الفصل الكوني
———-
الكاتب
———-
الرجل والمرأة شعرا بارتعاش في جسديهما حينما سمعت آذانهما تلك الكلمات من فم المهرج . كان في نطقه لكلماته ثقلٌ يكاد يكون إعلانًا بأنه الوحيد الذي يحمل العلم القادر على الإمساك بكل خفايا الأمور .
جلس المهرج على كرسيه ، وبنقرة مزدوجة من إصبعه على الطاولة ، قال بصوت يشوبه هدوء قاتل .
" هل هناك أسئلة أم لا ؟ أنا مستعد للإجابة عليها جميعها "
المرأة نظرت إليه نظرة استكبار ، وألقت بورقة بوكر نحوه بيدها اليمنى . أشارت إلى الورقة وقالت بصوت واثق .
" تصفُّح العلم أم تصفُّح الورقة ؟ أم أن اللعبة هي ما تتبعه ؟ يظن البعض أن الغموض يكمن في الأوراق ، لكن من الممكن تدميره واستبداله بآخر "
ابتسم المهرج خلف قناعه ، ووقف ليبدأ السير ذهابًا وإيابًا ببطء ، كمن يتأمل الفضاء اللامتناهي . قال بنبرة تمزج بين السخرية والعلم .
"تصفَّح العلم ، لأنه موجود في كل زاوية من هذا المكان . لن أُجهد نفسي بتتبُّع ورقة فارغة ، تبدو وكأنها لا تُشير إلى شيء معلوم . وليس كل ما كتب فيه غموضٌ ، ولا كل من نطق أصبح صاحب معرفة . يبدو أن هناك من يريد المال ليُخلِّصه من الجوع أو من الانحراف نحو الإجرام "
ضحكت المرأة ضحكة خفيفة ، وسألت .
"إذا كنت محاطًا بأربعة كواكب تشكل دائرة كاملة ، وأمامك نفق للهروب وهو شمس ، ماذا ستفعل ؟ "
وقف المهرج للحظة ، ثم اقترب منها وأمسك بالكرسي الذي تجلس عليه ، وقال بصوت هادئ كالتيار الساكن
"سأراهن على الشمس ، وحينها سأستطيع العبور من خلالها . وإن سألتِ ، ماذا إذا أرسلت الشمس الكواكب نحوك ؟ الجواب بسيط ، سأقتلها جميعًا وأعبر نحو الجزء الآمن "
ثم ألقى بورقة البوكر على الطاولة القريبة منها ، وهي بدورها بدأت ترسم بعكس الاتجاه على سطح الطاولة ، ثم تابعت بنبرة تحدًا .
" وماذا إذا تآمرت عليك المجموعة الشمسية ؟ عندها لن تجد مهربًا ، ولن تتمكن من المواجهة "
ابتسم المهرج وقال .
" متى تتآمر المجموعة الهاوية على قائدها ؟ هل يُعقل أن يأكل الكلب صاحبه بعد أن أطعمه ؟ تلك أفعال الخنزير فقط "
تلعثمت المرأة ، ولم تعرف ماذا تقول . شعرت بصاعقة مندهشة تعصف في ملامحها ، فقد ظنت أن هذا السؤال سيهدم علم سيد الغموض .
لكن قبل أن تتمكن من الحديث ، قاطعها المهرج قائلاً .
"أعرف ما تريدين قوله ، وظنك أن سؤالك سيقضي عليّ ، لكنه لن يفعل . سؤالك التالي هو ، ماذا لو قام كوكب بتدمير كوكب آخر بدون دليل مادي أو إشارة لقاتل معين ؟ وبدون ذرة أو نواة ؟ الإجابة بسيطة ، ليس كل كوكب يخفي حذره يفلت في النهاية . سيتم القبض عليه ، تدميره ، وتحويله إلى مجموعة ذرات متفجرة . وستقولين ، ماذا عن الكواكب الذكية التي لم تُقبض عليها بعد ؟ هذا مثير للسخرية . ألم أمسِك بكوكب قتل لمدة ٣٠ عامًا ؟ لقد سحقته بأقدامي أمام الملأ ، رغم عدم تركه لأي أثرَ "
لم تتمكن المرأة من الرد . كل الأسئلة التي كانت تخطط لطرحها قد حطمها المهرج ذو القناع القرمزي ، وكشف الحقيقة ببساطة دون تعقيد .
أحنت المرأة رأسها خجل اً، عاجزة عن مجاراة سيد الغموض .
في تلك اللحظة ، حرَّك الرجل الغامض جندياً نحو الملك ، محاصرًا إياه . وقال بنبرة متسائلة .
"هل تعتقد أن الملك سيموت ، أيها المهرج؟"
تقدّم المهرج نحو كرسي الرجل الغامض ، وحرَّك الحصان ليقفز فوق الجندي ، محميًا الملك بشكل كامل . ارتجفت يد الرجل من قوة الحركة .
قال المهرج بصوت هادئ لكنه مشحون بالثقة .
" لن يموت الملك ما لم يُخَن "
ابتسم الرجل الغامض والمرأة عند سماع هذه الكلمات ، وكأنهما أدركا المعنى العميق الكامن خلفها .
عاد المهرج إلى مكانه ، ونظر إلى الأعلى ، نحو المجرات، قبل أن يسأله الرجل .
" وماذا إذا خانوا الملك وقطعوا رأسه ، ومثلوه أمام العامة ؟ هل تعتقد أن الشعب الذي فعل هذا سيتضرر ؟ "
أجاب المهرج بصوتًا مهيب
"خيانة الملك تجلب لعنة على المملكة وشعبها ، إلا في حالات خاصة . قد يجلب الشعب لعنة على الملك إذا كان سفاحًا نرجسيًا قذرًا ، ولكن هناك ملوك يكرهون الحروب ، كالملك الأول والأخير لمملكة (...)، واسمه (...). كان يقول دائمًا : ' أمقت الدماء ورائحة الدخان المنبعث من المنجنيق وصوت الأسهم وقرع طبول الحرب ، لكن أبناء الزنا جعلوني أتحول إلى وحش سفاح يقتل كل ما يتحرك على الأرض' "
سقط الجندي من يد الرجل الغامض ، إذ كان يتوقع هزيمة المهرج ، ولكن المهرج حرك جنديته لتحاصر ملك الرجل الغامض .
قال الرجل الغامض بتحدٍ أخير .
"كل شيء له حدود ، وأنت لديك حدود ، أليس كذلك ؟ "
نزع المهرج قناعه ، وظهر ضباب أسود أمام وجهه ، يحجب ملامحه . وضع يده على خده وقال بصوت غامض .
"وما رأيك إذا قلت لك أنني مخترع الحدود ؟ أنا هو... "
توقف للحظة، ثم تابع قائلاً . " الكاتب... "
صُعِق الرجل والمرأة ، لم يتوقعا أن تلك الكلمة البسيطة ذات الحروف الستة ستكشف عن هوية هذا الغامض .
تحرك الجندي ليحاصر ملك الرجل الغامض ، وأعلن المهرج بابتسامة .
" شاه مات "
وهل القلم ينفد حبره؟ نعم ، ولكن هل ينفد حبر الكاتب ؟ كلا .
ثم زلزل المكان واختفى كل شيء، وظهر جيرمان في مكتبه ، يحدق في السقف بعينين سوداويين تمامًا .
نظر المحقق نحو النافذة ، ووجد الشمس قد كسرت سواد ليل وظهرت مرةً أخرى . عدل المحقق وضعية جلوسة وهو يمسك رأسه بأصبعة العشرة ، قائلًا بهدوء .
“ يبدو أن أمور الغموض تتولى عليّ من جميع الجهات ، تبًا هل كل هذا الكلام العميق يخرج مني ؟ أم أن شخصًا أخرى يتحكم في عقلِ ودوافعِ ؟ وكإن الذي يتحكم فيه هو أنا ؟ ”
نهض من الأريكة ، وخطا نحو دورة المياة ، وقبل أن يغتسل نظر إلى المرآة وتجمد في مكانه إلى شيء الذي رآى ، لقد تغير شكلة بالكامل !
بدا أصغر شكلة من السابق ، شعر أسود طويل مموج ، مع عيون زرقاء وخضراء ، وملامح حادة جدًا ، يوجد بعض النمش على خده الأيمن ، والأيسر ، مع بروز عظمة الخد بشكل واضح وقوي .
تراجع قليلًا إلى وراء وهو مصدوم ، بدأ بلمس كل شبر في وجه ، وبدأ يقرص نفسه ، قائلًا وهو في حيرة من أمرة .
“ ماذا ؟ حتى في هذا العالم تغير شكلِ ؟ تبًا ، ما الذي يحصل لي ”
وهو في حيرة من الوضع الذي هو فيه . تحدث الغامض بسخرية قائلًا .
“ أوه طفلي لطيف ، لقد تغيرت بشكلًا كامل . على ما يبدو أنك تقبلت نفسك بشكل عندما ذكرت كلمة ‘ الكاتب ’ ، تقبل النفس يؤدي إلى طرق عديدة ، ومنها التغلب على ما هو قادم ”
نظر المحقق من حولة ، قائلًا بهدوءً شديد .
“ الذي فهمته من كلامك ، هذه هو الشكل الأصلي لدي في هذا العالم ، ولكن…. ولكن عندما تقبلت ذاتي وصرحت بأني هو ‘ الكاتب ’ ، تغيرت هيئة إلى هذا الشكل ؟ ”
ضحك الغامض بصوتًا ما بين السخرية ولا مبالاة ، قائلًا .
“ هذا صحيح…. هذا صحيح عزيزي ، ولهذا أنتَ هو طفلي المفضل لأنك تفهم ما أحاول أن اجعله غامضًا ، تحولة إلى تركيبة مفهومة وجميلة مثلك . وكـ تكريمًا لك سوف أعطيك قدرة جميلة ، كجمالك عزيزي نيوفيليت ”
ضحك نيوفيليت بسخرية أيضًا ، مُتحدثًا كما لو أن جنون هذا العالم بدأ يسيطر عليه وهو يتناغم مع هذا الجنون ، قائلًا .
“ طفلك المفضل ؟ ولماذا هل أنتَ أبي ؟ وأيضًا ما هي القدرة التي تريد أكرامِ بها أيها الغامض ؟ ”
أجابة هادئًا ، مع ضحكة سخيفة في منتصف الهدوء ، قائلًا .
“ أنتَ… أنت…. كم أنتَ جميل يا عزيزي نيوفيليت ، هههههه . دعنا من هذا ، قدرتك ياعزيزي تسمى بـ ‘ نوب ديث ’ ، وهي قدرة تجعلك تتحول إلى هيئة السفاح ، ولكن يوجد شرط ، وهو توفر شكل القاتل لتستطيع أن تتحول أليه ”
كان نيوفيليت مندهشًا من هذا الأمر ، وبدأ يحادث نفسه قائلًا
‘ قدرة تجعلني اتحول إلى سفاح ، شيء مُرعب وجميل في نفس الوقت ، ولكن ما المغزى من هذا التحول ؟ وكيف سوف يفيدني ’
وهو يترسخ في أعماق ذاته ، قاطعة الغامض قائلًا .
“ لا تثقل عقلك بالأفكار ، هذه قدرة وحشية وتليق بوحشًا مثلك ، وسوف تفيدك جدًا في العثور على قاتل ، حيث أذا قمت بقتل بشريًا واحد ، سوف تأخذ نسبة 20% من ذاكرة القاتل الأصلي ، وأذا وصلت إلى نسبة 100% من الذاكرة ، سوف تستطيع أيجاد القاتل في عقر دارَ ”
تحدث نيوفيليت وهو يتأرجح عقلة بالأفكار المتوالية عليه .
“ إذن هذه القدرة سوف تجعلني أرمي التحقق عرض الحائط ، هل هذا صحيح ؟ ”
ضحك الغامض ساخرًا مرةً أخرى قائلًا .
“ نيوفيليت….. يا نيوفيليت ، ليس جميع القدرات التي أعطيتها لك سوف تعمل ، في بعض الأحيان لن تفيدك بشيء ، وهل رؤية المستقبل أفادتك في تحقيق في قضية سفاح رقعة الشطرنج ؟ كلا ، سوف يأتي يوم تستخدم فيه عقلك البدائي فقط ”
ومن ثم أنقطع الصوت الذي كان يضرب جدران المكان ، صرخ نيوفيليت عليه وكان في جعبته الكثيرة من الأسئلة قائلًا .
“ أيها لعين إلى أين ذهبت ، ماذا تقصد بأستخدام عقلي البدائي فقط ؟ أجبني يا أبن العامرة ”
ضرب نيوفيليت سلة الملابس بقوة تعبيرًا عن غضبة ، بعد 10 دقائق خرج من الحمام واضعًا المنشفة على رأسه ، سخن له كوبًا من الشاي ونظر نحو شروق الشمس الجميل .
وهو يتأمل الشروق مع كوب الشاي الحار ، تحدث نيوفيليت بهدوءً مرعب قائلًا .
“ يبدو أن جميع الغوامض لا يطرقون الباب ، هل هذا عادة لديكم أيها النقيب رويس أو أيها النقيب الغامض ”
كان النقيب الغامض ذو شعر أسود طويل ، مع لحية خفيفة ، وعيون زرقاء ، وملامح حادة ، يرتدي معطف أسود طويل مع قميص اسود تحت المعطف .
واضع العصا على الجانب الأريكة بالقرب منه ، وهو يمسح بالقبعة التي يمسكها بيدة اليمنى . ضحك النقيب وهو ينظر بعيونه الزرقاء نحو المحقق .
“ حسنًا…. كيف حالك أيها المحقق نيوفيليت ، مرة فترة طويلة لم آرك بها ، وأيضًا يبدو أن العظماء لديهم حدس قوي ويشعرون بوجود شخصًا ما بجوارهم ”
ألتف نيوفيليت نحوة النقيب الغامض مُتحدثًا بأسلوبًا نبيل قائلًا .
“ يبدو أن الغوامض لديهم طابع مشترك ، وهو سؤال عن صحة المُقابل قبل أن يتحدث عن الشيء الذي آتى أليه ”
وقف النقيب الغامض أمام نيوفيليت ، كانت نظراتهم مرعبة ، وكأن عملاقان ينظران إلى بعضهما البعض ، تحدث النقيب مع ابتسامة عريضة مزيفة .
“ يبدو أن الكثير من الأحداث قد حدثت خلال فترة تواجدك في هذا العالم ، أسترح قليلًا لنتحدث عن موضوع قد يفيدك تمامًا ، له مصلحة لك ولي أيضًا ”
جلس المحقق على المكتب الرئيسي ، وجلس النقيب الغامض أمامة في كرسي الضيوف . نظر نيوفيليت أليه قائلًا وفي نبرته عدم اهتمام .
“ أذن أيها النقيب ، إلى ماذا تسعى في حضورك إلى هنا… كلِ أذان صاغية ”
وضع النقيب يده اليسرى على طاولة ، وبدأ التحدث حول أمرًا ، قائلًا .
“ هناك مصحة للأمراض النفسية تقع في منطقة تيلدوان ، أريدك أن تحقق في هذه المصحة في كل شبر منها ، حتى تجد شخصًا ما هناك داخلها ”
ضحك نيوفيليت بصوتًا عالًا قائلًا .
“ ما هذا الطلب الغريب أيها الغامض ، وهل تتوقع مني أني سوف أقبل هذه المهمه ؟ أذهب لـ شخصًا آخر ينفذ مهمتك ”
ارتسمت على وجه النقيب ابتسامة غامضة ، جاعلًا الغرفة…. قرمزية ، تحول كل شيء إلى لون الأحمر داخل الغرفة ، بدأ سقف يتقطر دمًا ، دمر القمر القرمزي سقف البناية وهو ينظر إلى المحقق .
كان نيوفيليت ينظر من حولة بثبات . مُتحدثًا النقيب حديثًا جاعلًا منه قناة صاغية .
“ سوف أسلمك شيئين ، ومن المستحيل أن ترفض ، الأول : سوف أعطيك مليون بنس ، والشيء الثاني : سوف أخبرك بسر عائلة ‘ الواكير ‘ والقضية التي تخصهم بشكلًا كامل ”
أمسك نيوفيليت الطاولة بقوة حتى أنكسرت على يده ، مع ضحكة غامضة ترسم على وجهه قائلًا .
“ أذن أيها النقيب تعرف كيف تقنع شخصًا ما ، حسنًا… لقد عقدنا صفقة أيها الغامض ”
رفع النقيب أصبع السبابة قائلًا .
“ ولك يجب عليك أكمال مثلث الموت قبل أن تغوص في هذه المهمه ”
تجعدت عيناه نيوفيليت مُتسائلًا عن مثلث الموت .
“ مثلث الموت ؟ ماذا تقصد ؟ ”
ابتسم النقيب الغامض قائلًا بهدوء يسطو القرمزي المراقب .
“ ثلاث مهمات ، أذا قمت بأكمال هذه المهمات بشكل صحيح وأتم صورة ، سوف تذهب للمرحلة الأخيرة وهي التحقيق عن ‘ المصحة القرمزية ’…. ”
أرجع المحقق ظهرة للكرسي قليلًا ، ناظرًا نحو النقيب
“ وما هذه المهمات ؟ ولكن ألم نتفق فقط على المصحة القرمزية ؟ ”
ضحك النقيب ضحكة خفيفة ، نظر نيوفيليت بأنزعاج قائلًا .
“ ماذا… هل قلت شيئًا مُضحكًا حضرة النقيب ؟ ”
أجابة المحقق واضعًا قدمًا على الآخر قائلًا .
“ المليون الذي سوف أعطية لك يخص الثلاث مهمات ، ولكن أتمامك لمهمة المصحة القرمزية ، هو جائزة خاصة ، كما قلت لك سوف أطلعك على سر عائلة الواكير ”
وضع المحقق أصبعة الأبهام والسبابة على ذقنة وهو ينظر إلى النقيب قائلًا له .
“ أذًا هكذا هو الأمر…. ما هي المهمه الأولى التي سوف أقوم بها ”
ابتسم النقيب ، وبدأ تحدث عن ماهية المهمه الأولى .
“ شخصًا ما يدعى ‘ بالجزار ذو نصف وجه ’ لا يقف في وجه أي شخصًا صغيرًا في السن أو كبيرًا ، الجميع سواسية لديه ، طريقة قتله ممُيزة جدًا ، حيث يستعمل أداة غير حادة تجعل الضحية تعاني قبل أن تقتل… ولكن سلسلة قتل هذا المجرم مستمرة لمدة 50 سنة ولم يستطيع أحد أيجادة دليل واحد عليه ، فقط هناك شخصًا واحد رآى السفاح من العامة وقدم وصف كامل له . ولكن بعد يومين أنتحر هذا الشخص ، والأسباب غير واضحة . هل تستطيع تولي هذه المهمه ، أيها المحقق؟ ”
ابتسم نيوفيليت ابتسامة عريضة مع عيون قرمزية حادة قائلًا .
“ سوف أحضر لك عمولة الفقري مع رأسه مُتصلًا به ”
عاد كل شيء إلى وضعة رجعت الشمس تضيء المكتب واختفا القرمزي من المكان . تحدث النقيب وهو مبتسم قائلًا .
“ أذن لقد عقدنا أتفاق ”
قبل أن ينهض النقيب من كرسية ، قال له المحقق شيئًا مهمًا
“ هل تعرف وصف الشكلِ لهذا القاتل ، من ناحية السلاح الذي يستخدمة أو ملابسة ”
أجابة النقيب وهو يحاول تذكر شكلة بالضبط كم أخبرة ذلك الشخص قبل أنتحارة .
“ يملك وجه واحد فقط النصف الأخر غير موجود ، يضع قناع نصفي للوجه الآخر حيث هذا قناع يبكي دمًا ، يرتدي معطف أسود طويل مُغطى بالدماء ، يتراوح طولة ما بين 3,20 إلى 3,76 متر تقريبًا ، هذا كل ما نملك حول وصف هذا السفاح . هل تحتاج إلى شيئًا آخر ؟ ”
وضع المحقق أصابعة العشرة سويتًا وهو ينظر إلى النقيب بكل كبرياء قائلًا .
“ هذا كل ما أحتاج أليه أيها النقيب ”
نهض النقيب من كرسية واضعًا قبعته على رأسه ، قبل أن يخرج من الغرفة رمى النقيب ورقة على الطاولة ، ومن ثم أختفى بشكل كلي .
أمسك نيوفيليت الورقة قائلًا
“ يبدو أن الغوامض يرمون الأوراق ومن ثم يختفون بهذا الشكل المُثير ،هههههه ، تبًا لهم ”
فتح المحقق الورقة ، وقراءة ما فيها .
‘ من العمدة أيفان كولينز تم تأجيل حفل تكريمك إلى أشعارًا آخر بسبب بعض الظروف الحاصلة في لندن ، والمناقشة حول العمداء الآخرين الذين قتلوا ، ومجددًا شكرًا لك أيها المحقق ’
أشعل نيوفيليت سيجارة وقام بأحراق الورقة على طاولة ، واضعًا قدمية على طاولة وهو ينظر إلى ورقة وهي تحترق . قائلًا .
“ تبًا لك ، وتبًا لتكريمك التافة . هناك شيء أفضل من التكريم ينتظرني ، حضرة العمدة ”
عندما كان النقيب الغامض يسير عبر الشوارع المضيئة ، توقف عند زقاق ضيق ومُظلم . هناك ، وقف شخص غامض يلفه السواد ، يتحدث بصوت خافت ولكنه حازم .
“ يبدو أنك تريد المُخاطرة أيها النقيب ، أخبارك ولو لحرفًا واحد قد يؤدي إلى تقطيعك إلى قطع صغيرة ”
ضحك النقيب رويس ناظرًا نحو الغامض الذي يتلبس السواد من حولة قائلًا .
“ هههههه ، في البداية عليه أتمام مثلث الموت عندئذ يمكننا التكلم حول مهمة المصحة القرمزية ”
تحدث الغامض من خلف الستائر السوداء قائلًا .
“ عليك الحذر غرايستون ، التعامل مع العظماء أكثر خطورة من تعامل مع القرمزيين ”
ابتسم النقيب غرايستون ابتسامة خفيفة وكأنها تحملًا خوفًا داخليًا قائلًا .
“ أنا أعلم ذلك جيدًا ، ولكن شخصًا مثلي…. يحتاج إلى راحة أبدية ”