استمر اللقاء بين ساتو و جون مي من حين لآخر بسبب شراكتهما ، و بالرغم من محاولة ساتو التقرب إليها لكن الخلاف بينهما بقي مستمرا، و قد أدرك الإثنان أنهما لا يمتلكان أي أشياء مشتركة على الإطلاق.

كانا الإثنان من عالمين مختلفين ، مع عادات و هوايات و أفكار مختلفة، حتى نظرتهما للأمور كانت متعاكسة

" جوهي ،إذا استمرينا في اللقاء سرا هكذا، فقد تنتشر إشاعة أننا نتواعد "

كلام ساتو و تلقيبها بجو هي استفزها فراحت تضرب الأرض بقدمها و تطلق شررا من عينها

" إياك أن تتفوه بالترهات، لقد اتصلت بك لتوضح لي كيف أن ثلاثة من الضحايا الذي يفترض بك حمايتهم، عاقبتهم المدرسة بتهمة العنف و نشر الفوضى ، ما الذي فعلته لتجعلهم أسوء من المتنمرين "

' تبدوا رائعة ، حتى و هي غاضبة '

همس ساتو لنفسه.

كان من ضمن مهام فريق الإصلاح هو حماية و مساعدة الطلاب الذين يتعرضون للإضطهاد و التنمر، بعد تولي ساتو هذه المهمة، سلسلة من الأحداث الغير متوقعة أشعلت المدرسة و تركتها في فوضى عارمة

-----------------

فتى الخبز، بعض المتنمرين أجبروا شابا على شراء الوجبات الطعام لهم يوميا و لقبوه بفتى الخبز، و فوق هذا يتم ضربه في كل مرة ، تارة بحجة التأخر و تارة أخرى بإحضاره للطلب الخطأ.

في آخر مرة و تحت تحفيز من ساتو، قام بتسميم الوجبات و إرسالهم إلى المشفى.

الحادثة الثانية

شاب لم يجد طريقة لتنفيس عن غضبه ، سوى بإضرام النار في سيارة والد الشخص الذي يتنمر عليه، ثم قام بإبلاغ الشرطة على نفسه

الحادثة الثالثة

ليس بعيدا عن النار فالمتهمة الثالثة أشعلت الفوضى في قسمها بكل ما تعنيه الكلمة .

الحادثة عن فتاة تعتبر واحدة من المتفوقات و مثالا يقتدى به، بسببب تفوقها فإن ضربها سيلفت الإنتباه و لذلك سعى بعض الجانحات إلى مضايقتها بكل الطرق الممكنة ،من تعمد الإصطدام بها و إيقاع طعامها إلى قذفها بالقاذورات، و حتى إغلاق قاعة الألعاب عليها و تركها بالداخل.

قبل أيام و باستخدام قداحة و رذاذ الشعر هاجمت زميلاتها في محاولة لحرقهم داخل القسم، واحدة انتهى الأمر بها بحروق طفيفة على اليد و أخرى فقدت شعر رأسها و حواجبها.

و بإمكانكم تخيل الفوضى العارمة التي أصابت المدرسة في الأيام الأخيرة، فالقضايا الثلاث وصلت إلى الشرطة، الحرب إندلعت بين أولياء الأمور فأن يقوم طالب مثالي بتسميم رفاقه أو اللعب بالنار لحرق الممتلكات أو حتى الأشخاص فهذا يعني أنهم تعرضوا مطولا للمضايقة حتى بلغ السيل الزبى.

و بالطبع إدارة المدرسة أصبحت الملام الأول و الأخير على كل شيء، من قبل الشرطة و أولياء المتنمرين و الضحايا على حد سواء، هذا على إفتراض أنهم تمكنوا من تحديد من هو الضحية و من هو المتنمر في هذه القضايا.

===========================

" أنت شخص مجنون بالكامل، لو عرفت المدرسة أنك من وراء هذه الفوضى فسيتم التخلي عن مساعدتنا ، لماذا حرضت الضحايا على العنف؟"

جون مي، كانت مستاءة من تصرفات زميلها، فكونها فتاة غنية لم يأخذ أحد رغبتها في مساعدة الآخرين بالإنظمام إلى فريق الإصلاح على محمل الجد.

ابتسم ساتو، و أجاب بسؤال

" أنا انضممت لأجل المال فما هو دافعك، لماذا تتورط فتاة ثرية بهكذا قضايا ؟"

" مساعدة الآخرين لا تحتاج إلى سبب"

أجابت جون مي ببرود ، لكن بالإمكان معرفة أن ذلك لم يكن السبب الوحيد، بالرغم من ذلك اكتفى ساتو بالجواب ليقول

" لنفترض أنني تدخلت و قمت بحمايتهم ماذا سيحدث بعد أن أغادر، نحن لسنا في مانجا حيث يظهر البطل من العدم ليعلم الضحية فن الدفاع عن النفس........ المتنمرون لا يستهدفون الضعفاء بل يستهدفون الجبناء، أتعتقدين أن هناك من سيجرؤ على التنمر عليهم بعد الآن"

ملامح مي دلت على عدم الرضى بتفسيره لكن ساتو استمر في حديثه

" القاتل وقت السلم يعتبر مجرما و القاتل وقت الحرب يسمى بطلا، دفاع هؤلاء الشباب عن أنفسهم جعل منهم أبطالا، هذه الفوضى ستجبر الأساتذة على التوقف عن غض أبصارهم عما يحدث أمامهم، و ستكشف لنا الكثير عن خلفيات المتنمرين، أعتقد انك جيدة في التعامل مع حالات العنف المنزلي و المشاكل المادية"

كانت هذه هي نقطة القوة لدى جون مي، فمن خلال الجمعيات الخيرية التي تديرها عائلتها تمكنت من مساعدة الكثير من الطلاب من المتنمرين الذين أفرغوا غضبهم و مشاكلهم على الآخرين، بسبب الضغوطات التي تواجهها عائلاتهم.

لم تشأ الفتاة أن تعترف بالأمر، لكن طريقة ساتو كانت فعالة و نتائجه مؤكدة خصوصا أن الشرطة اكتفت بتحذيرهم كونهم لا يزالون قصرا مع التركيز على عدم محاولة الإنتقام.

أما المدرسة، فبدورها أجرت تحقيقا على مستوى الفصول و إنتهى الامر بفصل بعض المتنمرين الذين كثرت الشكاوي ضدهم و توقيف الثلاثة الذين حرضهم ساتو عن الدراسة لعدة أسابيع.

" لقد نجح الأمر هذه المرة، لكن أساليبك الملتوية قد تنتهي بكارثة يوما ما"

" آنستي الجميلة، من الرائع وجود أمثالك من يساعدون الآخرين بلا سبب، لكن تذكري هناك بعض الأشخاص يستحيل فقط إصلاحهم........... هم ببساطة أشخاص سيؤون "

--------------------

في مساء نفس اليوم

حدقت الفتاة بصورة أمها ، مع عيون يملأها الحزن

والدة جون مي كانت دائمة الإنشغال عنها بسبب الأعمال و الجمعيات الخيرة، عندما توفيت منذ سنتين أدركت أنها لا تملك أي ذكريات معها مما ترك حزنا عميقا بداخلها ، هي لم تستطع مسامحة والدتها على إبتعادها و إنشغالها بجمعياتها .

بعد مدة قررت أن تضع قدمها في حذاء والدتها لعلها تتمكن من التقرب و فهم والدتها فانضمت إلى فريق الإصلاح، مساعدة الآخرين أعطاها الشعور بالرضى لكنه لم يجب عن تساؤلاتها

" ذلك المزعج ، أكان عليه أن يسأل عن سببي إنضمامي"

راحت مي تلوم ساتو الذي تسبب في تذكرها لماضي، لكن و لسبب غريب راحت تبتسم في نفس الوقت و هي تتذكر المتنمرات من القسم المجاور يركضن كالمجانين بعد أن تم حرق شعرهم

" ذلك الوغد، لا أصدق ما فعله كيف تمكن من إقناع هؤلاء الطلاب أن يصبحوا بهذا العنف، إنه فعلا شخص مختلف "

بسبب جمالها و مكانتها لم يجرؤ أحد على مجادلتها من قبل، لكن ساتو كان مختلفا شجاره الدائم معه أصبح جزءا من يومياتها و الغريب في الأمر أنه الجزء الأفضل منها

بالرغم من إختلافهم فكما يقال الأضداد تتجاذب.

=================

تأليف : Magicien


2018/10/11 · 822 مشاهدة · 943 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024