عاد مادو لسرد ماضي صديقه بأسلوب روائي قائلا لنعد للماضي

لاحقا، تم إستدعاء ساتو لغرفة المدير ، ليتفاجأ بوجود ذات الشعر البني في إنتظاره أيضا و التي راحت تقول مشيرة إليه

"كيف يعقل أن يكون غريب الأطوار هذا هو شريكي ، لقد صفع الهدف و أهانها بحجة المساواة بين الرجل و المرأة "

رفع ساتو حاجبه فلم يتوقع أن الحسناء الثرية هي العضو الثاني في فريق الإصلاح.

فريق الإصلاح،مع إرتفاع وتيرة العنف في المدارس لجأ نظام التعليم إلى تجنيد بعض الطلاب ذوي المهارات الخاصة لإعادة تأهيل المتنمرين، و حماية الضحايا، و مع وجود مكافآت مالية، لم يتردد ساتو في قبول طلب الإنظمام لهذا الفريق.

مدير المدرسة أشار للفتاة أن تهدأ شارحا الوضع

" آنستي، السيد ساتو هو بطل الشباب في فنون السيف، مهاراته و قوته ستكون ذا عون كبير لك و لنا "

"هذا تماما ما أعنيه، إنه لا يعرف سوى لغة العنف، يفترض بنا كأعضاء في فريق الإصلاح كشف حقيقة ما يدفعهم للجوء للعنف ثم إعادتهم لطريق الصواب عن طريق التحاور و النقاش "

* بوا ها ها ها *

وضع ساتو يده على فمه محاولا كتم ضحكاته

" هل يمكن أن أعرف ما المضحك في كلامي؟ "

توقف ساتو عن الضحك و أجاب بلهجة جادة

" الحوار و النقاش يكون مع من له رغبة في الإستماع،و ليس مع من أغلق أذنيه، هنا يأتي دوري صفعتان مني ستحل مشكلة السمع لدى الهدف و سيكون بإمكانك النقاش و الحوار معه حتى يرضى قلبك "

"كلامك هذا غير منطقي البتة "

"حقا، أخبريني إذا، الفتاة الطويلة ذات القميص الضيق هل استمعت لحوارك قبل الصفعات أم بعدها "

لم تجد الفتاة بما ترد،فبعد حادثة الصباح تمكنت بطريقة ما و لأول مرة من التحدث معها،قرأ ساتو ذلك في وجهها فابتسم مواصلا شرح نظريته

" لا يوجد شخص في العالم يقبل نصيحة من يراه أقل شأنا منه إنها طبيعة البشر، دائما يرضخون لصاحب السلطة و القوة، لذلك وجودي ضروري كي يستمع من يمكن إصلاحهم، و ردع من لا أمل فيهم "

كلمة ردع كان لها وقع عميق على الفتاة، شعرت بأن الشاب الواقف أمامها مجرد بلطجي حصل على رخصة ليفعل ما يشاء، كانت تؤمن أن واجبهم هو الإصلاح، و ضرب المتنمرين لن يحل شيئا

استشعر المدير التوتر بين الإثنين ،فتحدث محاولا التوفيق بينهما

"برغم اختلاف طرقكما فهدفكما واحد، يجدر بكما العمل معا بحثا عن حل يرضي الطرفين وصولا لأفضل نتيجة "

الفتاة فكرت في ما قاله المدير و قد حسمت أمرها

"أنت يا صاحب المبادئ المتناقضة سأثبت لك أنك مخطئ و أن العنف لا يؤدي إلا إلى العنف"

" فيما يختلف أسلوبي عن أسلوبك، لولا ثروة عائلتك ما كان أحد سيأخذك بعين الإعتبار، و كذلك الأمر بالنسبة لقوتي "

اقتربت من ساتو لتنتزع الهاتف منه ثم أعادته قائلة

" لقد سجلت اسمي و رقم هاتفي خذ "

تجمد ساتو في مكانه، حلمه في أن يحوي هاتفه اسم فتاة قد تحقق، حسناء قامت بتسجيل رقمها في هاتفه دون أن يسأل حتى، غير مصدق ما حدث راح يتأكد من هاتفه

" جو هي ن مي "

تهجأ ساتو الإسم بطريقة خاطئة و قد إستغربه، كان الإسم مزيجا بين لقب والدها الكندي (جون) ، و اسم آسيوي (مي)، تنهدت الفتاة و أشارت إلى أحد الحروف الإنجليزية في لقبها

" هذا الحرف صامت و لا ينطق"

' جو هي مي إذا.............. يا له من إسم جميل، أخيرا اسم فتاة مدون في هاتفي '

راح ساتو يهمس لنفسه دون أن يدرك أنه حذف الحرف الخطأ ، سعيدا بتحقيق حلمه في الحصول على رقم فتاة.

------------------

في مكان آخر بالمدرسة

صرت الفتاة المتنمرة على أسنانها لدرجة أنه يمكنك سماع صوت طحنها، صفعات ساتو كانت أكبر إهانة تعرضت لها، مع جمالها و طريقة لباسها، تعودت ان يقوم الشباب بتملقها و تنفيذ رغباتها لطالما آمنت أنه يستحيل على أي شاب مقاومة سحرها لكن الوافد الجديد مرغ أنفها بالتراب.

كان صديقها الشاب الضخم الذي جاء مسرعا بعدما سمع ما حدث يحاول تهدئتها

" عزيزتي، لا تقلقي بالتأكيد سأثأر لك ،سأجمع الشباب و نلقنه درسا لن ينساه "

رفعت الفتاة يدها لتوقفه

" لا تكن غبيا ، العنف لا ينفع مع أمثاله علينا كسر شوكته أولا................ "

في مجموعة المتنمرين هذه كانت المدعوة ليزا هي العقل المدبر في حين صديقها الضخم هو العضلات.

لطالما استهدف المتنمرون من استطاعوا إرهابهم، فالتهديد بالضرب أكثر تأثيرا من الضرب بحد ذاته.

مر أسابيع على الحادثة ، كان الوضع يبدوا هادئا لكن كانت هناك بعض الأمور تحاك في الخفاء.


=================

تأليف : Magicien



2018/10/11 · 805 مشاهدة · 704 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024