نظر زيوس الذي كان يجلس فوق الجرف على ارتفاع 100 متر تقريبا الى المجموعة تحته قرب الخيمتان وتحدث بصوت مرتفع

(زيوس) : انتباه ، استعداد ... على الجميع ان يصطف حالا ، هيا بسرعة ان تاخر احدكم سارميه من اعلى الجبل ، انا لا امزح هنا

(خالد) : ايها الوغد المجنون !؟

(زيوس مبتسما) : بالمناسبة سيد خالد ان كنت رجلا حقا فتعال واضربني انا اتحداك ايها المقاتل المزيف

"" انا لن اتحمله اكثر من هذا "" فكر خالد بغضب وقام بتفعيل بذلته ليرمي نفسه باتجاه جدار الجرف وعبر عدة قفزات مدعومة بقوة بذلته من المستوى الثالث صعد بسرعة الى اعلى الجرف

وجد زيوس يقف بعيدا واندفع اليه ، بدأ زيوس بالهرب ودخل الى تفرعات بين الصخور واعوجاجات كثيرة

لم يستطع خالد ان يصل اليه ولكن كان يرى بوضوح انه يقترب منه دقيقة تلوى الاخرى

او ربما هذا ما كان يتعمد زيوس جعله يظنه

حتى انعطف زيوس يمينا فجأة بعد نصف ساعة وعندما وصل خالد الى المنعطف انصدم بعدم وجود زيوس بالرغم من ان اجهزة الاستشعار اكدت عدم وجود بذلة قتالية معه اي انه لم يختفي فقط لم يعد موجودا في المنكقة وكان الممر يؤدي الى شق طويل دون اي منعطفات

راقب زيوس خالد من مكان مرتفع في الاعلى وكانت سلاسله تنطوي تدريجيا ببطئ لعدم اصدار اي صوت بعد استخدامها منذ برهة

غادر زيوس وبقي خالد في المنطقة متجمدا

حتى ادرك بعد خمس دقائق انه لا يعرف اين هو بحق الجحيم !!

وخلال الدقائق الخمس الماضية استطاع زيوس ان يعود بسرعة لادراكه للطريق وخطافاته التي زادت من سرعته كثيرا

هاؤلاء الاطفال ما زالوا واقفين كما تركتهم ! ، هم لم يصطفوا حتى !! ، هل علي تلقينهم درسا

اطلق زيوس نفسه من اعلى الجرف بقوة للاسفل وقام بتفجير سحابة من الرمال متقصدا فعل ذلك لاخافة الاطفال قليلا ولفت انظارهم اليه

(زيوس) : انت وانت وانتم هناك وانت ايضا ، من اشرت اليهم قفوا جانبا ، ومن تبقى ستنتقلون الى التدريبات مباشرة بما انكم نفذتم امري بالاصطفاف ، تدريبكم اليوم سيكون مبسطا اريد منكم فقط تسلق هذا الجرف عشرين مرة صعودا ونزولا

(أمجد بهدوء) : اين خالد ؟

_ تركته ضائعا خلف الجبل ساعيده بعد اكمال التدريبات لا تقلق ، سيد امجد اعتذر عن الازعاج احتاج الى مساعدتك هنا هل يمكنك رجاءا ان تراقب الاطفال الذين سيتسلقون الجرف ، فقط ان سقط احدهم او ما شابه ذلك ساعده

اراد زيوس ان يطلب من زهراء تسجيل اداء الطلاب وتعيين الاسرع منهم بالترتيب في اكمال مجموعة التسلق ولكن وجد انها تتجنبه واعينها التي كانت وحدها ظاهرة عبر غطاء الوجه كانت تعطي تعابير غضب واضحة

قرر زيوس ان يصمت عند هذا المشهد واطلق درون تصوير من صندوق معدات خلف الخيمة كان يحتوي على بعض الادوات الاساسية التي احضرها مؤقتا

سيعمل الدرون على تصوير الاطفال وسيعمل الذكاء الاصطناعي على جمع الاحصائيات ليقوم زيوس بتدقيقها لاحقا

نظر زيوس الى الاطفال الستة المعاقبين امامه والواقفين باستعداد وسأل بنظرة حادة

(زيوس) : كل واحد منكم عليه ان يستخدم سواره ويكتب لي برأيه لماذا هو معاقب

صمت الاطفال وادرك زيوس انهم لا يملكون اساور

"" نسيت ان هذه المناطق ليست متقدمة كثيرا من ناحية التكنولوجيا "" فكر زيوس وقرر اتباع طريقة اخرى

_ فقط تحدثوا واحدا تلوى الاخر لنبدأ بأكبركم ، ايضا اذكر اسمك واسم قريتك وعمرك قبل الاجابة

_ اسمي هو راشد سيدي من قرية الصهبا وعمري 13 سنة

"" انت الوحيد الذي يمكنني تمييزك بسهولة جميع رجال هذه القرية مفتولي العضلات ! "" فكر زيوس واكمل الشاب

_ انا معاقب لانني كنت اتقاتل مع سطام

(زيوس) التالي

_ ادعى سطام عمري 12 من قرية السديم ، انا معاقب لانك وغد تحب تعذيب الضعفاء

"" ما الذي قاله هذا الوغد الصغير !!؟ "" استغرق زيوس بعض الوقت لادراك الكلمات المفاجئة وابتسم بعدها بشكل شرير في اللحظة التالية

(زيوس) : التالي

_ انا ادعى رفاف عمري تسعة ، لا عشرة من قرية السديم ، لا اعلم لماذا انا معاقبة

(زيوس) : لا اعرف اجابة لا اقبل بها فكري في شيء ما

ترددت الفتاة وتحدثت بنبرة غير متأكدة

_ هل لانني كنت ارسم على الارض ؟

(زيوس) : التالي

وقبل ان يتحدث الطفل التالي همس سطام الى صديقه الجديد راشد بسعادة

_ يبدو ان سيدنا مجرد رجل جبان كما توقعت

انطلق خطاف من ايدي زيوس وقام بلف الطفل ورميه من على الجرف العالي على ارتفاع مئات الامتار

سمع الجميع صرخات الطفل وبعد لحظات ادرك احد الاطفال الذين لم يعاقبوا ان هنالك شيء خاطئ

كان صوت الطفل لا يزال مسموعا وكانه يسقط ولا يسقط وحقيقة الامر هي ان زيوس علقه على فرع شجرة صغيرة خارجة من الصخور وكان الفرع يتأرجح والطفل كان خائفا من ان ينكسر به

الفتاة التي ادركت الامر كانت تدعى نورا (10 سنوات) من قرية السديم

(زيوس بهدوء) : التالي

ابتلع الاطفال ولم يدرك احدهم من يجب ان يتحدث حتى اشار زيوس الى احدهم

_ ادعى ، ادعى قصي سيدي عمري 8 ، من قرية الاصفر ، اقصد الحجر الاصفر ، قرية الحجر الاصفر

وصمت للحظة قبل ان يتذكر انه يجب ان يكمل اجابته

_ انا معاقب لانني ، لانني ، كنت انظر في صندوق المعدات خلف الخيمة ، اعلم ان فضولي الزائد يسبب المشاكل اعتذر سيدي

(زيوس) : التالي

_ تالة

(زيوس) : كم عمرك ايتها الصغيرة ؟

رفعت الفتاة سبع اصابع وابتسم زيوس بدفئ لاول مرة

(زيوس) : ما الذي تخبئينه خلف ظهرك

ترددت الفتاة قليلا وكانت تضرب كعب قدمها بالقدم الاخرى وعينها ناظرة في الارض ثم اخرجت وردة من خلف ظهرها ومدت يدها الى زيوس

اخذ زيوس الوردة واستنشق رائحتها قليلا قبل ان يتحدث بهدوء ودفئ

_ انتي لستي معاقبة يمكنك الذهاب

هربت الفتاة بسرعة وفجأة بدأ زيوس يشعر بالحكة في انفه

كانت الحكة بسيطة في البداية ثم بدأ الامر يزداد سوءا ولاحظ ان اخر فتاة تبقت لتعرف عن نفسها كانت تحاول بشدة كبح ضحكتها ولاحظ زيوس ايضا ان أمجد كان ينظر اليه بابتسامة ساخرة

وضع زيوس الزهرة امام خوذته المنحنية والمحطمة قليلا ليستخدم قدرات الرصد المدمجة فيها وفعلا اكتشف ان هنالك شيء من المواد الضارة الموضوعة فوق الزهرة التي ليست ضارة بطبيعتها

وتحديدا كانت هذه المواد ناتجة عن سم افعى صحراوية وممزوجة مع نوع من المواد الكبريتية التي تسمح للسم بالانتشار بالهواء كالعطر

نظر زيوس الى الفتاة الاخيرة وتحدث بابتسامة شريرة

( زيوس ) : التالي

"" اخرجني ايها الوغد اللعين ، انقذوني !!! "" سمع الجميع صرخات الطفل المعلق في الشجرة وتجاهلوه

_ ادعى رنيم ، عمري 10

(زيوس) : بل عمرك سبعة ، كذبة اخرى وسارميك حيث ذلك الاحمق

ضحكت الفتاة بقلق وتحدثت بهدوء

_ عمري سبعة من قرية العقرب ، انا معاقبة لانني كنت العب مع الافعى بين الاطفال

اعاد زيوس خوذته الى الفضاء المضغوط بعد الانتهاء من استخدام نظام تنقية الهواء والسموم الغازية وبدأ يأخذ وقته للتفكير كيف سيتعامل مع هاؤلاء الاطفال

2025/04/24 · 3 مشاهدة · 1072 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2025