فتحت عيناي مع شهيق طويل كما لو انني عدت من الموت او انا كذلك .. لا اعلم
وجدت نفسي في قلب ساحة معركة حيث اصبح صليل السيوف هو الموسيقى المفضلة للجميع هنا ان كنا نعتبر القتال رقصا .
امتلأ رأسي باصوات الانين تارة و الصراخ اخرى لم يكن باستطاعتي التفكير لا يوجد الوقت لذلك كنت الوح بسيفي لقتل عدو أمامي فيموت اخر بدون قصد لضيق المساحة لدرجة الشعور بالاختناق الدائم .
كافحت و قاتلت بكل ذرة من القوة لكني بدات اشعر ان هذا الصراع لا نهائي لم اشعر حتى بالجثث المتناثرة اسفل اقدامنا و لا الدماء التي يغلب لونها على الساحة تعرقلني فقد انبسطت فوق الارض و اصبحت الارضية مكونة منها .
احيانا ارفع راسي لمحاولة التنفس لكن التدافع استمر
بدات أضن ان الهدف هنا هو موت الجميع لا ادري كم قتلت ربما الف شخص لكن بوادر الانفراج لم تضهر
لكن فجأة سمعت شخصا ما يناديني :
" ماكري "
حين التفت ابتسم في وجهي رجل ضخم صفعني بغمد السيف ثم اكاد اقسم انه قطع راسي لأني رأيت جسدي شامخا لكن الدماء تخرج من الرقبة ثم فقدت الوعي ..
تكرر الامر حوالي ثلاث او اربع الاف مرة كنت اقطع الرؤوس هناك و اغرس سيفي بدون رحمة في قلوب الاعداء لم يكن يشكل فرقا من معي او ضدي قد لاحظت ان الجميع يقتل الجميع بلا مبالاة لكني لم استطع قتل ذلك الشخص الذي ابتسم لي و قطع رأسي في كل مرة مع تنبيهه لي قبل ذلك جعلني اشعر باليأس و لكنني اخذته كهدفي يجب ان اكل كبده و انتقم ، كان هو الامبراطور السابق لروما اشتهر بضخامته اذ كانت تلويحة واحدة بسيفه قادرة على شطر اثنين او ثلاثة اشخاص افقيا
لكن هذه المرة اصبحت شبه متأكد انني سأفعلها ليس كأنها اول مرة القى حتفي على اية حال لكنني مت الاف المرات على يد شخص واحد اثار ذلك اشمئزازي .. حين سمعته يناديني قمت باخراج الهواء من رئتي بزفير طويل فاصبح تنفسي منتظما بعض الشيء
دفعت الارض بكل قوتي بالقدم التي ارتكز عليها و اندفعت مباشرة صوب رقبته
بعد مشاهدته كثيرا صرت اعلم تفاصيل حركاته كلها بدقة .. تبين لي انه بطيئ في تحريك جذعه لذا استهدفت رقبته من الخلف بمهارة سيف الاغتيال :
"همف .. همف نلت منك "
اخبرته بذلك مبتسما في وجهه بينما كانت عيناه باردة كما لو انه مجرد جسد بلا روح .. تركته و توجهت لخصمي التالي لكن اغمي علي فجأة ..
عمت الضبابية تفكيري و رؤيتي بينما مددت يدي ابحث حولي عن سيفي لكني لم اجده كما علمت اني لست بغرفتي او مركز القيادة في قصري حتى السرير كان مختلفا لا اعرف ان كان ما اعيشه حلما او ما حدث كان كذلك كل شيء كان مشوشا ..
اندهشت حرفيا بكل ماحولي كانت الغرفة مشيدة بحرفية كبيرة ، الاثاث هنا متقون بشكل اعجازي لم اره سابقا طوال حياتي
تحسست جسدي و اطرافي و كما توقعت انا حقا عدت من الجانب الاخر
في زاوية الغرفة كان يوجد مرآة ، تقدمت اليها ٱصبت بالرعب لهول ما شهدته ، كان جسدي مملوئا بالتشوهات الناتجة عن اصابات خطيرة و وجهي مختلف عن ماكان عليه عبوس حاد و عينان رماديتان ضيقتان
فجأة اصابني صداع بينما ارى ذكريات كما يبدو
شخص ما يقف امام حشد ضخم يلتحف وشاحا احمر دموي يغطيه بأكمله حتى وجهه و يحمل ورقة ممزقة يحاول جاهدا ان يتوافق نصفاها .. كان يلقي خطابا صارخا بكل ما اوتي من قوة بصوت يحمل عزما قد زلزل صداه المكان
" استمعوا جيدا لما قاله مرشدنا "
دووم .. دووم !! قرعت الطبول و عم الصمت لم يسمع سوى حفيف الرياح عند تلامسها مع الاوراق الشجار ثم بدأ يقرأ مباشرة من الورقة
" الى الجيل الذي لم يولد بعد
من اسوء جيل عرفته البشرية على الاخلاق
قررت ان اترك هذا الكتاب ورائي ليس لمن يعيش اليوم او غدا
من اجل البشر الذين سيعيشون بعد الكارثة ها هنا
من اجل الانا الاعلى
من اجل ارضاء ماتبقى من انسانيتي
فلربما يصلح الحال و لا يخطئ احد منكم في المستقبل البعيد
حيث وجودي لن يكون .. ساعتمد على وريث فكري و شغفي سأخبرك ان الشروط لتكون كذلك ليست صعبة فقط يجب ان تكون انسانا بجميع ماتعنيه الكلمة من معنى و ليس كما اصبحت عليه في عصري و ان تتبنى الفكرة و تقوم بتنوير الاحياء بها حتى لو غيرت اسسها فالهدف و النتيجة هو المهم و ان لا تؤمن بما خلفه اي فكر اخر فستمحى الاخطاء من التاريخ دوما فالفائز يؤرخ ما يشاء اما انا فلا هذا و لا ذاك لم افز او اخسر او اشارك اصلا
العصر المظلم ثم الكارثة و اثرها خلق جديد هكذا ارى ما يحدث و ما سبق ان حدث و ما سيحدث دورة لامتناهية و لكنها تنتهي دوما بخطيئة كبرى فكارثة حيث ينتهي و يبدأ كل شيء
اخبر قومك انني من الماضي و رأيتكم و اراكم فيك و في من يحمل موروثي حتى و لم تكن المقدر احمل الرسالة و اعثر علي
يجب ان تكون الاوضاع سيئة للغاية في ذلك الوقت فلن يتوفر الطعام او الماء و ستكون الضواهر الطبيعية متتالية ثم سيحدث . " ... بووم ! انفجار صاخب !
العتمة و العدم .. الوصف الوحيد لما جرى فقد اختفى كل شيء
انتقلت ذكرياتي الى مكان اخر رايت قائد حرسي الامبراطوري يمسك ابني و يهددني بقتله ان لم ارضخ بينما كنت اعزلا ثم طعنني جميع المتواجدين في البهو و قامو بنحر اوردتي الرئيسية بينما انا مقيد
ومضة ..
كانت تلك اللحضة شديدة جدا فقد قتلو ابني امام عيناي و كل ما اذكره ومضة السيف الاسود ذاك و نظرة البؤس التي تعلو محياه ..
تنهدت كاتما كل مشاعري بقلبي راجيا ان تمدني بقوة السيف حين احتاجها و قلت : " اذا ؟! يتم اغتيالي و ارسالي الى الجحيم ثم اجد نفسي في هذا الجسد الذي يستولي على ذكريات شخص اخر من الماضي و لكني لا اعرف اين انا .. تبا ! "
ازيز .. فتح الباب مع همهمة غريبة جعلتني مرتبكا حقا لأني لم المح الباب الخلفي ثم سمعت خطوات لشخص يدخل الغرفة ، تلى ذلك صوت رقيق :
" اوه هل استيقضت ! مبارك لك النجاة من الطابق الاول " .