تشققت الأرض تحت قدمي بيوم، العرق يتصبب من جبينه، أنفاسه تهدر كأنها زئير وحش مكبوت منذ آلاف السنين. فجأة انبثق من جسده نور غريب، ليس نورًا نقيًا، بل هالة مظلمة متوهجة يختلط فيها البنفسجي العميق مع رمادٍ قاتم. صارت تتصاعد مثل أعمدة دخان من جسده، تهز الهواء، وتفتت الصخور حوله. انبعثت الألواح… ليست تلك الألواح الصغيرة التي اعتاد استخدامها، بل ألواح فخارية ضخمة، حوافها مشققة وكأنها تحمل تاريخًا عمره قرون، سطحها مغطى بنقوش حمراء متوهجة. واحدة تلو الأخرى خرجت من هالته، تتطاير بسرعة جنونية، تلتف حوله وتدور مثل كواكب هائجة. كل لوح يهتز بصوت كالرعد، يضرب الهواء فيترك خلفه موجات انفجارية. نولان تجمد للحظة، جسده تحول مرة اخرى في هيئة الملك، طوله ثلاثة أمتار، قبضته كالمطرقة، تاجه يهتز مع ضغط الطاقة. عيناه تضيئان بدموية، "كنت أتوقع هذا…! كيف لي أن أربحه وهو من عائلة أودجين…؟ هالته ليست طبيعية، هذا… وحش حقيقي." رفع بيوم ذراعه، وصرخ، لتنهال الألواح الفخارية كالنيازك، تتحطم الأرض مع كل سقوط، وكل لوح ينفجر عند ملامسته للأرض، مشكلاً دوائر لهب وغبار تهز الميدان. نولان لم يتراجع. ضرب الأرض بقدمه، فارتفعت ارضية كله في اهتزاز، استجمع ملك اللعبة قوته المتبقية، وانفجرت من جسده هالة حمراء كالدم، تكسّر معها الفراغ نفسه، فتطايرت الشظايا كزجاج مكسور في الهواء. التقى الطرفان… ألواح فخارية هائلة الحجم، سرعتها تفوق السيف، تضرب من كل اتجاه، كأنها جدران موت متحركة. قبضة نولان تضربها واحدة تلو الأخرى، تهشمها، لكن كل تحطيم يولّد انفجارًا أكبر. صوت الرعد ملأ الساحة. الهواء نفسه صار مشتعلاً. الأرض غاصت تحت قدميهما لأمتار، وكأن ثقلهما لا يُحتمل. نولان صرخ مجنونًا: "تعال إذن يا بيوم! أرني إن كان دم أودجين يستطيع سحق ملك اللعبة!!" فاندفع الاثنان إلى وسط الميدان. الألواح تصطدم بجسد نولان من الخلف، من الجانبين، من فوق، وهو يصدها بقبضاته وركلاته، كل تصادم يولّد انفجارًا يرفع الغبار إلى السماء. أما بيوم، فقد صار جسده محاطًا بدوامة ألواح هائلة، تدور بسرعة الضوء، تقصف نولان بلا توقف. تصادما بقبضاتهما وسط الانفجارات. مئة لكمة في ثانية. كل ضربة تُمزّق الجلد، تكسر العظام، تشعل الدم في الهواء. الجدران الفخارية تنفجر مع ضربات نولان، بينما الأرض تتفتت من وطأة تصادمهم. وأخيرًا، هدر بيوم بأقصى قوته، جمع كل ألواحه الفخارية حوله، حتى غطت السماء، ثم أطلقها دفعة واحدة. انفجار هائل مزّق الفضاء، ملأ الأفق بوميض أبيض-أحمر. نولان، في قلب العاصفة، صرخ بضحكة جنونية، وحاول صدها بيديه، لكن قوة بيوم غمرت كل شيء. ارتج الميدان كأنه سينهار. دُفعت موجة الانفجار عبر الحقول، فهوت الصخور مثل المطر، وارتفعت أعمدة الدخان إلى السماء. ارتجّت الأرض تحت أقدامهما، كأن السماء نفسها تضيق بهما. بيوم غارق في هالة سوداء بنفسجية، ألواحه الفخارية والزجاجية والحديدية تتجسد بحجمٍ هائل، بعضها يدور كالمدارات حول جسده، والبعض الآخر يصطفّ كجنود في صفوفٍ لا تنتهي. نولان، بهيئة الملك، مغطّى بالدروع الذهبية السوداء، تاجه يلمع تحت لهيب اشتعال طاقته، عيناه محمرتان كدمٍ يغلي، اشتعلت الألواح، كل واحدة منها تصرخ بطاقة انفجارية. ثم فجأة انهالت على نولان كالعاصفة، سرعة تضرب الهواء نفسه فتشقه شقًّا، والسماء تُضاء بوميض أبيض وأحمر. نولان يصدّ بقبضاته العملاقة، يركل الألواح، يحطمها، لكنه يُدرك أن كل واحدة تنفجر مثل قنبلة صغيرة. جسده يتشقق من شدة الانفجارات. بيوم يهدر بصوتٍ مدوّي، ويقفز وسط غبار المعركة. قبضاته تتحطم على صدر نولان، على وجهه، على ذراعيه. كل لكمة تُحدث انفجارًا داخليًا في جسده، حتى أن الدروع بدأت تتشقق. الملك يزأر، يطلق موجة من الطاقة السوداء تدمر نصف الميدان، الجنود الذين ولدوا من لعنة اللعبة يتفتتون رمادًا، ومع ذلك… بيوم يخرج من وسط الدمار، نصف جسده مغطى بالدماء، عيناه مجنونتان، وألواحه الفخارية تدور كعجلة موت. بيوم (بصوت مخنوق، لكنه قوي): "هذه النهاية يا نولان!!" يضرب الأرض براحة يده، فتنفجر الألواح كلها في آنٍ واحد! انفجارات هائلة تغطي السماء، صوتها كالرعد، الميدان كله يختفي في عاصفة من النار والزجاج والحديد المحطم. نولان يصرخ صرخة أخيرة، جسده يتفتت تحت ضغط القوة. تاجه يطير في الهواء، دروعه تتناثر قطعًا. نولان (قبل أن ينهار): "هاه… كنتُ الملك… لكنك… كنتَ وحشًا حقيقيًا، بيوم…!" ثم يسقط. جسده يتبخر مع آخر انفجار، لا يبقى سوى شظايا رماد تحترق وتذوب في الأرض. بيوم يترنح وسط الحطام، يتنفس ببطء، صدره يرتفع وينخفض بجهد، الدماء تقطر من جبينه، لكنه واقف… ينظر إلى السماء المظلمة، يبتسم ابتسامة مائلة. بيوم (بهمس): "انتهى… الملك… مات." الهدوء يعود فجأة. لا أصوات، لا انفجارات. فقط جسد بيوم المتعب وسط بحر من الركام والنار البطيئة.