في خضم كل تلك الاحداث لم استطع استيعاب الكثير لذا تبادر في ذهني الكثير من الأسئلة و ها قد جاء شخص ما يمكنه التحدث على الأقل
و لكن حين تجاوزت الباب و اصبح الشخص القادم في مدى بصري تلاشى فضولي و صار اندهاشا بماهية الذي امامي ، لم يسبق لي ان تخيلت وجودا كهذا ، تمتمت دون وعي :
"هل الجائزة هي رؤيتك ؟ "
"جميلة جدا ! لا ليس كذلك .. تبا ! اقتربت من الكمال " قلت بداخلي .
كانت انثى في طولي تقريبا بيضاء البشرة يتدلى شعرها الذهبي الى اسفل ضهرها الذي يحمل اجنحة ذهبية طويلة غير مادية تشع بأزرق سماوي تلتف حول جسدها ، شفتاها و انفها مثاليان و لكن تحديقي توقف عند عينيها الواسعتان ذوات اللون الأخضر . وسط شرودي بها ايقضني صوتها :
" حسنا اتفهم رد فعلك فمن حيث اتيت لا وجود لجنسي ٫ انا فقط تجسيد اقوم بعملي هنا و المتمثل في توضيح الامور لك . "
اومأت لها في انتظار حديثها .. لم اكن بحاجة الى السؤال كما لو انها تعرف الاسئلة التي تجول بخاطري .. و حقيقةً كنت احاول أن ألتقط النقاط المهمة واتفاعل معها و لكن حديثها كاملا بتفاصيله بقي في ذهني :
" اسمي هو آيلان هذا ما تحتاج لمعرفته الان لذا يجب ان تصفي ذهنك من الافكار الغريبة التي تدور في رأسك ماكري ..
اولا وجودك هنا هو لأنك احد المختارين لخلافة احد ما ستعرفه حين تجتاز جميع الاختبارات و سبب اختيارك كمرشح كان براعتك القتالية و فكرك الاستراتيجي الممتاز و الذكي و أيضا طلبك لفرصة قبل موتك و تشبثك بالحياة بعد اكتشاف المسار و خطة الكارثة ، ما يمكنني ان اخبرك به هو ان ذلك كان اهم معيار تم اختيارك على اساسه الان .
هذا الجسد الذي تملكه هو جسد مقدس قد تم صقله من المرشد و يحمل ذكريات و افكار من الممكن ان تساعدك خاصة بعد ان تفي بشروط معينة ..
لقد مررت عبر المستوى الاول من هذا الطابق ، و الذي هدفه صقل الروح القتالية و اختبار البراعة ، بعد محاولتك لاكثر من عشرة سنوات و لكني ابارك لك نجاحك لأنك الشخص الوحيد الذي نجح ضمن من قاتلتهم هناك ، لقد جن جنونهم و اصبحوا الات قتال و لم يتغلبوا على خصومهم و فقدوا ارواحهم لذا فأنت الناجي الوحيد من الاف نخبة المقاتلين و الذين يملكون الامكانيات ليصبحوا الوريث .
هذا المكان يسمى بسيف " قاطع الليل المكسور " يتكون من عدة طوابق يحكى انه ذات يوم كان كاملا و لكن ما من احياء يمكن ان يثبتوا ذالك حتى بالخارج الملوك الذين يعيشون منذ ملايين السنين لا يعرفون سوى القليل عنه اما الكيانات الكبرى من يعرف ؟ كلما اصبحت اقوى يمكن ان تصل الى المعلومات التي تريدها .
بعد صمت طويل لقد تذكرت انها قالت شيئا عن الخارج فتكلمت مباشرة :
"الخارج و ملايين السنين ؟"
ابتسمت بارتياب و قالت :
" اوه نسيت اخبارك عن هذا المكان اظن انكم البشر تسمونه الجحيم ! حسنا هو يشبهه تعريفيا لانه مكان يجتمع فيه الموتى في حياتهم الثانية لكن التعريف الصحيح له هو انه بعد مكاني نتج عن صدام مجرات قبل وقت ليس بقليل على الاقل وحدة قياس الزمن التي يجب ان نختارها هي اكثر من التريليون قرن .. على عكس القاعدة الزمنية من حيث اتيت هنا اللانهاية هي اساس كل شيء .. و بداخل السيف " قاطع الليل المكسور " يتبدد الزمن كما لو توقف مقارنة بالخارج ، ستعرف حين تذهب هناك ."
" هل استطيع الخروج الان ؟ " . استفسرت و كانت افكاري حول ان كنت سأجد ابني و زوجتي
" هييه ! بالطبع يمكنك ليس كأننا نحتاج مجنونا كي تبقى هنا الاف القرون تحت الضغط .. بدأت أشك بقدراتك العقلية و معدل ذكائك ! و لكن وضعك خارجا سيكون خاصا فأنت الان وريث كيان أعظم و لكن المكان كبير جدا لدرجة اشك انك بقوتك الحالية ستمضي ملايين السنين للخروج من الاراضي الخاصة بطائفة سيف الليل " ، أجابت .
ثم بإشارة من يدها فتحت نافذة تطل الى الخارج و كأن الجدار انشق بضغط ما .. سرت باتجاهها و مددت رأسي لٱرضي فضولي و اشاهد المكان فكانت المفاجأة !
لم اتوقع ان السيف المكسور سيكون بهذه الضخامة بالكاد رأيت القاع رغم اني في الطابق الاول فقط و لم استطع رؤية نهايته الى الاعلى فقد تجاوز السحب .
استدرت باحثا عن الباب و قلت و كلي شوق : "اذا فلنخرج من هنا الان اود رؤية هذا العالم "
أومأت آيلان رأسها افقيا عانية الرفض و قالت :
" اسفة لذلك لكن يجب على الاقل تجاوز ثلاث مستويات لتستطيع الخروج .. الان عليك الراحة والاستعداد للقادم ..
و ايضا حاول تلويح يدك افقيا ستجد كل ما تحتاجه هناك "
لم أفهم ما تعنيه لكنها لوحت بيدها مرارا و تكرارا حتى افعل مثلها لكن حين قلدتها لم يحدث شيء ، امسكت راسها مع تأوه و تقدمت نحوي و قامت برفع يدي اليمنى قليلا و حرّكتها فظهر امامي بعد من الفراغ كانه خزانة ، كان يحتوي على الاف الموارد التي تكفي لتجهيز جيش يحتل عالمي القديم مليون مرة ، سيوف ثقيلة و اخرى خفيفة ، خناجر و دروع .. رماح و معدات اخرى لم أعهدها حتى المؤونة كانت ضخمة . اخبرتني بالتفكير في غلقها و حين فعلت اختفت من امامي .. لم ارى شيئا كهذا في حياتي او حتى فكرت بأنه قد يوجد و لكن حين أمعن في الامر كان كل ما يمكن ان يحدث بعد الموت موضوعا محظورا لا يمكن الجدال فيه كما ان وجودي هنا بحد ذاته معجزة .. تقدمت ايلان بروية الى الباب و التفتت قائلة :
" حسنا ماكري لا يمكننا استخدام تلك الخزانة سوى داخل السيف حاليا , حين تكون مستعدا تقدم الى موضع القدمين هناك و ستنتقل الى الاختبار الثاني .. لا يمكنك العودة من الموت دائما لذا حظا طيبا ستجدني في الموقف اثر انتهائك من كل طابق ، وداعا ! "
اختفى الباب بعد ان مرت منه و عدت الى حالة الشك الاولى التي كنت فيها بعد ان حصلت على كم هائل من المعلومات ..
لكني اشتعلت عزيمة بسبب امكانية ايجاد عائلتي هنا لذا تقدمت مباشرة حيث اشارت لي ايلان فلا وقت للراحة