السماء تزداد احتقانًا.

‎الدخان بدأ يتصاعد من بعض الحلبات.

‎الدم سال، والعيون شاخت قبل أوانها.

‎لكن الحلبة السابعة... كانت تنتظر ضيفًا مختلفًا.

‎صوت المشرف:

‎> "الثنائي الثالث: أيزن هيلسن و بارتو سين!"

‎سكون.

‎ثم خطوات ثقيلة... ووجه يبتسم.

‎أيزنظهر.

‎فتى بوجه طفولي... ملامحه ناعمة، شعره كستنائي متموج، عيناه واسعتان كأنهما لا تعرفان النوم.

‎لكنه… يبتسم. دومًا.

‎ابتسامته ليست بريئة… إنها من النوع الذي تراه في الأفلام قبل أن يحدث شيء مروّع.

‎أما بارتو؟

‎فهو الأطول، وأكثرهم هدوءًا.

‎كان يُعتبر صديق غاندي المقرّب.

‎كان الوحيد الذي لم يتضايق من غرابة الفتى.

‎والآن… يقف أمامه، خصمًا.

‎أيزن بدأ يضحك بصوت منخفض، وقال:

‎> "بارتو... أتذكر لما قلنا أننا سنهرب من هنا معًا؟"

‎بارتو لم يجب. كان يحمل عصًا حديدية، ومهارته معروفة:

‎مهارة بارتو: "الضربة المتراكمة"

‎كلما زادت عدد ضرباته الفاشلة، ازدادت قوّة ضربته التالية.

‎أيزن؟

‎لم يعرف أحد ما هي مهارته بالضبط.

‎كل ما يعرفونه… أن الذين قاتلوه في التدريب، لم يخرجوا بنفس النفس.

‎دخلوا الحلبة… أُغلق الباب.

‎> "ابدأوا."

‎بارتو تقدّم أولًا، وهاجم.

‎ضربة سريعة على مستوى الكتف… أيزن تفاداها وكأنه يرقص.

‎ضحك.

‎ضربة ثانية على الصدر… لم تصبه.

‎ أيزن قفز للخلف… ثم قال:

‎> "واحدة... اثنتان... زدني يا بارتو… زدني!"

‎ضربة ثالثة، ورابعة…

‎بارتو أصبح غاضبًا، وجهه يتصبب عرقًا.

‎أيزن يتفادى… ويرقص.

‎ثم فجأة... توقّف.

‎"مهارة أيزن: "تقليد الإيقاع"

‎أيزن يستطيع حفظ توقيت ضربات خصمه بعد ثلاث هجمات متتالية، ويبدأ بتقليد إيقاع حركته، مما يسمح له بتوقّع كل خطوة، وكأن جسده دخل مزامنة قاتلة.

‎وفجأة... تغيّر كل شيء.

‎أيزن توقّف عن التراجع.

‎بل تقدّم!

‎ضرب بارتو على ركبته اليسرى،

‎ركله على الحنجرة،

‎ثم…

‎ضربه بكوعه في عينه.

‎بارتو تراجع، فقد التوازن.

‎غاند

‎أيزن ركض نحوه، وأمسك بعصاه الحديدية…

‎وسحبها منه فجأة.

‎> "هل تعرف؟… كنت دومًا أريد أن أجرّب هذه العصا."

‎ضربه.

‎ضربة على الكتف.

‎ضربة على الأنف.

‎ضربة على اليد حتى تكسّرت أصابع بارتو.

‎بارتو صرخ:

‎> "أيزن… توقف!!"

‎أيزن اقترب، همس في أذنه:

‎> "أنت من قلت إننا سنخرج معًا… لكنك لم تقل كيف."

‎ثم رفع العصا…

‎وضرب بها رأس بارتو.

‎صوت التهشيم سمعه الجميع.

‎الدم سال من بين الحجارة.

‎أيزن وقف، رفع العصا إلى فوق، ونظر إلى السماء وهو يقول:

‎> "أنا… نجحت، أليس كذلك؟"

‎المشرف بصوت ميت:

‎> أيزن هيلسن... ناجح."

‎أيزن مشى خارج الحلبة، يجرّ العصا… يضحك.

‎لكن خلف ابتسامته،

‎تلك العينان… لم تكن فيهما روح.

‎الثنائي الرابع: غاندي تاياي و فاندي تيرنر!"

‎صوت المشرف ارتطم بجدران الحلبة مثل ضربة مطرقة على تابوت.

‎الحلبة التاسعة.

‎واحدة من أبشع الحلبات:

‎مليئة بالأطراف الحديدية المعوجّة، والرطوبة تجعل الأرض زلقة،

‎وفوقهم شبكة حديدية مهترئة، تسقط منها قطرات سوداء كأنها لعنة.

‎غاندي دخل أولًا، وابتسامته تسبقه.

‎ثم دخل فاندي… فتى قصير، ممتلئ الجسد، أحمق النظرة، لا يتقن غير الصراخ في اللحظات الحرجة.

‎لكنه كان يملك شيئًا واحدًا:

‎مهارة “تضخيم اليدين” — يمكنه جعل ذراعيه أكبر، أقوى، أكثر تماسكًا… كأنهما مطرقتان بشريتان.

‎وقف الاثنان.

‎غاندي لم يتكلم… حتى بدأ المشرف العد التنازلي.

‎> "3… 2… 1…"

‎"ابدأوا."

‎فاندي كان متردّدًا، مرتبكًا.

‎> "غاندي… أيمكننا أن—"

‎لم يكمل.

‎غاندي انقضّ عليه.

‎لم ينتظر أي نقاش.

‎ركله في البطن،

‎ثم في الفخذ،

‎ثم صفعه على الوجه وكأنه يعامله كدمية قماش.

‎> "استخدم مهارتك، هيا!"

‎"أرني عضلاتك الكبيرة!"

‎"دعني أراك تحاول!"

‎فاندي شهق، وصرخ فجأة:

‎> "تضخيم!"

‎ذراعاه انتفختا فجأة، أصبحا أثخن بمرتين،

‎العروق ظهرت كالأنابيب، ويده اليمنى هبطت على الأرض بقوة تكسر الحجر.

‎> "سوف... أدافع عن نفسي!"

‎صرخ، وركض نحو غاندي، محاولًا تحطيمه بضربة.

‎لكن غاندي كان يُراقب مثل راقص في مسرح الجريمة.

‎تسلّل من تحت يده،

‎قفز على كتفه،

‎وضربه في أنفه بمرفقه.

‎الدم انطلق.

‎غاندي تمتم:

‎> "ثقيل... بطيء... وغبي."

‎ثم همس:

‎> "لهذا اخترتك."

‎فاندي ضرب مجددًا.

‎ضرب، وضرب… حتى تكسّرت الأرض من تحت قدميه.

‎لكنّه لم يصب غاندي مرّة.

‎غاندي ضحك كأنها حفلة.

‎ثم…

‎أمسك برأس فاندي من الخلف،

‎وسحبه بعنف نحو أحد المسامير الحديدية البارزة في الجدار.

‎"كـرااك!"

‎غرَز رأسه فيه.

‎فاندي صرخ.

‎ضرب غاندي مؤخرة عنقه،

‎ثم قفز على صدره، وبدأ ينهال عليه بالركلات… كأنه يحاول سحق قلبه تحت أقدامه.

‎"كفى!!!"

‎صرخ فاندي، والدم يخرج من أنفه وأذنه.

‎غاندي قال بهدوء:

‎> "هذا صوت الضعفاء."

‎ثم أمسك ذراعه اليمنى المنتفخة،

‎وثبّتها برجله،

‎وسحبها بكل قوته حتى انخلعت.

‎صرخة فاندي كانت غير بشرية.

‎غاندي رماها بعيدًا،

‎جلس فوق صدره،

‎ونظر إلى عينيه مباشرة.

‎> "أتعرف، أنا لا أكرهك يا فاندي... أنا فقط لا أراك إنسانًا."

‎وغرس سكينًا صغيرة في رقبته.

‎ثلاث مرّات.

‎بلا تردد.

‎المشرف بصوت خافت:

‎> "غاندي تاياي .. ناجح."

‎غاندي نهض، نظف يده في قميص فاندي،

‎ثم همس في أذنه:

‎> "على الأقل... ساعدتني في الوصول."

2025/08/04 · 2 مشاهدة · 852 كلمة
onitchannn
نادي الروايات - 2025