شعرت كما لو اني انتقلت الى مكان اخر رغم اني لم اتحرك رفعت راسي أنظر من حولي فوجدت نفسي واقفا في بهو كبير على ما يبدو كانت هناك محاكمة لشخص ما

كهل جسده ممتلئ عضلي شعره الاسود طويل و غير مرتب به خصلة رمادية تغطي عينه مقيد بأصفاد مصنوعة من كريستال ،

كان يتحدث لنفسه بمحادثة مجنونة كانه يعاني انفصاما يصرخ احيانا و يصبح صوته خشنا شريرا حينا اخر كان يقول كالاتي :

" اركعو للامبراطور !! هيا قل لهم ذلك اخبرهم "

"اصمت لا تقل ذلك مجددا انه محظور"

"ههه خطيئة ؟ و منذ متى ان تعرف بنفسك يعتبر شيء خاطئ ؟ ام انّ الانا الذي بداخلك يرى نفسه اسمى من ان يعرفه بعض النمل ! "

" فقط سيرتعد البعض و الاخر سيموت خوفا اثر ذلك "

" افعلها ساراهن على فرحة اكثرهم بالخبر "

"لم اشفى تماما لذلك هذا خطير فربما يتحدون ضدي كما سبق و فعلوا "

"حتى مع دعمي لك لازلت تهابهم "

"انت لا تعرف كيف ستتقاتل الضباع على جثة ضبي فما بالك بأسد "

" افعل ماشئت لكني اشعر بالضجر "

" النمل اذا اتحد سيقارع المحراث و اكثر"

"فلتكن صخرا اذن"

" امهلني بعض الوقت سيعم السلام "

" انت انا في الاخير فقط دعهم يعلمون من انا على الاقل "

" اصمت بسببك وقعت في مشكلة تافهة "

"ساخبرهم انا اذا ههه .. انا شيطانهُ .. أنا ماضيه ! سأكون رحيما لتجنب حياتكم اليوم "

طق ! طق ! طق .. صمت الجميع حين سُمع صوت مطرقة القاضي الذي تكلم تباعا :

" هذا يكفي ! رُفعت الجلسة قبل ان تبدأ .. أنت مذنب ! "

وسط ذهول الحشد نطق القاضي بالحكم لم يجرؤ اي شخص على التنفس حتى فقط شخص واحد كان أعلى مقاما من الحاضرين ، هنا كانت ملابسه و الحراس حوله شيئا لا يتمتع به سوى امبراطور في عالمي ، صفق و ابتسم قائلا بصوت خافت :

" حسنا مسرحية جيدة .. لكنك ستُعدَمُ اليوم "

كل العيون تنظر اليه، لكن المتهم كان شامخا هناك بلا ادنى اثر من المبالاة

" لا اهتم فحكمي هو ما سينفذ ، جميع الاحياء هنا موتى في نظري الاسمى ، ها انا الان اذا من يجرؤ فليتقدم " . أجاب بصوت شرير ، ثم عمّ الصمت .

لم تتسنى فرصة لعدم الرضوخ فكلماته بدت و كأنها القانون ..

لكن الجميع غيروا اتجاه نظراتهم فجأة حيث تقدم نحو المتهم رجل عجوز بخطوات ثابتة رفع سيفه الملتهب اذ انعكست الشمس على النصل فور خروجه من غمده ممسكا اياه بيديه الاثنتين لثقله ابرز هالة القتل المرعبة لدرجة ان الامبراطور و القاضي اختلطوا مع الرعية ولم يعودوا بارزين .. اخفى هالته تدريجيا الى ان وصل حيث يقف المحكوم

ثم قال منحنيا رافعا سيفه الى الاعلى :

"سيدي .. خادمك المتواضع يعتذر .. "

"لا يهم " قاطعه بصوت فخم و عيناه تعبر عن الحنين ملوحا بيده و تباعا كان صدى صوت السلاسل التي تقيده يتكرر

عم الصمت و لم يجرئ اي شخص على التنفس حتى ،

لم يتحرك الامبراطور من مكانه و لا يزال منحنيا و بالكاد نجح القاضي في البقاء على قيد الحياة بعد ان دخل حالة هستيرية من الرعب لأنه تعرف على الرجل العجوز .

" قف " تكلم المتهم

نهض العجوز متأملا في سيده يمنع دموعه من الظهور حتى احمرت عيناه و كله شوق و تساؤل في الوقت نفسه اذ ان سيده لا يمكن ان يوضع في موقف مثل الذي وجده فيه

" حسنا قد مر وقت طويل .. لا تقلق فقط انا اتسلى ”

سكت قليلا ثم أضاف بلغة لم أفهمها لكني استوعبت ما يقوله بطريقة ما :

" لم يعلم اي شخص بعودتي حتى الان و اكتم الامر ايضا .. "

تمتم احد الحضور : " ذلك العجوز يشبه الملك الاسطوري الذي جعل كل الأباطرة يرضخون "

" ألم تسمعه ينادي المتهم بسيده انت مخطئ " قال صديقه

تكلم صوت قديم حذوهم " انه على حق ذلك الرجل هو الملك الاسطوري و لكن كيف يكون له سيّد أيمكن ان يكون امبراطور هالة السيف ؟! "

تكلم محارب يرتدي بذلة عسكرية " لا لقد قُتل ذلك الشخص منذ قرون في المعركة العظمى أو اختفى هناك ، لا يمكن ان يكون "

و بينما تبادل الجميع اطراف الحديث يتساؤلون عن المتهم تكلم العجوز :

" ارجو ان تسامحهم سيدي " قال ذلك بنبرة متوسلة

فجأة اصبح المكان مظلما و ظهر صوت الرجل العجوز في أذني " هذا كاف الان أردت ان ٱوسّع آفاقك حول العالم و ستفهم الأمر كلما تجاوزت مستوى "

ظهر امامي العجوز من الفراغ و تحول المكان الى قمة جبل بدى النزول منها مستحيلا و كان هناك ساحة كبيرة بجانبها كوخ صغير . واصل العجوز قوله :

" هدف هذا الطابق هو تنمية هالة القتل كالتي شهدتها سابقا لذا اترك الرحمة و مشاعرك خارج الأمر ما "

لقد كان الضغط المسلط من هالة القتل في تلك المحاكمة جعلني افقد قوتي حتى اني استندت الى عمود بقربي لأبقى واقفا و لو لم يسحبه كنت أضن ان عضامي ستتحطم لذا أومأت له و قلت :

" تلك قوة الملوك اذا ؟ لقد ذكرت "أيلان" الملوك و لكني لا اعرف شيئا عنهم .. أنا مستعد بالفعل لنبدأ و شكرا على توجيهك مسبقا "

التفت لي بينما يتقدم الى الساحة و قال : أنا مجرد روح مختومة هنا كان ذلك مجرد مشاعر و ليس قوتي الفعلية .. ابذل جهدي من أجل سيدي فقط .. لذلك عليك النجاح "

2022/02/08 · 165 مشاهدة · 864 كلمة
Makri
نادي الروايات - 2025