الفصل القرمزي
——-
المحققان من العالم الآخر
————
في العالم التاسع في سنة - ٣٧٨ - قبل الميلاد . هذا العالم يعد من العوالم العريقة ، والمتطورة . وكمثال على تطورها ، أنها تضاهي لندن في سنة ١٩٠٠ في التطور .
يعد من العوالم التي لا تشرق الشمس أبدًا فيها ، ودائمًا القمر القرمزي موجود فوق سمائها ، ويتحرك عكس عقارب الساعه . وفي أوقات محددة يقف الزمن ، ويقوم بالرجوع إلى وراء ، ولهذا نشهد أنهم في نفس السنة - ٣٧٨ - قبل الميلاد .
وهم على هذا الحال من قبل ٢٠،٠٠٠،٠٠٠ مليون سنة وكل هذا الرعب الذي يحصل إلى هذا العالم بسبب أفعال “ السيرفنيوس كراون ” .
قبل أسبوعين أستلم المحققان قضية القاتل الذي أرعب لندن في العالم التاسع ، بسبب قتله للناس بطرق مرعبة ، ودقيقة جدًا . وهي انتزاع القلب دون أصابة أي شريان أو وريد ، غير القلب . ويتم بواسطة يده ، وليست أله حادة أو شيء آخر .
كانت هذه القضية يتولها العديد من المحققين ، ورجال الشرطة ، وحاول أيجاد أي دليل ، ولكن بدون أي فائدة تذكر .
جرائم قتل تكون عشوائية ليست في وقت محدد أو مكان متى ما أراد فعل المعصية ، قام بفعلها . أعطى العمدة “ أدفياس مكتورني ” هذه القضية إلى المحققان “ برايدون و نيلين “ .
قاما بالتحقيق بالقضية لمدة ستة أيام كاملة دون نوم ، وفقط أكل مُعلب . حتى أن أوزانهما قد قلت بسبب التفكير ، والبحث المتواصل في جميع أركان المدينة ، وحتى في المجاري القذرة .
ولكن في يوم الأيام قد قابلوا المهرج الغامض . الذي أعطاهما الأمل في الوصول إلى الطرق التي كانت مغلقة أمامهما . وقد أصبحت مفتوحة أليهما . أعطى المهرج قوة غامضة إلى برايدون ، والتي يستطيع منها اظهار الحق والباطل في آن واحد .
وأن لم يفعلها ، سوف تقوم اليد بالمحاسبة عنه ، كان كل من نيلين ، وبرايدون جالسين في مكتبهم .
وكان برايدون يتمعن في الخطوط الصفراء الموجودة على راحة يده .
نظرت نيلين إلى سجلات القضية ، ومن وجها سؤال فيه بعض الشكوك نحو برايدون ، قائلة .
" هل تثق في كلام المهرج ؟ "
أجابها برايدون ، وهو يضع أصبعية السبابة والأبهام ذقنة ، قائلًا .
" لا يوجد حل آخر ، هو الأمل الأخير في وسط الظلام ”
وقفت نيلين ولبست معطفها ، قائلة .
" من الأفضل التحرك ، وأسقاط هذا القاتل القذر "
وما هي إلا ثواني قليلة ، طارقًا أحدهم الباب . آمر برايدون الطارق بالدخول ، وكان الطارق هو العمدة ،‘ ادفياس ‘ ، وقفا كلاهما ، أحترامًا للعمدة .
سحب العمدة أحد الكراسي ، وجالس عليها ، وأمرهما أيضًا بالجلوس ، وكانت على ملامحة علامات الغضب وعدم الرضا .
كان برايدون ينظر ، يمينًا ، ويسارًا . تحدثه بشكل هادئ وهو يتسأل عن شيئًا ما ، قائلًا .
" ما سبب هذه الزيارة الجميلة أيُها العمدة "
تحدث العمدة ، وهو بادئة عليه ملامح الغضب ، والأنزعاج ، قائلًا .
" أيها المحققان لقد أعطيناكم هذه القضية منذو حوالي أسبوعين ، ولكن لم نحصل على أي خيط أو حتى دليل واحدًا يدلنا عن هذا السفاح "
أرادة نيلين التحدث . ولكن قاطعها العمدة برفع يدة عاليًا يأمرها بعدم التحدث ، مُتابعًا كلامة .
" سوف نقوم بأغلاق هذه القضية لعينه ، ونترك أمرها لـ وقتًا لاحق "
تحدث برايدون ، وهو يشعر بالأحباط من كلام العمدة ، قائلًا .
" ولكن سيدي العمده نحن نسير بشكل صحيح "
نهض العمدة من كرسية ، وهو يرتدي معطفة ، قائلًا لهما .
" أنا احترمكما أيها المحققان ، ولكن لا فائدة "
خطا العمدة نحو الباب ، وقام بلمس المقبض ، وإلا تحدثت نيلين بصوتًا ذو غرور . وكبرياء شديد ، قائلة .
" سوف نضع رأس هذا السفاح على مكتبك . ما رأيك بذلك أيها العمدة ، وهناك شرطًا آخر ، وهو أننا سوف نقبض عليه خلال هذا اليوم "
ترك العمدة مقبض الباب ، ونظر أليهما مع ابتسامة غريبة ، قائلًا .
" أذن… أذن ، سوف أعطيكم فقط هذه الفرصة ، وأريد رأس أبن العاهرة على مكتبِ ، وأن لم توافيا بوعدكما سوف يكون حسابكما مختلفًا هذه المرة "
خرج العمدة من المكتب ، وقام بأغلاق الباب بقوة شديدة . أخذ برايدون معطفة ، ونظر نحو نيلين ، قائلًا لها .
" لنذهب إلى مستشفى ‘ هورفيرد ‘ ، ونعرف التفاصيل عن أبن لعينه هذا "
أومأت نيلين برأسها ، وخرج كلاهما من المكتب ، وقاما بركوب أحصنتهما . وبعد حوالي نصف ساعة . وصل كلاهما إلى مستشفى ‘ هورفيرد العام ‘ .
دخلا المستشفى ، وسألا عن مكتب المدير ، فأجابت المضيفة ، قائلة .
“ أنهُ في الطابق الثالث ، في الغرفة الخامسة بالقرب من نافورة حمراء “
صعد كلاهما إلى طابق الثالث ، و وصلا عند الغرفة الخامسة بالقرب من النافورة الحمراء ، وقف كلاهما أمام الباب . نظر برايدون إلى راحة يدة ، و وضعها على باب ، وظهرت على راحة يدة ، شكل غريب مُقطع إلى خمسة أقسام . تكلمت اليد بصوتًا غريب على طبقتين ، قائلة .
“ الحق : هذا شخص سوف يتكلم بكل شيء سوف يعرفة ، ولن يخفي أي سر عنكما .
الباطل : سوف يقوم بأخفاء معلومة مهمة عنكما هذه المعلومة سوف تحدد ، وجهة القاتل أن لم يقل لك أين هو حاول فتح الدرج خاصته “
وعادت يد برايدون إلى طبيعتها . كان كلاهما مُتفاجأٌ من الأمر الذي حدث للتو ، أمسك برايدون يدة بشكل قوي . كان برايدون فرحًا بهذا الأمر ، قائلًا .
" يبدو أن هذه هي قوة المهرج "
بدأ برايدون بطرق الباب على المدير . آمر المدير الطارق بالدخول إلى المكتب ، دخل كلاهما تفاجئ المدير قليلًا منهما ، ولكن سرعان ما وقف أحترامًا لهما .
صافحهما المدير ، وإشار بيده نحو الكرسي . جلس كلاهما ، وبدأ برايدون الحديث بصوتًا هادئ ، ومسترخٍ .
"أولًا كيف حالك دكتور مولر ، وثانيًا لقد أتينا من أجل سؤالك عن شيء مهم . قبل فترة أختفى أشهر الأطباء في جراحة القلب ، والأوردة . هل لديك معلومات قد تفيدنا عنه ؟ "
تحدث الدكتور مولر ، وهو مرتبك ، وتبدو عليه علامات عدم الأرتياح ، قائلًا .
" مرحبًا بكما أيها المحققان ، بخصوص الشخص الذي أتيتما من أجله ، قد هرب "
تفاجئ كلاهما من كلام الدكتور مولر . تحدثت نيلين وهي تشير إلى الأوراق .
" ما الشيء الذي جعله يهرب ؟ دكتور مولر "
خلع دكتور مولر نظاراته ، و وضعها على طاولة . واضعًا قدمًا على القدم الأخرى ، قائلًا لهما .
" قبل سنتين قام بعملية جراحية لطفل صغير كان
يعاني من عدة ثقوب في القلب . كان الدكتور أبراهام من أفضل الدكاترة في هذا المجال ، ولكن لا فائدة قد فعل شيئًا خاطًئ جعل الطفل يموت في غرفة العمليات ، وعلى أثر هذه الحادثة قد هرب ، ولم نجد له اي شيء "
بدأت يد برايدون بحرقة ، وعندها نظر إلى يده وجد مكتوب عليها “ باطل “ ، نظرة نيلين إلى رقبة الدكتور وجدت عليها بعض بقع الدم الخفيفة . وكان فوق جلد الدكتور يوجد جلد آخر ، على ما يبدو أنهُ جلد أنسان آخر .
كان الدكتور مولر يرتدي قناع من جلد الأنسان لأخفاء هويته الحقيقة . نظرة الدكتور مولر بإستغراب شديد إلى نيلين ، قائلًا .
" هل هناك خطب أيتها المُحققة ؟ "
نظرة نيلين نحو برايدون ، فهم برايدون المغزى من تلك النظرة . نهض الدكتور مولر من على كرسي ، وقفز من عند النافذة التي كانت خلف ظهرة نحو البنايه المُقابلة .
قاما كلاهما بالقفز من عند النافذة ومطاردته فوق أسطح البنايات ، كان دكتور مولر يركض بسرعة كبيرة . وبدأ يقوم برمي أي شيء كان أمامة نحوهما .
كان المحققان يتجنبان هذه الضربات العشوائية ، حتى قفز الدكتور ، نحو مستودع كبير ، ومهجور .
وتبعه المحققان ، قاما المحققان برفع لاسلحتهما نحوه . وهذه الأسلحة من النوع الذي يقتل البشر العادي من رصاصة واحدة ، والمستذئب ، والمخلوقات الأخرى يحتاج من رصاصة واحدة إلى عدة رصاصات .
صرخ برايدون على القاتل وهو موجة السلاح نحو رأسة ، قائلًا .
" هذه النهاية أيها القاتل ، هذه نهايتك الآن وإلى الأبد “
ضحك الدكتور بصوتًا عالًا ، وقام بنزع الجلد من على رأسه ، وألتف نحوهم . كان وجهه طبيعي ، وشعرة أصفر ، ويملك ثلاث ندب على عينة اليمنى ، والأذن اليسرى مقطوعة .
" أنتقامِ ، لقد قمت بأكمال أنتقامِ الجميل لقد أستطعت فعل ذلك "
بدأ برايدون بإطلاق النار نحوه ، ولكن تجنب الرصاصة ، وبدأ الهجوم ، وكان يستهدف قلب برايدون . ولكن قامت نيلين بأصابة يده بـ رصاصة جعلته يتراجع للوراء .
نظرة نيلين نحو ، برايدون ، وكان في كلامة من نوعًا من القلق ، قائلة .
" ألم يقل لك أن تحمي قلبك ؟ لقد كنت سوف تموت أيها الأحمق "
أمسك برايدون قلبة ، وكان ينبض بشكل سريع من الخوف ، كان على مقربة من الموت . هجم السفاح على نيلين ، ولكن قامت بـ تجنب هجومة القاتل .
ظهر برايدون خلف السفاح ، وأطلق النار مباشرة على رأسه ، فسقط على الفور . وعلى الرغم من إصابة رأسه برصاصة قاتلة ، إلا أن السفاح بدأ ببصق الدماء ، وهو يتحدث بصوتًا مخنوق ، قائلًا
" لقد كان ابني العزيز... ابني الجميل والرائع... قُتل على يد الدكتور مولر... كم أشتاق إليك ، يا ابني العزيز... والدك قد أخذ بثأرك "
توجه السفاح والذي كان يدعى بـ “ ليون ” بنظره المليء بالأسى نحو المحقق برايدون ، وتحدث بصوتًا يتلاشى تدريجياً ، قائلًا
" أنا لست سفاحًا أو قاتلاً . لقد قتلت القاتل وانتزعت جلده . خلّصت العالم من هذا اللعين اليوم "
ثم بصق الدماء مجددًا وأكمل حديثة ، قائلًا
" أيها المحققان ، اذهبا إلى مكتب المدير... افتحا الدرج ، ستجدان أسماء الأطفال والأشخاص الذين قتلهم الدكتور مولر "
وبعد أن ألقى هذه الكلمات ، فارق الحياة .
وقف برايدون ، ونيلين مذهولين، ينظران إلى بعضهما البعض بصدمة لا توصف . الحقيقة المرة كانت أمامهما ؛ الشخص الذي قتلوه لم يكن سوى مواطن عادي ، جعلته وفاة ابنه ينغمس في طقوس ملعونة ليتمكن من قتل القاتل . ليون لم يكن المذنب ، بل كان مولر هو الوحش الحقيقي .
قام كلاهما بجمع جثة السفاح وأخذوا جلد رأس مولر إلى العمدة ، حيث قدما تقريرًا شاملاً عن كل ما حدث . كما سلما ورقة تحتوي على أسماء الأطفال والأشخاص الذين قُتلوا على يد الدكتور مولر ، موضحين في تلك الورقة الأماكن ، والأيام ، والأوقات التي ارتُكبت فيها كل جريمة . اكتشفوا أن الدكتور أبراهام لم يكن سوى خيال صنعه ليون لأسباب غامضة لم يعرفها أحد ، وأخذ سره معه إلى القبر . ليون كذب بكل وسيلة ممكنة لإبعاد الشبهات عن نفسه ، لكن دون جدوى . لقد اعتقدا خطأً أنه القاتل ، وفي النهاية بقي لغز وجود الدكتور أبراهام غير محلول ، هل كان شخصًا حقيقيًا أم مجرد وهم؟
في نهاية ، فقد مات في هذه القضية بطل أخذ بثأر العالم والجميع .
قام العمدة بتكريم المحققان علنًا، ورفع رتبتيهما ، ليصبحا من الرتب الخاصة المرموقة .
في أحد المقاهي ، جلس كل من نيلين وبرايدون يستعيدان ما حدث . تحدثت نيلين بهدوء وهي تتأمل فنجان قهوتها ، قائلة .
" لم أكن أتوقع أننا سوف نقتل شخصًا بريئًا ، لكن في نظري ، كان هو البطل الحقيقي "
ابتسم برايدون ابتسامة خفيفة ونظر عبر النافذة نحو القمر القرمزي ، وتحدث بصوتًا هادئ ، قائلًا .
" البطل هو ليون ، والمهرج... ليس نحن “
———-
المهرج ذو القناع القرمزي .