الفصل القرمزي

قناع الغموض

——-

أجابة العمدة وهو مُتسائلا عن هذا الطلب الغريب ، قائلًا له .

" قناع مرسوم عليه بالون الأصفر ، والأحمر . ولكن لماذا ؟ "

تقدم قليلًا إلى الأمام واضعًا يديه على طاولة ، مُجيبًا على سؤال العمدة .

" من أجل اخفاء هويةِ ، وعدم معرفة العمداء أو النبلاء في القصر السياسي بامرِ "

ضحك العمدة بشكل خفيفِ ، نَظرًا نحو المحقق ، قائلًا له .

" لا مشكلة ، أنا أعتمد عليك في هذه القضية أفعل ما يحلو لك ، وأيضًا سوف تبدأ الحفلة في الطابق الثالث عند الغرفة على يسار ، في تمام الساعه ٨ ليلًا . سوف نكون أنا ، والعمداء . في الغرفة "

ابتسم نيوفيليت ، قائلًا للعمدة .

" سوف أكون هناك قبل الوقت ، من أجل التحقق من بعض الأمور في القصر "

مد العمدة يده اليمنى داخل جيبة ، مُخرجًا ورقة بيضاء فيها بعض الكلمات ، واضعًا الورقة على الطاولة .

" هذه الورقة سوف تعطيك الصلاحية في تجول في أي مكان داخل القصر السياسي "

قراءة نيوفيليت الورقة ، بتمعن شديد . وضع الورقة على طاولة بإتجاة العمدة مُشيرًا على آخر سطرين ، قائلًا .

" أيها العمدة أريدك أن تضيف شيء معين ، وهو أن تقوم بكتابة ' يحق له ارتداء القناع في جميع أزقة القصر دون أستثناء ' ، مع توقيعك المميز "

ابتسم العمدة ، مُخرجًا قلمة من جيبة ، وبدأ بكتابة ما قاله .

" أنتَ حقًا عبقري أيها المحقق ، لم أرَ في حياتي ذكيًا مثلك أيها المحقق "

نهض العمدة من الكرسي ، وهو يقوم بتعديل سترته ، راسمًا ابتسامة على وجهه المُريب ، قائلًا لمحقق .

" القناع الذي طلبته سوف يصلك ليلة أيها المحقق ، مع بعض المُستحقات الاخرى"

تصافحا كلاهما ، وخرج العمدة من المكتب . عند خروجه ، لاحظ نيوفيليت أن الدرج في مكتبه كان ينزف دمًا ! كانت هناك مذكرة داخل الدرج ، تلك المذكرة الدامية التي وضعها في الدرج سابقًا ، لكنها الآن كانت تنزف دمًا بشكل غير طبيعي .

أخذ المحقق المذكرة من عند الدرج ، قام بفتح المذكرة على صفحة رقم ' أحادي عشر ' ، وعندما فتحها عند تلك الصفحة . قامت المذكرة بسحب جميع الدماء ، وظهرت كلمات جديدة .

ظهرت ' أحادي عشرة ' كلمة مُتسلسلة بنمط واحد ، وكان التسلسل يُعيد نفسه بشكل تلقائي مرارًا وتكرارًا .

أنا و الشيطان

أنا و الشيطان

.

.

.

.

.

.

.

كان المحقق يتمعن في الكلمات ، ولكن لم يفهم المقصد منها... كان يحاول تحليها ، ولكن كان يستشعر هاله قوية من منها . ما قوة الموقف الذي سوف يحصل للمحقق حتى أن تلك الأحرف لديها هالة مُرعبة .

عند نافذة كان هناك شخص يُدخن بكل هدوء ، وهو ينظر إلى المحقق نيوفيليت مع ابتسامة عريضة مستفزة قائلًا .

" يبدو أن لديك الكثير من تساولات ، و أولها ماذا يقصد بتلك الكلمات الغامضة ، هل كلامِ صحيح أيها المهرج "

وضع المحقق المذكرة داخل الدرج ، نَظرًا نحو الغراب الأحمر ، قائلًا له بـ غضبًا شديد .

" الغراب الأحمر ، في هذا العالم وفي السبعة الأخرى ، لن يبقى شيء إلا وسيسقط تحت قبضتي . لن أسمح لأي قوة أن تعترض طريقي ، فأنا لست مجرد مهرج... أنا الكاتب ، أيها الغراب الأحمر ، وصانع الفوضى في كل ركن من أركان الوجود "

وقف الغراب الأحمر من مكانه ، وهو ينظر إلى القمر الأبيض من النافذة ، قائلًا بهدوءً شديد

" كلمات قوية أيها المهرج ، ولكن لا تقاس أبدًا . أتمنى إلا تعيد أخطاء الماضي "

توسعت عينية بشكل كبير ، عند سماع تلك الكلمات الغامضة وكأنها جملة من لغة الأترسكان ، قائلًا له وهو ضائع في حوارة .

" ماذا تقصد بأخطاء الماضي ؟ أيها الغراب الأحمر "

ابتسم الغراب الأحمر ، ابتسامة عريضة وكأن الغامض الذي في داخله بدأ بالخروج . واضعًا أصبع السبابة على فمه ، قائلًا ببرود شديد .

" ألم اقل لك لا أسئلة ، ' إيفوريان تيلوس ' "

ظهر ضباب قرمزي من حول الغراب الأحمر ، وعندها أختفى بشكل تام من المكتب . كان المحقق مُتفاجأً من الأمور الغامضة التي تحيط به ، نهض من عند كرسي وخطا نحو المرآة ليرى ، هل تغير شكلة أم لا ؟ ولكن لم يتغير أي شيء ، الشعر الأبيض مع العيون الزرقاء كالسماء الزرقاء .

كان هناك سؤال يتكرر داخل عقل نيوفيليت البدائي ، من هو ' إيفوريان تيلوس ' . جلس نيوفيليت على كرسي ، وقام بفتح الدرج ، وأخرج المذكرة الدامية من الدرج ، وبدأ بتقليب الصفحات من أجل إيجاد شيء مهم ، ولكن لا فائدة كانت الأوراق فارغة جميعها .

كان نيوفيليت مشوش الذهن ، ولكن أيقن شيء في داخله ، أنهُ يجب عليه التعايش مع غموض هذا العالم ، وأن أي أسم يُلفظ من قبل الغراب الأحمر ، أو شخصًا آخر فهو دلالة على شيء ما . وضع المحقق المذكرة في الدرج ، وأشعل سيجارة وبدأ يدخنها وهو ينظر إلى القمر الأبيض .

بعد مرور عدة ساعات ، طرق أحدهم الباب ، آمر المحقق ، الطارق بالدخول .

" أيها المحقق هذه الطرد من عند العمدة أيفان كولينز " دخل الحارس وهو يحمل صندوق متوسط الحجم إلى المحقق نيوفيليت .

نهض المحقق من كرسية ، وأخذ الطرد من عند الحارس . وقام بوضعه على المكتب ، وآمر الحارس بالخروج . أخرج نيوفيليت خنجرًا ، وبدأ بفتح الطرد ، وكان يحتوي على ملابس ، أخرج المحقق الملابس خارج الصندوق ، وكان تحتها القناع القرمزي . نظر المحقق إلى قناع ، وإلى تصميمة المميز ، حيث يحتوي على خدش على الجانب الأيمن ، ويسيل دمًا . مع غطاء للعيون ، ولونها أحمر . ويحمل ابتسامة عريضة ، ويوجد تحتها قرمزي لامع .

ارتدا نيوفيليت القناع ، وبدأ ينظر إلى المرآة حتى ظهرت يد من المرآة قامت بسحبه داخلها . ظهر نيوفيليت في الفضاء الكوني لـ ' الكون الميكنورا ' ، حيث توجد كواكب عديدة بمختلف الألوان ، ويوجد أكثر من شمس في المنطقة حتى في الجهة الأخرى من الفراغ هناك صدع يخرج منه مطر قرمزي ، وغير ذلك يوجد ثلاثة أقمار قرمزي تحيط بشكل دائري حول طاولة لا مُتناهية في الطول .

كان المحقق جالس على كرسي ذو ظهر طويل مصنوع من أجرام سماوية ، وتتحرك داخلة مجرات . على الجهة اليسرى واليمنى ، يوجد رجل وآمرأة .

أمسك المحقق القناع ، وتكلم بكبرياء وغرور شديد ، قائلًا للضيوف في الطاولة السماوية .

" أنا المتحكم في النجم القرمزي

' نظر نحو الضيفان قائلًا لهما '

، مرحبًا بكما ، أنا أدعى بـ المهرج . كيف يمكنني مساعدتكما ؟ "

في الكرسي الأيمن جالس رجل ذو شعر أصفر ، ويرتدي زي رسمي ، مع قبعة فيها خيط لونه أحمر . وفي الكرسي الأيسر آمرأة ذات شعر أسود طويل ، مع عيون خضراء جميلة ، ومعطف طويل أسود مع قميص تحته .

تحدث الرجل ، وهو ينظر إلى أيها المهرج ، وكان فيه كلامة طيات من الأحترام أليه .

" أيها السيد المهرج نحن محققان من العالم التاسع أردنا أستشارتك في موضوع حول جريمة قتل "

ومن ثم تابعة صاحبة العيون خضراء الكلام باحترام شديد ،

" مُجرم يقتل ضحايا بدون أي رحمة ، ينتزع قلوبهم من صدورهم بدون أدوات فقط بيده العاريتين ، ولكن الغريب لا نجد دليل أو حتى خيط واحد يدلنا أليه "

وضع المهرج يديه على طاولة ، قائلًا لهما .

" هل القاتل يقتُل ضحايا بنفس الطريقة ؟ أي في نفس أسلوب انتزاع القلب ؟ هل يغير يده اليمنى بدل اليسرى ؟ "

أجابة المحقق وهو مندهش بعض الشيء من هذا السؤال الغريب ، قائلًا له

" كلا ، أيها السيد المهرج . أنهُ دائمًا يستعمل يده اليمنى "

أرجع المهرج جسدة قليلًا للوراء ، مُتصلًا أصابعة العشرة معًا ، قائلًا .

" هل يمتلك دقة أحترافية في انتزاع القلوب ؟ "

تحدثت الآمرأة ذات العيون الخضراء . وهي تنظر إلى طاولة ، ومن ثم إلى المهرج ، قائلة بصوتًا هادئ .

" نعم يمتلك دقه مرعبة ، ولا يصيب أي شريان "

تحدث المهرج بكل كبرياء وثقة قائلًا .

" أبحثا عنه في المستشفيات "

أجابة المحقق وهو متردد بعض الشيء ، قائًلا

" أيها…. أيها السيد المهرج لقد خطرت في اذهنان هذه الفكرة ، ولكن لم نحصل على أي دليل "

أنحنا المهرج قليلًا للأمام ، واضع أصابعة العشرة سويتًا ، قائلًا لهما .

" ابحثا في أكثر المستشفيات شهرة ، واستفسرا من المدير عن شخص يستخدم يده اليمنى ببراعة استثنائية في علاج القلب والشرايين . عندما تحصلان على التفاصيل ، ستعرفان بالضبط أين تجدانه "

تحدثت ذات العيون الخضراء وهي مذهولة من هذه الفكرة ، قائلة .

" وأن لم نحصل على أجابة ايها السيد المهرج ؟ ماذا سوف نفعل ؟ "

نظر المهرج إلى المحقق ، قائلًا بهدوءً شديد .

" أيها السيد برايدون "

" نعم " أجابه برايدون وهو مصدوم بعض الشيء ، مُحدثًا ذاته .

' كيف لهُ أن يعرف أسمِ ، وأنا لم أتحدث به إطلاقًا ! '

تحدث المهرج وهو يلمس القرمزي الذي تحت القناع ، قائلًا له

" قبل أن تتدخل إلى غرفة المدير قم بفتح يدك بشكل كامل ، وسوف يظهر شيء عليها ، دع الباقي لها "

تحدثت صاحبة العيون الخضراء ، بنبرة تجمع بين القلق والحذر ، قائلة .

" ولكن ، ماذا لو كانت المعلومات خاطئة أو خالية من أي صحة ؟ ماذا سنفعل حينها ؟ "

ابتسم المهرج من خلف قناعه ، وعلت ابتسامته ظلال الغموض .

" اتركوا كل شيء ليد برايدون ، فهي ستعرف كيف تحل كل شيء "

ثم أكمل المهرج حديثه ، وكلماته تحمل بين طياتها تحذيرًا غامضًا .

"أحميا قلبكما جيدًا السيد برايدون ، والسيدة نيلين . عندما تواجهونه، فأنتم لا تعرفون بأي هيئة قد يظهر هذا الشخص "

نظرت نيلين إلى برايدون بدهشة وتعجب ، كيف لهذا الشخص أن يعرف أسمينا ، هل هو من العظماء ؟ أم ماذا ؟

أجاب برايدون بهدوء وثقة .

" سنأخذ نصيحتك بعين الاعتبار ، أيها السيد المهرج "

تحدثت نيلين وهي تضع أصابعها الخمسة على صدرها ، قائلة بهدوء شديد .

" سنكون عند حسن ظنك . ولكن إذا احتجنا إلى شيء ، هل سنجدك هنا ؟ "

رد المهرج بغرور واثق ، كمن يملك كل خيوط اللعبة .

" أنا أحيط بكما من كل جانب... دائمًا "

فجأة ، زلزل المكان بقوة ، وانهدمت الطاولة ، وتهاوى الكرسي الذي كان يجلس عليه المهرج . ظهر نيوفيليت في مكتبه ، يمسك القناع الذي كان على وجهه ، وعيناه تعكسان اضطرابًا داخليًا . في تلك اللحظة ، صوت الشخص المجهول اخترق السكون بنبرة تجمع بين السخرية والرعب .

" يا لطفلي الصغير ، بدأت تتشكل شخصيتك أخيرًا ، لكن احذر... الأخطاء قد تكلفك كل شيء . يا طفلي العزيز "

2024/08/22 · 17 مشاهدة · 1712 كلمة
MYDE
نادي الروايات - 2025