الفصل تارتاروس
المنقذ المزيف
وبعد خمسة أيام طويلة، خطا نيوفيليت خارج أبواب المستشفى، كان الهواء الخارجي باردًا وحادًا، لكنه لم يبدُ أنه يشعر به. كانت عيناه متعبة ومثقلة بما رآه ومرّ به. تجمّع الناس حوله ببطء، أولاً كانوا مجرد مجموعة صغيرة، ثم تحولوا إلى حشد ضخم، كلهم ينظرون إليه بنفس النظرة... نظرة مختلطة بين الامتنان والشك.
لقد رأوه كمنقذ، الشخص الذي واجه الظلام بجرأة. لكن هناك شيء آخر في أعينهم... شيئًا أعمق. هل هو الخوف؟ أم الريبة؟ نيوفيليت شعر بوزن تلك النظرات عليه، نظرات تحمل تساؤلاً غير معلن ، هل هو حقًا البطل الذي كانوا ينتظرونه، أم أن هناك جانبًا مظلمًا لم يظهر بعد؟
في وسط تلك النظرات الحادة، ترددت الكلمات في عقله... المنقذ المزيف. شعور بالغموض يحيط به، كأنه يسير في عالم لم يعد يفهمه تمامًا، محاطًا بأشخاص يرونه أكثر مما يرى هو نفسه .
تردد قول في أعماق القرمزي داخل ظلال نيوفيليت ، عندما كان ينظر إلى هذا حشد ، تحدث داخل أعماق الشر المرعبة ، وقال .
' كانت تلك أفضل الأوقات ، وكانت أسوأ الأوقات '
ولكن كان رجال الشرطة يقومون بأبعادة الناس من حول نيوفيليت ، كان نيوفيليت غير مهتم قيد شعرة لهم ، ما بال أهتمام القرمزي بالعبد ؟ أخذ يسير بينهم غير مبالاً بوجودهم ، وكأن القرمزي بدأ يسيطر عليه ، حتى أراد أحد الأشخاص عناق نيوفيليت ، ولكن قام نيوفيليت بضربة على وجه ، وطرح على الأرض .
وصل نيوفيليت إلى العربة ، خطا على سلم العربة ، وصعد بخطوتين ، وجد نيوفيليت ، النقيب رويس ، جالس بمحاذاة نيوفيليت ، نظر نيوفيليت إلية ، بنظرات أستغراب .
بدأت العربة بالسير في طريق ، وكان بعض الناس يقومون بالاحق بالعربة . ابتسم النقيب رويس ، وأراد قطع الصمت القاتل .
" كيف حالك أيها المحقق نيوفيليت ، هل أنتَ بأحسن حال ، على ما يبدو أصبحت لديك شعبية كبيرة "
تحدث نيوفيليت بين ذاته ، وقال
' الشعبية المقرفة ، في بداية يريدون تقطيع المتهم ، والآن يركعون تحت حذاءة ، شعب أخرق '
ابتسم نيوفيليت تلك الأبتسامة المزيفة ، ذات الطابع القرمزي ، وكأن فمه يسيل دمًا قرمزيًا ، قال إلى نقيب رويس .
" أنا بأحسن الأحول حضرة النقيب ، وأيضًا شيء جيد تغير نظرات ناس عني ، هذا يدعو إلى تفهم الشعب الأمر بوضوح ،
تنهد نيوفيليت ، ونظر من النافذة نحو الأبنية الفيكتورية .
سوف أقوم بأنهاء هذه المجزرة الوحشية ، التي أدت إلى دمار لندن بسبب بعض المختلين "
وضع النقيب رويس يده داخل جيبة الأيسر من السترة ، وقام بأخراج ورقة ، قام بتلسيمها إلى المحقق نيوفيليت
أخذ نيوفيليت الورقة ، بالحظة أستغراب ، تحدث نيوفيليت بأندهاش ، وقال نحو النقيب
" الورقة ، ما هذه الورقة أيها النقيب رويس ؟ "
أشار النقيب رويس نحو الورقة ، ومن ثم وضع يده داخل جيبة ، وقال له .
" هذه الورقة تستطيع من خلالها مزاولة التحقيق وتستطيع أن تعرضها على أي شرطي ، ليتأكد من الهوية الحقيقة "
وضع نيوفيليت أصبعة الأبهام والسبابة على ذقنة ، وقال .
' على ما يبدو ، أن في هذه الفترة لا يستعلمون البطاقات ، مجرد أوراق تثبت هوية الشخص ، أن كان شرطيًا أو محققًا ، شيء غريب '
وضع نيوفيليت الورقة داخل جيب سترته ، ونظر نحو الأبنية ، وكانت المنطقة مختلفة . بدأت وكأنها بعيدة كل البعد عن مركز المدينة ، تحدث نيوفيليت ،
" أيها النقيب رويس ، إلى أين نحن ذاهبون "
ابتسم النقيب رويس ، واضعًا قدمًا على القدم الأخرى .
" إلى مكانك الخاص أيها المحقق "
عرف نيوفيليت الأمر ، أنحنى إلى الأمام قليلاً جدًا مع ابتسامة قرمزية .
" أن كان ظنِ صحيح ، فهو مكتب التحقيق ، هل هذا صحيح أيها النقيب رويس "
" نعم ، إلى مكتبك الخاص أيها المحقق " أومأ النقيب برأسه وهو يجيب على سؤال المحقق .
بعد عشرين دقيقة من تجول بالعربة عبر الشوارع الضيقة والمظلمة، وصل نيوفيليت إلى مكتب التحقيق. كان المبنى قائمًا بين ثلاث بنايات ضخمة شامخة، بتصميم فيكتوري قديم يبعث على الرهبة. البناية السوداوية التي تقبع في المنتصف كانت مخصصة لنيوفيليت وحده. واجهت المبنى نافذة وحيدة في وسطه، كعين قرمزية تحدق في الفراغ.
دخل نيوفيليت والنقيب رويس من الباب الصدئ الذي أصدر صريرًا مهيبًا. المكان كان مهجورًا وكأن الزمن نسيه، طبقة كثيفة من الغبار غطت كل شيء، والأثاث بدا كأنه يئن تحت وطأة السنين. لم يكن هناك أي موظف، لم يكن هناك حياة في المكتب ، سوى روح المكان الثقيلة التي أحاطت بكل شيء ، وكأنها تخبرهم بأنهم كانوا وحدهم في هذا الحيز المهجور .
أشار النقيب رويس نحو المكتب ، وقال له
" يمكنك أن تتدير هذا المكان بأرادتك الخاصة ، بدون تدخل من الشرطة ، أو حتى بعض النبلاء ، لأنك تحت حماية العمدة أيفان كولينز .
ألتف النقيب رويس ، واضعًا يديه في جيوبة ، ونظر بـ نصف عين إلى المحقق .
أنت فقط الوحيد الذي أستطاع أمساك مجرم لم يستطيع العباقرة أن يفعلوها ، لذلك أنتَ الوحيد الذي تستطيع تولي جميع مهمام القضايا الأخرى أيها المحقق ، أنتَ كيان غامض "
رفع النقيب رويس قبعته إلى الأعلى قليلاً ، ومن ثم ألقى التحية ، وخرج بكل هدوء .
الأنسان لهُ حدود في الأستيعاب ، ولكن ما رأيك بـ نيوفيليت ، كلمة كيان غامض !
' ماذا يقصد النقيب بكملة كيان غامض ، من هذا النقيب ؟ '
وفي تلك لحظة ، دخل أثنان من الشرطة ، إلى مكتب نيوفيليت ، ألقيا التحية عليه ، وقالا له .
" سيدي نحن سوف نكون حراسك ، بأمر من العمدة أيفان كولينز ، أذا أحتجب إلى أي شيء ، نحن موجودين في جميع الأوقات "
نظر نيوفيليت أليهم ، وقال بكل هدوء مع أبتسامة مزيفة .
" شكرًا لكم على هذه الخدمة ، وأيضًا شكر كبير إلى حضرة العمدة أيفان كولينز "
ألقيا التحية مرةً أخرى ، ومن ثم خرجا من الباب الذي يصدر صوتًا صريرًا مزعجًا .
كان المكتب فيه ، كرسي ذو ظهر طويل ، وكان أمامة طاولة كبيرة نوًعا ما . فيها كمية غبار كثيرة ، وعلى جانب الأيسر كانت هناك نافذة والتي كانت أشبة بالعين في منتصف القرمزي ، تستطيع أن تنظر إلى القمر الأبيض ، أو المطر الذي يسيل ببرودة من السماء ، وكانت هنالك أريكتان تتسع لحوالي ثمانية أشخاص . جلس نيوفيليت على كرسي ذو الظهر الطويل ، ووضع قدمية على طاولة ، وقام بأشعال سيجارة ، وقام بتدخينها .
بدأ نيوفيليت بمحادثة نفسه ، وهو يدخن السيجارة ، وينفذ غبارة حول الغرفة .
' العمدة ، يبدو وكأنه شخصية صعبة المراس ، حتى مصيرة لم أستطع أن أرآه بشكل أوضح ، هل يعد من الكائنات الغامضة ، هل أنا في بعدَ ، يوجد فيه كائنات فوق التفسير البشري ؟ '
تنهد نيوفيليت ، ونظر إلى المكتب ، مسح نيوفيليت بأصبعة على الطاولة ، وكان الغبار كثيف بشكل كبير .
" يحتاج مكان إلى القليل من التن
في تلك اللحظة، لم يكمل نيوفيليت جملته حتى قاطعه الشخص المجهول بصوت يحمل نبرة مزيج من السخرية والضحك .
" مذهل، مذهل، مذهل، أيها الكائن البارق نيوفيليت... أنت تحفة فنية قيمة... أوه، أيها المهرج، أوه، أيها المهرج، ارحم نيوفيليت الصغير وقم بحضنه بين يديك، إنه طفلك العبقري نيوفيليت "
وقف نيوفيليت من الصدمة، مشلولًا بين الحيرة والدهشة. لم يعرف كيف يرد، الكلمات علقت في حنجرته، وأفكاره تشابكت في ذهنه. كان هذا الشخص أو ربما العالم بأسره يعبث بعقله ، يدفعه نحو حافة الجنون . جلس على أقرب كرسي ، أمسك رأسه بيديه وكأنه يحاول منع أفكاره من الانفلات . ثم، بعد لحظات من الصمت المرعب، ابتسم ابتسامة عريضة وقال بصوت يكاد يكون هامسًا ،
" صحيح، صحيح... أنا هو المهرج "
وبعد ستة ساعات تقريبًا ، كان نيوفيليت جالس على الأريكة ، وهو يدخن سيجارته السادسة ، كان المكان يملؤة رائحة السجائر من كل جانب ، نهض نيوفيليت من على الأريكة ، قام بأخذ معطفة من خزانة الملابس ، أرتدا قبعته ذات الحواف العريضة ، نظر نيوفيليت نحو المظلة ، مد يده اليمنى وأخذها ، فتح نيوفيليت الباب من أجل تنزة قليلًا في أنحاء لندن .
ألقى نيوفيليت التحية على الحراس ، وأخذ خطوة واحده ، حتى نادى عليه الحارس .
" سيدي إلى أين أنتَ ذاهب ؟ أعذرني على سؤالي ولكنه أحتراز أمنِ ، وعلينا أن نعرف ذلك ، أنها تعليمات من العمدة "
نظر نيوفيليت بنصف عين ، ومن ثم ألتف أليهما ، وقال .
" أنا خارج لتنزة في المنطقة ، أحاول أن أخذ قسطًا من راحة مع الهواء البارد "
تحدث الحارس
" يجب عليّ مرافقتك لضمان سلامتك ، أيها المحقق ني .
لم يكمل جملته ، وإلا كان نيوفيليت يربت على كتف الحارس ، وقال له
" مهمتك حراسة المكتب عندما أكون داخلة ، أم عندما أكون خارجًا أنا المسؤول عن نفسي ، هل هذا واضح أيها الحارس " نظر نيوفيليت بعيون القرمزي الغاضب .
خرج نيوفيليت من المبنى خاصته ، وعندما خطا خطوتين ، بدأت السماء تمطر بغزارة ، فتح نيوفيليت المظلة .
' لحسن الحظ أني أحضرة المظلة ، لكنت الآن أسبح مع المطر '
كانت الأجواء مظلمة ، مع المطر والجو الكئيب في لندن ، كان نيوفيليت يسير في أزقة لندن المظلمة ، كان هنالك عدد قليل من الناس الخارج لتنزة ، وتكاد تكون النسبة معدومة ، أصبحت ساعة الثامنة مساءً ، وهو يسير في أرجاء المنطقة المظلمة .
نظر نيوفيليت إلى عمود كهربائي، يخرج صوت تلامس كهربائي ، كانت الأضاء تنقطع ، وتضاء مرةً أخرى ، وكان بجانبة كرسي طويل ، جلس نيوفيليت على الكرسي ، واضعًا مظلته بجانبة ، جَعل المطر يلامس وجه من كل نواحي .
جلس نيوفيليت يفكر بالقضية التالية ، رغم أنهُ كارة لهذه القضية ، لكن جنون التحقيق ، يجعل نيوفيليت لا يُسطر على نفسه .
' هذه القضية تتحدى مخيلتي الواسعة والضخمة ، قاتل يقتل كل أربع سنوات ، ما المغزى من تلك الحركة ، وأيضًا ما معنى أرسال ورقة إلى العمدة ، فيها محتوى غامض إلى أي شيء يشير هذا الأحمق . ولكن هذه القضية سوف تكون رائعَ ، لا بأس ببعض القضايا ، حتى أصل إلى المضمون عائلة الواكير ، ولغز هذا العالم الغريب '
أراد نيوفيليت النهوض ، ولكن أصابة صداع مرعب ، جعل نيوفيليت يسقط بسرعة على الأرض ، حتى أنهُ كان يصرخ من الألم ، أنقطع الصوت ، ومن ثم ظهر نيوفيليت - المهرج - جالس على كرسي ذو ظهر طويل . وهو نفس المكان الذي قابل فيه - لا تنسى أسمِ - .
كانت هناك امرأتان تجلسان مقابل بعضهما البعض، ورجلان يجلسان كذلك في مواجهة بعضهما البعض.
كان هنالك رجل غامض ذو عيون زرقاء ، وكان يضع قناع مرسوم عليه بالون الأحمر والأصفر ، قام الرجل الغامض بتحريك القطعة الشطرنج ، وبدأ بمحادثة نيوفيليت - المهرج - .
" سيد نيوفيليت أو المهرج ، هل لعب ، لعبة شطرنج يعد من الأشياء التي تحدد ذكاء الشخص "
كان نيوفيليت يحاول أستيعاب الأمور بشكل سريع ، وفي ردة فعل سريعة ، أجاب نيوفيليت بكل كبرياء .
" لعبة الشطرنج ، من الألعاب الغامضة ، ولكن لعبة تستطيع تحديد ذكاء شخص ؟ شيء غريب . ومخيف في نفس الوقت ، وأستطيع أن أقول ، لعبة شطرنج تؤدي في الأغلب إلى جنون العظمة "
تحدثت امرآة ، كانت على الجهة اليسرى من الطاولة ، كانت عيونها سوداء ، وشعرها أسود ، وتضع قناع مرسوم بالون الأحمر والأزرق .
" هل يمكن أستخدام لعبة الشطرنج لوسائل أخرى ، يا حضرة المحقق نيوفيليت " حركة الامرآة الحصان ، ومن ثم نظرة إلى نيوفيليت بعيون جميلة .
كان نيوفيليت ، يحاول أستخراج الأجابة من عندهم ، لذلك أجاب بسؤال ، ومن ثم سؤال بجاوب .
" كلا ، أنها فقط لعبة تنافسية عادية ، لا توجد لها أستخدامات أخرى "
صرخة الامرآة بصوتًا عالًا ، قائلة .
" كش ملك ،
ومن ثم نظرة إلى نيوفيليت بتلك النظرات الجميلة ، وتابعة كلامها .
في رأيك كم عدد المربعات الموجودة في لوحة لعبة شطرنج "
" أربع وستون مربعًا موجود " أجاب نيوفيليت بسرعة كبيرة ، دون الحاجة إلى تفكير .
" وفي رأيك كم عدد الجنود في لعبة شطرنج " ومن ثم رمت سؤال بكل سرعة نحو نيوفيليت .
" أثنان وثلاثون جنديًا ، موجود في لعبة الشطرنج " وأجاب بنفس السرعة .
بدأت المرآة بالتصفيق ، وقالت .
" أجابتك صحيحة ، ولكن يستطيع الشخص ملئ تلك المربعات بشكل كامل ، أليس هذا صحيح أيها المحقق "
كان نيوفيليت إلى هذه لحظة ، لا يفهم أي شيء ، يريد منهم التفسير الواضح والمباشر ، أحس نيوفيليت أن هنالك شيء لمس كتفة ، وكان هذا شيء هو الرجل الغامض الذي قام بلمس كتف نيوفيليت ،
ومن ثم إشار رجل الغامض بأصبع السبابة نحو لوح شطرنج الخاص بـ نيوفيليت ، و وجد نيوفيليت على لوح شطرنج جثث ممزقة ومقتولة بطريقة وحشية .
يوجد على لوح شطرنج مجموعة من الأشخاص الذين قتلوا بطريقة بشعة ، وعند تركيز على أجساد الضحايا سوف تجد أنه تم تغير أجزائهم لتشبه الجنود المستعملين في لعبة شطرنج .
فكرة تلحقها ، فكرةً أخرى ، كان نيوفيليت فقط يستمع إلى كلامهم ، حتى تحدث الرجل الغامض الآخر ، الذي كان يضع نفس القناع .
" الفكرة وما فيها ، أن كل شيء يستخدم للقتل أيها المهرج ، حتى الممحاة أستطيع قتل فيها شخص ، من خلال أجبارة على أبتلاعها "
حرك رجل الغامض الحصان ، أصبح الملك في وضع التهديد ، حتى قُتل الملك .
تحدثوا من في الغرفة بصوتًا واحد ،
" كش ملك ، أيها المهرج "
أستيقظ نيوفيليت في مكان غريب ، هذا المكان هو جسر لندن ، كانت مظلتة بالمقربة منه ، نهض نيوفيليت من الأرض ، أمسك مظلتة وفتحها ، نظر نحو البحر ، وبدأ يتسأل ، كيف وصل إلى هنا .
' هذا غريب . كيف وصلت إلى هنا ؟ إلم أكن جالس على مقعد في حديقة عامة ، هل هناك أحد أرسلني إلى هنا ؟ '
أخرج نيوفيليت سيجارة ، وبدأ بتدخينها ، ونفذ الهواء نحو قطرات المطر .
ابتسم نيوفيليت ، وقال
" هذا أفضل مكان للحديث عن القضية ، جسر لندن ، والمطر الجميل ، والجو الكئيب الهادئ والمخيف "
بدأ نيوفيليت يتحدث عن القضية ، وعن الأفكار التي عرف بعض الأجزاء منها ، وبدأ من الغوامض الذين كانوا في الطاولة .
' من هولاء الغوامض الذين رأيتهم في الطاولة ، وكأنهم أشخاص ذو علم متعدد الأكوان ، والمقايّس والأبعاد ، ولكن المناقشة معهم أعطت ثمارها ، حيث عرفت أن هذا قاتل يقوم بقتل الناس بواسطة لعبة شطرنج ، والأجساد التي رأيتها ، ما كانت إلا تعديل بشع قد فعلها بهم ، يالهُ من أسلوب مرعب ، ونأتي إلى الرسالة التي قرائها لي العمدة ، حيث كان المقصد بالجنود والمربعات والملك ، هو أجتماع القمة ، الذي سوف يُعقد في الشهر الرابع ، المغزى من كل هذا ، هو أن القاتل يتحدى الحكومة بهكذا حركة '
ابتسم نيوفيليت ابتسامة قرمزية عريضة ،
" لا يعرف أن الغامض قد أتى لسلب حياته الرخيصة "
رمى نيوفيليت السيجارة في النهر ، وأراد السير ، ولكن سمع صوت من خلف ظهرة ، جعلة يقف ساكنً مع تعابير مخيفة ، كان يردد كلمات واضحة ومخيفة .
" جسر لندن يسقط ، جسر لندن يسقط ، سيدتي الجميلة "