في الوقت الحالي

بعد أن عاش ساتو أحداثا غير متوقعة بسبب زواجه من شخصية غير لاعبة، ها هو الآن و بعد إختفاءها الغامض يعود إلى حياته الروتينية المملة، لكن هذا الروتين لم يدم طويلا فبعد أسبوع من إختفائها

تفاجأ ساتو بوجود رجل أجنبي ضخم البنية يطرق باب منزله،و قبل أن يسأله من يكون بادر الضخم صاحب الصوت الأجش بالكلام

" ساتو أحضر خوذتك و تعال معي، علينا استرجاع جو ميهو "

اتسعت عيون ساتو دهشة و حدق بالضيف الغريب محتارا

"من تكون؟ و من أين تعرف جو ميهو ؟ "

"صحيح أننا لم نتقابل منذ سنوات،لكن كيف يعقل أن تنساني ؟، أنا الحارس الشخصي للآنسة الصغيرة جون مي"

" مي...........المرحومة جوهي مي!!"

بالرغم من فقدانه للذاكرة فلا يزال ساتو ينطق يلفظ الإسم خطأ جوهي بدلا عن جون

"المرحومة...... ما ذا تعني بذلك؟"

سأل الحارس مستغربا قبل أن تخطر الإجابة على باله أخيرا و هي إجابة لم ترقه

"لا تقل لي أنك فقدت ذكرياتك أنت الآخر، اللعنة ماذا عن خوذة اللعب التي أهتدتها لك الآنسة هي لا تزال معك ،صحيح؟"

في هذه اللحظة ذكرى جديدة ظهرت أمام عينيه، لجون مي و هي تهديه الخوذة كهدية وداع قبل سفرها.

لمدة كان ساتو يحاول إيجاد الحلقة المفقودة،التي تربط بين صديقته من الماضي جون مي و زوجته من العالم الإفتراضي و اليوم عثر على الدليل الأول خوذة اللعب.

ركب كل من الحارس و ساتو السيارة، متجهين خارج المدينة استمر ساتو بالتحديق في الخوذة التي بين يديه، كان ذلك غريبا حتى بعد توقفه عن اللعب و هو في أمس الحاجة للمال لم يفكر في بيعها، كان يشعردائما أن هذه القطعة المعدنية مهمة جدا لكنه لم يعرف السبب حتى اليوم

"أخبرني من هي جو ميهو و لماذا تحتاج إلى الخوذة ؟"

" علينا جعلك تسترجع ذكرياتك،ذلك سيوفر علي عناء الشرح "

هذا جعل ساتو متحمسا و مرتابا في الوقت ذاته

"علينا.... ألديك شركاء آخرين ،استرجاع ذاكرتي سيكون رائعا ،لكن كيف سنقوم بذلك ؟"

أسئلة ساتو لم تلقى إجابة

"أنت شخص قليل الكلام "

---------

بعد مسيرة ساعات وصل الإثنان إلى منزل في الضواحي، أقرب منزل منه يبعد مسافة ساعة في السيارة، كان المنزل عصريا و من ثلاث طوابق و أمامه حديقة واسعة مزينة بمختلف الشجيرات و الورود.

وسط شتائل الورود جلست إمرأة على كرسي ، مع وجهها الجميل الذي يخطف الأنفاس و شعرها البني المتموج المنسدل على كتفيها جعلت الورود تخجل أمام حسنها

" مستحيل.....جوهي مي "

في نفس اللحظة التي رآها فيها ، الصورة المبهمة التي كانت في عقله عن الفتاة التي أحبها ونساها أصبحت واضحة المعالم، ليس هذا وحسب كان هناك شبه كبير بينها و بين الشخصية الغير لاعبة جو ميهو

صعقت المفاجأة ساتو، إبنة العالم الشهير جون ويلكر و الذي ظن العالم بأسره أنها متوفية كانت جالسة أمامه و هي بأتم العافية، أو هذا ما ظنه فعندما اقترب منها أدرك أن الفتاة التي أمامه مختلفة عن جون مي التي يعرفها

عيون خالية كانت تحدق في الفراغ، و عقل عاجز تماما عن إدراك ما حوله أو التفاعل مع الآخرين،تحت أنظار ساتو الحائرة جاءت خادمة لتأخذ بيدها و تسحبها إلى الداخل

"صغيرتي إنه وقت الدواء "

قلب ساتو كان يتمزق حزنا بالرغم من ذكرياته المبهمة فإن عقله اللاواعي لا زال يذكر المشاعر العميقة التي كنها لها في الماضي

"ورم في الدماغ، نجاتها بحد ذاته يعتبر معجزة، لكن للأسف لا وسيلة لاسترداد خلايا الدماغ التالفة ،الذكريات،القدرة على التحليل ،الوعي كلها ضاعت"

رجل في الأربعين يرتدي نظارات تحدث ببطئ شارحا مع حدث للفتاة ، قبل أن يضيف

" السيد جون لم يكن طبيبا لكن بذكاءه فعل ما عجز الطب الحديث عن فعله، و وجد طريقة لإنقاذ عقل إبنته، و ذلك العلاج هو بين يديك "

أشار صاحب النظارة إلى الخوذة ، لكن نظرات ساتو الذي ضاع عقله أمام هذه الأحداث المتتالية جعلته يلتفت للحارس الشخصي و الذي فسر منبها

"لقد فقد ذاكرته "

"آه ،فقد الذاكرة..... فقد الذاكرة.....فقد الذاكرة "

وجه بيار أصبح شاحبا، و راح يتعرق بشدة و هو يعيد الكلام كالببغاء، كان بيار من النوع الذي لا يحسن التعامل مع المفاجآت و أبسط التغيرات الغير متوقعة تصيبه بالتوتر و يفقد معها كل ثقته.

"ما....ما....ماذا علينا أن نصنع الآن، كيف سننقذ الآنسة الصغيرة ؟،و ماذا عن الخوذة هل هي نفسها التي نبحث عنها ؟،معلمي تلميذك الغبي أفسد كل شيء ،أنا لم أستغرق فقط سنوات لصنع الشريحة أنا أيضا فقدت الخوذة"

فوق دوخة ساتو، كلام السيد بيار زاد الطين بلة فأمسك بياقة قميصه و سحبه عنده

" تمالك نفسك أيها العالم المجنون ، أنت و السايبورغ الكتوم ستقودانني للجنون....خذ نفسا عميقا و أجبني هل هناك طريقة لإسترجاع ذاكرتي "

" أنا لست طبيبا يا سيدي ، صحيح أنني أمتلك ماجستير في بيولوجيا البشرية و دكتورا في علم الأعصاب ، و قرأت عن التشريح كما أني زوجتي طبيبة أسنان ،لكني لست طبيبا ، لست طبيبا ... إذا مرضت فأنا أذهب إلى طبيب و لا أصف الدواء لنفسي لأني لست طبيبا......."

"إذا ذكرت كلمة طبيب ثانية فأقسم أنني سأحطم فكك "

" أجل سيدي "

صرخ ساتو بوجهه ليقطع ثرثرته، بيار يصبح فعلا مزعجا عندما يتوتر، ثم التفت إلى الحارس الشخصي الذي كان لا يزال صامتا

"أنت أيها السابورغ الكتوم، هذا هو الوقت المناسب للتحدث"

عدل الحارس الشخصي نظارته السوداء و بوجه حازم قال

"إذا ذكرت كلمة سايبورغ ثانية فسأحطم فكك ،دع ياقة قميصه "

نفذ ساتو الأمر، و لم يرقه أن يكون هو من تحت التهديد بينما واصل الحارس كلامه إلى بيار المتوتر

" لقد سمعت السيد جون يقول مرة أنه مثلما تنسخ الخوذة الذكريات فيمكنها حذفها "

هذه الكلمات أنارت وجه بيار،ليتحول من المتوتر المتعرق عديم الثقة إلى العالم العبقري الذي يملك جوابا لكل سؤال،عدل ياقة قميصه و أشار لساتو أن يتبعه

" بالطبع أستطيع أن أعيد إليك ذكرياتك،بالنسبة لي ذلك كشربة ماء "

"أليس أسهل لو أنكم فقط أخبرتموني عن الماضي "

اعترض بيار على ذلك قائلا

"أيها الفتى،إن لم تسترجع ذاكرتك فلن تكون قادرا على تنفيذ المهمة المطلوبة منك"

"مهمة؟، أتعني إستعادة جو ميهو ؟"

أكثر من أي وقت سبق ، تأكد أن جون مي و جو ميهو مرتبطتان، وكل الأجوبة تكمن في ذاكرته المفقودة.

---------------------------------

magicien

2018/10/29 · 810 مشاهدة · 962 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024