الفصل الكاذب

———-

نُصوص القَديمِ

————-

كان نيوفيليت مذهولًا من حضور هذا الشخص المرعب والمخيف، كان عيونه القرمزية تتوسع من تلقاء نفسه، عندما سمع مهنة القديمة.

"من أنتَ…. أيها القديم؟”

ظهر لون قرمزي فوق منصة المُحاكمةِ، وظهرت يد فيها كفوف بيضاء تّقطرُ قرمزيًا، من خلال بعدًا آخر تحمل كتابًا مُقدسًا؛ كتب على هذا الكاتب بخطًا قديم وواضح:

" أنا من أوقفت الشيطان، حين كان الجميع يمجدوه”

تكلم الغامض بصوت ذو طبقتين، الأول فيها نبرة خشونه، والثانية صوت متداخل ما بين الصوت الأقدم للقديمين.

"أنتَ تعرفني جيدًا، وأنا أعرفك أيضًا. ولكن لا بأس أيها العظيم؛ البلوغ نحو الأقصى، ينسى فيه فتى أنهُ كان فقيرًا تحت الحصى… أنا مُخترع محكمة العدالة، حين كانت لا توجد عدالة بوجود أمبراطور الفوضى الكونية”

"لقد أتيت لنرى أخطاءك المرعبة التي فعلتها بحق معظم البشر الذين قابلتهم سيد نيوفيليت، ولنرى أول قضية لك في هذا العالم وهي: قتل الكسندر، وقطع رأسه وسحب جثته في وسط شوارع لندن أمام جميع الماره، أيها المتهم ماذا تفسر هذه القضية. أريد منك أن تكون أجابته صريحَ كما كانت على الجسر…”

ظهر كرسي حجري قديم من تحت نيوفيليت، جلسة عليه، ودخلت يديه داخل الكرسي الحجري. كان يحاول أن يخرج يديه ولكن بدون فائدة، نظر نحو الغامض مُرمجرًا أسنانه بقوة:

"إلى ماذا تسعى ياهذا، من أنت وماذا تريد مني قم بأخراج يدي لعينه من الكرسي الحجري الآن قبل أن اق….”

خرجت دماء من عينية نيوفيليت، وأزداد حدة الألم في بطنه حتى بالتقيء دمًا لونه أسود. ضحك الغامض وتحدث بهدوء شديد:

"أذ لم تجب على هذا السؤال، أيها العظيم… سوف يتم قطع رأسك في المرة القادمة.”

كان نيوفيليت يصعب عليه تنفس بسبب الألم، وفي داخله الكثير من الأسئلة حول هوية هذه الغامض، ومعرفته الكبيرة به. نظر نيوفيليت إلية، وتحدث بصوتًا متعب:

"أنها وظيفتي سيادة القاضي، ولم يكن هناك أي آخر سوى قتلة، لأنه بكل بساطة كان يحاول قتلِ. وقمت بسحب جثته في أنحاء شوارع لندن إلى مركز الشرطة؛ بسبب مقتل إليزبيث بطريقة بشعة.”

"كاذب…” أهتز المكان أجمع بهذه الكلمة الثقيلة التي وجهت نحو المحقق نيوفيليت، وتم وصفه بالكاذب من قبل القديم.

تفاجأ نيوفيليت من الصوت المرعب الذي يخرج من فم هذا القديم، تحدث القديم بصوتًا هادئ؛ وكان يعطي إلى المحقق فرصةٍ أخيرة:

"إذ قمت بالكذب مرةً أخرى، سوف أقوم بسلخ جلدك عن عظمك؛ مرارًا وتكرارا… حتى تتمنى الموت والراحة.”

لا يملك نيوفيليت خيارًا آخر، أنهُ أمام شخصًا لا يستهان به بتاتًا. لا يستطيع الكذب عليه كما حصل في العديد من المرات، تنهد بصوتًا خفيف ومن ثم أجابة وهو يضحك:

"هههههه! أذن تريد الحقيقة حضرة القاضي، لك ذلك، في الأساس أنا لا أهتم لأي شخص المغزى فقط هو تنفيذ كل شيء من أجل مصلحتي الشخصية؛ والخروج من أعماق الجحيم المظلم هذا. وهل تتوقع أني أهتم لأمر أليزبيث؟ يا رجل تبًا لتلك العاهرة، أردت فقط سحب جثة ذلك لعين أمام جميع واريهم من هو الأقوى. وأيضًا أنهُ شخصًا مجرم ومذنب وقمت بتخليص هولاء القطيع من شره الذي أستمر لستة سنوات.”

فتح الكتاب على يد الغامض، وبدأت الصفحات بالتقلب بصورة سريعة، حتى توقفت عند صفحة رقم 30. تحدث الغامض وفي نبرته الرعب:

" في نص قانون هذه محكمة، أعلن أنك بريء من هذه القضية؛ بسبب وجود بعض الأشياء التي تسمح لك بقتلة، ولكن تمثيل بجثته يعتبر شيء بشع. لذلك بموجب القانون في صفحة 30 الذي ينص يستطيع الشخص الفعل بالمعتدي؛ إذا كان المغزى من الأمر هو الدفاع.”

ظهر لون أبيض خافت على الجهة اليسرى من بطن نيوفيليت، حيث سلط هذا الضوء بقوة عليه، حتى أنهُ بدا يشعر بالألم الشديد، ولكن بعد عدة دقائق أحس أن جزء من الألم قد أختفى. نظر نيوفيليت إلى بطنه، ومن ثم نظر إلى القديم. تحدث القديم بهدوء:

"كما وعدتك عندما تكون إجابتك صادقة وفق القوانين، سوف تُشافى بالتّدريج. لن أذهب إلى قضية سفاح الشطرنج، لآن في الأساس يعتبر هذا شخص سفاحًا مُرعبًا كان يحتاج العالم إلى شخص ليتم أيقافة.”

"الآن نحو قضية سيلاس، وسوف نتحدث في هذه النقطة حول أختيارك لذلك المبنى وقتل العصابة عوضًا عن قتل الأبرياء؛ رغم أن هولاء لم يكونوا يأثروا عليك في شيئًا ما. تذكر جيدًا الأجابة صادقة وفق القانون، أن لم تكن سوف ترى شيء يؤلمك للأبد.”

لم يفكر المحقق بالأجابة مرتين، تحدث بغرور وكأنهُ لا يوجد شيء يخسره من نبرته:

"الأمر وما فيه، لا يوجد شيء يدعو لقتل الأبرياء؛ أين المتعة في قتلهم؟ المجرمين وهم من يستحقون ذلك فقط، حين ترى عيون المجرم الذي يرى الموت من خلالك، سوف تشعر وكأنك ملك لا يقهر أبدًا. لأكون صادقًا معك، كان مميزًا.”

فتح الكتاب مرةً أخرى، وقُلبت الصفحات بسرعة، حتّى توقفت عند صفحة رقم 10، تحدث الغامض مع ضحكة خفيفة:

"فعلك وفق القانون الذي أصدرته قبل 45 مليار سنة، يعتبر من الأفعال النبيلة والمرعبة أيضًا، وقوة الشخص في دخول معسكر للمجرمين وقتلهم أو تسليمهم للعدالة. ولكن إذا أتينا إلى حالتك نجد تفكيرك…. مجرد شخص يسعى للقتل للمرح وليس كون الهدف هو الأسمى والأساس الأقوى لديك، ولذلك أعلن أنك بريء، وفق القانون 10، رغم تفكيرك العكسي.”

ظهر لون الأبيض مرةً أخرى، وتعالجت الجهة اليمنى، وبدأ الألم يختفي بشكل تُدريجِ من عند نيوفيليت.

إشار القديم باصبعين، متحدث بغرور وكبرياء:

" لديك سؤالان أخيران، الأول: ما المغزى أو الهدف من الأبادة الجماعية التي فعلتها بحق الروس، بعيدًا عن المقامر الذي كان لا ينقص منك شيئًا من الجنون. لماذا قمت بابادتهم جميعًا دون أن يرمش لك جفنًا واحد؟ والسؤال الثاني والذي يعتبر سؤال عادي: لماذا قبلت بهذه المهمة؟”

ارتسمت على شفتيه نيوفيليت ابتسامة غامضة مُتحدثًا كما لو كان هو الحق ذاته:

"تم تكليفِ بمهمة، وهي تصفية جميع الروس، ومن فيهم المقامر العالمي 'غرايغوري راستوف..’، لذلك كانت مجرد أوامر وأنا قمت بتنفيذها، والأجابة على سؤال الثاني هو مرتبط بجميع الأسئلة التي قمت بطرحها، وهي خيط واحد حول لغز عائلة الواكير؛ واكتشاف سر هذا العالم الغريب. والرجوع إلى لندن في المستقبل أو العالم الذي كنت فيه. أنا لا أعرف أن كنت في عالم مختلف أم في الماضي…. أنا أمسك بخيط قد يقطع في لحظةٍ ما.”

لم يقم الكتاب بتقليب الصفحات أبدًا، وأنما أغلقت الصفحات ممزوجًا مع الغبار القرمزي الذي يتناثر منها. تحدث الغامض بصوت همهمة:

"هذه الأجابة التي كنت أريدها، يا نيوفيليت كن حذرًا في رحلتك الهدف الأسمى ليس في هذا العالم ولا العالم الذي يقبع وراءة وأنما نحو العالم الذي تسكن فيه النجوم والمُجرات. والآن أعلن أنك بريء أيها الكاتب العظيم”

أختفى جمرات الألم التي كانت داخل أعماق نيوفيليت، وتحررت يديه من الكرسي، وظهر على الجهة اليسرى من المنصة باب يخرج منهُ ضوء قرمزي على طول عمق الباب.

وقف نيوفيليت على قدمية، وهو يبتسم بعدما تعالج من الألم الذي كان يمزق أحشاءه بشكلًا مستمر، غير النزيف الذي يخرج من عيونه وفمه.

"يمكنك الأنصراف أيها الكاتب، لدينا لقاء لاحق في مكانٌ آخر.” تحدث الغامض وهو يوجهة بعض الأقوال المستقبلية والغير معروف نحو نيوفيليت .

"لدي سؤال فضولي حولك، مثلما قمت بطرح الأسئلة عليَّ، هل أنت تسكن في هذه المَصحة، هل مركزك الأساسي هنا؟” نظر نيوفيليت نحو القديم وهو يسير نحو الباب، وتوقف بسبب سؤال يراود عقله.

ضحك القديم، وأجاب على سؤال نيوفيليت بكل هدوء:

"لن أخبرك بكل شيء، ولكن كان مركزي الأساسي هو صحراء النجوم التسعة، لن تعرف أساسًا ما هذا المكان، كنت أسكن هناك لمدة 105 مليار سنة، ولكن بسبب حرب قد حدثت بين شخصين، حيث أن جميع من في هذا العالم قد مات، وبقية أمر هذا العالم لشخصين فقط، وهو الملك '…..'، والملك'….’، بسبب حرب هذان شخصان قد دمر العالم، وعندما رأيت الفوضى التي حصلت قمت بالتداخل.”

"هل قمت بأيقافها؟” نيوفيليت موجهًا سؤالًا نحو القديم.

"لن تحصل على جميع الأجابات، تذكر جيدًا مقولة الغراب الأحمر، أيها الكاتب.” فتح بعدًا كبير ودخلت اليد مع الكاتب إلى داخلة، بدأ المكان بالتدمير بشكل تّدريج، حيث سارع نيوفيليت نحو الباب ودخل إلية.

ظهر في ممر واسع يوجد على كل جهة 9 أبواب، مع وجود أسرة مغطاة بالدماء. أمسك المحقق رأسه باصبعه العشرة، وكان يركز نحو الصدغ الذي كان ينبض بسرعة بسبب كمية المعلومات الكبيرة.

"يد قديمة تتكلم، أسرار حتى أنا لا أعرفها، والتفاصيل الدقيقة التي قام بطرحها، وكأنهُ يعرف كيف يطرح مجموعة من الأسئلة يستطيع من خلالها أن يمسك بأجابة واحده فقط، أذن هكذا هم القدماء.”

بدا يسير نيوفيليت نحو الباب الذي يقبع في الأفق، وهو يمسك الخنجر بحذرًا شديد، وينظر شمالًا وجنوبًا، حتى خرج أحد الأشخاص بدون رأس يحمل سكين بيد واحده مع قدم واحده. خرج مجموعة يشبهونه من الأبواب التي كانت مغلقة.

هجم واحد من تلك المجموعة على نيوفيليت، ولكن قام بامساك يده، وكسرها بكل قوة وقطعها وادخالها في حفرة الكبيرة في رقبته. هجم أثنان على المحقق، قطع الآخر أثنين من اصابيع نيوفيليت، وقام الآخر بطعنه برقبته، أمسكة الذي خلف ظهرة وضربه بكل قوة على الأرض، حتى خرجت دماء من حفرة رقبته، وقام بتفجير قلبه بضربه واحده.

ضرب أحد المخلوقات نيوفيليت، مما جعل يصطدم في مجموعة من الأسرة، أراد واحدًا منهم قطع رأسه، ولكن أمسك السكين براحة يده، وقام بتفجير صدرة وأنتزاع قلبة.

قام برمي السرير على أحد المخلوقات وقسمة إلى نصفين، دمر نيوفيليت هذا الحشد الكبير منهم، ولكن كان شيئًا غريب حولهم.

"لماذا لا تنقص اعدادهم، لقد قتلت الكثير منهم، ولكنهم عددهم يزداد بشكل كبير.” كان نيوفيليت يتسأل حول مصدر تعداد هولاء الأشخاص.

وهو يقوم بقتلهم تقدم نحو الباب، الذي يؤدي إلى جهة الأخرى، سقط صاحب المنشار من الأعلى، وهو يصرخ بصوتًا عالٍ على نيوفيليت. لوح بالمنشار خاصته وأراد قطع رأسه المحقق، ولكن تراجع للخلف قليلًا، كان مُحاصر من جميع الجهات، ولا يوجد مفر آخر، حتى رمى سرير واحد على سرب من هولاء المخلوقات.

وركض بكل سرعة نحو صاحب المنشار، وقام بضرب بكل قوة على ذقنة، تأثر من هذه الضربة حتى أنهُ بدا يترنح بسبب قوة الضربة، ولكن قام بقطع يد نيوفيليت من الكتف، وبردة فعل سريعة قام بطعن عنق صاحب المنشار بقوة، ومن ثم ركض نحو الباب، وعبرة نحو الجهة الثانية، تارًكا مجموعة المخلوقات التي تريد آكلة.

" إين أنا…” ظهر نيوفيليت أمام بوابة تؤدي إلى حديقة ضخمة ويوجد فيها قصر فيكتوري ضخم، وكان الجو ممطر مع وجود القمر القرمزي وهو يراقب. كان يوجد مجموعة من الأشجار التي تم تعليق مجموعة من الأشخاص عليها من نحورهم بدون رؤوس.

فتح المحقق الباب، مع صريرة المزعج الذي يضرب مسامع الأذن، ونظر نحو القصر الذي كان هناك شخص ينظر إلى نيوفيليت من النافذة.

اختفى هذا شخص من أمام النافذة، وانطفت الأضواء التي كانت في الغرفة. كان نيوفيليت متفاجأً ومذهول من أمر هذا المكان والشخص الذي يراقب حتى سمع صوت هادئ وبارد خلف نيوفيليت قائلًا له:

"مرحبًا بك في المحطة الأخيرة… سيد نيوفيليت”

2024/09/11 · 19 مشاهدة · 1637 كلمة
MYDE
نادي الروايات - 2025