9 - " جسد رسول السماء المقدس "

بدت الذكريات خاصة بأيور الملك الأسطوري .

حيث ترأّس مجموعة من الاشخاص يمتزج الضغط القاسي المنبعث منهم بالوقار حول فوهة بركان ضخمة في جزيرة صغيرة ، كان الجميع ينظرون الى الاسفل اين يوجد جسم غريب يشبه بقايا نيزك يطفو فوق الحمم و انبثق منهم شعور بالتوتر كما لو انهم ينتظرون شيئا ما من الافق ، ثم ظهر اربعة اشخاص يحملون نعشا ، تقدم رجل في الاربعين من عمره نحوهم و قال :

" اخيرا وصلتم ، لماذا استغرقتم كل هذا الوقت ؟ "

وضعوا النعش جانبا بصمت و علامات الاحترام على محياهم ثم انضموا الى المجموعة .

" بداية ، تذكر نحن نفعل هذا من اجل السيد الأعظم و الجميع هنا على قدم المساواة كأباطرة لا يحق سوى للملك الأسطوري التحقيق معي ! يجب ان اتلقى امتنانكم عوضا عن ذلك فليس من السهل ان يوافق المعبد على تسليم جثة رسول السماء المقدس " تكلم شخص من الذين كانوا يحملون النعش .

تجاوز ايور الاحاديث كما لو اعتبرها بدون طائل ثم دقق في التابوت و فتحه , و اخذ نظرة عميقة و كان يفكر داخليا : "كيف نجا الجسد من الكارثة العظمى السابقة و لم تتضرر سوى اجنحته التي انصهرت و اختفت " ، و قد كان ممتنا لأن السيد الأعظم قد جلبه الى هذا البعد بطرقه الخاصة ، ثم تحدث :

" فلنتوقف عن تضييع الوقت ، هذا الشخص هو اخر مبعوث من الكيانات العظمى حتى يحشد قوة البشرية و يجعلهم يحيدون عن تدمير انفسهم ، و لم تُترك سوى افكار مشتتة في الأرض لذا يجب ان نستعد و ننفذ خطة السيد الأعظم بحذافرها "

أومأ الحضور بإجماع ثم تحركوا بخطوة واحدة نحو الجسم العائم حاملين النعش و ما حدث بعد ذلك كان صادما ، لقد حمل اثنى عشر شخصا تلك المادة الصلبة التي لم تتسبب لها الحمم البركانية بخدش واحد و في اللحضة التالية ضغطوا على انفسهم و استخدموا قوتهم كاملة كما لو كانوا على شفى الموت يصارعون فصُنع تجويف ضخم داخلها و صراخ ايور :

" الان !! ضعوها ".

وُضعت الجثة داخل التجويف و انسحبوا خارجا ، ثم تقدم بقية الحضور نحو الفوهة و فجروها كما لو يرغبون في دفن كل شي هنا بعد العديد من الانفجارات ابتعدوا عن هنا و اجتمعوا مجددا على حافة الجزيرة . كانت آمالهم كبيرة على نتيجة هذا الامر .

" فلنلتقي بعد الف سنة من اليوم هنا ، اخبروا المعبد ليرسل ممثلهم فنحن نحتاجه " تكلم ايور ثم ترك المكان .

و عند اليوم الموعود بعد مرور عشرة قرون قد اجتمع نفس الأشخاص مع اضافة شخص واحد ، كان شيخ يرتدي ملابس بالية ذكرني بكهنة المعابد المسيحية الذين يعيشون فقط من اجل دعوة الناس لعبادة ما يعبدون ،

لم يتحدثوا كثيرا مباشرة اثر حضور ايور اتجهوا نحو البركان و شرعوا في اخراج الجسد المدفون .. لم تمر سوى دقائق حتى خصلوا عليه و بدأ الراهب الغريب التحدث بمهمهة غير مفهومة و باللحضة التالية كان قد ترك جثته هامدة و استولى على جسد رسول السماء المقدس و قال

" ههه جسد جيد سيكون بإمكاني الحفاظ عليه الى ان نبدأ خطة السيد الاعظم "

كان حضوره الان مألوفا لي ، كان هو الحضور الضعيف الذي وجدته بهذا الجسد .

انتهى ظهور الذكريات بعقلي وجدت نفسي حيث وقفت قبل الدخول الى الطابق الثاني . كانت تملئني السعادة على الأقل ان الشخص الذي يقود مصيري لم يتخلى عني و لكن الافكار و الأسئلة التي تجول بخاطري هي من كان المخطط لاغتيالي هناك ام ان الكيان الذي اشك به ليس هو نفسه السيد الأعظم .

2022/02/12 · 103 مشاهدة · 559 كلمة
Makri
نادي الروايات - 2025