أثناء قيادتهم الى مكان اقامة البروفيسورة مينيرفا، أشار بيزيتش أنهم عند وصولهم للتقاطع الذي امامهم سيتجهون الى اليمين وسيصلون، وما ان وصلوا الى التقاطع الا وبيزيتش يضغط على المكابح بكل قوته ويفقد السيطرة على السيارة بشكل جزئي من ثم يعاود السيطرة عليها والتوقف، لقد كان السبب في ذلك سيارات مدرعة خاصة بالشرطة كانوا قد قاموا بأخذ البروفيسورة معهم محاولين حمايتها، كانت عبارة عن ثلاث سيارات تتوسطهم السيارة التي تحمل البروفيسورة.

صرخ ديميتروف على بيزيتش يخبره ان يتبعهم بسرعة، لكن بيزيتش رفض ذلك لانهم سيكونون مشبوهين بفعلهم هذا، وحينما كانا يتجادلان يسمع صوت اطلاق نار من سلاح مرعب قد أطلق من شخص مرعب ايضا ..

سيارة سوداء قد اعترضت طريق المدرعات الثلاث وخرج منها الجلاد الاسود حاملا سلاح خطير (ميني غان) سلاح ناري رشاش يطلق الرصاص بشكل متتابع جاعلا ضحيته تبدو كالغربال، وهذا ما كان يفعله بالضبط، أطلق رشاشه نحو المدرعة الاولى وأصاب السائق مباشرة مما سبب في تقلب المدرعة قاطعة الطريق على اختيها .

حاول بعض الجنود المتواجدون هناك مقاومته والمتبقي منهم كان يحاول حماية البروفيسورة من هذا الهجوم الهستيري، ولكن الجلاد لم يتوقف عن اطلاق النار وبدأت اشتباكات بينهما ولكن الغلبة واضحة أنها للجلاد، وكان بيزيتش وديميتروف قد احتميا بسيارتهما من الرصاص المتطاير، الا ان غريزة الجندي لدى بيزيتش جعلته يلقم سلاحه وقد هم باطلاق النار نحو الجلاد ايضا، فجأة هدأ الجو وتوقف اطلاق الرصاص من الميني غان وماهي الا لحظة حتى سمع صوت اطلاق بندقية قناص قد أصابت رجل من الحراسات الخاصة بالبروفيسورة، كان الاطلاق قد أتى من الجهة المعاكسة (من خلف المدرعات)، واستمر الاطلاق لتصيب الرصاصات الرجل تلو الاخر، لقد كان الامر سريعا لم يتدارك الجنود الامر وظلوا يتساقطون الواحد تلو الاخر من قبل القناص، ومن ينجو تصيبه طلقات الجلاد ببندقيته التي استبدلها بالميني غان لكي تسهل عليه الحركة، حاول بيزيتش النظر ليرى هوية القناص لكنه لم يستطع بسبب الطلاق وظلوا محتميين في السيارة .

لقد تم القضاء على حراسات البوفيسورة وظلت هي الوحيدة فقط التي لم تصبها الطلقات، وبدأت الخروج بشكل حذر جدا من المدرعة حتى أصبحت ظاهرة للكل، وديميتروف الآن ينظر لنسخة زوجته في هذا العالم مما أصابه بعاصفة من المشاعر المختلطة فتارة يشعر بالسعادة وتارة بالحزن، لكن الشعور الغالب عليه هو الذنب لما حدث لعائلته في عالمه الحقيقي .

بدأت البروفيسورة في نفض التراب عن ملابسها وتعلوها نظرات واثقة وملامح جادة ولم تبدو خائفة وكأنها كانت تنتظر هذه اللحظة، وكان الجلاد والقناص يقتربون منها حتى وصلوا اليها، وكان القناص يرتدي خوذة سوداء وملابس جلدية سوداء ايضا فأخرج خوذته لتظهر ملامحها، انها ماشا ديميتروف ابنة نيكولاس ديميتروف النسخة الخاصة بهذا العالم، وبدأت البروفيسورة مينيرفا باحتضان ابنتها والتربيت على رأس الجلاد الاسود وهي تقول: مضت فترة طويلة عن آخر لقاء بيننا.

لقد كان المنظر غريبا بالنسبة لبيزيتش ولم يفهم مايحصل بينما ديميتروف ظل مصدوم في مكانه ويتمتم باسم ابنته: ماشا ... ماشا

وحاول أن يخرج من السيارة الا ان بيزيتش منعه وأخبره بانه لديه فكرة أفضل وهي الانسحاب والهروب، لانه لا فرصة لهما في المواجهة، فوافق ديميتروف مع انه غير مقتنع ابدا، وهكذا التف بيزيتش بسيارته وانطلق بأقصى سرعة مبتعدا عن المكان، وقد لاحظ الجلاد تلك السيارة وقرر الاطلاق عليها الا ان مينيرفا اوقفته قائلة: انهم ليسوا أهدافنا، فلربما هم اناس مدنيون صادف وجودهم هنا.

امتثل الجلاد لرغبة البروفيسورة وتركهم يبتعدون عن المكان حتى اختفوا عن انظارهم .

مر اسبوع على الهجوم الذي قام به نيكولاس على البلاد وقد أصبح وضعها مزريا للغاية، أصبحت مشابهة لمدينة غوثام من قصص الرجل الوطواط، الجريمة منتشرة والفوضى تعم كل شئ والسلطات لم تستطع ردع ذلك، ولم يستطيعوا ان يوقفوا هجوم لي شينج الالكتروني على أنظمة الدولة الالكترونية، فالوحيد الذي يستطيع ابطالها هو لي شينج بنفسه بأمر من سيده .

بدأت الشاشات التي على الشوارع تتخذ صورة موحدة، بالطبع هي صورة نيكولاس ديميتروف ويبدو أن لديه شيئا ليقوله، وبهيئة مهيبة واثقة بدأ بالكلام: مرحبا بكم مجددا، لقد مر اسبوع منذ اخر مرة ظهرت امامكم، وخلال هذا الوقت كانت البلاد تمر بأزمة قوية وها أنا الآن اعرض عليكم الخلاص.

اقتسمت الشاشة لنصفين، نصف يظهر به نيكولاس والآخر كانت صورة لقائمة بأسماء اشخاص لهم يد قوية في السلطة، وزراء ورجال أمن وعلماء تابعين للحكومة وغيرهم ..

ثم أتبع كلامه: الأمر بسيط، هؤلاء الاشخاص عليهم تسليم انفسهم الي، وستعود الأمور كما كانت بل أفضل، والا فإن الامور ستتفاقم عليكم سوءا.

ثم انطفأت الشاشات واختفى وجه ديميتروف منها .

2020/06/22 · 219 مشاهدة · 685 كلمة
ykh_1997
نادي الروايات - 2024