الفصل القرمزي
———-
المهرج VS سفاح الشطرنج
————-
ممسكًا بالحوض ، ينظر بعينية الزرقاء نحو المرآة ، ويقوم بلمس القرمزي الذي تحت قناع ، مُخاطبًا ذاته مُتسائلًا عن شيئًا ما ، قائلًا .
‘ يبدو أن شخصية “ المهرج ” بدأت تسيطر عليّ ، وأيضًا من الذي سحبني إلى هناك ؟ ومن كانا هذان المحققان ؟ ولقد كنت أملك بعض المعلومات الغريبة ، وكأن شخصًا في داخلي تحدث نيابة عني ‘
وضع نيوفيليت أصابعة العشرة سويتًا على القناع ، وبدأ بإزالته من على وجهه ، و وضع القناع على المكتب الخاص به . أمسك أحد الكراسي ووضعة بالمقربة من النافذة وهو ينظر نحو هطول المطر ، وكانت قطرات المطر تعكس تجسيد نيوفيليت الحقيقي ، مُحدثًا ذاته بغرورًا شديد ، قائلًا .
‘ يبدو أن نهاية البطولة الخاصة بالشطرنج سوف تكون غدًا ، ولذلك استطيع القول “ الشاة مات ” لـ سفاح الشطرنج ’
كان نيوفيليت ينظر نحو الورقة التي كتبها سفاح الشطرنج ، وكانت تّقطر بالغموض والصيغ المجهولة .
وضع المحقق الورقة على جنب ، وتمدد على الأريكة ، مُتحدثًا بهدوءً شديد ، قائلًا .
“ اليوم الذي يقوم به المهرج بقتل سفاح شطرنج ”
واضعًا رأسة على الأريكة وهو يفكر ، ويأتي سؤال داخلة سؤال آخر ، قائلًا .
‘ هل أنا في عالم منسي ؟ أو بُعدَ مجهول ؟ أو مجرد حبة رز في هذه الأكوان أجمع ؟ أم أنا هو محور الكون ! متلألئًا بصوت الموت ، فأنا هو الموت ! ‘
حل صباح يوم الغد... وهو اليوم الذي يسقط فيه السفاح على يد ‘ المهرج ’ ، نهض نيوفيليت من الأريكة مُتجهًا نحو الحمام من أجل الأستحمام ، خرج من الحمام واضعًا المنشفة على الجزء السفلي ، والجزء العلوي يظهر فيه عضلات اليد والبطن . كان واقفًا أمام المكتب ، حتى تحدث نحو شخصًا بصيغة مُخيفة ، قائلًا .
" دائمًا ما تظهر في أوقات غريبة أيها ‘ الغراب الأحمر ‘ ، ماهو الشيء الذي أتيت من أجله ؟ "
كان الغراب الأحمر جالس على الأريكة ، ضحكًا بصوتًا خفيف ، قائلًا نحو المهرج .
" أحب الدخول بدون أن اسبب أي أزعاج للأخرين ، وخاصه أنتَ ‘ أيفوريان تيلوس ‘ "
ألتف نيوفيليت نحو الغراب الأحمر ، وجلس على الأريكه وهو ينظر نحوه بعيون حادة ، قائلًا .
" من هو ‘ أيفوريان تيلوس ‘ ؟ ولماذا تقوم بمناداتي به ؟ هل هذه أحد إلاعيبك الجديدة ؟ "
وضع الغراب الأحمر قدمًا على القدم الآخر ، مع ابتسامة عريضة قائلًا .
" لا توجد إلاعيب يا نيوفيليت ، كل شيء يسير وفق خطة معينة ، كل شيء في هذا العالم يسير بآمر واحد "
ابتسم نيوفيليت ، مُنحنيًا قليلًا إلى الأمام ، قائلًا
" وهل أنت أحد العلماء أيها الغراب الأحمر ؟ لم تأتي إلى هنا من أجل تكلم بالكلام الفارغ ، وتتحدث عن الأمور الجانبية ، ما الشيء الذي أتيت من أجله "
وضع الغراب الأحمر يده اليمنى داخل جيب سترته ، مُخرجًا سكين حادة . وهو ينظر إلى سكين ، قام برميها بكل قوة نحو بطن نيوفيليت ! ظهرت علامة الصدمة على نيوفيليت ، حتى أنهُ لا يعرف ماذا يتكلم . نظرة نحو السكين وهي تُمزق أحشاءة الداخلية ، ومن ثم نظر نحو الغراب الأحمر .
ضحك نيوفيليت بصوتًا عالًا وهو يقوم بسحب السكين من بطنه ، رغم خروج الكثير من الدماء إلا أن الجرح قد شفى بسرعة .
" أيها لعين… هل كنت تريد أظهار أني استطيع الشفاء بسرعة ؟ "
رمى نيوفيليت السكين نحو الغراب الأحمر ، أمسكه بسرعة ، ومن ثم ابتسم ، ابتسامة عريضة . مُتحدثًا بسخرية .
" كلا ، أنا أعرف ذلك ، ولكن أردت التجربة فقط "
نهض الغراب الأحمر ، ووقف أمام نيوفيليت ، قائلًا له .
" القصر الذي سوف تذهب أليه هو منبع الأسرار أيها المهرج حاول التخفي جيدًا "
أنحنا نيوفيليت نحو الخلف ، وهو ينظر إلى الغراب الأحمر ، قائلًا له بغرور
" اللعب في عرين الوحش قد يوقظه من سباته ، لكني أفضّل اللعب بعيدًا ، أراقب بصمت وأنتظر . وعندما يحين الوقت المناسب ، أكون قد جهزت نفسي للانقضاض على عرينه دون أن يشعر بوجودي"
ضحك كلاهما ، عاود الغراب الأحمر الجلوس على كرسي ، وإشار بيدة اليسرى نحو القلم ، الذي كان على المكتب ، قائلًا له بحرص .
" لا تنسى النصيحة أبدًا أيها المهرج ، يجب عليك أخذ القلم وجعله سلاحك الخاص . لا تعلم ماذا سوف يحدث لك في أرجاء القصر ! "
أخرج الغراب الأحمر ورقة من سترته ، ورماها على طاولة التي كانت في منتصفهما ، ومن ثم ظهر ضباب قرمزي ، وعندها أختفى .
أمسك نيوفيليت الورقة ، ووجد مكتوب فيها :
مطلوب حيًا أو ميتًا
“ جيرمان نومين “
القيمة : مليار بنس ، لمن يستطع القبض عليه
عليه .
ابتسم نيوفيليت ابتسامة عريضة ، مُتحدثًا بهدوءً شديد .
" يا ألهي يبدو أتي مطلوب . عقب تلك الجرائم التي حدثت ، لا بأس بذلك ، من محقق إلى المهرج الشيطان "
وفي تمام الساعة الخامسة مساءً ، بدأ نيوفيليت يرتدي الملابس التي أهداه له العمدة ، وكانت عبارة سترة ذات أكمام قصيرة بيضاء ، مع قميص أبيض فيه بعض النقوش ، مع ربطة عنق سوداء . هذه الملابس خاصة بـ كبير “ الخدم ” .
أخذ نيوفيليت القناع القرمزي ، وخرج من المكتب الخاص به ، وهو يريد نزول السلم ، نادى عليه الحارس ، قائلًا له .
“ سيدي ، هذه الخريطة سوف تفيدك في العثور على القصر السياسي ”
أخذ نيوفيليت الورقة ، وهو في حيرة من أمرة ، قائلًا .
‘ كيف لهُ أن يعلم إلى أين سوف أذهب ؟ هل أخبرة العمدة مُسبًقا بذلك ؟ ‘
ابتسم نيوفيليت ابتسامة مُزيفة ، ناظرًا نحو الحارس وقائلًا له .
“ شكرًا لك على ذلك . أحرس المكان جيدًا في غيابي ”
نزل المحقق من سلم ، وعقلة يتراقص بالأفكار الغريبة ، نادى نيوفيليت على حصانه " غيمة الغموض " ، فظهر أمامه من العدم كما لو كان جزءًا من القرمزي التي تتراقص في الهواء . ربت نيوفيليت على رأس الحصان بلطف ، كمن يُطمئن رفيق دربه ، ثم علّق القناع بعناية على حزام الحصان .
أخرج نيوفيليت خريطة قديمة ، متهالكة الأطراف ، ونظر فيها بعينين تملؤهما التصميم . ثم وجّه " غيمة الغموض " نحو القصر البعيد . بدأ السير، والصمت يغلف المسافة بينهما ، فلم يكن يُسمع سوى صوت حوافر الحصان وهي تضرب الأرض .
بعد نصف ساعة من السير ، قطع نيوفيليت نصف المسافة نحو القصر ، وبدا أن الرحلة تسير وفق المخطط ، إذ لم يتبقَ سوى نصف ساعة للوصول . ولكن فجأة ، وجد نيوفيليت نفسه في مكان غريب ، مكان صغير مهجور تقريبًا ، تتناثر فيها بضع بيوت قديمة وكأن الزمن نسيها . لا أناس تقريبًا ، فقط بضع ظلال تتحرك بخفة في الشوارع الضيقة ، وكأنها أشباح من الماضي .
توقف نيوفيليت وأخرج الخريطة مرة أخرى ، متأملًا الطريق التالي . لكن قبل أن يتمكن من تحديد الاتجاه، باغته شخص مجهول ، ليطرحه عن حصانه ويلقيه في الطين . تساقطت قطرات الطين على ملابسه ، وهي ملابس كان يُفترض بها أن تعكس هيبة كبير الخدم . وقف نيوفيليت بثبات ، والغضب يتصاعد في صدره ، إذ لم يكن الأمر مجرد حادثة عابرة ، بل تحدٍ جديد في طريقه نحو القصر .
كان يحاول هذا الشخص المجهول طعن نيوفيليت في صدرة ، ولكن تجنب المحقق الضربة ، كما لو كانت ضباب مارًا . كان هذا الشخص يحمل بيدة سكين طويلة وحادة جدًا . ملامح هذا شخص غير واضحة بسبب أنهُ يرتدي قناع ، من أجل أخفاء هويته .
سحب نيوفيليت الخنجر من جيب السترة ، وكان في وضعية الهجوم . هجم نيوفيليت أولًا ، وبدأ ذلك الشخص مباشرة بالهجوم أيضًا . أصبح تلاحم فيما بينهم ، قام نيوفيليت بضرب هذا شخص على قدمة بقوة كبيرة مما جعله يتراجع للوراء ، ولكن على أثرها أصيب نيوفيليت في يده اليمنى مما أدى إلى تمزق أكمام القميص .
عاود نيوفيليت الهجوم مرةً أخرى وضرب هذا شخص على وجهه ، مما أدى إلى كسر القناع ، وكـ ردة فعل سريعة من ذلك الشخص ، قام بطعن نيوفيليت في بطنة .
أشعلت عينيه نيوفيليت بالنار ، وأمسك يد المجهول التي تمسك السكين ، وطعن هذا المجهول بصدرة بقوة شديدة ، حتى مزق صدرة وأخرج قلبة .
نهض نيوفيليت ، وأتكأ على الحصان ، وهو ينظر إلى ملابسك الممُزقة ، والتي تملؤها القذارة ، مُحدثًا نفسه .
‘ تبًا ، ما هذا الأن . لقد قام أبن العاهرة بتمزيق ملابسِ ، وتلطيخها بالقذارة . ليس هناك حل سوى أكمال طريقِ ، والذهاب نحو القصر لعليّ أجد ملابس جديده ‘
ركب نيوفيليت الحصان ، وأكمله طريقة نحو القصر . وبعد خمسة وأربعون دقيقة ، وصل نيوفيليت إلى القصر ، وقبل أن يصل إلى البوابة قام بأرتداء القناع .
خطا نحو البوابة ، حتى أوقفا الحارسان ، وقاما بتصويب أسلحتهما نحو المحقق ! تحدث الحارس بصوتًا مرتفع قائلًا له
“ قف مكانك ، وقم برفع يدك عاليًا . هل أنتَ ضائع أم ماذا أيها الغريب ، أجب على سؤالي “
رفع المحقق يدًا واحد في الهواء ، والآخر داخل جيبة ، وقام بتسليمهما الورقة . نظر الحارس إلى ورقه ، وبدأ بالضحك ورماها على الأرض ودهسها بقوة حتى تمزقت أجزاء منها على الأرض ، قائلًا نحو المحقق .
" وهل تريدني أن أصدق هذا الكلام الفارغ ؟ قم بالرحيل من هنا قبل أن أفجر رأسك لعين الآن "
تحدث نيوفيليت بكل هدوء ، قائلًا لهما .
" قم بأخبار نائب العمدة عن شخص يرتدي قناع جاء أتى إلى القصر ، ويحمل بيده تصريح الدخول "
أقترب الحارس من المحقق ونظر نحوة ، مُتحدثًا بغضب شديد باصقًا على الأرض ، قائلًا له .
" أن لم يكن كلامك فيه نوع من الصحة ! سوف أقوم بقطع رأسك ، وأجعله طعامًا للخنازير "
لم يظهر المحقق أي ردة فعل ، مُبستمًا خلف القناع !
وبعد مرور عشرة دقائق أتى الحارس ، وفتح البوابة .
كان مرتبك بشدة ، ومتوتر أيضًا ، قائلًا .
" أسف سيدي لم نكن نتوقع حضورك الآن ، نحن لا نستطيع أدخال أي أحد بسبب أوامر العمدة "
اخذ نيوفيليت الورقة من على الأرض ، وربت على كتف الحارس قائلًا له .
" لا مشكلة في ذلك أيها الحارس "
توسعت عينية نيوفيليت عندما لمس كتف الحارس ، ودخل إلى الحديقة الخاصة بالقصر ، كانت كبيرة وضخمة ، والقصر الفيكتوري الكئيب المشابهة للقصر في تلك المنطقة المُظلمة !
رحب نائب العمدة بـ المحقق نيوفيليت والذي كان يدعى بـ “ أنجلوك مكفورد ” كان كبير في سن نوع ما شعرة أبيض ، ويمتلك لحيه طويلة بيضاء . صافحة أنجلوك نيوفيليت ، مُتحدثًا بأسلوبًا نبيل ، قائلًا للمحقق .
"مرحبًا بك سيدي نحن نأسف على أزعاجك ، ولكنهُ كان أحتراز أمني ، وأنتَ أعرف ب ذلك . وأيضًا سيدي ما الذي حدث لملابسك أنها ممُزقة ، وملطخة بالدماء والطين ؟ "
تنهد نيوفيليت ، مُتحدثًا عن ما حصل له في الطريق قائلًا .
"عندما كنت في طريقِ للقصر صادفة قاتل أراد قتلِ ، وحدث أشتباك قوي معه مما أدى إلى حدوث الشيء الذي تراه أمامك "
ابتسم انجلوك ابتسامة عادية ، قائلًا للمحقق .
" لايهمك سيدي ، سوف نقوم بأعطاك ملابس جديدة ، وسوف تذهب لمقابلة العمدة في مكتبة قبل أن يلتحق مع باقي العمداء "
توجه نيوفيليت إلى الجزء الخلفي من القصر ، نحو المطبخ الفرعي الثاني ، برفقة أنجلوك الذي كان معه لأجل تقديم ملابس جديدة . بعد أن ارتدى المحقق ملابسه الجديدة، أشار أنجلوك بيده اليمنى نحو الأمام ، بينما وضع يده الأخرى خلف ظهره ، وانحنى بخفة للأمام قائلاً له بابتسامةٍ خفيفة .
" من هنا سيدي سوف نذهب إلى العمدة "
خطا كلاهما خارج المطبخ ، نحو صالة كبيرة جدًا . كان يوجد العديد من الأشخاص المهمة ، والعوائل النبيلة أيضًا .وعندما ظهر نيوفيليت يسير جميعهم نظروا أليه كان عملاق بالنسبة أليهم بسبب طولة ، وكان يرتدي قناع غريب ، يظهر نيوفيليت أمامهم ، وكإنه كائن غريب .
صعد كلاهما إلى الأعلى نحو الغرفة الموجودة فيها العمدة “ أيفان كولينز “ طرق نائب العمدة الباب ، سمع صوتًا من خلف الباب ، يآمر الطارق بالدخول .
دخل كلاهما للغرفة ، وكان أحد الخدم يقوم بترتيب ملابس العمدة قبل أن يخرج نحو الضيوف . نظرة إلى نيوفيليت ، وأبتسم نحوة ، وإشارة لهُ بالجلوس ، وآمر الجميع بالخروج من الغرفة عدا “ نيوفيليت “
" مرحبًا بك نيوفيليت لم أتوقع مجيئك بهذة السرعة ما الذي حدث لك في الطريق ؟ “
تكلم نيوفيليت بالتفصيل حول الأمر ، أندهش العمدة من الأمر ، واضعًا أصبعية الأبهام والسبابة على ذقنة ، قائلًا له .
" يبدو أن بعض المجرمين غاضبين منك أيها المحقق ، عليك الأحتراس جيدًا لأنهُ لا نتوقع ماذا سوف يحدث مستقبلًا " بعد أنتهاء هذا الكلام أعطى نيوفيليت ابتسامة عريضة ومرعبة ، كان نيوفيليت لديه أحساس خطير حول هذا الشخص !
أصبحت الساعة ‘ ١٥ : ٦ ‘ ، نهض العمدة من كرسية ، وتابعة نيوفيليت قائلًا له .
" أيها العمدة سوف أكون لحظة بالحظة معك ، لأنهُ لا نتوقع كيف سوف يظهر القاتل ! "
وأضاف نيوفيليت على كلامة ، قائلًا .
" السفاح لديه سرعة في التصويب ، يمتلك سرعة مرعبة في تصويب نحو المناطق الحيوية "
وهو يمسك مقبض الباب ، تفاجئ بكلام نيوفيليت ، ولكن غطى ذلك التفاجئ بـ ابتسامة ، قائلًا له .
" سوف أكون متيقظين جدًا في هذه الحالة شكرًا لك أيها المحقق على هذه المعلومة "
نزل كلاهما من الدرج ، وكان الجميع ينظر إلى العمدة والشخص الغامض الذي بجانبة بالنسبة إليهم .وصل كلاهما إلى طاولة التي يجلس فيها العمداء ، سحب العمدة “ أيفان كولينز “ كرسي وجلس معهم أيضًا .
تحدث أحد العمداء والذي كان يدعى “ ماركوس بنسيلف “ إلى عمدة “ أيفان كولينز “ ، قائلًا له .
“ شيء غريب حضرة العمدة أيفان ، لماذا هذه المرة انجلوك ليس معك ؟ وكبير الخدم في رفقتك ؟ ”
ابتسم العمدة ، قائلًا له .
“ أمور خاصة ، فيما بعد سوف أقوم بشرح لكم"
وعندما كان نيوفيليت يراقب الوضع أحس أن هناك شيئًا غريبًا سوف يحدث ؟ وكان أحساسة صحيح !وبعد مرور دقيقة كاملة رمى أحدهم ثلاثة سكاكين…. الأول أصابة آمرأة ، والثانية قام نيوفيليت بأيقافها بيده من أجل حماية العمدة ايفان . والثالثة اصابة العمدة “ هولدر كينيدي “ .
أخرج نيوفيليت السكين من يده . أصبح المكان فوضوي بشكل كبير ، بدأ نيوفيليت بأخذ العمداء الثلاثة نحو الطابق الثالث ، وادخلهم جميعًا غرفة العمدة بسرعة ، أخرج نيوفيليت الخنجر من تحت سترته . مُتحدثًا نحو العمداء قائلًا لهم .
" يبدو أن القاتل بدأ بالتحرك "
وهو ينظر نحو الباب ، سمع المحقق صوت بالمقربة منه ، صوت طعن شخصًا ما ، نظر نيوفيليت ، وإلا كان العمدة “ جكوران الميدي “
أخرج المحقق عمدتان من الغرفة . كان نيوفيليت ينظر إلى السفاح ، واضعًا وشاح على رأسه وكان فوق الوشاح ابتسامة عريضة ، ومخيفة تملؤها الدماء ، يرتدي قميص أبيض طويل ، مع بنطلون اسود مُلطخ بالدماء .
مسح السفاح الدم من على السكين بالسانه ، وهو يضحك بشكل مرعب . قفل نيوفيليت الباب الخاص بالغرفة . ضحك نيوفيليت بصوتًا عالًا أيضًا ، قائلًا بجنون يغمر كلامة .
" أوه... بدأ المهرج بالتحرك بـ نفسه ، هل هو يتحكم بي ؟ كلا …. بل أنا من أتحكم بنفسي ، أنا هو المهرج “
رفع نيوفيليت أصبعة الأوسط أمام السفاح ، قائلًا له بصوتًا مرعب وخشن .
" كيف تفضل أن تُسلم روحك ، يا صاحب القرار ؟ أترغب في أن تذوق ألم الحياة حتى آخر رمق ، فترى الجحيم بعين قلبك قبل أن تغوص في أعمق أعماقه ؟ أم أنك تفضل الموت بصمت ، حيث يكون الفناء رحمة مقارنة بما ينتظرك ؟ قد أريك ما لا عين رأت ولا قلب طاق تحمله . اختر بعناية ، لأن كل اختيار هو خطوة نحو قدرٍ لا رجعة منه "
ضحك القاتل بشكل مجنون ، قائلًا له
“ لم اتوقع مُحققًا ذو شؤن كبير أن يكون مجنونًا إلى هذا الحد ، لم أكن اتصورك بهذا الشكل المجنون ، ولكن نحن نفس وجهه للعملة الواحدة ، لا يوجد ‘ جو ‘ ولا ‘ برايد ‘ ، فقط “ جيت ” …. عندما أقتلك بسكين القديس ، واقتل الأثنان الآخران ، سوف يشهد الكون على أعظم ختامية في تارتاروس “
مزق السفاح ملابسة ، ظاهرًا تكوينة الغريب ، كانت بطنه عبارة عن مصنع كامل يصنع السكاكين ، تحدث بجنون وهو يرتجف بشدة ، قائلًا .
" لنبدأ أيها المحقق أو بما تدعو نفسك أيها المهرج المجنون "
هجم المهرج بسرعة ، من أجل أصابة يد السفاح ، ولكن تجنبها ، وأطلق سكين حاد نحو المهرج بسرعة ، ولكن لاحظها وقام بصدها .
عاود المهرج الهجوم مرةً أخرى ، وقام بطعنه في بطنه . أمسك السفاح رأس المهرج وطعنه بكل قوة بوجهه ، أنكسر جزء من القناع الذي على الخد الأيسر خرجت دماء كثيرة ، مسح المهرج الدماء بشكل عريض من بداية الفم إلى الأذن مع ضحكة هستيرية . وهنا كن على دراية أن غامضًا أو قرمزيًا أتى لمراقبة “ الكاتب ” ، تحدث المهرج قائلًا بجنونه الأعمى .
" أجعلني استمتع يا أبن العاهرة "
كان صوت الرعد يزئر بعنف ، وكانت الأمطار تهطل بغزارة تكاد تعمي الأبصار ، بينما كان وميض البرق يخترق ظلمة الغرفة ، مضيئًا إياها بقوة مخيفة . في هذا الجو العاصف ، ارتسمت على وجه السفاح ابتسامة خبيثة ، بينما رسمت على وجه المهرج ابتسامة لا تقل جنونًا .
لكن كان هنالك فرق كبير بين ابتسامة المجنون ، الذي قد فقد عقله تمامًا وأصبح لا يفكر ، وبين الابتسامة الباردة لشخص هادئ ، ابتسامة تحمل في طياتها شيئًا من شيطان يُخفي وراءها شرًا محضًا .
مسح المهرج الدماء التي كانت تسيل من فمه نحو أذنه ، وابتسم ابتسامة واسعة أظهرت أسنانه الملطخة بالدماء . تلك الابتسامة كانت مشؤومة لدرجة أن السفاح ، الذي كانت ابتسامته قبل لحظات تحمل دلالة على انتصاره ، بدأت تتلاشى تدريجيًا .
لكن قبل أن يتسنى للسفاح استعادة زمام الأمور ، ظهر نيوفيليت فجأة وداس عليه بقدميه بقوة ، ثم صرخ بأعلى صوته بصوت يخترق السكون قائلًا .
" اجعلني أستمتع يا ابن العاهرة القذرة ! هل تسمي هذه ضربة ؟ لقد دغدغتني فقط ، يا عاهر ! "
تردد صدى كلماته في أرجاء المكان ، مشحونًا بالتهديد والرغبة في الانتقام ، مما أضفى على المشهد هالة من الرعب المتجسد .
قام السفاح بسحب سكين من بطنه ، كان السفاح غاضبًا من المهرج بشكل غريب ، قائلًا لهُ بنبرة سوداوية .
" بدأت تثير غضبِ ، لن أجعلك ترتاح حتى في قبرك أيها المهرج "
هجم المهرج ، وقام بسحب الرداء من عند وجهه القاتل ، وطعن عينية ، ومن ثم ضربه في بطنه بقوة شديدة بواسطة قدمة . ولكن دخل في قدم المهرج سكين بسبب أن بطن السفاح فيها مصنع لسكاكين تخرج بأستمرار .
نظر السفاح إلى المهرج ، وكان وسيم الوجه ، ذو شعر أسود قصير ، وعين حمراء واحدة ، ذو ملامح حادة ويملك هالات تحت عينية ، ويوجد قطع بسيط للأذن الخاصة به .
امسك السفاح عينية ، ضحكًا بصوتًا عالًا واضعًا أصبع السبابة في حجرة عينية المقلعوة ، ماسحًا دم العين على فمه ، وابتسم ، ابتسامة عريضة بوجه المهرج ، قائلًا له .
“ أنهُ دمِ ، يا ألهي أنهُ دمِ ، أن طعم دمِ لذيذ ،أيها المحقق لقد قمت حقًا بأسعادي ، لم ألقى مبارز رائع مثلك في حياتي ولذلك سوف أطلعك على اسمِ لتنشرة في أعماق هايديس…. أنا أدعى بـ ‘ أمكشورار كترانيروا ‘…. ”
اجابة المهرج ، وهو غير مبالًا أبدًا ، قائلًا له .
" وكإن هذا يهمني يا أبن العاهرة "
رمى امكشورار ثلاثة سكاكين على المهرج ، قام المهرج بتجنب السكاكين ، ولكن أتيت ضربة في ظهره ، رفع امكشورار السكين نحو الرقبة ، ومن ثم سحبها بشكل أفقي .
خرجت دماء هائله من نحر المهرج ، ولكن في جزء من الثانية ، قد تعافى المهرج تتدريجيًا . ترنح رأس أمكشورار إلى يمين وهو ينظر بعين حادة ومخيفة ، قائلًا .
" يبدو أنك لست عاديًا ايها المحقق ، أنت تشبهني "
وضع المهرج يده على رأسه وهو يضحك بشكل هستيري ، قائلًا .
" لا تصفني بأمثالك يا عاهر ، ما أنتَ إلا مجرد صعلوك ضائع ، وأنا سوف أرسلك نحو الطريق صحيح ، إلى هايديس "
هجم المهرج ، وأصبح تلاحم فيما بينهم وقام بضرب امكشورار على صدرة بواسطة قدمة ، ومن ثم سحبه من شعرة وضربه مرةً أخرى .
بدأ أمكشورار بأستعادة توازنه ، ومن ثم قام بضرب المهرج على القصبة الهوائية ، ومن ثم طعنه ثلاث مرات في صدرة ، وضرب بقوه على سكين وهي داخل صدرة . اصطتدم المهرج برف الكتب ، وسقط على الرف الكتب .
كان جميع من في الخارج ينتظرون بفارغ الصبر انتهاء القتال ، وفوز نيوفيليت في القتال ، أرادة الشرطة التّدخل في الأمر ، ولكن آمرهم العمدة بأن لا يفعلوا شيئًا ، كان العمده مبتسمًا ، ابتسامة عريضة . والجميع ينتظر الشخص الذي سوف يخرج من الغرفة حيًا .
وفي ظلمة حالكة ، كان نيوفيليت واقف في منتصف هذا الظلام الدامس . ظهر أمامة شخص طويل القامة عملاق ، شعرة طويل جدًا ظهوره مرعب ، واقفًا فوق نيوفيليت . وكان فاتح يديه بشكل أفقي . قائلًا بصوتًا خشن .
" أقضي عليهم أيها الغامض ، قم بأنهاء عصر البشرية وقم بتخليص هذا العالم من هذه القذارة أفعلها كم فعلتها سابقًا ، أفعلها ‘ السيرفنيوس ‘ ” صرخ بصوتًا عالًا .
عندما يخاطبك الغامض بأسلوب المجزرة سوف تذهب إلى أقرب شخصية ، لديها هكذا أختصاص .
أستيقظ جيرمان من صحوته ، كان امكشورار منزعج وغضب بنفس الوقت ، قائلًا .
" ألم أقم بطعنة بكل قوة ؟ ألم أجعله يرى الموت قبل أن أقتله ؟ أذن لماذا هذا الوحش واقفًا أمامِ "
وقف جيرمان ، فاسحًا يديه في الهواء بشكل أفقي ، قائلًا بصوتًا ذو غرورًا وكبرياءً حاد .
" ما بين ثلاثة عشرة عالم ! أنا الوحيد المبچل بينهم ”
دون أن يلاحظ أمكشورار الأمر ، أمسك جيرمان رقبته ، وقام برمية من عند النافذة من الطابق الثالث ، قفز جيرمان من نافذة أيضًا .
تجمع الناس في الحديقة الخلفية ، لينظروا للقتال .
كان هناك ناس يتحدثون فيما بينهم ويقولون.
‘ هل بدأ المتحولون بظهور مجددًا ؟ ‘
كان العمدة متوتر جدًا عندما نظر إلى جيرمان ، وكإن هناك خطر أحس به قد سار في جميع أجزاء عظامة . بصق أمكشورار الدم على جيرمان ، ورمى مجموعة من سكاكين أصابة قدم جيرمان ، ولكن قام جيرمان بأرجاع السكاكين على أمكشورار ، وأصابة أحد هذه السكاكين بطنة المسؤول عن تصنيع السكاكين مما أدى إلى حدوث خلل وأدى إلى أنفجار الجهة اليمنى من بطنة .
كانت الدماء تسيل بكثرة من أمكشورار ، حاول أن يقوم بسحب السكين من بطنه ، ولكن كان الألم حارقًا ، خطا جيرمان نحوة ، واضعًا خنجرة في بطنه عند الجهة اليسرى . كان صراخ أمكشورار عاليًا جدًا .
كان جيرمان مُتقززًا من أمكشورار ، قائلًا له .
" هكذا كان لصوات الناس الذين ماتوا على يديك يا امكشورار ، أنا الشيء الذي يجعلني غاضبًا منك وأمقتكك بشكل كبيرة ، وأحتقرك . وهو قتلك لعائلة ذلك القزم "
بصق أمكشورار الدم على جيرمان وهو يضحك بشكل مستفز ، قائلًا .
" كانوا من أفضل الضحايا الذين قتلتهم ، كما كان صراخ الأطفال رائع ، كصوت طفلِ "
وعندما أنها أمكشورار كلامة ، قام جيرمان بضربة على فمه مما أدى إلى كسر حوالي عشرة أسنان بسبب قوة الضربة ، بدأ ينهال عليه بالضرب بقوة حتى أن جمجمته قد تهمشت من قوة الضرب
قاموا رجال الشرطة بأمساك جيرمان وأبعادة عن أمكشورار .
نظر جيرمان نحو أمكشورار ، وبدأ ماضيه يسير داخل عقلة ، وكأن شخصًا ما يحاول توضيح الأمر لـ جيرمان .
كان أمكشورار في طفولته يبدو كأي طفل عادي ، بريء الملامح وحالم . غير أن حياته كانت مشوبة بالظلام منذ البداية ، فقد وُلِد في عائلة تعيش في القذارة والتشرد . والده لم يُعرف قط ، ووالدته كانت امرأة متقلبة ، تفترش فراشها مع كل من يهيم في طريقها ، تاركة طفلها وحيدًا في عالم لا يعرف سوى القسوة . تعرض أمكشورار للتنمر في مدرسته ، وكان البيت الذي يفترض أن يكون ملاذه الوحيد يتحول إلى ساحة تعذيب ، إذ كانت والدته ومن تجلبهم إلى المنزل يسخرون منه ويهينونه بلا رحمة .
ورغم كل ذلك ، كان أمكشورار طفلًا جميل الروح ، يمتلك ذكاءً فطريًا وحبًا عميقًا للقراءة . شغفه الأكبر كان في لعبة الشطرنج ، حيث وجد فيها ملاذًا لعقله المتقد . لكن القسوة التي أحاطت به من كل جانب كانت تختمر بداخله ، تُحول قلبه شيئًا فشيئًا إلى صخر بارد .
وفي يوم من الأيام ، عندما كان في طريق عودته إلى المنزل ، دخل ليجد والدته ملقاة على الأرض جثة هامدة ، مقتولة بطريقة وحشية تفوق الخيال . رغم كل ما كانت عليه من إهمال وقسوة ، شعر بألم عميق يجتاحه ، حبًا متجذرًا في أعماقه لوالدته التي لم تهتم به يومًا . كانت تلك اللحظة هي الشرارة التي أشعلت نارًا في داخله ، نارًا لن تخمد بسهولة .
هرب أمكشورار من واقعه إلى الكنيسة ، حيث عاش لسنوات كمنفى اختياري . لكنه لم يجد السكينة هناك ، بل تحول غضبه إلى كابوس يُطارده أينما ذهب . بدأ بقتل الحيوانات وأشعل النيران في أماكن متفرقة ، كأنما يحاول من خلال ذلك أن يُخمد النار المستعرة داخله . لكن كل نار تجد ماءً يُطفئها ، ومالي كانت الماء الذي قد يُنقذ روحه المتعبة .
في أحد الأيام ، بينما كان يلعب الشطرنج عند السلم ، وكان عمره آنذاك حوالي الثامنة عشر ، جلست مالي بجانبه . قامت بتحريك أحد الجنود على الرقعة بذكاء يفوق التوقع . رفع أمكشورار رأسه ببطء ، وإذا به يرى فتاة أحلامه لأول مرة ؛ شعر أبيض طويل كثلجٍ ناصع ، وعينان خضراوان واسعتان تحملان جمال الكون . كان وقع رؤيتها على قلبه كنسمة دافئة في ليلة شتاء باردة .
منذ ذلك الحين ، تغيّرت حياته . أصبح يخرج ويلعب معها في كل وقت ، وتسلل الحب إلى قلبه من جديد . واصل دراسته وتخصص في علوم الفيزياء ، المجال الذي أحبه بشدة ، ليركز طاقته في شيء نافع ، ويكسب منه بعض المال الجيد . وعندما بلغ الخامسة والعشرين ، تزوج من مالي ، التي كانت كل شيء في حياته . كان يحبها بصدق ، وكان يعمل بجهد كي يجعلها سعيدة .
لكن الحظ العاثر لم يُفارق أمكشورار . في مساءٍ مظلم ، بعد يوم طويل ومرهق ، عاد إلى منزله وهو يحمل باقة ورد ، وابتسامة تعلو وجهه . فتح الباب ليجد مشهدًا لا يمكن تصوره ؛ زوجته معلقة في السقف ، مشنوقة بطريقة قاسية ، وجنينهما المقتول يخرج من بطنها . سقط أمكشورار على الأرض ، مصدومًا ، عاجزًا عن استيعاب ما يرى .
بعد ثوانٍ معدودة ، أمسك به أحدهم من كتفه ، وهمس في أذنه بكلمات تحمل وعدًا قاتلًا.
"سأعطيك هدية... انتقم بها كما تشاء "
ومنذ تلك اللحظة ، بدأ أمكشورار سلسلة جرائم بشعة ، كانت كل واحدة منها مثل حركة في لعبة الشطرنج ، يتقدم بها نحو نهاية لا مفر منها . لكن أسطورته انتهت على يد جيرمان ، التي كانت النور الذي أخمد نار غضبه إلى الأبد .
أصبح أمكشورار في نهاية المطاف سفاكًا مرعبًا ، رجلًا يكره الموت بشدة لكنه في نفس الوقت يوقن أن الحياة قد سُلبت منه منذ زمن بعيد .