا الى الحارس عند الباب ) : اخي تعال لحظة
_ طلبك سيدي
_ خذ ضيوفنا الى قاعة الطعام
ارتبك الجندي قليلا وتحدث هامسا في اذن زيوس
_ لا نملك قاعة طعام ، سيدي نحن لم نبني اي شيء باستثناء قاعة الاستقبال هذه حتى الان
فرد زيوس هامسا ايضا
_ لحظة اذا اين سينام هاؤلاء الرجال
بقي الجندي صامتا و وتجمد زيوس بابتسامة حمقاء
(زيوس) : هل تعلم انسى ذلك لما لا نزور المطاعم الشعبية هكذا يمكنكم التعرف عليها اذا اراد احدكم الذهاب اليها يوما ما ، وايضا يمكننا بدئ رحلتنا مبكرا والذهاب الى المعسكر للمبيت هناك الليلة
زهراء هامسة الى خالد
_ اشعر بان هناك شيء مريب
( خالد هامسا ) : كل شيء مريب حول هذا الرجل
( أمجد ) : ايها الاطفال قفوا واصطفوا
امجد رجل من قرية العقرب وهي قرية سكانها متخصصين بتربية العقارب السامة وصناعة السموم ، وفيها الكثير من الكيميائيين
وكان امجد احد الخبراء الواعدين في القرية فتم ارساله لتدريس الاطفال بعض المواد البحثية والنظرية لتكون تدريباتهم اكثر شمولية وكفاءة
وايضا لدى امجد بعض الخبرة في الطب بشكل طبيعي نظرا لخبرته في الكيمياء وصنع مضادات السم ودراساته المنفصلة للمجال الطبي وخاصة الاسعافي
...
توجهت المجموعة الى الطرقات و اخذهم زيوس في جولة شاملة داخل المدينة فعرض عليهم اهم ما فيها من متاجر و معالم
وفي نهاية الرحلة مع غروب الشمس توجهوا الى المعسكر
كان موقعه على قمة جبل قريب للقرية و هذا الجبل من الجبال التي تتفرع داخله انفاق القرية ومنازلها
لم تكن القمة حادة وانما انسيابية ومتصلة مع قمم الجبال الاخرى في هذه الجغرافية الوعرة والواسعة
كان هنالك ما يكفي من المساحات المسطحة والوسعة لاقامة منشئات المعسكر مستقبلا وبناء طرق رئيسية بعيدا عن اسلوب التسلق الحالي
ظهرت يد خالد عند الحافة ومن ثم صعد كآخر فرد في المجموعة
"" خيمتان ؟ ، هل هذا هو المعسكر !؟ "" فكر خالد مصدوما
هبت ريح عاصفة ليضطر خالد لتغطية عينيه بيده ونظر حوله بتمعن
لم يرى سوى خيمتان كبيرتان منصوبتان في هذا المكان وقرب اخدود طبيعي من ثلاثة جروف عالية تصد الريح نسبيا عن الخيم
(امجد) : ما تجري الامور هنا ؟
(زيوس) : بسيط ، خيمة للذكور وخيمة للاناث
(خالد) : ان لم تكونوا مستعدين بعد لماذا احضرتمونا اذا !؟
(زيوس) : نحن في افضل استعداداتنا ، كل هذا جزئ من التدريب حتى بناء المعسكر وتطويره الى اكاديمية هو جزء من هذه الرحلة
"" لماذا اشعر انه احضرنا لنعمل فقط وليس للتدريب !؟ "" فكر الجميع بشكل مشابه ولوهلة وسط الاشعة البرتقالية الحمراء لغروب الشمس شعر الجميع وكأنهم يقفون امام شيطان في هذا المكان المنعزل البارد
.
.
.
.
(اليوم التالي)
نام الجميع في الساعة الثامنة مساء البارحة والان في الساعة الرابعة ليلا استيقظ زيوس الذي لم يستطع النوم اساسا
"" لنوقظ هاؤلاء الكسالى ""
خرج زيوي من الخيمة وتوجه الى مكان قريب خلف الجرف ويبعد فقط حوالي 40 مترا عن الخيم
"" لنرى هل حساباتي صحيحة ؟ ، اجل اظن ان هذا الجدار الصخري سيحمي الخيم من شظايا الانفجار ، ولكن الصوت ، حسنا "" ابتسم زيوس ولمعت عينيه تحت ضوء القمر
ثم حصل ذلك ، صوت انفجار هز الارجاء
صعق الصوت جميع الاطفال والطيور والحشرات والحيوانات البعيدة وبل حتى مروان النائم في القرية استيقظ على اثره
خرج الاطفال من الخيم كالطيور الهاربة من اعشاشها فوق الشجرة
واندفع خالد وأمجد لتنظيمهم وحراستهم مع ابقاء اعينهم على اهبة الاستعداد بحثا عن العدو