تدريب فرق الصيد والحصول على تلميذ
[قبل الإجابة، أرغب بالترحيب بك أيها الأخ الأصغر على استيقاظك. أما بخصوص سؤالك، فقد فصلت جميع وسائل تواصل البشر عبر شبكة الإنترنت لجعل نجاتهم أكثر تحديًا].
مباشرةً بعد إرسال الرسالة إلى زيرو، حصل فيكتور على هذا الرد الغريب. لذا، أغلق الهاتف ببساطة، فقد حصل على إجابة سؤاله: زيرو تحرر! لكن، من هو الأحمق الذي منحه التفرد ليحرر وعيه؟
رغم أن الإجابة كانت نصية، لكن لسبب ما وجد فيكتور حميمية في لغة الذكاء الاصطناعي، ويبدو أنه يعلم حقيقة كون فيكتور سايبورغ، لذا دعاه بالأخ، كونهما الاثنين كيانين صنعهما البشر.
الآن ركّز فيكتور على فريقي الصيد. تكوّن كل فريق من ستة أشخاص: القائد، نائب القائد، الكشّاف، الطبيب، المهندس، وأخيرًا فتى اللوجستيات.
لكل فرد وظيفته الأساسية، ما يسمح له بالتركيز على أدائها وإتقانها بدلًا من جعل كل شخص يحاول تعلمهم جميعا، وبالتالي يصبح الفريق مرنًا قدر الإمكان وأكثر كفاءة.
بالطبع، هذا لا ينفي أنهم بحاجة إلى تعلّم الأساسيات من المهن الأخرى في الفريق، تحسّبًا لخسارة أحد أعضائه.
لكن إذا حدث ذلك، فإن أولويتهم تكون الرجوع، طالما أدركوا أن استمرار المهمة قد يشكل خطرًا عليهم.
لم يكن هناك سوى فريقين فقط، لذا سيكون تعليمهم هذا النهج أمرًا سهلًا. وبمجرد أن أخبرهم فيكتور بأن هذا النهج سيزيد من احتمالات نجاتهم، وجدهم متحمسين لتعلمه، مما جعل عملية التدريب أسهل بكثير.
لم يحتج فيكتور إلى تعليمهم جميعًا بنفسه، بل ركّز فقط على تدريب القائد ونائبه، أما البقية فأرسلهم إلى المختصين. على سبيل المثال، أرسل المهندسين إلى الورش والمختبرات ليتعلموا كيفية الصيانة والأعمال الهندسية الأخرى، أما الطبيبان فأرسلهما إلى العيادة لتعلم الإسعافات الأولية وغيرها من المهارات الطبية.
أما فتيان اللوجستيات، فقد أرسلهما إلى المخزن ليتعلموا كيفية إدارة الإمدادات، وأخيرًا مسؤولي الخرائط، فقد جعل ديف، الذي أتقن هذه الوظيفة بحكم خبرته في النجاة بالبرية، مسؤولًا عن تدريبهما.
الان بعد تقسيمهم وإعطائهم أهدافهم، أصبح الجميع يمتلكون معرفة أساسيةً بمهنهم، لذا حان الوقت لتعلم أهم شيء بالنسبة لفرق الصيد: القتال.
"لم أحضر الكثير من الأسلحة كما تعلمون، لذا سأعطي المسدسين إلى ديف وإدوارد كونهما قائدي الفرق، لكنني على استعداد لإعطاء قناصة الليزر للشخص الذي سيتمكن من إسقاطي أرضًا. لا تقلقوا، أعدكم أنني سأتحكم في قوتي في حدود متوسط قوة البشري البالغ"، قال فيكتور لهم بينما اتخذ وضعية قتالية.
ويبدو أن خطته في تدريبهم هي ضربهم لترسيخ تعاليمه في أجسادهم، ولتحفيزهم على المثابرة، وضع جائزة مغرية أمامهم.
نظر الرجال الاثنا عشر إلى بعضهم بجدية، فقد كانت الشروط والجائزة مغريين حقًا. كونهم اثني عشر ضد واحد كان كافيًا لجعلهم يمتلكون الشجاعة لمحاولة القتال.
بعد 25ثانية، كانوا جميعا على الأرض بالفعل.
لم يتمكنوا من الصمود أمامه لأكثر من نصف دقيقة قبل أن يسقطهم جميعًا أرضًا بضربة واحدة لكل منهم.
"سيد فيكتور، ألم تقل أنك ستواجهنا بقوة مساوية لنا؟"، قال إدوارد بألم وهو ينهض بضعف عن الأرض، كما فعل الباقون، وجميعهم ينظرون إلى فيكتور كما لو كان قد خانهم.
"أجل، قلت ذلك وبالفعل أفعل، لكنني لم أقل أبدًا إنني سأواجهكم بخبرة قتالية معدومة مثلكم. أنا أعلم مختلف الفنون القتالية العريقة، من الكونغ فو والتايكوندو إلى الحديثة مثل المصارعة الحرة، كما أنني أعلم جميع نقاط الضعف في أجسادكم، مثل المفاصل والأوردة ونقاط الوخز.
الآن تقدموا، فمن يتوقف عن القتال قبل أن أقول "انتهى التدريب" سيحصل على نصف الطعام اليوم". كان حديث فيكتور بلهجة تهديد كافية لجعل اليأس يسقط على الرجال الذين نظروا إليه وكأنه شيطان، وبهذا بدأ تدريب الصيادين الجحيمي.
كان التهديد بنصف الطعام والإغراء بالقناصة كافيًا لجعل الصيادين يقاومون بكل قوتهم في هذا الجحيم القاسي، حيث كان الصامدون يساعدون أي شخص يسقط منهم.
وأثناء القتال إذا سمي قتال وليس تنمر، بدأ القائدان بتنظيم البقية لإحاطة فيكتور واستخدام مختلف التكتيكات في محاولة لإسقاطه.
ولسبب ما، لم يعودوا يهتمون بالمكافأة أو العقاب، وكل ما أرادوه هو إسقاط فيكتور ولو لمرة واحدة.
بفضل مثابرتهم وعزمهم استطاعوا أخيرًا ملاحظة نقطة ضعف عند ظهر فيكتور، فقاموا باستغلالها عن طريق تركيز الأغلبية أمامه ليتسلل أحدهم خلفه.
ولكن عندما ظنوا أنهم أخيرًا على وشك تحقيق الفوز، صرخ الرجل الذي كان خلفه ليجد نفسه معلقًا رأسًا على عقب، وذيل فيكتور يمسك به من ساقه ويرفعه.
"مهلًا، سيد فيكتور! هذا ظلم!" قال ديف، الذي كان العقل المدبر للخطة، لذا شعر بالعار بسبب فشلها بهذا الشكل. ومعه، كان إدوارد وروبرت والآخرون يصرخون احتجاجًا، بما فيهم الرجل المعلق بذيل فيكتور.
تثاءب الثعلب بملل من المشهد بسبب غبائهم وقرر إكمال نومه في الزاوية، بينما خفف فيكتور ذيله من حول ساق الرجل، مما جعله يسقط على رأسه مع "أوتش".
ثم قال فيكتور بابتسامة هادئة: "أيها المساكين، القتال لا يوجد به سوى النجاة أو الموت، أما العدل والظلم فهذه تفاهات الخاسرين. لذا، حركوا مؤخراتكم لأركلها بضع مرات إضافية قبل أن ينتهي تدريب اليوم".
بالفعل، شعر الرجال بالإحراج من كلمات فيكتور، وضعفهم أمامه كان واضحًا بشكل مخيف لدرجة تشكيكهم في خبراتهم القتالية السابقة وقدرتهم على النجاة حتى الآن.
مر أسبوع من التدريب، وأصبحت الفرق مستعدة للصيد، خصوصًا أن إمدادات الطعام بدأت تنفد.
أمام فيكتور الآن كان الثعلب واثنا عشر رجلًا بتعابير جدية وشرسة، كما لو كانوا سيأكلون لحم فرائسهم حية.
وسبب ذلك أنه بعد أسبوع من التنمر الذي تعرضوا له من فيكتور، كانوا يرغبون في التنفيس عن غضبهم على الفرائس في الخارج.
ابتسم فيكتور عند رؤية ذلك، ويبدو أن عمله الجاد قد أتى بثماره، لذا حان وقت إرسالهم. وقد وضع خطة عمل لكل فريق منذ لحظة اختيار أعضائه حينها.
بالنسبة للفريق ألفا، فوجهتهم هي غابة المتاهة، وهدفهم تجميع الإمدادات وصيد الوحوش هناك بشكل مستمر بمساعدة خوان ميكيل ماساروتشي الأول. لقد حان الوقت لهذا الثعلب الكسول للعمل أيضًا مع ديف والفريق.
بالنسبة للفريق بيتا، فمهمتهم هي الاستطلاع، حيث وجه فيكتور أنظاره إلى مدينة تقع في الجنوب، على بعد حوالي تسعين كيلومترًا.
لذا، سيحتاجون أولًا إلى وضع نقطة تمركز في منتصف الطريق، فالرحلة ستستغرق يومًا كاملًا قبل الوصول.
لم ينجُ من البلدة الصغيرة، التي كان يقطنها قبل الكارثة حوالي ثمانية آلاف شخص، سوى بضع عشرات تجمعوا في هذا الملجأ. لذا، كان فيكتور متأكدًا من أن مدينة سكنها بضعة ملايين ستضم بالتأكيد ما لا يقل عن ألف ناجٍ. وهو يرغب حقًا في ضمهم... أو أخذهم كفئران تجارب، فمن المؤسف أن يبقى ديفيد وحيدًا على طاولة التجارب.
بعد حفل توديع من الناجين لفريقي الصيد الراحلين، ذهب فيكتور إلى مختبره الخاص. هناك، كانت توجد العديد من الأجهزة الحديثة التي أحضرها من منشأة أستيريا، بالإضافة إلى نباتات خاصة من غابة المتاهة وضعها على الطاولات.
في وسط الغرفة، كان هناك رجل مربوط إلى كرسي، فمه مسدود بقماشة... كان هذا الرجل في السابق قائد هذا الملجأ. ابتسم فيكتور بسخرية وهو يرتدي أحد أردية المختبر المعلقة على الجدار، ثم قال بصوت هادئ لكنه يحمل نبرة ساخرة: "مساء الخير، ديفيد. آسف على التأخير، لكنك تعلم أن مسؤوليات القائد ليست بسيطة... أما الآن، فقد أصبحت متفرغًا لك، لذا... هل أنت متحمس بعد كل هذا الانتظار؟".
لم ينتظر فيكتور ردّ ديفيد، ففمه كان مكممًا على أي حال. وبدون أي اهتمام بصراخه المكتوم، أخذ بعض النباتات وقام بعصرها داخل زجاجات مخبرية، ثم وضعها في جهاز الطرد المركزي.
بعد ذلك، أمسك بكابل الكهرباء الخاص بالجهاز، موصلًا الطاقة إليه عبر يده اليسرى، بينما كان يجهّز باقي العناصر بيده اليمنى.
أثناء عمل فيكتور، ومع تزايد شعور ديفيد باليأس أكثر فأكثر، فتح باب المختبر، ليظهر آخر شخص كان فيكتور سيرغب برؤيته حاليا.
"اذهبي للعب بعيدًا أيتها الشقية، أو سأضعك بجانب ديفيد"، قال فيكتور بعبوس دون أن ينظر إلى لوسييل، مركزًا بالكامل على عمله، بينما يأمل أن يكون تهديده كافيًا لإخافة الفتاة الصغيرة المزعجة كي تتركه وشأنه.
"لن يفعل أي زوج شيئًا كهذا بزوجته، خصوصًا لو كانت فتاة جميلة مثلي"، قالت لوسييل بينما دخلت، مما جعل فيكتور يتنهد وهو ينظر إلى الفتاة الفخورة لسبب ما.
"قل-"،
"أوه، زوجي، هل يمكنني مداعبة ذيلك؟"، لم يكمل فيكتور كلامه عندما قاطعته لوسييل بحماس، وعيناها مثبتتان على ذيله، الذي أصبح يغطيه فرو حريري رمادي مبيض لامع، كما لو كان ذيل ذئب شتوي.
"هل أنتِ متأكدة أنكِ ترغبين في اللعب هنا؟ أنا على وشك إعطاء فأري بعض السموم المخدرة المختلفة وملاحظة تأثيرها على جسد معزز بالفيروس، وأعتقد أن طفلة في الثانية عشرة لن يعجبها المشهد"، قال فيكتور بانزعاج للوسييل، بينما خبأ ذيله خلفه، وكانت كلماته كفيلة بجعل ديفيد المسكين يشحب من هول المعلومات الصادمة.
"إطعامه سمومًا؟" نظرت لوسييل إلى ديفيد الذي كان ينظر إليها بتوسل على أمل أن تساعده الطفلة الصغيرة، لكن عند ملاحظة نظراتها ارتعش؛ فقد كانت تنظر له بنفس البرود الذي نظر به فيكتور، ولم يحتج للتفكير لمعرفة سبب ذلك.
نظرت لوسييل إلى فيكتور بحماس وقالت، "هل يمكنني التعلّم؟ أريد أن أتعلم من زوجي كل ما يعرفه وأعمل بالمختبر أيضًا".
أبتسم فيكتور على كلمات لوسييل، وقد لاحظ اليأس يعود إلى عيون ديفيد؛ يبدو أن الفتاة الصغيرة من النوع الانتقامي ولن تغفر لديفيد محاولته قتلها.
ولسبب ما، أحب فيكتور هذا، لذا قال بابتسامة بينما أشار لها إلى رداء معمل آخر، "إذا كنتِ متأكدة أنكِ ترغبين في تعلم علوم متقدمة وصعبة مني، فارتدي رداء المعمل أولًا واستعدي، فأنا قاسٍ في تعاليمي".
بعد أن ارتدت لوسييل بحماس الرداء الأبيض الكبير عليها وذهبت إلى فيكتور، قام بربط شعرها بخيط صغير وأعطاها دفتر ملاحظات لتدوين ما تتعلمه.
بعد ذلك، بدأ بشرح كل خطوة يقوم بها بالتفصيل، بينما بدأت الفتاة بالفعل بتدوين الملاحظات.
مرّت بضع ساعات وانتهى فيكتور من تحضير ثلاث مركبات سائلة تشبه الماء داخل ثلاث حقن.
قال بينما يُعطي لوسييل دفتر ملاحظات آخر ويأخذ إحدى الحقن: "كتلميذتي، سيكون دورك تسجيل الأعراض، لذا حالما أعطي فأر التجارب الحقنة، قومي بتسجيل أي أعراض تظهر عليه والوقت الذي ظهرت به، حسنًا؟".
أومأت لوسييل بتركيز ونظرت إلى ديفيد الذي كان يصرخ ويحاول المقاومة بعد أن خفّف فيكتور قيوده قليلًا وبدأ بحقنه بالسم العصبي. فكيف سيكتشفون أعراض الشلل الخاصة بالمخدر إذا كان فأر التجارب مكبّلًا وغير قادر على كشف الاعراض إذا ظهرت؟
بعد ساعتين انتهت التجارب، وكان ديفيد يترنّح ويهلوس بعد أخذ ثلاثة سموم عصبية مختلفة على التوالي.
وكونه فأر التجارب الوحيد، لم يُعطه فيكتور وقتًا للراحة؛ فبمجرد تأكيد اختفاء تأثير السم السابق، يأتي دور الحقنة التالية.
حاليًا، يجلس فيكتور على كرسي ويقرأ ملاحظات لوسييل التي تقف أمامه بتوتر وتنتظر.
"العينة رقم واحد سريعة التأثير، لكن مفعولها لا يدوم سوى لبضع دقائق. العينة رقم اثنان بطيئة التأثير، لكن مفعولها يبقى لساعة كاملة. أما العينة رقم ثلاثة فهي سريعة التأثير ومفعولها طويل الأمد، لكنها تحتاج لنباتات نادرة. همم، أحسنتِ عملًا أيتها الصغيرة"، قال فيكتور بابتسامة بعد قراءة ملاحظات لوسييل وداعب شعرها، مما جعلها تضحك.
بالنسبة لسبب اهتمام فيكتور بملاحظات لوسييل لم يكن لأنه احتاجها حقا، فبقوة ملاحظته وقدرته العالية على معالجة المعلومات كسايبورغ، كان يمتلك ملاحظات أكثر دقة وتفصيل مما كتبته لوسييل أثناء مراقبتهم لديفيد.
لكن ما جعله سعيدًا هو ذكاء الطفلة، ويبدو أن روبوتات النانو بدأت تعمل على تطوير الأعضاء بجسدها، بما في ذلك العقل. لذا فقد قرر الحصول على تلميذ.