في اليوم الموالي اهتزت المدرسة على نبأ صادم، طالب حاول إغتصاب إحدى زميلاته و عندما أكتشف أمره فر من أيدي الشرطة.


سادت الفوضى القسم، فقدوم شرطي للتحقيق و البحث عن الجاني زاد من توتر الوضع، الفوضى التي حدثت في الأسابيع الماضية تعتبر أمرا هينا مقارنة بما يحدث الآن.


"هذا غير ممكن ، يستحيل أن يفعل ساتو شيئا مماثلا ، لابد أن هناك خطأ ما"


الوحيدة التي كذبت الخبر و وقفت لجانب ساتو كانت جون مي، فبالرغم من أساليبه العنيفة و الملتوية ،لكنها متأكدة من أنه شخص جيد و لن يقوم بفعل شنيع كهذا.


في المقابل رمقها الجميع بنظرات إستحقار لم تفهم معناها حتى تحدثت ليزا المتنمرة التي قام ساتو بصفعها من قبل


" من سيدافع عن ذلك السافل غير حبيبته، على الأغلب هي من استدرجت الفتاة المسكينة "


"ما هذا الهراء الذي تتفوهين به؟ أنا فقط............"


قبل أن تكمل كلامها قاطعتها فتاة أخرى بنبرة غاضبة


" لا زلت تجرئين على التحدث ، حتى بعد فضيحة الجمعية الخيرية التي تديرها عائلتك"


كما يقال لا تأتي المصائب فرادى، قبل حادثة الإغتصاب، إنتشرت في وسائل الإعلام خبر تورط الجمعية الخيرية التي تديرها عائلتها بقضايا تبييض الأموال، و بالرغم من أنه لحد الساعة لا يوجد إتهام رسمي لكن هذه الشائعة وحدها كانت كافية بتغيير نظرة الجميع نحوها.


" المتهم بريء حتى تثبت إدانته "


بهذه الجملة أنهت جون مي النقاش، فكل من قضية الجمعية و ساتو لا تزالان قيد التحقيق و لا يحق لأحد أن يصدر الحكم عليهم قبل أن ينتهي الأمر.


-------------


" أنا كنت متهما بالإغتصاب، كيف يعقل هذا؟ و من الضحية "

سأل ساتو مقاطعا رفيقه مادو الذي يسرد ماضيه بطريقة أدبية و كأنه يقرأ فصلا من رواية، ليجيب عليه غاضبا

" هلا توقفت عن مقاطعتي في كل مرة، نحن نقترب من الذروة "

تنهد ساتو و لم يجد أمامه إلا أن يشير له بمتابعة الحديث ، إذا أراد تذكر ماضيه


-------------


الأيام التي تلت الحادثة كانت مثل الجحيم على بنت الأكابر، فقد تم توجيه تهم رسمية نحو عائلتها و تم إعتقال والدها مع تجميد كل أمواله، و مع إنتشار الشائعات أنها متواطئة مع صديقها ساتو المتهم في محاولة الإغتصاب قام الجميع بتفاديها و تحاشي حتى النظر إليها.


و هكذا أصبحت من كانت عضوا في لجنة الإصلاح لمكافحة العنف في المدارس، ضحية للتنمر و الإضطهاد


" إسمعوني أرجوكم، بشأن عائلتي أنا في الحقيقة........"


*طاخ*


وقعت مي على الأرض بعد أن اصطدمت بها ليزا، و التي راحت تتظاهر أنها لم تراها


" هل اصطدمت بشخص ما، أنا فعلا.......... فعلا .......... لست آسفة فمكان الحثالة هي الأرض "


كظمت الفتاة غيضها و عادت ثانية تحاول الدفاع عن نفسها، ما كانت ستخبرهم به كان سيضع حدا لسوء التفاهم الذي يجري، لكن بلا فائدة فقبل حتى أن تتحدث مر الجميع من أمامها و كأنها غير موجودة


إستماتة جون مي في شرح موقفها لم تأتي بنتيجة ، ومع الوقت تحول من كان يتجاهلها إلى شتمها و دفعها بعيدا


' الحوار و النقاش يكون مع من له رغبة في الإستماع، و ليس مع من أغلق أذنيه................... لولا ثروة عائلتك ما كان أحد سيأخذك بعين الإعتبار'


كلمات ساتو رنت في أذنيها مرارا و تكرارا، الشخص الذي كانت دائما تنتقده و ترفض أفكاره أثبتت الأيام لها أنه كان على صواب، و أن تفكيرها هو الخاطئ


" ساتو أيها المتناقض اللعين، أنا أعترف بهزيمتي ........"


تنهدت جون مي و راحت تفكر ما كان سيفعله ذلك الفتى لو كان هنا لتتذكر مبدأه


' صفعتين مني كافية لفتح أذانهم المغلقة و إجبارهم على الإستماع '


" حسنا ، سأعمل بنصيحتك و سأجبرهم على الإستماع لي بالقوة"


من فورها، اتجهت نحو المدعوة ليزا، كانت تعرف حق المعرفة أن هذه الفتاة هي التي استغلت الوضع الحالي لتشعل الفتنة بينها و بين الجميع بتهويلها للأمور و نشر إشاعة انها متورطة في قضية الإغتصاب.


*طاخ*


بلا تردد قامت جون مي بصفع ليزا ، و قبل أن تبدي هذه الأخيرة اي مقاومة قامت بدفعها إلى الحائط ، لتهمس لها ببضع كلمات جمدت الدماء في عروقها ، ثم التفتت إلى الحاضرين


" أتريدون ان تعرفوا ما الذي همست به لها حتى أصبح وجه المتنمرة ليزا شاحبا هكذا، و عاجزة حتى على أن تعيد الصفعة التي تلقتها، حسنا سأعيد ما قلته لها في قاعة الراديو ، عليكم فقط أن تفتحوا أذانكم جيدا "


' كان ذلك شعورا رائعا، لا عجب أن ساتو قام بصفعها '


ما تسمى بقاعة الراديو، هو عبارة عن مكبر صوت متصل بكل الأقسام و مقصف المدرسة، و هو يستخدم للإعلان عن النشاطات المدرسة و كذلك في حالات الطوارئ كإندلاع حريق أو زلزال أو ما شابه.


بإختصار ما ستقوله في قاعة الراديو، سيسمعه كامل من في المدرسة.


بعد تصريح جون مي كان الجميع ينتظر ما ستقوله، الفضول كان يقتل الجميع ليعرف ماذا يمكن أن يكون الخبر الذي سيتغلب على فضيحة استخدام جمعية خيرية لتبييض الأموال


انتظروا و انتظروا لكن بلا فائدة، جون مي اختفت و لا أحد يعرف أين ذهبت.


=================

تأليف : Magicien


2018/10/14 · 728 مشاهدة · 778 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024