الفصل الكوني

———

سيلاس

“ يالهُ من جو جميل للقتل ”

هكذا عبر المحقق عن شعورة الداخلي ، وهو ينظر إلى هطول قطرات المطر بشكل مُبعثر وبطيء . قام بأخذ مُعطفة وخرج من المكتب ، ومن ثم خطا نحو السلم الذي يؤدي إلى خارج البناية .

رافعًا رأسه يتأمل المطر الذي يسيل على أجزاء وجهه ، نظر نيوفيليت من حولة ، ومن ثم بدأ بمحادثة نفسه ، مُتسائلًا عن الهدف الأتي .

“ ما هي أفضل وجهة للقتل ؟ قتل الأبرياء ليس فيه متعه بتاتًا ، إذن الطريق الأفضل هو شق نحو النواحي المُظلمة التي تسكنها العصابات ، هناك توجد أعداد كبيرة ، أستطيع من خلالها تزويد نفسي بذكريات القاتل ”

بدأ يسير نحو النواحي المُظلمة ، حتى أتى إلى بناية تنبعث منها رائحة الدماء وصراخ بعض الناس ، كان المحقق يراقب من بعيد البناية .

كانت البناية في زقاق مُظلم واسع ، وكبير جدًا . يتلامسها السواد من كلِ جانب من النظرة الأول لها تجد أنها ثلاث طوابق مع وجود أثنان من نوافذ مفتوحة والأخرى قد لصقت عليها الجرائد .

أخرج المحقق ورقة صغيرة . قد سجلها فيها بعض المعلومات التي تخص الأمكان المُحتلة من العصابات عندما كان يحقق في قضية “ قاطع الوريد ” .

“ على ما يبدو أن هذا المكان هو الأبشع والأكثر أجرامًا من باقي المناطق الموجودة في أنحاء لندن ، لذلك سوف يكون هدفًا رائعًا لقتل هولاء الزناديق ”

وهو يُتمتم ما بين نفسه تذكر شيئًا مهمًا .

“ الوصف البصري للقاتل موجود ، ولكن كيف سوف أتحول إليه ! ذلك لقيط يعطي المعلومات بدون الطريقة التي تؤدي إليها ”

وضع أصبعية السبابة والأبهام على ذقنه ، مُتسائلًا 'كيف ؟ ' ، حتى تذكر شيئًا مهمًا وهو حديث السفاح أمكشورار حول أنهم شخصًا واحد وكلاهما مجنون ويحب القتل .

ابتسم نيوفيليت ابتسامة تشق الفم من بدايته إلى أقصى الأذن مع تعابير شيطانية . أرتفعت غريزة القتل لدى المحقق إلى أقصاها وبدأ بتخيل شكل القاتل ، حتى بدأت تركيبة جسدة تتغير بشكل كبير .

اصبح لديه وجه واحد ، ونصف الأخر مفقود مع قناع ، وسترة سوداء مُغطات بالدماء ، وأصبح أطول من السابق . بدأ نيوفيليت يتحسس جميع الأجزاء التي تغيرت ، كان يحمل بيده اليمنى ساطور غير حاد .

خطا نحو البناية وهو يرتعش من الحماس ، كان هناك مجموعة من الحراس جالسين أمام باب البناية ، حتى أوقفوا نيوفيليت ، تحدث شخصًا بأستهزاء قائلًا

“ ذو نصف خردة ، إلى أين أنتَ ذاهب ؟ ”

لم يجيب نيوفيليت على سؤال ، فقط بدأ يحدق فيهم ، بدأ شخص الآخر بالتحرك من حوله قائلًا له .

“ لم أرك هنا ؟ هل أنت أحد المجانين المفقودين من أحد مصحات أم ماذا ؟ ”

رمى الشخص الآخر كأس النبيذ على الأرض بقوةً شديدة ، وأخذ الجزء الحاد من الكأس وقام بطعن نيوفيليت في كبدة .

“ يبدو أن هذه القطعة التي تُزرع في أحشاءك سوف ترسلك إلى أعماق الجحيم ”

لم يبدِ المحقق أي حركة ولو قليلة بقية فقط ساكنًا في مكانة ، وهو ينظر إليهم ، حتى أمسك يد الذي طعنة ، وكانت الصدمة تعلوا الثلاثة الموجودين ، وقام بكسر يده ، من قوة الكسر…. خرج العظم من لحم ، وقام بفصل رأسه عن جسده .

قام الشخص الآخر بطعن نيوفيليت في رقبته ولكن ألتفه نحوه وقام بطعنه بكل قوة حتى ومن ثم دمر رأسه وجعله مجرد حبات رمل . بدأ أحد الأشخاص بأطلاق النار عليه ، تجنبها بكل سرعة ومن ثم ضربة بكل قوة حتى دمر باب البناية .

ظهر مجموعة من العصابات الذي يقومون بتجارة بعض المشروبات ولحوم بطريقة غير قانونية . أخذوا أسلحتهم وقاموا بأطلاق النار عليه ، أختباء نيوفيليت خلف أحد الجدران ، وهو يفكر في طريقة للقضاء عليهم . وهو يتلذذ بالتفكير بدأت مجموعة من الذكريات تسير عبرة حبل دماغة ، وكانت كلمات غريبة تشير إلى شخصًا ما :

‘ لن تصبح مثل والدك أبدًا ‘

‘ أنظر إليه كم هو مخزي ‘

‘ أشعر بالأسى عليها ، لو كان لديها إبنًا صالحًا لما حدث هذا لها أبدًا…. يالها من مسكينة ‘

‘ هل يعقل أنهُ رأها ولم يفعل شيء يالهُ عار أسود عليه ‘

ومن ثم أنقطعت تلك السلاسل من الذكريات التي بدأ تسير عبرة عقلة ، أمسك رأسه وهو يحادث نفسه قائلًا .

‘ ما هذا ؟ ما الشيء الذي فعله هذا السفاح حتى يتلقى هكذا كلمات جارحة ؟ من هي التي رأها ولم يفعل شيئًا ؟ ’

صوب أحد الأشخاص مسدسه نحو رأس المحقق ، ولكن قام المحقق بقطع يده بشكل جزئي بسبب أن الساطور غير حاد ، ومن ثم فجر قلبة بضربة قوية .

يوجد في الصالة الرئيسية حوالي 5 أشخاص ، جميعهم يبحثون على المحقق ، ولكن كان ينقض عليهم مثل الأفعى التي تلدغ ومن ثم تختفي خلف ستائر الطبيعة .

كانوا في حالة هلع ، لا يعرفون أين مكانة ، حتى أنقض على أثنان وقام بقطع رأسهما ، بقية فقط أثنان من الموجودين في الصالة الأرضية .

ظهر خلف أحد الأشخاص وقام بثقب ظهرة ، حتى أنتبة الشخص الثاني عن الأمر ، بدأ بأطلاق النار على نيوفيليت ، ولكن جعل من جثه درعًا له ، حتى رمى الجثة على الشخص الأخر وقام بطعن صدرة .

وهو يقوم بسحب الساطور خاصته بدأت سلسلة من الذكريات تسير عبرة عقل نيوفيليت ومنها :

' علينا أن نزرع بعض الخضراوات ، ونقوم ببيعها… منذو موته ولم يقم أحد بطرق الباب خلصتنا بتاتًا ’

' عندما أرك حزينًا تجعل قلبي يتفطر إلى قطعتين ، الأول اريد تجلب كل شيء لك ، والثانية…. تريد أستعادة ما فقدته ’

أمسك نيوفيليت نصف رأسه ، وهو يتأمل تلك الكلمات النابعة من صوت شخص قد فقّد… ويريد أرجاع ما فقدة ! مُتأملًا بتلك الذكريات ، صعد إلى الطابق الثاني وهو يسير بهدوء شديد .

وصل إلى طابق الثاني ، وقام بفتح باب الشبهة عملاق ، وصعقت أنفة رائحة كريهة . ظهر أمامة شخصان عملاقان يقومان بتقطيع جثث…. ولكن ليس جثث عادية أنها جثث بشرية .

ألتف العملاق للخلف ورآى أمامة نيوفيليت ، أصدر صوتًا خفيفًا لتنبيه شريكة الآخر .

' يبدو أن لدينا وجبة دسمة ، وحلوة يا صديقي '

ضحك الشخص الآخر بصوتًا عالًا

' سوف تعجب الرئيس هذه الهدية تمامًا ’

شغل أحدهم منشارًا وهو يضحك ، هجم على نيوفيليت ، أراد أن يقوم بقطع يده ولكنه قام بكسر يده بكل قوة ، ولكن ظهر الشخص الآخر خلف المحقق ، وطعنه بكل قوة في منطقة الحيوية . لم يابي نيوفيليت بهذا الأمر بتاتًا ، وأمسك رأسه وفصلة عن جسدة .

أستغل الشخص الآخر تشتت أنتباه المحقق ، وأراد قطعة إلى نصفين ، ولكن ضرب نيوفيليت ، قدم ذلك الشخص وعندما سقط على الأرض سقط المنشار على رأسه ، وبدأ يقطع رأسه إلى أجزاء مُتناثرة حتى دُمر بشكل كامل .

ظهر مجموعة أخرى من الذكريات نحو نيوفيليت ، جلس جثة الشخص الذي قطعة المُنشار وبدأ يستمع إليها بكل هدوء .

' يجب علينا حماية أنفسنا من هولاء السفاحين…. الذي كل آمرهم هو المال فقط ’

' أذا حدث شيئًا لي ! حاول الهرب " سيلاس ” لن يفيد الأمر ، لا يوجد شيء يستطيع حمايتنا ’

نهض نيوفيليت من على جثة ، امسك القناع وقام بكسر الجزء السفلي . صعد نحو الطابق الأخير ووجد أمامة شخص جالس في مكتب فخم وجميل ، والأموال مُتناثرة في جميع أجزاء الغرفة . كان الشخص يقوم بالتدخين حتى ألتف نحو نيوفيليت ؛ كان هذا شخص شعرة أصفر قصير مع لحية طويلة ، ويوجد جرحين على عينيه ذو لون الأسود .

تحدث هذا الشخص بصوتًا يمزج بين الهدوء ، والتكبر .

" يبدو أن القاتل المشهور لم يكن مجرد أسطورة قديمة يتناولها مجموعة من الحثالة العجائز ”

يكمل كلامة وهو يسحب سيجارة أخرى

" أنا سيد ويلز… تشرفت في معرفتك أيها الأسطورة الحقيقة ”

كان نيوفيليت هادئ فقط ينظر نحرة ، وهو يستمع إلى كلماته. ضحك ويلز بصوتًا خفيف وتابع كلامة قائلًا .

" يبدو أنك لا تريد الكلام… لا بأس لدي مُقترح لك سوف يفيدك ، نتقاسم الأعمال فيما بيننا ونصعد نحو القمة سويتًا ، ما رأيك في هذا الاقتراح ”

أقترب نيوفيليت من عند السيد ويلز ، ومد يده نحو الأمام ، ومن ثم قام باختراق رقبته ، حتى أن عيونه أنفجرت بشكل كامل .

وبسبب تصفية نيوفيليت لهذا العدد الكبير ، لقد وصل إلى نسبة 100% ، بدأ تسير له مجموع من الذكريات الأخيرة نحو عقل نيوفيليت البدائي :

' الظلام حل علينا سيلاس…. يجب عليك النوم غدًا لديك عمل شاق يا عزيزي ’

' الجلوس أمام النار أفضل من جلوس أمام البحر ، فيها تحرق أفكارك ، وفيها من تبحر ’

' عليك الهرب….. لا تبقى هنا سيلاس أهرب من هنا ’

وظهر في ذاكرة نيوفيليت صورة بيت من حوله الأشجار والطبيعة الجميلة . وأمام البيت يوجد نهر ذو مساحة صغيرة جدًا ، كان تصميم البيت عادي جدًا ، على الأغلب لقد تم بناءة من قبل شخصًا واحد . وأمام البيت مكتوب لافته . " البيت الأجمل والوحيد في منطقة كنتسنت ” .

وعندها رجع نيوفيليت إلى هيئته الأصلية ، بدأ بمحادثة نفسه وعينيه القرمزية تضيء الوادي المُظلم .

" يبدو أن المنطقة الأخيرة لنلتقي مع المجنون الذي أرعب لندن لخمسين سنة قد أقتربت…. وأقترب معها نهاية "

خرج نيوفيليت من البناية ، كان الجو مُرعب هطول المطر الذي يشير الشكوك نحو نهاية غير معروفة ، نادى نيوفيليت على حصانة " غيمة الغموض ” .

ظهر غيمة الغموض من العدم ، ركب المحقق الحصان ، وبدأ الحديث معه قائلًا .

" نحو الرحلة الأخيرة ، منطقة كنتسنت ”

ذهب نيوفيليت نحو تلك المنطقة ، وهو في الطريق كانت الأفكار تسيل على عقلة كالدماء…. حادث نفسه مُتسائلًا عن ماهية تلك الذكريات الغير واضحة قائلًا .

" على ما يبدو أن هناك شيئًا غامض حول هذا السفاح ، ومن تلك المتحدثة هل أمه ؟ أو أخته أو على الأغلب مربيته ؟ الكثير من الأسئلة حول هوية هذا القاتل ، ولكن الشيء الواحد الذي أعرفه من خلال تلك ذكريات أنهُ حدث أمرًا كبيرًا له ”

وبعد ساعة كاملة وصل نيوفيليت إلى المنطقة المحددة ، بدأ بتمعن البيت من الخارج . الجو كئيب حول البيت ، وعدم وجود أي مصدر للضوء داخله أو خارجة.

فتح نيوفيليت الباب ، ونظر إلى داخله…. كان البيت عبارة عن فوضى كبيرة من جميع زواياه ، كان هناك كرسي في منتصف الصالة يبدو قديمًا وقد عفى عليه الزمن .

نظر نيوفيليت نحو اليمين وهو يتفحص أجزاء البيت أحاطت عينيه على صورة لطفل صغير ذو شعر أصفر ، وعيون زرقاء ، مع ملامح وسيمة جدًا ، وكان يوجد شخصان على الجهة اليمنى واليسرى ، ولكن وجوههم مُلطخة بالدماء .

تحدث نيوفيليت وهو مُتسائل عن ماهية هذه الصورة قائلًا .

" هل هذا السفاح عندما كان صغيرًا ؟ والوجوه المُلطخة بالدماء ، هل هذان والداه ؟ شيء غريب حول هذه القضية ”

جمع نيوفيليت مجموعة من الخشب ورماه عند الموقد ، وقام بإشعالها ، وضع الكرسي بالقرب من الموقد ولكن أتجاة الكرسي نحو الباب الرئيسي للصالة . وضع المحقق الخنجر على قدميه ، وهو ينتظر حضور القاتل .

وبعد ساعتين من الانتظار ، فتح أحدهم الباب ، نظر نيوفيليت إليه مع ابتسامة مُريبة قائلًا .

" كيف حالك سيلاس ؟ لقد كنت في أنتظرك ”

2024/08/28 · 19 مشاهدة · 1773 كلمة
MYDE
نادي الروايات - 2025